مع التقدم الكبير الذي حققته المقاومة اليمنية والجيش الوطني في مختلف الجبهات فإن معركة تحرير صنعاء تبدو مؤجلة إلى حين استكمال استعادة السيطرة على المناطق الواقعة إلى الجنوب والشرق منها لأن ذلك سوف يسهل استعادتها بأقل الخسائر.
وإذا كانت خطة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية اشترطت على الانقلابيين الانسحاب من عدن وتعز وإطلاق سراح وزير الدفاع وغيره من المسؤولين كخطوة قبل القبول بوقف العمليات العسكرية والدخول في وضع آلية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي فإن تحرير عدن ومعظم محافظات الجنوب ووصول المقاومة إلى أطراف محافظة ذمار مؤشر على أن التحالف مصمم على عودة الشرعية وممارسة الحكومة لسلطاتها من مدينة عدن.
عزل الانقلابيين
وإذا كان من المهم استعادة الشرعية العاصمة والدولة لما لذلك من أهمية رمزية، فإن السيطرة على محافظات ذمار واب وتعز ووصولا إلى محافظات الجنوب ومن ثم استعادة السيطرة على محافظة الحديدة غربا، سيعزل المدينة عن بقية المحافظات وسيجبر الحوثيين وقوات الرئيس السابق على الانسحاب منها.
وترتكز رؤية الحكومة الشرعية على قاعدة ان العودة إلى مدينة عدن وإدارة شؤون الدولة منها، استعادة السلطة على إقليم الجند والذي يعد أكبر إقليم من حيث عدد السكان إلى جانب محافظات الجنوب وصولا إلى مدينة الحديدة عاصمة إقليم تهامة سيجعل الحكومة تتحكم بغالبية عظمى من مناطق الدولة ولا يمكن الحوثيين وقوات الرئيس السابق المغامرة بنقل الحرب إلى معقلهم الرئيسي في صنعاء لأنهم بذلك سيدمرون المعقل الأخير لهم.
العودة إلى الشرعية
وكان الناطق باسم قوات التحالف العربي العميد أحمد عسيري أكد أن صنعاء ستعود إلى حضن الشرعية إما بالحوار أو بالقوة إذا لزم الأمر بعد عودة الحكومة الى عدن لممارسة أعمالها من داخل الأراضي اليمنية، وهو أمر أكد عليه أكثر من مسؤول كان آخرهم علي حسن الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي الذي جزم ان تحرير صنعاء لا يحتاج إرسال قوات من خارجها بل إن أبناءها هم من سيتولون ذلك.
وباعتبار ان صنعاء معقل رئيسي لأتباع الحوثي والرئيس السابق باعتبار أنها كانت عاصمة لنظام حكم الأئمة لفترات زمنية متفاوتة، ولأن صالح من إحدى ضواحيها، فإن المراقبين يستبعدون أن يغامر هؤلاء بنقل المعركة إلى داخلها لتجنب الأضرار الكبيرة التي ستلحق بهذا المعقل، كما أن دخول قوات الشرعية إلى المدينة بالقوة سيؤدي بالضرورة إلى تدمير بقية القوة المسلحة التي يحتفظ بها الرئيس السابق والحوثيون.
وحدات جديدة للجيش
ولأن تأمين صنعاء في حال سقوطها أو عودتها سلما للسلطة الشرعية يتطلب تشكيل وحدات جيش جديدة وبعيدة عن تأثير الرئيس السابق والحوثيين والمحيط القبلي للمدينة فإن الأمر يحتاج لوقت كاف لتشكيل هذه القوة وإعادة انتشار وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق التي تطوقها ونزع أسلحة أتباع الحوثي الذين يشكلون جزءا مهما من سكان المدينة.
وحتى استكمال السيطرة على مدينة تعز والمديريات التابعة لها، وتحرير مدينة اب ثاني أكبر مدينة في إقليم الجند والتقدم نحو محافظة ذمار، والتقدم عبر الساحل إلى محافظة الحديدة ومينائها الذي تعد الرئة التي تتنفس بها صنعاء ومعظم مدن الشمال فإن معركة صنعاء تبدو مؤجلة لبعض الوقت لأنها بعد ذلك ستجبر على العودة للسلطة الشرعية.
أزمة غذائية
حذرت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالحق في الغذاء هلال إيلفر من أزمة غذائية كبرى يعيشها اليمن في الوقت الحالي، وأن 13 مليون يمني لا يحصلون على ما يكفيهم من الطعام والاحتياجات الغذائية الأساسية. وأعربت في بيان لها عن القلق من تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن، مسلطة الضوء على معاناة الأطفال. وقالت إن الأوضاع التي يواجهها أطفال اليمن تنذر بالكارثة، حيث يعاني 850 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، وهو الرقم الذي من المتوقع ارتفاعه إلى 1،2 مليون طفل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأضافت أن الحصار في عدد من المحافظات اليمنية بما في ذلك عدن والضالع ولحج وتعز يمنع وصول المواد الغذائية الأساسية مثل القمح إلى السكان المدنيين، خاصة وأن اليمن يعتمد على الواردات من الخارج في 80 في المئة من طعامه. جنيف - واس
رد مع اقتباس
