https://mrkzgulfup.com/do.php?img=86367

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 77

الموضوع: سبلة القصص والروايات ( للنصوص المميزه ) نتاج فكري + منقول

  1. #11
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    القصه رقم (6)

    للعضو المتألق الكاتب عملاق الشعر
    بعنوان (آخر ظهور )

    على الرابط التالي


    http://omaniaa.co/showthread.php?t=5514

    اخر ظهور

    قصة بقلمي وهي اول محاولة لي في كتابة القصص
    مع العلم باني لست كاتبا للقصص
    عاد انتو سايروني قولو حلو ههههههههههه


    قصة واقعية
    في صغري كان لدي صديق اسمه "
    هارون
    " كان جاري وكنا ندرس في نفس المدرسة
    نذهب الى المدرسة سويا وفي العصر نلعب سويا
    عشنا طفولتنا وصداقتنا اياما جميلة
    كنا نذهب للصلاة سويا وكنا حريصين لأداء الصلاة جماعة
    يُعاتب بعضنا الاخر عند تاخره للصلاة
    وبعد فترة انتقلت انا من تلك المنطقة الى منطقة اخرى فقل تواصلنا فقط نلتقي في المدرسة
    وعلمت ان
    هارون
    اصبح مؤذنا في نفس المسجد الذي كنا نصلي فيه وفرحت بذلك
    وبعد تخرجنا درسنا في نفس الجامعة انا و "
    هارون
    "
    اذكر في يومٍ من الايام قال لي
    هارون
    : عملاق اعجبت بفتاة في صفي وانا اريد ان
    اتزوجها

    عملاق
    :ماشاء الله جميل جدا ولكن الا تعتقد بان الوقت لازال مبكرا فانت ما زلت طالبا وليس لديك مصروف شهري
    هارون
    :ساتدبر امري فانا جاد واريد
    الزواج
    منها فهي فتاةٌ جميلة خلوقة
    عملاق
    : هارون لا يغرك جمالها فربما هو مجرد اعجاب لانك دخلت عالما جديدا فلم يسبق لك ان تكون في نفس الصف مع الجنس الاخر.

    ثم اغلقلنا الموضوع
    وبعد فترة تخرجت انا قبل هارون
    وجائني اتصال من هارون
    هارون
    :عملاق استعد سادعوك لعقد قراني بعد حوالي شهرين
    عملاق
    :ما شاء الله متى وكيف
    هارون
    :لقد تركت الدراسة وحصلت على وظيفة بسيطة حتى "اتزوج"
    عملاق
    :جميل جدا اسأل الله ان يوفقك ويرزقني زوجة صالحة
    وبعد شهر او شهرين تقريبا
    كنت في عملي في تلك الفترة كان لدي ضغط في العمل اعمل الى ساعاتٍ متاخرة
    وفجأة جائتني رسالة من
    هارون
    يدعوني لحضور
    عقد قرانه
    يوم
    الخميس
    بعد صلاة العشاء
    ففرحت عندما رأيت رسالته واخبرت زملائي في العمل هذا صاحبي "
    هارون
    "وهو اصغر مني سنا
    سيتزوج
    وانا لازت انظر الى وجوهكم الى الان هههههههه
    فأخبرت المشرف إن
    هارون اعز اصدقائي
    ومهم جدا ان احضر
    عقد قرانه يوم الخميس
    لذلك لن أأتي الى العمل في ذلك اليوم
    فرفض المشرف بسبب ان العمل الذي كنت اقوم به لا يستطيع شخص اخر ان يعمله
    ..وفي يوم
    الخميس
    وهو يوم
    عقد القران
    طبعا انا في العمل واحدث زملائي ان اليوم فرح
    هارون
    وانا لم اذهب
    فقلت لا بأس سوف اتصل به صباح
    الجمعة
    لأهنيه
    وبعد عودتي الى المنزل كالعادة مباشرة اخلد للنوم وفي بالي بأني سأتصل
    بهارون
    صباحا
    وفي الصباح تقريبا في الساعة
    السابعة

    استقبلت
    اتصالا
    من صاحبي ويتكلم بكل برود
    عبدالله
    : عملاق كيف حالك
    عملاق
    :بخير الحمدلله "وانا متعجب من اتصاله مبكرا وفي يوم
    عطلة
    "
    عبدالله
    :هل وصلك خبر عن
    عزاء
    "
    هارون
    "
    عملاق
    :ههههه تقصد
    عقد قرانه
    اعلم ان الكل متعجب من عدم حضوري ولكن ظروف العمل اجبرتني
    عبدالله
    :لا انا اقصد
    عزاء
    وليس عقد قران
    عملاق
    :ومن اللذي توفى
    عبدالله
    :هارون توفى
    عملاق
    : عبدالله دع عنك هذا المزاح وتحدث معي بجدية
    انت تقصد ان هاورن عقد قرانه يوم امس

    عبدالله
    :نعم
    عقد قرانه وتوفي
    في النفس اليوم والخبر وصلنا من الفجر
    عملاق
    :عبدالله هل انت واثق من كلامك؟
    عبدالله
    : نعم انا متأكد والدفن الساعة كذا.
    عملاق
    :وعقد القران؟
    عبدالله
    :
    لقد عقد قرانه في المسجد وتجمعنا جميعا وبعد التهنئة ذهب الى بيت العروس حتى يقرأ عليها
    وعند عودته الى منزله تعرض لحادث وتوفى.

    ثم اقفلت الخط مباشرة ولم استطع التحدث ويداي ترتجفان لا اعلم ما حل بجسدي
    فدموعي بدات تتساقط على خدي والخبر لازلت لا استوعبه
    كيف عقد قرانه وتوفى في نفس اليوم
    واتذكر كلامه واصراره وعزمه على الزواج
    اتذكر انه كان يعمل بجد حتى يحقق حلمه ويتزوج
    اتذكر صورته في الجامعة عندما كان يحدثني عن رغبته في الزواج
    اتذكر اتصاله رسالته كل شئٍ حدثني فيه في الفترة الاخيرة.
    بعدها
    خرجت من غرفتي والدموع ما زلات في خدي والكل يسألني ما بك
    فالجميع في بيتي يعرفون هارون ويعرفون انه عقد قرانه يوم امس
    فاخبرتهم بالخبر وحتى انني لم استطع اكمال حديثي
    كنت اعاتب نفسي كثيرا لانني لم احضر عقد قرانه لانظر الى وجهه المشرق بالنور نظرة اخيرة
    كل اهالي المنطقة حزنوا عند سماع هذا الخبر
    وحتى المصلين في المسجد فقد اعتادوا على سماع صوت اذانه

    وانا بشكل دائم اراقب هاتفه "اخر ظهور"
    واعجب حين ارى شخصا يتضايق من زميله من اخر ظهور ولم يرد على رسالته

    وانا ارى في رقم هارون اخر ظهور لا يتجدد هو نفسه اخر ظهور من عقد قرانه واخر ظهور له في هذه الارض

    اسأل الله ان يغفر له ويرحمه ويسكنه في الفردوس الاعلى
    واسال الله ان يجمعني واياه في جنات الخلد


    هذه قصتي مع هارون واخر ظهور له

    تقبلوا قلمي المتواضع
    التعديل الأخير تم بواسطة قائد الغزلان ; 29-09-2014 الساعة 09:59 AM

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


    •   Alt 

       

  2. #12
    متذوق شعر وقصص بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية عملاق الشعر
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    مسقط
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    10,823
    Mentioned
    1 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    صباحكم/مسائكم ورد


    اولا اشكر ادارة القصص والروايات
    على تقيمهم لقلمي المتواضع الذي لم اتوقع ان يُقَيم

    لكم جزيل الشكر لاختيار قصتي
    وهذا من ذوقكم الراقي


    شكرا لكِ نوارة جزيل الشكر
    إلهي لاتُعذبني فإني
    مقرٌ بالذي قد كان مني
    ومالي حيلةٌ إلا رجائي
    وعفوك إن عفوتَ وحُسن ظني
    وكم من زلةٍ لي في الخطايا
    وأنت علي ذو فضلٍ ومنِ

    إذا فكرتُ في ندمي عليها
    عضضتُ أناملي وقرعتُ سني
    يظن الناسُ بي خيراً وإني
    لشرُ الناسِ إن لم تعفُ عني
    أجنُ بزهرةِ الدُنيا جنوناً
    وأقطعُ طولَ عُمري بالتمني


  3. #13
    كاتبة ومتذوقة قصص وروايات الصورة الرمزية قائد الغزلان
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    أحب وطني!!
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    23,156
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    القصة (7)
    بعنوان:.
    مرقة رقبة بقرة علي القرقبي قصة أكثر من رااااااااائعة

    للمتذوق:.نديم الماضي

    رابط القصة:.

