احلم بمن تتقن سرّ الكتابة في الهواء
مدخل الحلم/
( تعلق جزء منكِ
يمشط جدائل العمر الضال
حين تكسيه أحلام الحكاية
لينـزف تواريخ العالم مبعثرة .. على بيداء اللهفة .. )
إليك بأجنحة من شوق
حيث سماء وجهكِ يعكس الحنين
ولغة من سحرك تسلخ ثورة نبضي
أيتها البعيدة / القريبة
على مشارف دمي
ألم يحن
لتعبكِ أن ينحني على صدري
كنجمة من شغف تحتضنني ..
آه يا غايتي والمنى
لا زلت احلم بكِ
رغم سنوات عمري الهـاربات
ورغم خروج الليل منكسرا من بحر أوقاتي
كأحداق القنديل وقت أنطفأ أطياف العتمة
لا زلت ولا زلت احلم
أن أضمّ الأرض الى صدري
أن تعبر روحي الأنهار
وتلافيف الزمن
أن أتسلّق جبال الوحدة
وأرسم خرائط الأحلام على ورق الروح
وبأقلام الشجن
وأتقن فنّ اختصار المسافات
لأتلذذ بصحوة الشوق الى الأعالي
وأتذوق حلاوة العبور للقمم ..
أن اسمع في ليالي الشتاء حاجتكِ
تمضغ الأوقات وتعيد حدّ الكبرياء
لا زلت احلم وأتمنى بالربيع الأخضر يشرق في عينيّ
يضاحكني.. يقبلني ..
كوجه الشمس وقت الاشتهاء
تحملنيِ الى ما فوق حدود الكون
وخلف جفون الغيم
وهَمسيَ يستفيض
تحملني على جبينها قدر
وتَرِثُني صَباح كل يوم
احلم بمن تتقن سرّ الكتابة في الهواء
وتملك حدائقا من حروف
وكروما من كلمات
فتثور مواويل عشقيَ لليليّ في صدرها
فتكتبني قصيدة عصماء..
أو تمنحني دور البطولة في مسرحيات العشق المباح
ولطالما حلمت وتمنيت ..
أن أجد من تلونني بأفكارها
وتسكبني في قوالب معانيها
وتعيد صياغة رسمي ولمن تقلّبني كالفصول الأربعة
لأزهر وأثمر وأتمرد بعد الخضوع
وتُبقيني سرّا في الجوانح يختنق
فنتبعثر معا في ممرات العشق ونتقاسم وحشة الآلآلآه
ثم نتّحد الاشتياق ..
ومشاعري فياضة لا تَعي فلسفة المسافات
فتكتب بدمي النهاية قبل البداية
فكأني رجل من كوكب آخر
يفتش عن أشياء ثاوية في أعماقه أشياء تشبهها تماما
طقوسها علوم خفيّة وأحلامها أدمان كلام
وانتفاضة ذاكرتها تمارس الانعتاق ولعبة الاختصار ..
فبين الحلم والحلم قربت المسافات
رويدا
رويدا
حتى غدت وصالا كاملا وأسدلت ستارة النسيان
ونمت في حضن من خيالاتي
ولكن!
ثمة أشياء غريبة تنثرني امتدادا لحياة مرتسمة
وأحلامي لا تزال تراودني
تمزق ستائر صمتي وتكتبني رواية ...
فدعيني نمشي برفقة الاحلام وشفرية الظلام
فرؤيتنا ترتدي حجاب الرؤية
وفي آخر محطة اسكبي من منديل الشوق رثائي
وتجرعيني قليلا وأبحري وانتشلي صحرائي
سيطل طيفي من الفراغ على زهرة الليل
ليوقظ شموع الذاكرة على وجنتيك الراقدة
وتكتبين في حلمكِ وصالي ..
فهاتِ كفيكِ سيدتي
فقلبي الورقة الرابحة هنا
"أعتقد أنها أسراباً من حنين وهباء من بقايا سؤال لرحلةٍ تمضي فوق صمتي "
في وقت حصادِ الجنونِ
كـُنا على قمة الكبرياء
نهذي نرتعش نذوب نذبل نحيا
تلفظنا المعاني على حافات الاشواق
يرقص احتمالنا ألف مرة وترسـُمنا الدوائرُ انفراجا
والآهة تتخبط في جسد الليل عارية
وشوارعُ الحلم تستقيلُ...