إصابة واحد من 160 طفلا على مستوى العالم والمعدلات في ارتفاع –
تشارك السلطنة اليوم دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد الذي يصادف الثاني من شهر ابريل من كل عام، ويعد رسالة توعوية في ظل الزيادة المطردة لأعداد مرضى التوحد عالميا.
وفي هذا الإطار نظمت وزارة الصحة ممثلة بدائرة مكافحة الأمراض غير المعدية حلقة عمل بعنوان «اضطرابات طيف التوحد» بقاعة السفير بمركز زاخر مول، وبرعاية صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد، رئيس مجلس ادارة جمعية الأمل، وسط حضور طبي يقارب 100 طبيب من مختلف محافظات السلطنة وعدد من الاخصائيين من وزارة التنمية الاجتماعية وبعض الجمعيات الأهلية والمراكز الخاصة بالتوحد.
وهدفت الحلقة إلى تعزيز القدرات التشخيصية والعلاجية للأطباء العموم في مختلف المراكز الصحية الأولية بجميع محافظات السلطنة لكي يتم اكتشاف للمرض والتعامل معه في وقت مبكر، وبحث كل ما يتعلق بالتوحد باعتباره الاضطراب الذي يصيب الأطفال في السنوات الثلاث الأولى من العمر مؤدياً إلى مشاكل وصعوبات واضحة في ثلاثة اضطرابات أساسية هي اضطرابات التفاعل الاجتماعي واضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي واضطرابات سلوك الطفل واهتماماته، كما تهدف الحلقة إلى نشر الوعي العام بمرض التوحد ودعم برامج التعليم للمرضى.
وصرح صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد للصحفيين قائلا: إن مرض التوحد يصيب الكثير من الأطفال في السنوات الثلاث الأولى من عمرهم وبالتالي تنتشر الكثير من الأمراض والمفاهيم الخاطئة بخصوص هذا المرض بين افراد المجتمع، ونحن نحتاج إلى مزيد من الفهم لطبيعة مرض التوحد وصولاً إلى تغيير المفاهيم الخاطئة بشأنه.
وأضاف سموه : مرض التوحد في ازدياد ولابد من الدعم النفسي لطفل التوحد وخاصة من الطبيب المعالج والاسرة، وتوعية الأسر بكيفية التعامل مع الأطفال ذوي التوحد وتعريفهم بأحدث الطرق والأساليب التي توصل إليها العلم في كيفية رعاية هذه الفئة، بالإضافة إلى أهمية الإرشاد النفسي للأطفال ذوي التوحد وتزويد الأسر بالطرق العلمية الصحيحة في كيفية التعامل مع التحديات والصعوبات التي تواجههم مع أبنائهم، وقد جاءت هذه الحلقة لتلبي هذه الأهداف وإكساب المهارات عن كيفية التعامل مع المرض من الجانب التربوي والصحي والاجتماعي.
من جانبه ألقى الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي مديرة دائرة مكافحة الأمراض غير المعدية كلمة أشار فيها إلى ان انتشار مرض طيف التوحد يقدر على مستوى العالم بـ 62 طفلا لكل 10000 طفل أي بمعدل إصابة طفل من بين 160 مما يشكل عبئا على المرضى أنفسهم وعلى أهاليهم من صعوبة هذا المرض وما يتطلبه من توفير كافة الخدمات التي يحتاجها الطفل المصاب الأمر الذي يستدعي مزيداً من تضافر الجهود من مختلف القطاعات لإيجاد الحلول المناسبة وتوفير الخدمات بكافة أنواعها سواء الصحية والتعليمية والتأهلية.
وأكد الدكتور البوسعيدي أن وزارة الصحة تعمل جاهدة من أجل تطوير الخدمات المقدمة لمرضى التوحد في مختلف مستويات الرعاية الصحية لاسيما برامج الرعاية الصحية الأولية وبذل المزيد من العطاء من أجل تحقيق الأهداف المنشودة لخدمة هذا الوطن.
واشتمل برنامج الحلقة على العديد من المحاضرات العلمية التي قدمها نخبة من الاستشاريين والاختصاصيين في مجال التوحد، فقد تطرق الدكتور يحيى الفارسي مساعد عميد كلية الطب والعلوم الصحية للتدريب وخدمة المجتمع بجامعة السلطان قابوس في محاضرته عن التحديات المرتبطة باضطراب طيف التوحد من الناحية الطبية والاجتماعية، كما تطرق إلى وضع المصابين بالتوحد في السلطنة في ضوء نتائج الأبحاث التي توصل لها فريق أبحاث التوحد بالجامعة والمنفذ لمشروع البحث العلمي الاستراتيجي «التوحد في سلطنة عمان» والخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية والتي تحتاج لمزيد من تكاتف الجهود لرفع مستوى الوعي باضطراب التوحد في المجتمع المحلي.
وتمحورت المحاضرات الأخرى حول منهج البحوث الوبائية لمرض التوحد والنظرة العامة للمرض وكيفية إدارة وتأهيل المرضى التوحد ودور التدخل المبكر للأطفال الذين يعانون من التوحد ودور التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد.
وقام صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد بتوزيع الشهادات التقديرية على المحاضرين تثميناً لجهودهم التي بذلوها في إنجاح الفعالية.
وتأتي هذه الحلقة ضمن برامج وخطط وزارة الصحة في مجال الإعاقة والمتوافقة مع خطط منظمة الصحة العالمية والتي تستهدف كسر كل حواجز الوصول للخدمات الصحية وتذليل كل الصعوبات من اجل اكتشاف وتشخيص مبكر لمرض التوحد والتعامل معه قبل الوصول إلى مراحل متأخرة منه.
تجدر الإشارة إلى أن صعوبة تشخيص مرض التوحد تكمن في عائقين رئيسيين، أولهما صعوبة تمييزه عن الكثير من الأمراض العقلية التي تشاركه في بعض الأعراض والسمات، وثانيهما عدم وجود عدد كافٍ من المراكز المتخصصة للتشخيص.
رد مع اقتباس