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=6862





    من أعجب ما سمعت
    : مرقة رقبة بقرة علي القرقبي بقلم د/ محمد بن أحمد الرشيد قال
    : بداية القصة كانت حين كلفت بتدريس مادة القرآن الكريم والتوحيد للصف الثالث الابتدائي قبل نهاية الفصل الدراسي الأول بشهر واحد، حينها طلبت من كل تلميذ أن يقرأ، حتى أعرف مستواهم، وبعدها أضع خطتي حسب المستوى الذي أجده عندهم. فلما وصل الدور إلى أحد التلاميذ وكان قابعاً في آخر زاوية في الصف، قلت له اقرأ.. قال الجميع بصوت واحد (ما يعرف، ما يعرف يا أستاذ)؛ فآلمني الكلام، وأوجعني منظر الطفل البريء الذي احمر وجهه، وأخذ العرق يتصبب منه، دق الجرس وخرج التلاميذ للفسحة، وبقيتُ مع هذا الطفل الذي آلمني وضعه، وتكلمت معه، أناقشه، لعلي أساعده، فاتضح لي أنه محبط، وغير واثق من قدراته، حتى هانت عليه نفسه؛ لأنه يرى أن جميع التلاميذ أحسن منه، وأنه لا يستطيع أن يقرأ مثلهم، ذهبت من فوري، وطلبت ملف هذا الطفل؛ لأطلع على حالته الأسرية، فوجدته من أسرة ميسورة، ويعيش مع أمه، وأبيه، وإخوته، وبيته مستقر، واستنتجت بعدها أن الدمار النفسي الذي يسيطر عليه ليس من البيت والأسرة، بل إنه من المدرسة، ويرجع السبب حتماً إلى موقف محرج عرض له من معلم، أو زميل صده بعنف، أو تهكم على إجابته، أو قراءته، شعر بعدها بهوان النفس والإحباط، وأخذت المواقف المحرجة والإحباطات تتراكم عليه في كل حصة من المعلمين والزملاء، عندها فكرت جدياً في انتشال هذا الطفل مما هو فيه، خاصة وأنني أعرف بحكم الخبرة مع الأطفال أن كل ذكي حساس، وكل ذكي مرهف المشاعر، ولا يدافع عن نفسه، ولا يدخل في مهاترات قد يكون بعدها أكثر خسارة. وبدأت معه خطتي، بأن غيرت مكان جلوسه، وأجلسته أمامي في الصف الأول، وقررت أن أعطي هذا التلميذ تميزاً لا يوجد إلا فيه وحده، ليتحدى به الجميع، وعندها تعود له ثقته بنفسه، ويشعر بقيمته وإنسانيته بين زملائه، خاصة بعد أن عرفت قوة ذكائه. كتبت له جملة صعبة النطق، وأفهمته معاني كلماتها، حتى يتخيلها فيسهل عليه حفظها. كنا نرددها ونحن صغار، كتبتها على ورقة صغيرة، ووضعت عليها الحركات، وقلت له: احفظ هذه الجملة غيباً بسرعة، ولا يطَّلع عليها أحد من أسرتك، ولا من زملائك، وراجعتها معه خلسة عن أعين التلاميذ حين خرجوا إلى الفسحة، إذ لم يكن هو حريصاً على الفسحة، لأنه ليس له صاحب ولا رفيق، وكنت قد عودت تلاميذي على أن أروي لهم قصة في نهاية كل حصة شريطة أن يؤدوا كل ما أكلفهم به من حفظ وواجبات، وإذا تعثر بعضهم أو أحدهم في الحفظ أو الواجب منعت عنهم القصة، ليساعدوا زميلهم المتعثر في حفظه، أو واجبه، ويعاتبوه لأنه ضيَّع عليهم القصة. بعدها التزم الجميع بواجباتي لهم؛ حفاظاً على رضاي، وتشوقاً إلى استمرار القصة. وفي أحد الأيام، وبعد أن قام الجميع بالتسميع طلبوا مني إكمال قصة الأمس، فقلت لهم: إلى أين وصلنا فيها؟ قالوا: وصلنا عند السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ديار بني سعد، ماذا حدث بعد ذلك؟ فقلت لهم: لن أكملها لكم اليوم، فتساءلوا جميعاً: لماذا يا أستاذ؟ كلنا أدينا التسميع والواجبات! قلت لهم: عندي قصة جديدة، أرويها لكم اليوم فقط، وغداً نعود لإكمال قصة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا وما هي؟ فسردت عليهم قصة من خيالي، من أجل أن أُدخل فيها الجملة الصعبة التي حفظها ذلك الطالب وفهمها سلفاً، وقلت لهم: إن هناك جماعة يسكنون قرية واحدة يقال لهم (القراقبة)، كانوا يحتفلون بعيد الأضحى، ويذبحون فيه البقر، ويتفاخرون بذبائحهم، حتى أن كل واحد منهم يربي بقرته من شهر الحج إلى شهر الحج سنة كاملة، يغذيها بأجود الأعلاف، حتى تكون سمينة، وكان عند (علي القرقبي) بقرة يربطها أمام باب بيته في القرية، وكانت أكبر وأسمن بقرة في القرية كلها، والكل يتمنون متى يأتي الحج، وتذبح هذه البقرة، ليشربوا من مرقها، ويأكلوا من لحمها. ولكن المشكلة أن أهل القرية عندهم عادة هي أنهم إذا ذبحوا الأضاحي يطبخون رقابها، ويضعون المرق في أوانٍ، تجمع في المكان الذي يتعايدون فيه، فدخل الشباب وأخذوا يتذوقون المرق من كل إناء، فصاح أحدهم مفتخراً بذكائه: عرفتها، عرفتها، فقالوا له: ماذا عرفت؟ قال: ( أنا عرفت مرقة رقبة بقرة علي القرقبي من بين مراق رقاب أبقار القراقبة ) وبعد هذه العبارة قلت لتلاميذي: من الذكي الذي يعيد هذه العبارة، فتفاجأوا جميعاً، وطلبوا مني إعادتها، فأعدتها لهم، وقلت: من الذكي الذي يعيدها؟ فحاول رائد الصف، والذين يشعرون في أنفسهم بالتميز، فلم يستطيعوا إعادة حتى ثلاث كلمات منها، فقلت لهم: هذه لا يستطيع أن يقولها إلا ذكي فهم معناها، أين الذكي فيكم؟ والذي يريد المشاركة أطلب منه الخروج عند السبورة ومواجهة زملائه، وأنا أنظر إلى هذا التلميذ، فإذا نظرت إليه يخفض يده؛ لأنه يخشى الإخفاق، فثقته بنفسه معدومة، خاصة أنه رأى فلاناً وفلاناً من الذين يشار إليهم بالبنان يتعثرون، وأين هو من هؤلاء الذين أخفقوا؟ وإذا أعرضت عنه ألمحُ أنه يرفع إصبعه عالياً. وبعد أن عجز الجميع طلبت من هذا الصبي

    1- أن يقول الجملة وهو جالس في مكانه، وذلك لخوفي عليه إذا خرج ونظر إلى التلاميذ أن يصيبه البكم الاختياري، من شدة خجله وحساسيته، فقالها وهو جالس على كرسيه؛ فصفقت له، وإذا بي أنا الوحيد المصفق، وكأن التلاميذ لم يصدقوني، لأنه قالها بصوت خافت، علاوة على أن التلاميذ لم يلقوا له بالاً

    2- طلبت منه إعادتها مرة ثانية، ولكن أمرته بالوقوف في مكانه، مع رفع الصوت، وابتسمت في وجهه، وقلت له: أنت البطل، أنت أذكى من في الفصل، فقام وأعاد الجملة، ورفع صوته، فصفقت له أنا ومن حوله من التلاميذ، فقال الآخرون: قالها يا أستاذ! قلت نعم، لأنه ذكي

