دعت الولايات المتحدة، أمس، حلفاءها الذين يشاركونها الحرب ضد تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي، الى توسيع نطاق هذه الحرب لتشمل الإنترنت، والسعي الى تشكيل تحالف إعلامي مواز للتحالف العسكري لمواجهة التنظيم المتطرف، بينما اكد المجتمعون في مؤتمر الاتصالات المنعقد بالكويت أمس على تعزيز الخطوات التي يجب اتخاذها لتعزيز الحرب ضد الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت.
وأكد مؤتمر الاتصالات الذي استضافته الكويت، أمس، ضرورة مواجهة فكر تنظيم داعش على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية وفضح تشويه صورة الإسلام الصحيح بهدف منع انخراط الشباب في هذا التنظيم. وركز الاجتماع الذي حضره إلى جانب الولايات المتحدة ممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر ولبنان وفرنسا وبريطانيا وتركيا على السبل العملية لمواجهة أيديولوجية هذا التنظيم وتضييق السبل عليه لاسيما في الفضاء الإلكتروني.
بيان ختامي
وشدد المجتمعون في بيان ختامي تلاه مدير إدارة مجلس التعاون في وزارة الخارجية الكويتية ناصر المزين، أنهم ناقشوا الخطوات التي تنوي الحكومات المعنية اتخاذها لتعزيز الحرب ضد الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت. وأفاد البيان ان الجهد المشترك يهدف «مضاعفة التزامنا للرد على التطورات المهمة ولتعزيز التواصل والتدريب وبرامج التعاون، ولمواجهة تجنيد المقاتلين الأجانب بشكل فعال».
في الأثناء قال المنسق الأميركي للتحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن في افتتاح وخلال اجتماع في الكويت خصص لمواجهة فكر ودعاية المتطرفين عبر شبكة الإنترنت: ان هذه البروباغندا تشكل «حربا رهيبة ... تهدف الى تجنيد وإفساد عقول أشخاص ابرياء». واعتبر ان التنظيم المتطرف «لن يهزم حقا إلا عندما يتم إسقاط شرعية رسالته الموجهة الى الشباب الذين لديهم نقاط ضعف».
وقال إن «التهديد الذي يشكله تنظيم داعش يتطلب مقاربة شاملة ومنسقة على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، وذلك عبر دمج العمل العسكري وتطبيق القانون والاستخبارات والوسائل الاقتصادية والدبلوماسية». وأضاف «نحن هنا لنبحث في سبل الحاق الهزيمة بسياسة التنظيم ولمواجهة نشاطه في المجال الافتراضي عبر الشبكة».
تحالف إعلامي
وقاد الوفد الأميركي مساعد وزير الخارجية الأميركي للدبلوماسية والشؤون العامة ريك ستينغل. وقال ان «عدد الذين يلتحقون بداعش يتراجع. نعتقد ان التنظيم يفقد جاذبيته». أكد نائب وزير الخارجية الأميركية للشؤون الدبلوماسية ريتشارد ستينغل ان الهدف من الاجتماع هو تشكيل تحالف إعلامي مواز للتحالف العسكري لمواجهة «داعش»، نافيا ان تكون لديه أرقام محددة لأعضاء تنظيم داعش.
وأكد في مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر ان العمل المشترك في ساحة القتال لابد من تعزيزه بإضافة العمل في مجال الفضاء الإلكتروني، مبينا أن «الاجتماع كان بداية طريق طويل في هذا الصدد، وبداية تأسيس هذا التحالف للعمل المعلوماتي، ونجحنا في هذا الاجتماع ورأيتم لقد توصلنا الى اتفاق كبير ونقاط مشتركة بين الدول المشاركة، خاصة أننا نواجه عدواً مشتركاً».
أما بخصوص ضمان عدم استخدام الانظمة للتحرك المعلوماتي ضد داعش لقمع حريات التعبير في وسائل الاتصال، فأكد أن كل «الشركاء في التحالف اعتمدوا مبدأ حرية التعبير ولدينا أيضا علاقة وثيقة بين الخصوصية والسلامة وبين الخصوصية والحرية، بهدف مكافحة تنظيم داعش»، مضيفا أن «أي طرف لم يرغب في تقويض حرية التعبير وحرية الإعلام».
ويستخدم أنصار التنظيم الشبكة بشكل مكثف، إذ باتت الإنترنت الوسيلة الأكثر فعالية لتجنيد المقاتلين الأجانب.
وتبدي الحكومات الغربية قلقا متزايدا إزاء دعاية المتطرفين عبر الإنترنت، إذ إن البروباغندا التي ينشرونها تستقطب مواطنين من الولايات المتحدة وأوروبا.
وتشعر الحكومات الغربية بالقلق بشكل خاص من تأثير هذه الدعاية على الشباب المسلمين الذين يدعوهم التنظيم الى مهاجمة أهداف غربية.
رد مع اقتباس
