الصمت القديم



زنزانةُ الصمتُ القديمِ بداخلي
ليست سوى ألمٌ لستريَ قصتي

سجني مؤبدُ ليتني أستأنفُ
قاضي القضاةِ عسى يعجلُ شنقتي

مستوحشٌ اقضي ليالي سجنتي
أعزو إلى ضعفي تمازجَ دمعتي

وفمي يرددي ليتني يا ليتني
لم انتهك جُرما واطفأُ شمعتي

وتأخرَ الإعدام ُ وازدادَ الأسى
وتمردَ الإلهامُ غطى خجلتي

واستأنست حولي الطيور تزورني
تاره تزقزق لي وتأكل خُبزتي

وتعذرَ الشعرُ الوليدُ لأحرفي
أن يلهمَ القلمَ الغريقَ بحُرقتي

وتجشمي سفها و أبسمُ مرغما
كالخنجرِ المسمومِ ينخر ُحسرتي

وتشدقي لمّا يحيلُ وقارَه
والعفو عني لم يلملمْ كسرتي

وتأسفي أنسُ الحضورِ ووحشتي
وأقول أصبرُ ذا محمدُ أسوتي

من يسمعُ المظلومَ أنيَ نادمٌ
بل غارمٌ بل استعدُ لموتتي

بل مستعدٌ أن أبادلَ دوره
فأكونُ مظلوماً و أعطي حصتي

وتشاء أنت بأن تعيشَ معززا
وأشاء أَفْضَحُنِي بثوب قصيدتي

قد حان تعلم لم أعد متماسكاً
قد آذن الصمت المخيف لصرختي

ياربِّ عجِّلَ لي الختامَ لقصتي
ستر ٌو عذرٌ لا يرد ُلحجتي






محاولة:
أحمد بن سعيد البدوي


https://drive.google.com/file/d/17R6...w?usp=drivesdk