    3- الآن وثقت من هذا التلميذ العجيب بعد أن حمسته، وشجعته، وظهر لي ذلك في نبرات صوته. فقلت: أخرج أمام السبورة، وقلها مرة أخرى، وأخذت أشحذ همته وشجاعته، أنت الذكي، أنت البطل، فخرج وقالها والجميع منصتون، ويستمعون في ذهول

    4- ثم طلب مني التلاميذ أن آمره بأن يعيدها لهم.. فرفضت طلبهم، ، وقلت لهم: اطلبوا أنتم منه. وهدفي من ذلك : أولاً: أن أشعرهم أنه أحسن منهم، وأنه ذكي وثانياً: حتى يثق هو بنفسه، وأن التلاميذ يخطبون وده، وأنه مهم بينهم وثالثاً: أن الفهم الذي عنده ليس عند غيره، وأن التلعثم وتقطيع الكلام الذي كان يصيبه أصاب جميع زملائه في هذا الموقف

    . 5- وطلبوا منه الإعادة مرة أخرى، فأخذت بيده، وقلت لهم أتعبتموه وهو يعيد لكم وأنتم لا تحفظون، ولا تفهمون، لأنني على ثقة أنهم سيطلبون إعادتها منه مرات كثيرة، فتركت ذلك له حتى يزداد ثقة بنفسه

    . 6- دق جرس انتهاء الحصة، وجاء وقت النزول إلى فناء المدرسة للفسحة، فلم يخرجوا من الصف إلا بهذا الطالب معهم، وأخذوا ينادونه باسمه، وكوّنوا كوكبة تمشي وهو يمشي بينهم كأنه قائد، أو لاعب كرة يحمل الكأس، والفريق من حوله، فخرجت خلفهم، وشاهدت التلاميذ ينادون إخوانهم وأصدقاءهم في الصفوف العليا، ويجتمعون حول هذا الطالب النجيب وهو يعيد لهم، وهم يرددون خلفه، وهو يصحح لهم، وكثر أصدقاء هذا الولد وجلساؤه بعد أن كان نسياً منسياً، ووثق بنفسه، وفي هذا اليوم نفسه طلبت منه أن يعرض هذه الجملة على أبيه وأمه، وإخوته، وجميع معارفه، وأن يتحداهم بإعادتها، وما هو إلا أسبوع واحد وجاءت إجازة نصف العام، وهنا ينبغي التنويه إلى أن حفظ تلك العبارة جاء نتيجة الفهم لمعناها. إذ إن عدم إدراك مفهوم كل كلمة فيها سيجعل حفظها حفظاً ببغاوياً، وهو ما ليس ينشده التربويون. وبعد الإجازة جاء والده إلى المدرسة، ولأول مرة أقابله، فقال: جزاك الله خيراً يا أستاذ، بارك الله لك في أولادك، جزاء ما فعلت مع ولدي، وقال: لقد سألني الأقارب الذين زارونا في الإجازة: من هو الطبيب الذي عالجت عنده ولدك، إذ كنا نعرفه يتهته في كلامه، خجولاً منطوياً على نفسه، والآن تحدى الكبار والصغار رجالاً ونساءً، وتحداهم بإعادة جملة صعبة، عجزنا نحن أن نرددها بعده، فقلت لهم إنه معلمه عوض الزايدي، جزاه الله خيراً. واستمرت علاقتي بالأب حتى الآن، وأخذ يخبرني عن ولده، وأنه انطلق بعد هذه القصة العلاجية وحقق ما لم يكن متوقعاً أبداً

    : 1- حفظ القرآن الكريم كاملاً، وأصبح عضواً فاعلاً في نشاطات الجماعة ورحلاتها

    . 2- تخرج في الثانوية العامة القسم العلمي بامتياز، حيث حقق 96% في المجموع الكلي للدرجات

    . 3- التحق بالجامعة قسم الرياضيات، وفي كل سنة دراسية كان ينال الكثير من شهادات الشكر والثناء والتميز، حتى أنه تخرج بامتياز مع مرتبة شرف

    . 4- عُين معيداً في إحدى الكليات بجامعاتنا.. وعلمت أنه حصل على قبول للدراسات العليا في واحدة من أعرق الجامعات العالمية، ولا يزال المستقبل الواعد ينتظره بالكثير، خاصة أنه ذاق حلاوة تميزه. هذا ...


    وإني لعلى يقين من أن أحداث هذه القصة الكبيرة جداً.. العظيمة أثراً لا تحتاج إلى تعليق، أو في حاجة إلى ثناء وتقدير للمعلم الذي هو بطلها، وفاعل حقيقي لأحداثها، وإني لأدعو الكُتَّاب إلى تلمس مثل هذه النجاحات وإبرازها، وعدم الإقلال من شأنها؛ لأن لها مردودها العظيم على الأجيال كلها، كما عرفنا. هكذا تكون التربية الناجعة، وهكذا المربي المحلق الناجح الأعمال الكبيرة تحتاج إلى همم كبيرة، مع رغبة صادقة في التعامل مع المواقف بصدق وإخلاص .

  4. #14
    عميد متذوقي القصص والروايات بالسبله العمانيه
    الصورة الرمزية نديم الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    ♠ قلب أمـــ ♥ـــي ♠
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    10,837
    Mentioned
    3 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    أتقدم بالشكر والتقدير إلى كل من له بصمه في هذا المنتدى : السبلة العمانية
    وهو المنتدى المتميز من جميع النواحي المتميز بمعلوماته بمصداقيته المتميز بشفافيته
    المتميز بالشموع المضيئه التي دائمآ ماتضئ هذا المنتدى بالمعلومات الهادفه والمفيده
    سخروا جميع أوقاتهم إلى الرقي به وجلب جميع المعلومات من مصادرها الحقيقيه
    أو من مخيلتهم حتى يستفيد بها الجميع سواء
    الزائر للمنتدى أو الأعضاء أنفسهم ..
    وأتمنى لهذا المنتدى الرقي دائماً وأن يعلوا أسمه كعلو النجوم في السماء
    ]
    كما أتقدم بالشكر والتقدير: إلى أداريين ومشرفين وأعضاء
    سبلة القصص والروايات على جهدهم المتواصل وتشجيعهم لي وأختيارهم
    قصتي : من ضمن القصص المميزه


    تقبلوا تحياتي وتقديري لكم:
    أخيــــكم نــــديم الماضي

    صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
    الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
    لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
    البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
    الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف

  5. #15

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,109
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    النص رقم ( 8 )
    للرائع : نديم الماضي
    رابط النص

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=12354


    النص: سعيد العماني ..قصه مؤثره

    قصة للكاتب السعودي سعود الفوزان سعيد العماني الأصيل 2014/10/16 في بداية السبعينات من القرن الماضي
    توافد عديد من أشقائنا العرب لطلب الرزق وللمساهمة في نهضة مملكتنا الحبيبة في جميع القطاعات، وهذا أمر يشكرون عليه، وبالتالي ورثنا عنهم قصصا كثيرة وبعضها مازال متداولا حتى اليوم،

    خاصة قصة هذا الرجل النبيل الذي يلقب باسم سعيد العماني، الذي وصل إلى المملكة في أوائل السبعينات للعمل في أحد القطاعات الحكومية. وصل شاب إلى إحدى المدن شمال المملكة للعمل وأخذ يفتش عن بيت يستأجره، حيث وجد غرفة صغيرة محاذية لمنزل رجل كبير في السن وزوجته. استقر سعيد في هذه الغرفة وبدا بالتعرف والتقرب لأهل الحي حتى صار واحدا منهم، ولقب باسم (سعيد العماني).

    أخذ هذا الرجل الطاعن في السن وزوجته يعطفان عليه، خاصة أن الله لم يرزقهما ذرية، فأخذ سعيد يبادلهما نفس الشعور لمدة تجاوزت الـ 4 سنوات، وعندما اشتاق سعيد لأهله ووطنه قرر الرحيل، ثم ودع جيرانه وأهل الحي وسافر لوطنه (عمان). بعد 22 عاما عاد صاحبنا سعيد وذهب مباشرة إلى منزل الرجل الذي أحبه، وأخذ يطرق الباب وينادي، فشاهده أحد المارة وقال له ماذا تريد ياأخي، قال سعيد أريد صاحب هذا البيت. قال الآخر- يرحمه الله- ثم تنهد سعيد وقال: أين زوجته؟ قال -يرحمها الله-.

