تولى عبد الرحمن بن عبدالله الغافقي ولاية الأندلس مرتين , الولاية الأولى سنة 102 هـ والولاية الثانية سنة 112ـ 114 هـ ، وصفته المصادر بكونه ( حسن السيرة مائلا للعدل في حكمه ،وحاكماً بارعاً ، ومجاهداً في سبيل الله ) .
استهل ولايته بتوحيد صفوف للقبائل العربية وأزال عامل التفرقة وقام بتنظيم شؤون الأندلس الإدارية وعامل أهل الذمة معاملة طيبة ، وعدل نظام الضرائب حيث شملت الجميع .
وقام بتنظيم الجيش وقسم الفرق العسكرية إلى وحدات وقام بتحصين الثغور وجه الفافقي جهوده من أجل نشر الإسلام وتثبيت موطئ قدم للمسلمين عبر جبال ألبرت وتقوية القواعد الإسلامية في مدينة اربونة واسكن القبائل البربرية في الجنوب الفرنسي وأول عمل قام به ,حملته في جنوب فرنسا استرجع مدينة آرل التي كانت قد أعلنت العصيان وتوقفت عن دفع الجزية بعد معركة عنيفة ,ثم توجه نحو بوردو عاصمة اكتيانيا وحاول الدوق أودوا دوق اكتيانيا يمنع المسلمين من التوغل في اكتيانيا لكنه دمر بالقرب من نهري الدور دوني والجارون, فانهزم وقتل القسم الأكبر من جيشه فدخل المسلمون عاصمته وغنموا فيها غنائم هائلة, فوصلت طلائع الجيش الإسلامي إلي مدينة تور,فاضطر الدوق أودوا إلى الاستنجاد بشارل مارتل حاجب ملك الدولة الميروفنجية وطلب مصالحته لصد المسلمين وبين له ان هدف المسلمين الوصول إلى أراضي دولة الفرنجة ,وأدرك شارل مدى خطورة ذلك الأمر فاستجاب لطلب اودو ,فعمل على جمع الجند والفرسان من كل صوب واستقدم الجنود من حدود الراين وكانوا يعدون من المحاربين الأشداء ولا يقلون عن العرب والبربر شجاعة وقوة وصبرا في الحروب, و جرت المعركة التي عرفت بالتاريخ بـ ( بلاط الشهداء ) في شهر رمضان من سنة 114 هـ واستمرت عشرة أيام بين الجيش العربي والجيش الإفرنجي,في بداية المعركة كانت الكفة لصالح المسلمين ولكن كتيبة من الجيش الإفرنجي هاجمت مؤخرة الجيش الإسلامي الذي كان يضم النساء والأطفال وما ان سمع المسلمون بذلك حتى ترك الكثير منهم مواقعه وذهب يدافع عن أهله ,وهذا أدى إلى الإخلال بنظام الجيش.وعندما حاول الغافقي التدخل بشجاعة فائقة لإعادة النظام إلى صفوف جيشه ,أصابه سهم من جهة العدو فخر شهيدا في المعركة مما أدى إلى حدوث ارتباك بين صفوف الجيش لكنهم استمروا في القتال فاستطاعوا من تخليص مؤخرة الجيش من الأعداء,وعند اذ قرر قادة الجيش الحفاظ على أرواح المسلمين والانسحاب ليلاً ,فتم الانسحاب بسلام. ويرجح الباحثين أسباب الهزيمة إلى عدة عوامل من أبرزها :
تحالف الدوق ( صاحب مقاطعة بوردو عاصمة اكيتانيه ) مع شارل مارتل حاجب ملك الدولة الميروفنجية حيث وحدوا صفوفهم ضد المسلمين.
تكتل الإمارات في غالة في الوقوف أمام المسلمين ,فضلا عن معرفتهم للمواقع وطبيعتها ,وتعودهم القتال في الجو الماطر والأرض الموحلة ,و كان من السهل الحصول على الإمدادات التي حرم منها الغافقي لتوغله العميق في فرنسا.
تميز المقاتلين الألمان بالصبر والشجاعة والقوة فكانوا لا يقلون عن العرب شراسة في الحروب مما أدى عدم اختراق صفوفهم .
كانت خطة الفرنجة مهاجمة مؤخرة الجيش وهذا أدي إلى ارتباك بين صفوف الجيش
استشهاد عبد الرحمن أدى إلى حدوث ارتباك بين صفوف الجيش .
توغل الجيش الإسلامي بمسافات شاسعة في ارض الأعداء فلم يكن بمقدور الجيش الحصول على الإمدادات من مركز الخلافة وحتى من قرطبة مركز الاندلس لبعد المسافة .
ورغم هزيمة المسلمين في هذه الموقعة إلا إن العزيمة والثأر ظلت متواجدة لدى الولاة الذين جاؤا بعد عبد الرحمن على نفس سياسته في الجهاد .
عبد الملك بن قطن ( 114 ـ 116 هـ / 123 ـ 124 هـ ).له ولايتان على الأندلس حيث واصل العملات الجهادية في الشمال الإسباني والجنوب الفرنسي وقضى على التمردات وتعويض ما فقده المسلمون في موقعة بلاط الشهداء وتحصين المدن التي كانت بأيدي المسلمين.
عقبة ابن الحجاج السلولي ( 116 ـ 123 هـ ) تم تعينه من قبل والي أفريقية,ويعد عقبة من كبار القادة المسلمين الذين قادوا الحملات في الشمال الإسباني والجنوب الفرنسي اذ كان متحمساً للأخذ بالثار للمسلمين وتوطيد سلطان العرب في الأندلس حيث اخضع العديد من المدن مثل فرتا وافنينون والبة وبنبلونةولم تبقى بجيليقية قرية إلا وفتحها ,غير الصخرة التي لاذ بها بلاي ,و هاجم ولايات شارل مارتل وهكذا أدرك الثار للمسلمين في معركة بلاط الشهداء وقام بتحصين الربط العسكرية,ومن أهم أعماله المهمة اتخاذه من مدينة اربونه في الشمال الإسباني قاعدة عسكرية وثغرا وذلك لعدة أسباب :
1.بسبب موقعها الجغرافي لأنها كانت محصنة بالجبال .
2.قربها من نهر الرون,ومن الثغر الأعلى الأندلسي وقاعدته سرقسطة.
3.كثرة الخيرات الزراعية فيها لخصوبة تربتها ووفرة مياهها وجودة مناخها.
4. وجود أعداد كبيرة من المؤيدين والموالين للمسلمين فيها بسبب سوء معاملة الإفرنج لهم.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بقايا طيف
