ذاك :
الاختلاف بين الأجناس من سنن الحياة ، ومن ذلك يكون للاختلاف لون وطعم ،
ومنه يُميز بين الخير والشر ، وبين الخطأ والصواب ،
وما :
المشاعر إلا دقيقة التأثر تحملها مدائح ومقادح ،
لها مواسم ، وأمكنة ، وأزمنه ،
تتباين وتختلف بين هذا وذاك ،
ولعل المعيار يكون بين البعد والقرب ،
ليكون :
من ذاك مُعترك لا تخمد أواره مسكنات ودعوات ،
إذا لم يكن الداخل هو الباعث للجم الاضطرابات ،
هي :
مسألة إدارة الأزمات ، وحسن التصرف ، وإعمال العقل ،
ليكون كوابح لجموح المشاعر، والخلجات .
وليت :
يكون بين الأنام ذلك الحرص على دوام المحبة والانسجام ،
حين يزن المرء ما ينطقه ، وما يكتبه ،
من أجل أن يحفظ القلب من زوابع
وأعاصير الغل والأحقاد .
ومع ذاك الحرص _ إن وجد _ :
يبقى المُتلقي هو من يُعقد الأمر ويسهلّه ،
ويُصغّره ، ويُضخّمه ، هي عملية تكاملية ، منها
يحرص كل من المُلقي والمُتلقّي
أن يكون المناخ العام يبعث على الاطمئنان .
عند الغضب :
هناك تختفي وتتوارى كل ما قرأه وطالعه صاحبه ،
ليجعل من كل ذاك مُجرد تنظيرات لا تتصل بالحقيقة بصلة
بل هي بعيدة كل البعد عن الواقع المُعاش !
ولا :
ينجو منه ويخرج من عنقه غير الذي أرخى سدول الحلم ، والتروي
على هامة الفعل المُعاب ،
ويطفئ به نار التشفي
والانتقام .
الحلم :
هو من يقلب المعادلة ، ويرجح كفة السِلم ، وكسب الغير ،
لأن بذاك يجعل من البعد قرب ، ومن الخلاف تلاق .
ولا :
يمكن لأي انسان أن يمرر أو يمر على الإهانة مرور الكرام من غير رد في الحال ،
لكون الكرامة باتت على المحك وهي حياة ذلك الانسان ،
أجد :
فيمن يملك زمام أمره أن لديه مفتاح القلوب الذي به يعكس الأمور ،
أتساءل هنا كثيرا عن الذين للمحاضرات ، والدروس يحضرون
أيكون التغير بسبب ما يسمعوه ؟ وبذاك تكون المسألة " كسبية " ؟
أم أن المسألة مسألة " فطرة " ، ومن ذاك الناس في ذلك يتفاوتون ؟
أم أن المسألة تأخذ من هذا وذاك ، ليكون الأول محفزاً للآخر فمنه ينطلقون ؟
قناعتي :
كلما كان الشخص منك قريب كلما ازدادت حدة التحسس !
فهناك عوامل تثير ذاك الشعور ،
منها الحرص على أن تكون الصورة
أمام من نعزهم براقة لا تقبل النظير ،
وهناك من شاكلته كثير .
ما علينا فعله :
أن نخلع عنا تلك الهالة والعصمة عن أنفسنا ،
كي لا نجعل مصدر الاتهام يتجاوز أنفسنا ليصل لغيرنا !
لنترك أنفسنا
بعيدة عن التجريم والتجريح !
بل :
" علينا تلتمّس العذر لغيرنا ، ونَرَ من نافذة المصلحة ،
التي منها يتسلل ذاك المُعاتَب ، ليهدينا الطريق
ونكون على الحق نسير " .
مُهاجر