https://up.h2adi.com/do.php?imgf=171586452030431.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: " الابتلاء "

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الفضل10
    تاريخ التسجيل
    May 2015
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    1,973
    Mentioned
    3 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    " الابتلاء "

    ما أعجب :
    في شأن الابتلاء عندما يكون صاحبه علم نوعه ،
    وكمه ، وسببه ، ومع هذا نجده يفتش في خزائن الغيب عن ماهية تلك الحكمة
    التي أفردت نفسه في تعاطي ذلك الابتلاء من غيره من الأنام
    !

    قال الله تعالى :
    " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *
    لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور
    " .

    ما أصاب من مصيبة في الأرض
    :
    أي بالجدب وذهاب المال .

    ولا في أنفسكم :
    أي بالمرض وفقد الولد.

    إلا في كتاب من قبل من نبرأها :
    أي في اللوح المحفوظ
    قبل أن نخلقها إن ذلك على الله يسير
    :
    أي سهل ليس بالصعب .

    لكيلا تأسوا على ما فاتكم :
    أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أي
    مما تحبون من الخير
    .

    ولا تفرحوا بما آتاكم :
    أي بما أعطاكم فرح البطر أما فرح
    الشكر فهو مشروع
    .

    فما :
    كان الابتلاء لمن أخلص لله الضمير ،
    إلا باب رحمة وإن كان ظاهره خلاف ذلك ،
    فمن هنا يكون القريب من الله أشد ابتلاءا من غيره
    ،

    لكونه :
    يخضع لعملية تنقية ، وتطهير ،
    وتهيئة ليحوز بذلك على الاصطفاء ، والتقريب ، والاجتباء ،
    فما رأيت إذ رأيت عدة للتكيف مع الابتلاء كالقرب من الله والتسليم له ،
    والتفويض له ، فمن عرف الله وأن ما ناله مقدر ، وقد ساقه إليه قدر خط في اللوح المحفوظ
    من قبل أن يوجد في عالم الوجود ، فبذلك يسكن القلب ، وتخشع الجوارح ويتحول ذاك الألم والنواح
    والأنين إلى ترانيم ومناجاة لرب العالمين
    ،

    فكلما :
    تخطى المرء عقبات النفس وهمزات الشياطين ويدخل في الحضرة القدسية
    ليزاحم الملائكة المقربين بذكره ، وتنسكه وتعبده كلما غشيته هالة تحيطه
    بالسكينة والاطمئنان ، هي درجات من عرفوا الله وهاموا بحبهم له في الملكوت ،
    فما شعروا بمعاناة الجسد ، لكون الروح تسرح وتهيم في الملأ الأعلى ، فهان عليهم ما يلاقوه
    من ابتلاء لكون ذلكَ البلاء جاء من قبل محبوبهم
    ،

    فهو:
    في نظرهم نوع من التقرب ، والتأهيل ، والهدايا ،
    ليدخلوا من بابه حضيرة الاصطفاء ، والاجتباء ، والتمكين
    ،

    لهذا :
    نخلص من هذا بأن الإنسان كلما كان اتصاله بالله كلما خضع للابتلاء
    حتى يجعله نوع من أنواع مراجعة النفس والحساب فلا يدري الإنسان
    من أي باب يدخل عليه الخير
    ،

    ومن هنا :
    وجب علينا حسن الظن بالله وأن نتيقن بأن ما يصيبنا
    قد أبرم في كتاب ، وبذلك ننال الفضل والاجتباء
    .

    ومصداق ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل " .
    التعديل الأخير تم بواسطة تباشيرالأمل ; 03-12-2018 الساعة 01:53 PM
    السعادة :
    تنبع من طاعتك لله ... واستقامتك على أمره ...
    ومن عملك الصالح .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م