كثفت قوات التحالف العربي، أمس، الغارات على مواقع الحوثيين في محيط العاصمة اليمنية صنعاء، بقصف متواصل هو الأعنف منذ بدء الحملة، في وقتٍ استشهد جندي سعودي في جازان بقذائف الانقلابيين الذين تعرضوا إلى نكسة وخسروا مواقع مهمة على الحدود مع المملكة.
وتتالت الغارات منذ منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء وحتى صباح أمس بشكل متواصل على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المتحالف مع المتمردين، محدثة انفجارات ضخمة هزت مواقع الانقلابيين ودمرتها.
وقال شهود إن مواقع الحوثيين «شهدت أعنف قصف»، مشيرين الى أن الغارات استهدفت أماكن قرب جبل نقم الذي يضم مقار عسكرية ومخازن أسلحة. وقال شاهد عيان: «لم نكن نعلم أننا في وسط حقل من الذخائر والمتفجرات. كانت أصوات الانفجارات تسمع من جميع أطراف صنعاء».
واستهدف طيران التحالف مخازن أسلحة في جبل نقم الواقع شرق صنعاء وفي جبل النهدين (جنوب) وفي جبل فج عطان (جنوب غرب) الذي تعرض لعدة غارات في السابق استهدفت مخازن الأسلحة فيه.
وقال سكان في صنعاء إن هذه هي المرة الأولى التي تستمر فيها الضربات الجوية من الصباح وحتى بعد منتصف الليل منذ بدء الحملة في 26 مارس الماضي.
منطقة حدودية
وبالتوازي، أكدت مصادر يمنية أن مقاتلي القبائل في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء سيطروا بشكل كامل على موقع اليتمة المحاذي للمملكة العربية السعودية.
وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة بين مسلحي القبائل ومسلحين حوثيين، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين.
وأوضحت أن القبائل استطاعت السيطرة على منطقة الحريرة والقرون الواقعة في منطقة اليتمة التابعة لمديرية خب والشعف في محافظة الجوف والتي كانت تحت سيطرة المسلحين الحوثيين، ما يعني أن اليتمة باتت تحت سيطرة القبائل بشكل كامل. بدورها، أفادت المقاومة الشعبية أنها وصلت إلى أطراف محافظة صعدة عن طريق محافظة الجوف.
وأشارت مصادر في المقاومة إلى أنها استولت على منطقة اليتمة وباتت على مسافة خمسة كيلومترات من محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين، لافتة إلى أنها مصممة على التقدم بالتنسيق مع جبهة المقاومة في مأرب التي أكدت عزمها التقدم نحو صنعاء.
وأوضحت المصادر أن مقاتلي قبائل دهم الجوف تقدمت باتجاه منطقة البقع في صعدة واستولت على موقع تابع للحوثيين واستولت على عربة ومدرعة وكمية من الأسلحة كما سيطروا على موقع الحريرة على مشارف البقع وهو منفذ حدودي مهم لليمن مع السعودية.
وتعتبر مديرية خب والشعف أكبر مديريات محافظة الجوف من حيث المساحة، وتقع على الحدود مع منطقة نجران السعودية ومنطقة البُقع التابعة لمحافظة صعدة. وأكدت المصادر أن مسلحي القبائل يحاولون التقدم نحو المنطقة الشرقية لمحافظة صعدة المعقل الرئيسي لجماعة أنصار الله الحوثية شمالي اليمن.
شهيد سعودي
وبالتوازي، صرح ناطق باسم وزارة الداخلية السعودية بأن جندياً استشهد في محافظة جازان على حدود اليمن.
وقال الناطق انه «أثناء أداء الجندي أول حسن علي عبده صميلي من منسوبي حرس الحدود لمهامه في مركز أبو الردف بمنطقة جازان الحدودية مع اليمن، تعرض للإصابة بشظايا مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية ما نتج عنه استشهاده».
أوضاع ميدانية
ميدانياً أيضاً، قال سكان ان طائرات التحالف قصف بشدة مواقع مفترضة للحوثيين والرئيس السابق في مديريات عبس وحرض وميدي في محافظة حجة، كما قصفت مواقع هذه القوات على طول الشريط الحدودي لمحافظة صعدة وفي الضالع، ذكرت المقاومة أنها شنت هجوما على سيارة للمسلحين الحوثيين فأعطبتها وقتلت عدداً من المسلحين الذين كانوا على متنها. كذلك، شن طيران التحالف أكثر من ثماني غارات جوية على مواقع معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة إب وسط اليمن.
وقال مصدر إن غارات جوية شنها طيران التحالف على معسكر قوات الأمن الخاصة «الأمن المركزي سابقاً» والموالي للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الواقع في منطقة شبان جنوب مدينة إب.
وأوضح المصدر أن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا جراء تلك الغارات وسط تحليق مكثف للطائرات فوق المنطقة.
قصف مدنيين
أفاد مصدر أمني يمني في محافظة تعز، جنوبي اليمن، أن الحوثيين قصفوا منطقة الروضة وجبل جرة في المحافظة بشكل عنيف، في محاولة منهم لإضعاف المقاومة الشعبية هناك والسيطرة على هاتين المنطقتين.
وقال المصدر إن الحوثيين قصفوا حي الروضة وجبل جرة باستخدام قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا، مضيفاً أن القصف طال أيضاً منازل مدنيين، وهناك أنباء عن سقوط ضحايا، إلا أنه لم يتسن الحصول على إحصائية محددة بسبب استمرار القصف.
وبحسب المصدر، فإن الحوثيين يحاولون السيطرة على موقع جبل جرة منذ 18 من الشهر الجاري، بعد أن فرضوا حصاراً عليه، وذلك بسبب موقعه الاستراتيجي المطل على مدينة تعز.
رد مع اقتباس
