كثيرون هم أولئك الذين يشعرون بالظلم في مراحل مختلفة من حياتهم وفي حالات عديدة من تفاصيل يومياتهم . الظلم كحالة اجتماعية موجود ولا نستطيع انكاره بحال من الاحوال فليس كلنا ينظر الى الامور من منظور سليم كما ان ليس الكل يهتم لما يجوز او مالا يجوز في التعاملات الحياتيه فالاهم عند بعضهم المصلحه الشخصية ولا يهم ان جاءت على حساب اﻵخرين . نزعات فاسدة تأخذ البعض الى ان يظلم غيره كتلك النزعات المغلفة بالحقد او بالحسد او الكراهية او حب الذات ولا يرعوي إلا ولا ذمة في غيره فمشاعر الغير هي آخر اهتماماته او بشكل أدق هي خارح نطاق الاهتمامات وبالتالي فالحقوق هنا مغيبة .
ولكن البعض يشعر بالظلم ﻷقل القليل وتجده يبالغ كثيرا في ذاك الشعور فلربما قال احدهم كلمة لا يقصد منها الاساءة ويفهمها البعض على انها ظلم في حقه واﻵخر يتمنى شيئا ما وإن لم يتحقق له ذلك شعر بأنه مظلوم وقام يكيل الشتائم واللعان والشكوى الدائمه مع ان ان ذلك ربما ليس حقه ولكنها أمنية يتمناها ولم تتحقق .
البعض تجده كثير التذمر في مجال وظيفته ﻷنه لم يعين رئيسا لقسم او مسؤولا لدائرة وتم تعيين غيره وهو الاقدم والاجدر والاقدر متجاهلا امكانيات الشخص اﻵخر الذي عين بدلا عنه .. غاضا طرفه عن الشهادات والدورات والقدرات واسلوب التعامل وكمية وكيفية الانجاز فكل همه منصبا على انه موظف قديم ومن حقه ان يصبح كذا وكذا فيضغط عليه الشعور بالظلم مع ان غيره أكفأ منه .
هناك حقوق وهناك ايضا واجبات فبعضنا يهتم للحقوق وينسى او يتناسى الواجبات ويهمل في أداءها وبالنالي يشكو لهذا ولذاك مرارة الظلم الذي يواجهه بل يطارده في كل شيء ..
يجب ان يكون هناك توازن بين طلب الحقوق واداء الواجبات وان يسعى ويجتهد ويطور من ذاته ويجدد من ادواته ويحسن من اسلوبه ويطلب رضى الله العادل ويتقي الله في كل شي ء والله سميع بصير .
بقلمي/ خليفه سالم