تجيء كطيف شقاه الغياب ... فأهطل دمعا يغطي الأراضي يطول القباب ... و أطلق في عمق قلبي شجونا ... و في عمق روحي أهال العذاب ... تجيء و كلي غرامٌ مَشُوْقٌ ... لعذب التلاقي لحلو الإياب ... تجيء و سحر المعاني انسكاب ... و لحن القوافي فتون انجذاب ... تجيء فتغزو فؤادي بعشق ... و تسكب دمع الفراق ... و تشعل نار العتاب .
في بهجة العيد ... و هي تمشي من بعيد ... لتعيد أطباقا ملأت بالقديد ... لمحتها عابرة و عاطرة ... أرجاء المكان ... لا ترفع عينيها عن الأرض إلا مرة أو مرتين ... و في قلبي تذيب وردتين ... تنظر في بسمة هادئة ... و لمحة خاطفة ... فتخطف بصري في عينيها الناعسة ... و خطواتها الهامسة بالحب ... كنت أحيا عشقا و أموت عشقا بين خطوة و أخرى ... أقترب فتزداد خجلا بصمت ... يبدو نبضها على خديها تفاحًا ... و فؤادها على شفتيها انشراحا ... فأخشى أن يمر عابر ... فأترك قلبي معها ثم أغادر .
تجيء من العبق ... من زرقة السماء ... و من بهجة الشفق ... تجيء من البَرَقْ ... من الشروق و الغروب ... و من تبسم الفلق ... تجيء كوكبا كالأرض تعشقه الحياة ... و تسكنه براءة الأضواء ... و هيبة الغسق ... تجيء لتنجلي غمامة الأحزان ... و ينجلي الكتمان ... بأحرفٍ في بوحها ألق ... تجيء كشحنة الغيمات ... تجذب خافقي ... فيهطل من بيننا أنشودة العشاق في أرض الورق .
تذيب النقاء بماء الضياء ... لتروي بطهرٍ قلوب الجفاء ... قلوب الوفاء ... و تمطر خيرا عميما عميما يعم الجميع كمثل السماء ... فقلبي لديها أمان أمان و حبي لديها صفاء صفاء ... أيا روح روحي إليك حروفي تغني غناء ... و شعري يفيض جمالا لحبي ولاء ولاء ... إليك اشتياقي و عشقي و كل التحايا بلون البهاء .
أبسط من عمري زمنا
يشتاق لقلمي أوراقه
يحدثني شيء من إبداع
لونا من نظم الأوجاع
أو فنا أهديه ليلي ليلى
على إيقاع
كنت بيوم أتمنى صفة الشعراء
لأترجم إحساسا
يخنقني
يقتلني
في قصة حب غراء
في عشق أبيض
يفتح أبواب النور
نحو غناء الحور
و سماء مملوء بسرور
لا زلت كما كنت طفلا
يحدق في أعشاش النخل
يتمنى لو يسكنها
يتمنى أن يكبر
و يطير بعيدا كالنحل
أوراق تخرجني من طور العمر
تحكيني أشواقا كالمهل
لا زلت أفتش عنها في تلك الأوراق المنثورة
هي أسطورة
و معاني كلمات منشورة
في صفحات القلب
لا زلت وحيدا أتسكع كالمجنون
و أهذي كهذاء المسكون
لا زلت طليقا
أمرح فوق زقاق الحارة
مع أصحاب
و في أيدينا طيارة
و شيء من لعب السيارة
لا زلت بريء لا أحمل أوزارا
بل أسرارا أعرف منها معنى الحب
المؤلف : فتى كان هنا .
سبق و قمت بنشر الكلمات في معرف صقر الوغى بفيسبوك .