ينبغي أن نراعي في الصديق خمس خصال.
أولها أن يكون عاقلا حسن الخلق غير فاسق،فالعقل هو ألاساس والخير في صحبة الأحمق الذي يحاول أن ينفعك فيضرك،
أما حسن الخلق فلابد منه،ولا خير كذلك في عاقل يغلبه غضبه،
أما الفاسق فإنه لا يخاف الله ،ولا يؤتمن ولا يوثق فيه،
ومن حق الصحبه الإيثار بالمال وبذل الفضل منه عند حاجة الصاحب، والإعانة والمبادرة في قضاء المصالح
وذلك درجات أدناها القيام بالحاجة عند السؤال والقدرة
مع البشاشة والاستبشار، واوسطها القيام بالحوائج من غير
سؤال ، وإعلاها تقديم حوائج صاحبك على حوائجك،
وقد بعض السلف يتفقد عيال أخيه بعد موته 40 سنه
فيقضي حوائجهم،
ومن حقوق الصديق كتمان السر وستر عيوبه في حضوره وغيبته، وحسن الاصغاء عند حديثه حتى يفرغ منه ،ودعوته بأحب أسمائه إليه ، والثناء عليه بما يعرفه من محاسن أحواله من غير إفراط ولا كذب وشكره على معروفه ،ونصحه بلطف والعفو عن زلته وهفوته وعدم الإكثار من العتب عليه ،
أن يسر له مثلما يظهر له ،وأن يوسع له في المجلس ويكتم
سره ولو بعد القطيعة ولا يقدح في احبابه وأهله ،ويحسن
الوفاء لهم حتى بعد وفاته.
وقد قال تعالى القدير في كتابة.
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين .
يخبرنا عزوجل أن الذين كانوا في الدنيا احبابا واصحابا
ينقلبون في الآخرة أعداء لعظم أهوال يوم القيامة وشدة
خوفهم،
واستثنى من ذلك الخوف والبعض المتقين ،لأن مودتهم
تبقى بينهم في الآخرة وينتفع كل واحد منهم بصاحبه.....