https://www.gulfupp.com/do.php?img=66508

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 6 من 8 الأولىالأولى ... 45678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 77

الموضوع: سبلة القصص والروايات ( للنصوص المميزه ) نتاج فكري + منقول

  1. #51

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,112
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    النص رقم ( 42 )
    للمبدع / نديم الماضي
    عنوان القصه : الدنيا دواره كل ماتقدمه ستجده يعود اليك

    رابط الموضوع

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=103877



    أمام قرية هيل من ولاية سمائل يوجد جبل صغير ، منفصل عن بقية الجبال، يسمى ( قرن الجارية )، وكلمة الجارية هنا يقصد بها ( فتاة )..
    جاء إلى القرية بيدار ( فلاح ) غريب عن الدار أي عماني ولكن ليس من القرية ولا من القرى المجاورة لها، فعاش الغريب وتزوج واستوطن في قرية هيل ..

    ذات يوم قُتِلَ هذا الغريب، إذ قتله جار له من أهالي القرية، فلم يقم أحد بالثأر له ( وهي عاده قديمة من عادات الجاهلية التي كانت متبقية في عمان )، لسببين رئيسيين الأول عدم وجود أقارب له في تلك القرية، والثاني أن زوجته أنجبت فتاة له وليس الذكر كالأنثى والإناث لا يثأرن عادة ..

    ترعرعت الجارية في القرية يتيمة الأب، وكانت أمها توحي لها إن والدها مات موته طبيعية، ولما كبرت الفتاة ، وبلغت مبلغ الجواري، صارت تجلب مع فتيات القرية الحطب والماء.. وبدأت كلما قدمت عليهن يتهامسن، لتسمع منهن كلمة ( جت بنت المظلوم ).. حتى تأكدت بأنهن يقصدنها ..

    سألت الفتاة والدتها عن سر ( بنت المظلوم )، ولماذا والدها مظلوم؟ وما نوع الظلم الذي لحق به ؟ ومن الظالم ؟ ولماذا يطلق الاسم عليها؟.. حاولت الأم التنصل من أسئلة ابنتها ، إلا أن الفتاة أصرت على أمها إصراراً، وأقسمت عليها مراراً، حتى أقرت لها بخبر مقتل والدها، وإن كلمة مظلوم تعني أيضاً الذي لم يؤخذ ثأره، وأخبرتها بالقاتل، ولكن الثأر لوالدها لم يتم لان والدها ليس من هذه القرية وليس له أخ أو عم أو إبن عم أو ابن ليثأر له .. فطلبت الأم من ابنتها الصبر والنسيان ، فتظاهرت الفتاة بعدم الاهتمام، إلا إنها بنت نيتها على الانتقام والثأر لأبيها ..

    أخذت الفتاة تنصب الشباك لقاتل والدها، وتفكر في أقرب السبل وأسهلها لجذبه والانتقام منه، فراحت تلاحقة بنظراتها إذا التقيا في طريق ( تبتسم )، فظلت تلاحقه وتلتقطه بروح الفتاة المرحة الفاتنة، حتى نسى ذلك الرجل أن والد هذه الفتاة ضحيته بالأمس، وربما تناسى أو ظن انها أنثى لا تعلم عن الماضي شئ ، وليس لها ولي أمر ، فراح يراودها ويتودد إليها ، وهي تواعده ولا تأتيه وتعتذر بعذر ، ولربما لا تجد عذرا فلا تعتذر .. ثم بدأت تواعده وتفي، لكنها تجعل اللقاء سريعا إذ أنها تخجل حينا وتعتذر بالتقاليد حينا، وكذلك تدعي انتظار أمها لها ونحو ذلك من الأعذار ..

    أتفق الاثنان أخيراً على موعد لقاء خارج القرية ، في مكان يسمى كف الصياد ، ويقال كف اختصارا لكلمة كهف ، إذ إن الكهف في صفحة قرن هيل الذي أطلق عليه فيما بعد اسم قرن الجارية ، ونسب الكهف إلى الصياد لأن الصيادين ورعاه الغنم كانوا يطلعون هذا الجبل إلى الكهف للراحة والجو البارد .. وقد اتفقا على اللقاء تحت الجبل على أن يصعدا إلى كف الصياد معاً..