    جلس سعيد على عتبة الباب إلى جوار حقيبته يبكي ويترحم عليهما، شاهده أحد الجيران وأخذه إلى بيته ثم رفع سعيد رأسه، وقال من المسؤول عن هذا البيت؟ قال الجار:أنا. قال سعيد هل أستطيع شراءه؟ قال الرجل: ولكن القوانين لا تسمح بذلك لأنك غير سعودي. قال سعيد: سوف يكون باسمك. اتفقوا على ذلك وتمت البيعة ثم قام سعيد بهدم المنزل وتحويله إلى مسجد،


    وصلى الصلاة الأخيرة فيه، ثم كتب لافتة صغيرة على مدخل المسجد
    (مسجد فلان وفلانة) ثم غادر النبيل صاحب الأخلاق الرفيعة إلى بلده عمان ولم يعد ثانية، طوبى له حيا أو ميتا، ليس غريبا على سعيد هذه الأخلاق الرفيعة ،لأن أجداده هم من رسخوا القيم العربية الأصيلة، في إفريقيا وآسيا.


    http://m.alsharq.net.sa/2014/10/16/1234150
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  6. #16

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,109
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    النص رقم ( 9 )
    للمتألق : عملاق الشعر
    النص : قصة توبة الشيخ خالد الراشد
    رابط النص

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=13570


    النص ..


    اهلا بكم احبتي منتادي سبلة القصص والروايات
    اخترت لكم اليوم قصة توبة الشيخ خالد الراشد التي جدا اثرت في نفسي عندما قرأتها
    اترككم مع القصة بلسان الشيخ خالد الراشد"منقول"




    لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون .

    أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد .. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني .

    أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق ..

    عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟

    قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..

    كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها : راشد... أنا تعبة جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..

    سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي .. خاصة أنّها في شهرها التاسع .

    حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة .. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني .

    بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي .

    صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم .

    قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..

    دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!

    خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس .

    سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..

    لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..

    خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها . كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !

    كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً .

    مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت . دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..

    لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته .

    كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر .

    في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة . لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة ! إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟ !

    حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه . حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض .

    أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب .. فبكى .

    أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..

    قال: نعم ..

    نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟ قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..

    قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..

    دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك .

    لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..

    بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها .

    أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة !!

    خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...

    لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار .

    عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..

    من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه . ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !

    فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً . توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً ...

    تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.

    كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..

    قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت ...

    أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب . تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت .

    استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..

    أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح .

    تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟

    قالت: لا شيء .

    فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟

    خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها ...

    صرخت بها ... سالم! أين سالم .. ؟

    لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله ...

    لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة .

    عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..

    إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله

    إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله

    لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  7. #17
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    القصه رقم (10)

    للاداري المتميز عابر سبيل
    القصه بعنوان


    طبيب يبحث عن وجبة عشاء
    على الرابط التالي

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=1...022#post221022







    مَـا عرف الراحةَ يوماً، وما هَدَأَتْ نفسه سَاعَةً واحدةً منذ أَنْ خرج من رَحِم الأحزان، وتقاذفته صروف الزمان؛ فقد نَحَتَ الصخرَ بأظافره، وَمَشَى على الشوك حافيَ القَدَمَيْن في سبيل مواصلة دراسته للطب.


    في يـومٍ ذي مَسْـغَبَة طَافَ يميناً وشِمالاً عساه أنْ يَجِدَ عملاً، فَلَمْ يجدْ فَتَسلَّلَ إليه شعور بالإحباط أكثر من ذي قبل، وَأَصَابَه من الهَمِّ والحزن ما أصابه؛ لِسَطْوَةِ الدَّيْنِ وتراكمه، وشبح الضَّيَاع الذي نَسَجَ خيوطه في طريقه.


    فَقَرَّرَ أَنْ يقترض ما يكفيه للغد، فسأل أحد زملائه فاعْتَذَرَ إليه. وذهب إلى آخَر، فَعَلِمَ أنه سافر إلى أهله. فبلغ به اليأس مبلغه لعجزه عن تحقيق مطلبٍ بسيط كهذا. فَتَحَامَلَ على نفسه أكثر، وقام بمحاولةٍ أخيرة، فَتَوَجَّه إلى صَدِيقٍ في قريةٍ نائية، فَلَمَّا وَصَلَ إلى هناك لَمْ يجده!


    فَضَاقَتْ نفسه من نفسِه، واسْتَبَدَّتْ به الحَيْرَة، وَأََحَسَّ بأنَّ الدنيا أَوْصَدَتْ أبوابها في وجهه؛ بعدما أعياه البحث عن ثمن وجبة عشاء! فَتَمْتَمَ يائساً: ليس هناك من خَيْرٍ يرْتَجَى في هذا الزمان! وراودته نفسه الأَمَّارَة بالانتحار ابتغاء الخلاص من غَلَبَة الدَّيْن وقهر الرِّجَال.


    ظَلَّ سائراً بين الحقول الشاسعة، يجوب الآفاق بنظراته القَلِقَة، فاقداً الأمل في إكمال دراسته، بَلْ كارهاً البقاء في الدنيا كلها! وبينما هو كذلك فإذا به يبْصِر من بين النَّخِيل رَجلاً نحيلاً، تكاد قِرْبَة الماء التي على كَتِفِهِ ترْدِيه على الأرض، فانْطَلَقَ نحوه ليحملها عنه.


    وما إِنْ وَصَلَ إليه حتى تَهلَّلَ وجه الرجل بالسرور، فَرَحَّبَ به بشدة وَقَدَّمَ له في الحال طَبَقاً مملوءاً رطَباً جَنيّاً، فَأَكَلَ بِنَهَمٍ حتى شبع.


    ثمَّ مَا لَبِثَ أَنْ قَصَّ عليه مَأْساته، فَمَسَحَ الرجل على كَتفِه برفقٍ، وقال: اعلَم أنَّ دوام الحال من المحال، وما دامَ رِزْقكَ على الله فلا تَحْزَنْ، والأَجْر على قدر المَشَقَّة؛ فـ (إدريـس) عَمِلَ خَيَّاطَاً، و (نـوح) نَجَّاراً، و (موسَـى) رَاعِياً، و (داود) حَدَّاداً، و (محَمَّـد) تَاجِراً، عليهم الصلاة والسلام جميعاً.


    ثمَّ استدارَ الرَّجل، وتناول جرعة ماء، وَأَرْدَفَ قائلاً: تفاءل - يا ولدي - ولا تَقْنَط أبداً؛ فإِنَّه عندما يَجِيء أََوَان الفَرَج، فلا قِيمَةَ للأسباب؛ فقدْ خَرَجَ (يهـودا) بالقميص، فسبقته الرياح بالبشْرَى {إنِّي لأَجِد رِيحَ يوسفَ} [يوسف: 94]، ومَرْيَـم التي {كَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} كانت {كلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْـمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا} [آل عمران: 37].


    تَسَلَّلَتْ هذه الكلمات إلى أذنِ الشاب كاللَّحْنِ العذب الجميل، فَظَلَّ يستمِع ويستمتِع بتلك الوصايا الغالية، حتى أَرْخَى اللَّيْل أَسْدَالَه، وتَلأْلأَتْ نجوم السماء، وَغَطَّتْ الحقولَ قطرات النَّدَى، فَتَمَنَّى أَلاَّ يغادِر المكان بعدما اسْتَهْوَتْ مسامعه الحِكَم الرفيعة، وَهَزَّتْ قلبَه المواعظ الجميلة.


    وقبل أنْ يقوم من مقامه سأل الشيخ: هَلْ تَمْتَلِك كل هذه الزروع والأشجار والنخيل؟.


    فابْتَسَمَ الشيخ، وقال: الملْك لله وحده، والمؤمن الحق مَنْ يَنْسِب كل خيرٍ لله، كما قال ذو القَرْنَيْن: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} [الكهف: 95]، وكما قال سلَيْمَـان - عليه السلام -: {فَمَا آتَانِيَ اللَّه خَيْرٌ} [النمل: 36].


