الغيثُ الذي ما نزل!
عبدالله الشيدي
2002

آهٍ يا حبيبة دربٍ أبى أن يكتمل،
يا دمعةً جرّحت المحاجرَ والمُقل،
كيف تدعيني أذوبُ في عينيكِ وقلبُكِ لغيري صلّى وأبتهل؟!
وكيف منكِ أرتوِ ونبضُ فؤادكِ لغيري منهل؟
أم كيف أسيرُ بدربكِ وخطوكِ للبعيدِ قد رحل؟!
آهٍ يا من فجّرتني بركان شوقٍ لو ترينَ ما صار بي وحلّ! وبعد رحيلكِ لو تعلمينَ كم بي من العلل؟
فأنا بدونكِ زهرةٌ تذبل!
آهٍ يا مُلهمتي لو ترينَ دواويني مُبعثرةَ الجُمل!
فسطوري تائهةٌ، والحروفُ ضائعةٌ، وريشتي قد أصابها الملل!
ولو ترينَ بعدكِ عيني الساهرة، وعبرتي الحائرة، ورمشي الذي أصابه الكلل!
فما بقى لي حبيبٌ أو صديقٌ والكل عني قد رحل،
وبقيتُ في وحدتي تُسامرُني شمعتي، وتعاتبني صفحتي: هل بقيَ لديكَ في هواها أمل؟
فخبّريني ماذا لها أقولُ؟ وقد جرفني هواكِ كالسيول، وأنتِ كالغيثِ الذي ما يوماً على قلبي نزل.!!