ينتظر المصريون حلحلة قريبة للأزمة العالقة منذ أعوام، وهي الأزمة المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، وذلك استثماراً للجهود الدبلوماسية التي بدأها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقائه، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في يونيو الماضي، مع رئيس الوزراء الإثيوبي.
ثم إعادة انعقاد اللجنة الثلاثية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، وسط تفاؤل حذر بتطورات إيجابية على هذا الصعيد، خاصة في ظل ما تردد حول موافقة الرئيس المصري على زيارة إثيوبيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي الوقت الذي يحبس فيه المصريون أنفاسهم انتظاراً لحل تلك الأزمة، تظل ورقة «ربط نهر النيل بنهر الكونغو» إحدى الفُرص أمام مصر، خاصة في ظل الدراسات التي أكدت حجم الاستفادة العملية لمصر ودول أفريقية من ذلك المشروع.
خاصة أن هناك دراسات مطروحة على مائدة وزارة الري بمصر حول ذلك المشروع، وتقوم الوزارة بدراسته، ومن المتوقع أن يتم البت فيها نهائياً بإبداء الرأي المصري الرسمي عقب عيد الأضحى.
أزمة غامضة
وأكد مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير حسين هريدي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن الأزمة المتعلقة بسد النهضة «شبه غامضة»، لاسيما مع محاولات الجانب الإثيوبي لخلق حالة من «المد والجذب» في المفاوضات الحالية، وبناء السد رغم عدم وجود إجراءات عملية، كان لابد من الشروع فيها بصورة واضحة.
موضحاً أن هناك مشروعاً آخر يلوح في الأفق وهو «نهر الكونغو» والذي حال قيام مصر بتبني بنائه بالاتفاق مع الكونغو سوف يكون لذلك عظيم الأثر في مناهضة تأثيرات سد النهضة، غير أن «نهر الكونغو» بحاجة إلى تغطية مالية ضخمة.
ووفق مراقبين، فإن تدخل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لحل تلك الأزمة، ورعايته شخصياً لها، يزيدان من فرص حلها، خاصة في ظل السياسة المتزنة التي يتبعها الرئيس المصري في معالجة القضايا والملفات المهمة والحاسمة التي تشهدها المنطقة، والملفات المطروحة على مائدة السلطات المصرية الآن.
اللجنة الوطنية
وفي غضون ذلك، تستقبل وزارة الموارد المائية والري بمصر أعضاء اللجنة الوطنية للخبراء الفنيين من إثيوبيا والسودان ومصر، وهي اللجنة المعنية باستكمال الدراسات الفنية بشأن سد النهضة الإثيوبي، وذلك خلال الفترة من 20 أكتوبر وحتى 22 أكتوبر، بمشاركة وزيري المياه الإثيوبي والسوداني.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه كثير من المحللين كون الجانب الإثيوبي يتبع سياسة المراوغة مع الجانب المصري والسوداني في المفاوضات الحالية، يرى رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد شاكر، في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن العلاقات مع الجانب الإثيوبي طيبة.
وهناك بوادر لحل الأزمة الراهنة، مؤكداً أنه من الصعب أن يتم حل تلك الأزمة في ليلة وضحاها، إذ لابد من عقد مباحثات سياسية ودبلوماسية، بجانب المباحثات الفنية التي يقوم بها الفنيون في هذا الإطار، حتى يتم «ذوبان الثلج» بين الدولتين.
مجرد دراسة
أكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد شاكر أن مقترح «نهر الكونغو» مجرد دراسة ليس أكثر، غير أنه حال تنفيذه عملياً فإنه سوف يعد بمثابة ضربة قوية لإثيوبيا، لاسيما أن مصر من الممكن أن تستفيد منه على مستوى توليد الكهرباء والمياه والطاقة، إلا أنه يحتاج إلى مجهودات وطاقة كبيرة في التنفيذ، وموافقة رسمية من حكومة الكونغو.
رد مع اقتباس