    ثمَّ أَرْدَفَ قائلاً: لا أخفي عليكَ سراً؛ أنَّنِي لَمْ يكن لَدَيَّ سوى نخلة واحدة، فكنت أََتَصَدَّق بنصف طَلْعِهَا، فرزقني الله هذا الرزق الكبير، فَزِدْت في الصدقة، فزادني أضعافاً مضاعفة. ففي النَّاموس الإلهي {مَن جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَه خَيْرٌ مِّنْهَا} [النمل: 89].


    سأله مرةً أخرى: كيف تسمح لَكَ صحتكَ بصعود النخيل وأنْتَ في شيخوختك هذه؟.


    أَجَلْ! حفظناها في الصِّغَر، فَحَفِظَها الله لنا في الكِبَر.


    تَعَجَّبَ الشاب من يقين الشيخ، كَتَعَجّب موسَـى - عليه السلام - من الخضــر! فَزَالَ عنه القنوط الذي كان يغشاه، وَتَبَخَّرَ اليأس الذي كاد يقتله. ثمَّ قال وهو يَهِمّ بالرحيل: لَوْ ضاقت بيَ السبل، هَلْ تأذن لي أَنْ قِيمَ في خيمتكَ الصغيرة؟


    الشيخ: لا مانع مَا دمْتَ تؤمن بأنه {مَن جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَه خَيْرٌ مِّنْهَا} [النمل: 89].


    ازداد تَعَجّبه من إيمان الشيخ ويقينه! فتنزَّلَتْ عليه السكينة، وغشيته الرحمة، ثمَّ وَدَّعَه قائلاً: أَشْكركَ يا سَيِّدي على كرمك، وعسى أَنْ نلتقي. أنا خادمك " رشــاد فــؤاد " طالب بكلية الطب.


    فقال: لا شكْرَ على واجب يا بنيَّ! جَعَلَكَ الله عَوناً لعباده، وَسِلْمَاً لأوليائِه.


    مَرَّتْ الأعوام سِرَاعاً، وأصبح طالب الطب أحدَ الجَرَّاحِين الذين يشَار إليهم بالبَنَان.


    وفي إحدى الليالي، تَمَّ استدعاؤه فوراً إلى (المستشفى الجامعي) لوصول حَالَةٍ حَرِجَةٍ للغاية، اعتذرَ عنها (المستشفى الدولي) لأنَّها ميئوسٌ منها، كما رَفَضَ استقبالها (المستشفى الاستثماري) بِحجَّة أنهَا حالة شبه ميتة!


    وبمجرد أَنْ اطَّلَعَ الدكتـور على اسم المريض واسم القرية التي ينتمي إليها تَذَكَّرَه على الفور! فقرَّرَ أنْ يفعلَ ما في وسْعِهِ لعلاجه.


    وبالفعل، فَلَمْ تمضِ ساعاتٌ قلائل حتى نَجَحَ في علاجه بمهارةٍ فائقة، مخَيِّباً ظن الآخَرين الذين توقعوا خِلاف ذلك. ثمَّ مَا لَبِثَ أنْ اشترى له الدواء اللازم، وكتب عليه: هذه هديتي إليك؛ لأنه {مَن جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَه خَيْرٌ مِّنْهَا}. [النمل: 89]

    التوقيع: خادمكَ القديم (رشــاد فــؤاد) طالب كلية الطب.


    في تلك الأثناء، كانت الظنون تحيط بالرجل من كل جانب؛ إذْ تَوَقَّعَ أنه سيبيع أرضه، بَلْ سيقضي حياته كلها ليسَدِّدَ أجر العملية الجراحية! فَلَمَّا قرأ الورقة المرفقة بالدواء غمرته البهجة، وراح يَضمّها بشوقٍ وَيقَبِّلها؛ كأنَّها قَمِيص يوسـفَ في أجفانِ يعقـوبِ! فَتَدَفَّقَتْ دموع الفرح من عينيه، ورفع يَدَيْهِ إلى السماء قائلاً بصوتٍ خاشع: سبحانك! سبحانك! إذا كان المعــروف لا يَضِيع في الدنيا، فكيفَ يَضِيع في الآخرة؟ آمَنْت أَنَّه {مَن جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَه خَيْرٌ مِّنْهَا} [النمل: 89].



    يا له من دين

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  8. #18
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    القصه رقم (11)


    للعضو المتميز الجليك المتحرك
    بعنوان ( التاجر علي )
    على الرابط التالي



    http://omaniaa.co/showthread.php?t=19694



    التاجرعلي-قصة واقعية

    كعادته دايما يستيقظ من النوم قبل صلاة الفجر، يخرج الى حوش الدار يتجه للبئر يبحث عن الدلو، ويتمتم بكلمات هي نفس الكلمات كل يوم ، أين أخفيتم الدلو، يحرك رأسه كعلامةعلى الضيق من تصرفات أهل البيت الذين يحركون الدلو عن مكانه المعتاد،يمسك به ثم يلقيه ليترتطم بصفحة الماء ليحدث ذلك الصوت الشجي صوت ماء البئر الذي لم نعد نسمعه الآن.انتقل التاجر على مع بقية التجار من السوق القديم بجوار قصر السلطان غرب مدينة الحافة ،في العام 1970 بعد ان أبلغهم العسكري أن السلطان أمر بإزالة هذا السوق لتوسيع الساحة الأمامية للقصر، وأتخذ التاجر علي مكانا له في شارع الشروق لممارسة تجارته في بيع العطور. كان أثناء خروجه في الصباح من بيته المجاورلشاطيء البحر ( بحر العرب)أو ما يعرف بالمحيط الهندي ، ينظر لطيور النورس تحلق فوق رأسه ومن أمامه ومن خلفه ويقول في نفسه مخاطبا لطيور النورس ليتني أحلق مثلك لأصل الى الهند لأبتاع مزيدا من العطور.كان هذا الحلم يرواده بين الحين والآخر، ظل يعمل بهمة لا تعرف الكلل وبعد سنوات من البيع وشراء العطور من التجار القادمين من الهند ومدينة عدن في اليمن ، استطاع تجميع مبلغا من المال ، في أحد الايام بينما هو بدكانه ينظرالى بعض الرفوف الخالية وقد علاها التراب ، تذكر الصندوق الصغير الذي لا يعرف احدا مكانه غيره ، سحبه ووضعه في حجره بعد أن مسح التراب الذي علاه. فتح الصندق ، نظر الى المال بين يديه وفغر فاه عن ابتسامة رضى وبرقت عيناه وجال بنظره في دكانه وتخيله وقد أمتلأ بأصناف العطور الهندية ، ثم حمله خياله الى شواطيء الهند وبدأ يتنقل في حلم اليقظة من دكان الى آخر ،ثم عاد سريعا من حلمه الى دكانه حيث لا زال قابعا ينتظر احد يدخل دكانه لشراء شيئا من العطور،في مساء هذا اليوم عاد الى البيت بعد أن أغلق دكانه الصغير متأخرا عن الوقت المعتاد ،و حمل معه صرة المال الذي جمعه طوال تلك السنين ، لم يكن مبلغا كبيرا لكنه كان يكفي لشراء صنفين أو ثلاثة اصناف اخرى تملاء تلك الارفف الخالية التي علاها التراب منذ فترة طويلة ، قال في نفسه لقد اتى اليوم الذي كنت انتظره طوال السنين الماضية ، وجاء اليوم الذي ودع فيه أهله وذهب يحمل السحّارة وهو صندوقا من الحديد قد وضع داخله ملابسه ومجموعة من أقراص الخبز الرقيق والثخين وتوجه الى مكان حمل المسافرين وهو ما يعرف (بالفرضة)وأقترب من (الصنبوق) القارب الذي سوف يحمله من الشاطئ مع مجموعة من المسافرين الى ( الخشبة) وهي السفينة المحلية التي تصنع في مدينة صور الساحلية ، كانت هذه السفن هي وسيلة التواصل بين شواطئ الهند وشواطيءعمان.أبحرت الخشبة بمجموعة من التجار تحملها رياحا هادئة ، كان ينظر الى بيته يصغر أمام عينيه قليلا قليلا الى أن اختفى عن الأنظار .