    خرجت الفتاة مبكرا في ذلك اليوم على غير العاده، متلهفة إلى اللقاء الذي اشتاقت إليه ، كما خرج هو وتم اللقاء قبل الموعد ، في مكان فسيح تحت الجبل، حيث تتكاثر الأشجار .. حاول الموعود الإمساك بالفتاة فأخذت تجري، وتتظاهر بالهرب وتطلق ضحكاتها الصاخبة ، فيركض خلفها الرجل ، فإذا دنا منها صرخت وركضت لتهيب به وتشجعه ، وتنادية إذا ابتعدا عن بعضهما، قائلة :" يا كبير السن لا تستطيع الجري مثلي".. فيجيبها بأنه شباب.. وإذا شعرت بابتعاده قللت سرعتها أو تظاهرت بالسقوط، فإذا دنا قفزت وجرت كأنها الغزالة، ويركض هو خلفها كجمل عليه حمل، وظلا يركضان حتى شعرت بأنه منهك من التعب ..

    فأتجهت به إلى الجبل حيث كف الصياد وتقول له :" سابقني إن كنت شاباً "، فكانت تجري حملها شبابها ورغبتها في الثأر لوالدها .. أما قاتل والدها لم يشعر بذلك ، وكان يركض لهدف آخر ويندفع بكل ما به من قوه ، ويصارع التعب الذي ألم به.. تظاهرت بأنها مرهقه لا تقوى على الحراك ولا المقاومة، ولن تستطيع الوصول إلى كف الصياد إلا إذا حملها بين يديه، فيزيده ذلك حماساً فيضاعف جهده، أملا في الوصول إليها قبل أن تستريح ..

    سبقت الفتاة الرجل إلى الكهف ، وجلست فيه.. وهو كهف ضيق لا يتسع إلى أكثر من شخصين ، فنادته : " إذا لم تصل قبل أن أستعيد نشاطي فإنني سأصعد إلى قمه الجبل، ولن تراني بعد اليوم ، فقالت انا رزمانة ( مرهقة جداً )".. فأندفع بكل قوته ووصل إلى الكهف، وهو لا يكاد يرى من شده التعب والعناء ، وما كاد يكون منها على مدى تناول اليد ، حتى وكزته برجلها فانقلبت يداه من الصخور ، فتردى بين جنبات الجبل ( القرن )، فكالت عليه الجارية ( الفتاة ) بالحجارة ، وهو يتقلب ويستغيث، وظلت الفتاة تفتك به حتى فارق الحياة ..

    اتجهت الفتاة بعد ذلك إلى القرية جرياً، وقد توسطت السماء الشمس ، معلنه ثأرها لأبيها من القاتل ، وإنها لم تعد إبنة المظلوم ، وأن والدها لم يمت ( أي أنه إذا مات الرجل ولم يترك رجالا من ابنائه يقومون مقامه أو على مستواه من النبل والشجاعة والأخلاق يقال إنه مات )، وربما أن الفتاة قالت إن أباها لم يمت تعني أنها ثأرت له فكأنها إبنه وليست ابنته ..

    * بتصرف من كتاب ( البصراوان والعماني لعيسى بن حمد الشعيلي )

    الخلاصة :

    كثير من الاحيان المرأه تفوق الرجل في حكمتها ، فما بال ان كان الامر يتعلق بوالديها ، فلا تستهين بإمرأة فقد تقف وقفه لا يستطيع الرجل مجاراتها ، والدنيا دوارة وكل ما تقدمه ستجده يعود إليك في يومٍ من الايام ، فأحرص على زرع الثمر في كل دربٌ تسلكه ، فلا تعلم أي بابً ستفتح لك الخير حينها .. وأبواب الخير كثيرة لا تحتاج منك سوى اختيار أي الأبواب ستناسبك ..وتأكد بأن الضارب ينسى ولكن المضروب يستحيل عليه النسيان .. فكن دائماً نبراس يضيئ دروب من حولك ..
    التعديل الأخير تم بواسطة رايق البال ; 06-02-2017 الساعة 10:42 PM
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


    •   Alt 

       

  2. #52
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    (43)

