فرنسا تعتقل 54 شخصا لدفاعهم عن الإرهاب –
باريس-(أ ف ب)-(أ ب): تهافت الفرنسيون أمس لشراء عدد صحيفة شارلي ايبدو الساخرة التي اصدرها «الناجون» من فريق عملها وعلى صفحتها الأولى رسم جديد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم دامعا، وذلك بعد أسبوع على الاعتداء الذي تبناه فرع القاعدة في اليمن.فبعد قتل 12 شخصا في الهجوم على مقر الصحيفة الأربعاء الماضي اكد الشقيقان الجهاديان شعيد وشريف كواشي «الانتقام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقتل شارلي أيبدو». وبعد المشاركة في تظاهرات عارمة الأحد الماضي للدفاع عن حرية التعبير، سارع الفرنسيون الذين صدموا جراء سلسلة الهجمات التي ادت الى مقتل 17 شخصا في باريس الى اكشاك الصحف.
وبحلول الساعة 09.00 تغ، نفدت جميع نسخ هذا العدد التاريخي بحيث قرر الناشر زيادة عددها الى خمسة ملايين، وهو رقم قياسي، تباع في 27 ألف مكان حول فرنسا.
وعلق اصحاب الأكشاك لافتات كتبت بسرعة تقول «نفدت شارلي ايبدو» منذ السابعة تغ، ما حدا بالزبائن الى شراء صحيفة «لو كانار انشيني»، وهي اكبر صحيفة ساخرة فرنسية تلقت تهديدات غداة الاعتداء على شارلي ايبدو.
وتبنى تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في شريط فيديو نشر أمس على الانترنت الهجوم مؤكدا انه نفذ بأمر من زعيم الشبكة المتشددة ايمن الظواهري ثارا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مضيفا «انتدب الأبطال فلبوا ووعدوا فوفوا فشفا الله بهم صدور المسلمين». وباتت شارلي ايبدو رمزا وتكثف الطلب عليها حول العالم وحتى في الهند واستراليا.
واصدرت الصحيفة الاربعاء 300 الف نسخة في أكثر من 20 بلدا.
واعتبر تنظيم «داعش» المتشدد نشر الصحيفة الساخرة رسوما جديدة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أمس «خطوة بالغة الحماقة»، بحسب نشرة إخبارية لإذاعة تابعة للتنظيم.
من جهة أخرى، حمل الرئيس السوري بشار الأسد السياسات الأوروبية مسؤولية هجمات باريس مؤكدا في مقابلة تنشرها صحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية اليوم «ان سوريا كانت تقول للسياسيين الغربيين بأنه لا يجوز أن تدعموا الارهاب وأن توفروا مظلة سياسية له» وان «ما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحا».واعتبر الأسد ان «قتل المدنيين وبصرف النظر عن الموقف السياسي…هذا إرهاب» ومكافحته «لا تحتاج الى جيش، بل هي بحاجة الى سياسات جيدة».أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فدعا الى «الاحترام» المتبادل للقيم و»المقدسات» والا «سيكون ذلك صعبا للغاية في عالم فيه وجهات نظر مختلفة وثقافات وحضارات مختلفة». كما ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الداعية القطري يوسف القرضاوي، بنشر الرسوم الجديدة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، معتبرا ان هذه الخطوة «ليست من الحكمة» و»تساعد المتشددين».أما الأزهر في القاهرة فدعا المسلمين أمس الى «تجاهل هذا العبث الكريه» معتبرا انه «سيؤجج مشاعر الكراهية».ونددت صحف أردنية بعدد الصحيفة الجديد معتبرة ان الرسم «عبث» و»عدوانية» و»استفزاز غير مبرر» لمشاعر المسلمين حول العالم.
لكن في فرنسا دعت أكبر منظمتين لمسلمي فرنسا، المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الثلاثاء المسلمين الى «الحفاظ على هدوئهم» و»احترام حرية الرأي».واعتبر المنسق الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»جون آلن ان هجمات الجهاديين في باريس وغيرها من المدن الغربية، تظهر الحاجة الى «رد عالمي» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات من سوريا والعراق.
ومع استمرار التحقيق للعثور على شركاء محتملين، اصدر القضاء الفرنسي مؤخرا حوالي 50 ادانة بتهمة «الاشادة بالارهاب» بحق اشخاص رحبوا بهجمات الأسبوع الماضي.
وفي حفل تأبين مؤثر للشرطة الثلاثة الذين قتلوا في الهجمات دعا الرئيس فرنسوا هولاند الفرنسيين الى «مضاعفة اليقظة» في مواجهة خطر محدق «خارج حدودنا» كما «في الداخل».
واكد رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس مجددا في خطاب امام الجمعية الوطنية لقي ترحيبا عارما على حزم فرنسا مشددا على التمسك ب»العلمانية» التي تبقى المبدأ الاول في النظام الفرنسي.
وبعد دقيقة صمت حدادا على ارواح القتلى بدا النواب جميعا انشاد النشيد الوطني الفرنسي، في سابقة لم تحدث منذ 1918، قبل توجيه تحية كبيرة الى قوى حفظ النظام.
وفي المدينة التي لا تزال تعاني من صدمة مقتل 17 شخصا على يد متشددين إسلاميين، قالت السلطات إنها اعتقلت 54 شخصا لدفاعهم عن الإرهاب أو تمجيدهم له.
والاعتقالات جزء من حملة فرنسية أوسع تشمل مسعى حكوميا لتشديد الإجراءات الخاصة بمكافحة الإرهاب بعد الهجمات التي تعد الأسوأ التي تشهدها فرنسا في عقود.
ومن بين المعتقلين ديودوني، وهو ممثل فكاهي مثير للجدل له معجبون كثيرون في فرنسا.
وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفان لوفول أمس إن بعض المعتقلين أدينوا بالفعل.
رد مع اقتباس
]