    كانت الخشبة قد أبتعدت الى المياه العميقة ، قام من مكانه وجلس بجوارمجموعة من التجار ، بدأ الليل يسدل أستاره والظلام يحلل رويدا رويدا حتى تحول البحر الى لجة سوداء ، ثم ما لبث أن تبدد ذلك الظلام الكثيف سريعا عن بزوغ القمرالتي أحالت صفحة البحر بتموجاته الى ذلك الضوء الحالم التي يتغنى به الشعراء والى تلك اللوحة الرائعة التي رسمتها ريشة فنان.
    استمرت الخشبة تبحر أياما وليال في راحة وهناء الى أن هبت رياحا شديده في اليوم السابع من الرحلة وجاء الموج من كل مكان ليرتطم بالخشبة من الأمام ومن الخلف ومن كل جانب وترنحت بين تلك الأمواج التي يكسر بعضها بعضا وبعض الأمواج العالية تصب جام غضبها داخل الخشبة لتحل الفوضى بكل شئ ، الخشبة تظهر حينا وتختفي حينا بين تلك الأمواج العاتية، والركاب كلا منهم قد تشبث بجزء من الخشبة والسنتهم تلهج بالدعاء لله أن ينجيهم من هذه العاصفة ، الأمواج تكاد تبتلع الخشبة الى أعماق سحيقه . صاح الربان بأعلى صوته على معاونية مبارك وسعيد ، أنزلا الشراع الآن ، لم يقويا على الامساك به ، كانت الرياح شديدة والأمواج عاتية تصفع وجوهم وأجسامهم من كل جانب . قام اليهم بعض الركاب لمساعدتهم واستطاعوا بعد صعوبة بالغة من انزال الشراع. هدأت حركة الخشبة قليلا لكن الأمواج لم تهدأ بعد ، الخشبة تتأرجح تحت قصف الأمواج العاتية ، رفعوا اياديهم الى السماء يدعون الله وعيونهم تذرف الدموع لله أن يكتب لهم النجاة. التاجر على ينظر تارة الى السحارة التي تظم صرة المال الذي جمعه كل تلك السنين وهو يظن أنه سيذهب مع ماله الى قاع المحيط لا محالة، وتارة ينظرالى السماء ويضهر وجهه بوضوح والدموع تسيل على خديه عندما يلمع ضؤ البرق وقد اختلطت دموعه مع المطر الذي يواصل انسكابه على سطح السفينة ، ارفعت الأكف الى السماء القلوب تبكي والعيون تدمع فكانت الاستجابه من الله الذي أمر الرياح أن تخف والأمواج أن تهدأ ، وقام الركاب يتفقدون أغراضهم وينزحون الماء من قاع الخشبة . حمدوا الله على سلامتهم وبقت الخشبة في مكانها لم تتحرك الى أن بزغ الفجر ، قام الربان ومعاونية برفع الشراع مرة اخرى وابحرت الخشبة في رياح هادئة الى أن وصلوا بعد يومين من الأعياء الشديد الى ميناء حيدرأباد.

    نزل التاجر على ومن معه من التجار ، استاجروا نزلا قريبا من السوق ، في صباح اليوم ا لتالي تجول التاجرعلي في السوق يدخل دكانا ويخرج الى الآخر،يبدوا على وجهه الدهشة والحيرة لأنواع العطور التي لا يحتوي دكانه الصغير على مثلها ، تمنى لويستطيع شراء ما تراه عيناه ، لكن أنا له ذلك ونقوده القليلة لا تكفي الا لكرتونين أو ثلاثة من العطور المتوسطة والرخيصة . وبينماهو في تجواله يفكر كيف وماذا يشتري ، اذا به يلمح أحدهم داخل دكانه ويبدوا على وجهه سمات الصلاح والإيمان ذو لحية بيضاء تزيد وجهه بهاءا ونورا. دخل الى المحل وسلم عليه، وأخبره أن قادم من عمان ويريد شراء بعضا من العطورليتاجر بها في بلده . قال التاجر الهندي ، مرحبا بك ، هذه العطور أمامك فاختر منها ما تريد. كان يجيد التحدث باللغة العربية.تجول التاجر علي في المحل ، واختار مجموعة قليلة من العطور التي يستطيع شراءها بالمبلغ الذي لديه. نظراليه التاجر الهندي باستغراب . وقال له - ماهذا يا أخ على ، ألم تعجبك بضاعتنا ؟ -بلى أعجبتني كثيرا ولن أجد أفضل من هذه البضاعة لكنني أشتري بالمبلغ الذي لدي.- وهل طلبت منك مالا؟ ، خذ ما تريد ، أنك لم تأتي من بلاد بعيدة للتجارة ، ثم تكتفي بهذا العدد القليل من العطور ، يجب أن تأخذ كميات أكبر وأصنافا أخرى إذا كنت تريد الربح. هذه الكمية التي اخذتها لن تغطي تكلفة رحلتك للهند . - خذ يا أخي كمية أكبر وعندما تبيعها في بلدك ارسل لي قيمتها.- وكيف تضمن أن ارسل لك قيمتها وانت لا تعرفني الا أنني قادم من عمان.- رد عليه التاجر بكل ثقة فلوسي سوف تأتيني رضيت أم أبيت .شعرالتاجر علي بشي من الخوف من التاجر الهندي ، وقال في نفسه ، لما هو متأكد هكذا ،لا يكون ..... لا لا لايمكن أن يكون كذلك . هذا الوجه الوقور لا يمكن يتعامل بالشعوذة ، استغفر الله . - مالك ساكت يا أخ علي، الا تريد شراء المزيد من العطور .-
    نعم أريد .
    -
    اذا أختر منها ماتريد .
    قام التاجر علي باختيار أنواع أخرى من العطور وكميات أكبر . قال له التاجر الهندي تعال غدا لتستلمها في كراتين مربطة وجاهزة لتشحنها في السفينة التي ستعود بك الى بلدك.شكرالتاجر على صاحبه وذهب الى الفندق وهو غير مصدق أن هذا التاجر سوف يعطيه كل تلك الاصناف من العطور دون أن يدفع قيمتها بالكامل.

    في
    صباح اليوم التالي عاد التاجر علي الى دكان التاجر الهندي وأندهش عندما رأي مجموعة من الكراتين مسجل عليها اسمه ، قال في نفسه هل أنا في حلم ام في علم ، أيعقل أن آخذ كل هذه البضاعة دون أدفع قيمتها في الحال ، حتى أقرب الناس لي لا يمكن أن يقوم بذلك . عند دخوله للدكان رحب به التاجر الهندي ، ودعاه لمشاركته وجبة الفطور وأخبره أن البضاعة جاهزة لحملها على ظهر الباخرة التي سوف تتوجه الى عمان.شكرالتاجر علي صاحبه على كرمه وثقته وطلب منه إحضار دفتره لتسجيل المبلغ الذي عليه . لم تكن دهشة التاجر علي الثانية أقل من دهشته الأولى عندما رد عليه التاجر الهندي، لن أسجل شئ عليك ، عندما تبيع البضاعة أرسل لي فلوسي ، هذا كل ما في الأمر.-
    جزاك الله خير وباركلك في أموالك ولكن أنت لا تعرف الا اسمي وبلدي التي أتيت منها كيف تثق أنني سوف ارسل لك اموالك وليس بيننا أي مكاتبات.
    -
    اموالي سوف تأتيني شيئت أم ابيت . وهذا ما أخبرتك به سابقا.
    هنا بدأ القلق يتولد مرة أخرى لدى التاجر علي ، من يكون هذا الرجل ، لعله مخادعا أو وراءه امر ما، وإن كان يستبعد الأمر الأول لما يرى على وجهه من علامات الصلاح ، وكذلك ذكر الله الذي لايفارق شفتاه. -
    مالذي يجعلك متأكداهكذا أن فلوسك سوف تصلك وأنت لا تعرفني من قبل .
    -
    يا أخ على أذ لم ترسللي فلوسي في الدنيا سوف تأتيني في الآخرة، هذا كل ما في الأمر.
    نظراليه التاجر علي نظرة رضى وقال له زادك الله من الأيمان.

