☆ تاريخ عمان :
كانت جزيرة موهيلي القمرية من أجمل الجزر التابعة للجزر القمرية والتي كانت تحت سلطة العرب منذ سنوات طويلة ، إذ تشير بعض المصادر ككتاب ( المفاخر السامية في ذكر سلاطين جزر القمر ) إلى أن السلطان العماني أبوبكر بن حسين من أحفاد الإمام محمد بن علي صاحب مرباط تولى الحكم في جزيرة موهيلي القمرية عام 1600م ،وقد توارث أبناؤه الحكم من بعده حتى ضعفت هذه العائلة واستولى على موهيلي شخص يدعى رامنتيكا عام 1832م بعدما اغتصب الحكم من أهلها، وبعدها أعلن إسلامه وأقسم الولاء والتبعية للسلطان سعيد بن سلطان مؤسس الامبراطورية العمانية وذلك لضمان بقائه في الحكم وتثبيت أقدامه بتبعيته للسيد سعيد بن سلطان الذي كان يعتبر حامي الإسلام والمسلمين في المنطقة.
ولذلك لا غرابة أن نرى آنذاك العلم العماني يرفرف في الجزيرة القمرية بموهيلي التابعة وبشكل صريح للسيادة العمانية، حيث بعث السيد سعيد بن سلطان في مارس عام 1836م موفده الدبلوماسي سعيد بن محمد البوسعيدي الملقب بمقدارا من أجل الوساطة في حل الصراع في جزيرة موهيلي بين السلطان رامنتيكا (عبدالرحمن ) والسلطان عبدالله الثاني سلطان أنجوان الذي كان يريد أن يستعيد موهيلي لحكمه بعدما اغتصبها مثلما ذكرنا أعلاه رامنتيكا، وانتهى هذا الصراع بأسر السلطان عبدالله الثاني ووفاته بالسجن عام 1836م.
وفي عام 1840م احتلت فرنسا جزيرة نوس بيه المدغشقرية نتيجة تنازل اندريان تسولي سلطان مايوت عنها للفرنسيين ومعها مايوت ذاتها رغبة منه للتخلص من النفوذ العماني نتيجة كرهه للسيد سعيد بن سلطان، وقد كان هذا الحدث هو نقطة تحول لتقليص نفوذ سلطان عمان وزنجباروبالتحديد في جزر القمر، ولذا فقد وجّه السيد سعيد رسالة إلى حلفائه الانجليز لمساعدته في وقف النفوذ الفرنسي لاحتلال مايوت التي حكمها النباهنة والمناذرة العمانيون لأكثر من قرن ونيف، ولكن كل مساعي السيد لم تكلّل بالنجاح واحتلت فرنسا مايوت وتبعتها بقية الجزر من خلال الصراع العماني الفرنسي الذي خطط كثيرا لتحطيم النفوذ العماني بجزر القمر وبالذات في جزيرة موهيلي التي كانت تتبع عمان في عهـد رامنتيكا الذي مات وخلّف ابنته السلطانة جومبيه فاطمة وأمها الملكة روفاو التي تزوجت بعد وفاة زوجها المدعو تسيفاندين عام 1834م والذي أصبح الحليف الأول للسيد سعيد بن سلطان والوصي الفعلي للسلطانة الصغيرة جومبيه فاطمة وريثة العرض بجزيرة موهيلي وهي بعمر الـخمسة أعوام.
وكل هذا تسبّب في قلق فرنسا التي أخذت تخطط بكل خباثة لإسقاط النفوذ العماني عن جزيرة موهيلي القمرية وإستمالة السلطانة الصغيرة وأمها ، وكانت البداية هي استمالة السلطانه التي أصبح سنها 9 سنوات بإرسال الهدايا وبعض الرسائل الودية التي أمر بها مجلس الوزارء الفرنسي المعادي للنفوذ العماني أنذاك، وفي عام 1843م قام المبعوث الفرنسي باسو بزيارة السلطانة ووالدتها محملا بالهدايا تتبعه أوامر السلطات الفرنسية عام 1844م بوضع خارطة الطريق للإطاحة بنفوذ عمان وزنجبار بموهيلي بكل الطرق المتاحة لذلك، وقد أرسلت فرنسا بعد هذا التاريخ جواسيس لموهيلي عبر السفينة لي كوليبيري بدعوى الدراسة الطبوغرافية لمياه البحر مع بعض الهدايا التافهة التي حملوها للسلطانة الصغيرة منها صندوقان من شراب عصير مركّز استلطف السلطانة جومبيه فاطمه التي عبّرت بكل حفاوة وترحاب بالوفد الفرنسي ، مما أدى إلى أن آمر المحطة البحرية الفرنسية روبين ديسفوسي في بوربون قام بنفسه في عام 1845م بزيارة موهيلي لتقصي الأخبار التي وردته بأن السيد سيعد بن سلطان ينوي الزواج بفاطمه أو لديه النية بأن يزوج أحد أبنائه أو أقاربه بالسلطانة ليضمن ولاء الجزيرة لعمان وزنجبار وهي التي لا زالت ترفع العلم العماني في القصر الملكي بموهيلي.