    أطمأن التاجر على وسافر الى بلده بعد أن شكر التاجر لصنيعه. وكان صادقا مع صاحبه الذي وثق به ، فكلما باع ارسل اليه النقود ، وأستمر الحال بينهماهكذا سنواتوراجت تجارته وأصبح من التجارالمشهورين في ظفار في بيع العطور. وفي أحد الأيام بينما هو في محله اذ تلقى اتصالا من الهند من أبناء التاجر يخبروه بأن والدهم توفاه الله وأنه كتب وصية وأمر ان لا يفتحها أحدا إلا أخيه علي التاجر العماني . حزن التاجر على لخبر وفاة صديقه الوفي ، وسافر للفور الى الهند ،وبعد أن قدم العزاء لأسرته ، أتوا اليه بالوصية وفتحها وقرأ ما بها وبكى بكاءا شديدا وسط دهشة أبناءه الذين لا يعلمون الى الآن ماذا كتب والدهم في هذه الوصية التي جعلت العم علي أو التاجر علي يبكي هذا البكاء الشديد ، بعد أن ترحم عليه قرأ عليهم الوصية ، والتي كان فيها من العجب مافيها ، لقد كتب في وصيته نصف ثروتي لأخي وصديقي علي التاجر العماني والنصف الأخر أطلب من أخي على أن يوزعها بين أبنائي . غطى التاجر على وجهه بشماغه وبكى وعلا نحيبه ، بعد أن هدأ قليلا توجه الى أبناء التاجر مترحما على أبوهم الذي كان له نعم الأخ ونعم الصديق وقال لهم رحم الله والدكم وبارك الله لكم في اموالكم ،أن كان أحدا عليه أن يوزع نصف ثروته ، كان أنا الأولى أن أوزع نصف ثروتي عليكم وبدأ التأثر عليه مرة اخرى وأسهب في البكاء ، وبكى أبناء التاجر الهندي واسرته فقد أثار شجونهم وحزنهم ، حاول أن يتماسك قليلا وبكلمات متقطعة ودموع تسيل على خديه ،قال لهم هذه الثروة التي أمتلكها هي بفضل الله أولا ثم بفضل والدكم رحمه الله. ثم قام الى المال ووزعه عليهم بالتساوي كما حدده الشرع. ومكث عندهم فترة من الزمن يطمأن على أحوالهم ثم أستأذنهم في العودة الى بلده وهو يحمل بين جنبية صداقة واخوة لا يمكن أن يمحوها الزمن.وأستمر يتواصل معهم ويزورهم بين فترة وأخرى حتى توفاه الله. وبقى دكانه قائما في شارع الشروق بالحافة شاهدا على هذه الصداقة التي جمعت بينه وبين صديقه الهندي. انتهت

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  9. #19
    متذوق وكاتب قصص وروايات بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية القيصـــــر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    5,964
    Mentioned
    1 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    القصه رقم (12)
    للعضوه / حلم يرتجي التحقق

    رابط النص / http://omaniaa.co/showthread.php?t=23261

    (قمر) فتاة صغيرة في سنها ، لكن مشقات الحياة واحتلال الصهاينة لبلادها الغالية القدس جعلها تعيش عمراً أكبر من عمرها ، هي لا تتجاوز سن التاسعة ، إنها طفلة صغيرة تمنت أن تعيش في بيت جميل وبين حنايا الأسرة الدافئة تمنت أن يكون إخوتها بجانبها ، و أن يكون عطف والديها يلفها ، لكن لم تجرِ الأمور بما تشتهي (قمر) بل إنها قاست وعانت مع جدتها المسكينة التي أنهكها مرضها المزمن الذي لا علاج له سوى المهدئات التي تسعى قمر دائما للحصول عليها من المستشفيات لتستقر حالة جدتها
    مر تدخل البيت الأشبه بكومة من الحطام والذي يحميهم من غدر اليهود لعنة الله عليهم
    وقالت لجدتها بفرح : جدتي ، جدتي لقد أحضرت لك دواءك هيا تناوليه لتزول نوبة الربو عنك
    الجدة بحال كسيرة ودمعة أبت إلا أن تنزل على خدها : يا بنتي يا قمر، دعيني أموت لأُريحك من همي ...قمر بخوف وهي ترمي نفسها بأحضان جدتها : لا تقولي هذا يا جدتي أنا أحبك لا تتركيني .. الجدة اكتفت بالسكوت مع بكائها الصامت كي لا تقلق قمر عليها .
    في صباح يوم آخر كانت الجدة تحضر الفطور المكون من خبز يابس بسبب برودة الطقس وبعض الزيتون وهي تنادي قمر لتتناول الفطور : قمر عزيزتي تعالي لنتناول الفطور
    قمر ترتدي معطفها المتقطع : لا يا جدتي سوف أذهب الآن للقيام بعمل مهم ( وهي تنوي الحصول على مبلغ مناسب لشراء هدية لجدتها الغالية )
    الجدة في دهشة : تعالي تعالي لتناول الفطور وبعدها اذهبي
    قمر : خرجت مسرعة دون تناول الفطور ( فهي تشعر أن شراء الهدية أمر مهم )
    تعمل قمر المسكينة في بناء منزل يعمل فيه أناس آخرون وهو يخص اليهود وهي تنقل الماء من البئر إلى مقر البناء << هم مضطرون للعمل في ذلك المكان لكي يؤمنوا حياة طيبة لهم وأبنائهم وكان عمل قمر شاقاً بالنسبة لفتاة من عمرها
    صديقة قمر ( رغد ) : دعيني أرى الهدية التي اشتريتها لجدتك ... قمر بابتسامة طفولية عذبة مع ضحكة لطيفة : سأجعلها مفاجئة ... رغد بادلتها نفس الابتسامة : حسناً ، لكن أريد أن أسألك سؤالاً يا قمر ... قمر : تفضلي ... رغد : ما هي أمنيتك ؟
    قمر بكدر : رغد أنا أمنيتي بسيطة ولكنها مستحيلة ، أمنيتي أن أعيش في بيت آمن مع أخوتي ووالدي (رحمة الله عليهم ) أمنيتي بأن يكون لدينا منزل فيه مزرعة أزرع فيها شجر الزيتون والزهور الجميلة حلمي أن أستيقظ كل صباح على صوت أمي الدافئ حلمي أن أقطع هذا الكابوس المرعب الذي نعيشه وأن تتبدل هذه المأساة إلى واقع أجمل ...رغد بصوت منكسر يحمل معنى الأمل : ثقي بالله وأحسني الظن به ... قمر بتفاؤل : لن أحزن ما دمتِ أنتِ وجدتي معي ... صوت من بعيد : اهربوا ، اهربوا هناك صوت إطلاق نار
    رغد تمسك بيد قمر و هما تركضان في خوف وذعر : هيا هيا بسرعة ... كانت قمر تمسك بيد صديقتها بإحكام وتمسك الحقيبة التي بها هدية جدتها ... وأصيبت رغد بطلقة نارية .. قمر بصوت يعتريه الذعر : لا يا رغد
    رغد بصوت خافت وهي تلقط أنفاسها الأخيرة : ارحلي من هنا قبل أن يطلقوا عليك النار
    قمر : صديقتي تحملي سوف آخذك إلى المستوصف ... رغد : لا جدوى يا قمر ... قمر تبكي بحرقة وصوتها تكسوه براءة الطفولة : لا أرجوك يا رغد لا تتركيني أنا أريدك أن تبقي معي
    رغد : سوف نلتقي فالجنة يا قمــر...... أش ه د أن لا إ ل ه إل ا اللــه
    قمر تصرخ بأعلى صوتها : رغــــــــــــــــــــــــــد
    أخذت قمر تسحب صديقتها رغد تارة وتحملها تارة أخرى إلى أن اقتربت من منزل الجدة
    .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............
    سلبوني حريتي وحــــياتي وسعادتي ،يا رباه ارفق بحالي ... أين المـفر
    سلبوني صديــقتي وأغلى أمنــــياتي ،ياترى متى يأتـــــي ذاك الفـــــــجر
    من يسمع بكائي من يسمع صرخاتـي ،أين المسامع أين البصائر أين البشر
    من يرفق بحزني من يـداوي أهـــاتي ،من يطفئ لهيب قلبٍ بالنار أستـــــعر
    هل أودع أحلامي وامحــي بسمـــاتي ،هل اترك حلمي واطلبه أن ينتحــــــر
    .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............
    ذهبت تسحب رفيقتها بحزن شديد وجسم منهك إلى أن وصلت إلى منزل جدتها وهي تضع صديقتها في فراش بالٍ كاد طول الدهر أن يفنيه ، وذهبت تنادي جدتها بصوت حزين منكسر بسبب فراق أعز صديقتها .. قمر بتعب : جدتي ، جدتي .. الجدة وهي تخفي تعبها : أجل يا بنتي ... لم تستطع قمر الكلام فقط أمسكت بيد جدتها وأخذتها إلى جثمان صديقتها
    الجدة لم تستطع الكلام ومن شدة تعبها وآثار الصدمة سقطت مغشياً عليها
    قمر بخوف وهي تصرخ وتبكي بحرقة : جدتي .. استيقظي ، جدتي أحضرت لك شيئا استيقظي استيقظي....
    (فجأة توقفت عن البكاء ، قمر بدهشة وهي تدقق النظر في جدتها ) .. قمر بصوت متقطع :.....
    ج د ت ي مابك ِ؟ وأخذت تتحسسها لاحظت لا حراك ولا نفس .... قمر بحزن : لا ، لا أحتمل فقدان صديقتي وجدتي في يوم واحد
    أخرجت قمر مصحفاً من حقيبتها كانت تود أن تهديه لجدتها ... قمر وهي لا تزال تبكي : جدتي هاهو المصحف اقرئيه بصوتك العذب هيا ....هيا اقرئيه
    قمر يئست وهي تعزي نفسها بقوله تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
    وبعدها سقطت قمر وعلى وجهها ابتسامة عظيمة جدا تبشر بجنات خلد تجري من تحتها الأنهار.
    .................................................. .................................................. ......
    النهاية ...
    هَمَيَ ذبَحَنَيَ وًّأنَتَ مَاَ تَرَحَمَ اَلَحَاَلَ

    أقَوًّلَكَ مَهَمَوًّمَ تَقَوًّلَ اَلَلَهَ يَعَيَنَك ،،

  10. #20
    كاتبة ومتذوقة قصص وروايات الصورة الرمزية قائد الغزلان
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    أحب وطني!!
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    23,156
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    القصة (13)
    بعنوان:.
    !!قالت القرآن لم يامرنا بالحجاب..

    للمتذوق الراائع:.نديم الماضي

    رابط القصة:.

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=24761



    ..

    قالت: القرآن لم يأمرنا بالحجاب..

    كان هذا جوابي
    د. جاسم المطوع

    قالت: هل في القرآن آية تدل على الزام المرأة بالحجاب؟ قلت لها: عرفيني بنفسك أولا: قالت أنا طالبة في السنة الأخيرة بالجامعة، وحسب معرفتي أن الحجاب لم يأمر الله به، ولهذا أنا غير محجبة ولكني أصلي والحمد لله، قلت: طيب دعيني أسألك سؤالا، قالت: تفضل، قلت: إذا كررت عليك معنى واحد ولكني عبرت عنه بثلاث كلمات مختلفة فماذا تفهمين؟ قالت: كيف يعني؟ قلت: لو قلت لك أحضري (شهادتك) الجامعية، ثم قلت لك مرة ثانية: أحضري (الورقة) التي تفيد تخرجك من الجامعة، ثم قلت لك مرة ثالثة: أحضري (تقرير) العلامات النهائية من الجامعة، فماذا تفهمين؟ قالت: أفهم أني لا بد أن أحضر شهادتي الجامعية ولا مجال لسوء فهم كلامك لانك استخدمت أكثر من مصطلح لنفس المعنى (شهادة، ورقة، تقرير)، قلت لها: صحيح وهذا ما قصدته بالضبط.

    قالت: ولكن ما علاقة هذا بالحجاب؟ قلت لها: إن الله تعالى استخدم ثلاثة مصطلحات في القرآن يعبر بها عن حجاب المرأة، فنظرت إلي باستغراب وقالت: كيف ذلك؟ قلت: لقد وصف الله اللبس الساتر للمرأة بـ (الحجاب، والجلباب، والخمار) فاستخدم ثلاث كلمات لمعنى واحد فماذا تفهمين من ذلك؟ فسكتت، قلت لها: تفهمين أن الموضوع ينبغي أن لا نختلف عليه مثل تحليلك للشهادة الجامعية أليس كذلك؟ قالت: لقد فاجأتني بطريقتك بالنقاش.

    قلت والأوصاف هي قال تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وقال في الثانية (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)، وقال في الثالثة (وإذا سألتموهن متاعا فأسالوهن من وراء حجاب) ألا يدل هذا على تستر المرأة؟ قالت: لقد صدمتني بهذا الكلام، قلت لها: دعيني أشرح لك المعاني الثلاثة باللغة العربية، فالخمار هو ثوب تغطي به المرأة رأسها، والضرب على الجيوب يعني أن ترخيه ليستر الرقبة والصدر، والجلباب هو قميص واسع طويل له أكمام وغطاء للرأس وهو من الملابس الشائعة بالمغرب، أما الحجاب فهو الساتر.

    قالت: أفهم من هذا أني لا بد أن أتحجب، قلت لها: نعم لو كان قلبك عامرا بمحبة الله ورسوله، فاللباس نوعان: الأول ساتر للجسد وهو فرض أمر الله ورسوله به، والثاني لباس ساتر للروح والقلب وهو خير من الأول كما قال تعالى (ولباس التقوى ذلك خير)، لأن المرأة قد تكون محجبة جسديا ولكنها فاقدة للباس التقوي، والصواب أن تلبس المرأة اللباسين، وهذا الكلام ينطبق على لباس الرجل كذلك.

    قالت: كنت أعتقد بأن الحجاب لم يذكر بالقرآن، قلت: بل ذكر بالقرآن وفي السنة كذلك أحاديث كثيرة لم أذكرها لك، وقد أجمع علماء المسلمين عليه، وينبغي أن تكوني حريصة على التقرب إلى الله تعالى بطاعته، لأن العري من أهداف الشيطان تجاه البشر وهو ما حققه مع أبينا آدم وأمنا حواء، قالت: ماذا تقصد؟ قلت: لما أمر الله آدم وحواء بالأكل من أشجار الجنة عدا شجرة واحدة، وسوس لهما الشيطان «فدلاهما بغرور» أي الشيطان «فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة» فلما عصوا أمر الله بأكل الثمرة انكشفت عورتهما، وهذا هو هدف الشيطان بأن يوصل الناس للعري التام، فلهذا آدم وحواء تابا وأسرعا في ستر عورتهما بورق الشجر، فمسألة اللباس مسألة قديمة بدأت مع بداية خلق آدم، وأنصحك بقراءة كتاب «سيكولوجية اللباس» لتعرفي أثر اللباس على شخصية الإنسان، لأن اللباس لغة ورسالة وهوية.

    قالت: صراحة لم أتوقع مسألة الحجاب واللباس كبيرة لهذه الدرجة، قلت لها مازحا: هل قررت أن تتحجبي أم تتجلببي أم تتخمري؟ فابتسمت وقالت: لقد فهمت الدرس جيدا، ولكني سأتحجب عندما أكبر، قلت لها: أنت تفكرين وتخططين بطريقة هي عكس ما أمرك الله به، فاستغربت وقالت: كيف؟ قلت: إن الله خفف على النساء العجائز أمر الحجاب قال تعالى «والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن» و«القواعد» هن العجائز اللاتي قعدن في البيوت، فلها أن تتهاون باللباس قليلا بشرط أن لا تتبرج بزينة، فقاطعتني قائلة: طالما أن الله خفف على العجائز أمر الحجاب فمن باب أولى نحن الصغيرات نلتزم به، فابتسمت وقلت لها: ما شاء الله عليك ذكية، ثم بادرتها بسؤال: لقد قلت لي في بداية حديثنا إنك تحافظين على الصلاة، قالت: نعم، قلت: هل تتحجبين بالصلاة؟ قالت: طبعا، قلت: لماذا؟ فسكتت فترة ثم قالت: لا أعرف، فابتسمت وقلت لها: وهل تعتقدين أن الإسلام يأمر المرأة بلباس تقابل فيه ربها ولباس أقل سترا تقابل فيه الناس؟ فاستغربت من سؤالي ثم قلت لها: إن الصلاة عبادة وهي جزء من حياتنا، وحياتنا كذلك عبادة نتعبد الله فيها فلباس المرأة في صلاتها هو لباسها في حياتها، وانتهى الحوار


صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م