    لله درك أيتها العجوز لقد أبكيتني!!!
    للمبدعه اميرة الروح
    على الرابط التالي


    http://omaniaa.co/showthread.php?t=105722

    قبل أيام ذهبت للمستشفى للكشف عند طبيب للمخ والأعصاب بسبب صداع أشكو منه منذ فترة

    وأثناء وجودي في غرفة الإنتظار

    دخلت علينا إمرأة عجوز مقعدة على كرسي متحرك تدفعها خادمتها

    وكان واضح من مظهر العجوز وضعف حركتها أنها مصابة بجلطة

    ومنذ أن دخلت العجوز وهي بحركتها الضعيفة جداااااااااااااا تحاول إصلاح خمارها

    والخادمة تقول لها : مافي شيء ياماما كله مزبوط



    والعجوز تحاول جر خمارها لكي لايسقط منها

    وبعد أن أنهت إصلاحه أخذت تحاول أن تتلثم لتغطي وجهها

    والخادمة تقول لها / مافي رجال هنا

    والعجوز لاتعير الخادمة إهتماماً وتحاول التلثم مع ضعف حركتها وعدم إستطاعتها رفع يدها كثيراً

    وأخذت تحاول وتحاول إلى أن تمكنت من إصلاحه

    كل هذا وأنا أنظر إليها بذهول

    فهي إمرأة مسنة وكبيرة جداااااااا ومقعدة وهي ممن قال عنهم سبحانه وتعالى ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن ) النور:60

    وبعد أن إنتهت من غطاء وجهها

    نظرت إلى ساقيها فرأت أن العباءة مرتفعة مما يظهر منه القليل من ساقها

    فحاولت جر عباءتها لتستر رجلها بالرغم من إنها تلبس جوارب ساترة لساقيها

    ففهمت الخادمة ماتريد وشدت عباءتها لتغطي ساق العجوز

    كنت أراقب كل ذلك ............وبعدها طفرت من عيني دموع غزيرة على المثال الرائع الذي ضربته العجوز

    فبكيت حرقة على بنات المسلمين هذه الأيام إلا من رحم ربي

    ممن تتفقد عباءتها المزركشة وتطمئن على فوح عبير عطرها

    وممن تتعمد كشف وجهها أو ساقيها وشيئاً من صدرها

    وممن تتعمد لبس ماضاق من الثياب والعباءة لتصف محاسنها

    وتلك العجوز المقعدة التي لاحرج في أن تكشف وجهها وتضع ثيابها إختارت أن تكون ممن قال الله سبحانه عنهن (وأن يستعففن خيراً لهن)


    فلنستعفف نحن الشابات ياأخواتي ولنسعى للحفاظ على سترنا وحجابنا وقبل ذلك حياءنا الذي أصبح من الماضي

    فالحياء إنما هو من دلائل الإيمان .

    وكل ماقل الحياء .......قل إيمان المرء.
    التعديل الأخير تم بواسطة نوارة الكون ; 23-02-2017 الساعة 08:31 AM

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  3. #53

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,112
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه رقم ( 44 )
    للمبدعه / حنايا الروح
    رابط القصه

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=106625


    النص / ساقه الله ليرد له صنيعه


    تعد الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات، أشد الحروب المعاصرة دموية وفتكا وتدميرا، إلا أن جنديا إيرانيا وآخر عراقيا سجلا في ذلك السفر الأحمر صفحات ناصعة البياض.
    بدأت القصة في أوج احتدام الحرب العراقية الإيرانية خلال معركة خرمشهر، وكان الجندي العراقي واسمه نجاح، متمترسا في أحد خنادق الجيش العراقي في تلك المنطقة.
    أما "زاهد"، وهو فتى إيراني في الثالثة عشر من عمره، فقد كان في الطرف المقابل، هرب من عنف أسرته والتحق بالجيش الإيراني ودخل أتون تلك الحرب الضروس واكتوى بلهيبها.
    كانت مهمة زاهد، الجندي الإيراني الصغير في جبهة خرمشهر، إخراج جثث الجنود العراقيين من الخنادق وردمها في قبور جماعية.
    وفي معركة خرمشهر، دمر الإيرانيون تحصينات الجيش العراقي، واقتحموا خنادقه الواحد تلو الآخر، وفي أحدها كان الجندي العراقي "نجاح" مصابا بين رفاقه القتلى. وساقت الأقدار الفتى زاهد إلى هذا الخندق، سار في داخله،
    ممتلئا خوفا وذعرا ليس من رؤية الأشلاء البشرية المنتشرة في المكان فقد تعود على رؤيتها، بل خشية أن يباغته جريح يحتضر بقنبلة تنهي عذاباتهما معا.

    عثر الجندي الإيراني الصغير الذي لم يشب عن الطوق بعد، وكان أمرد، على جريح عراقي مضرج بالدماء، ففتش جيوبه ووجد بحوزته نسخة من المصحف الشريف بداخلها صورة لحبيبته وابنها، فقرر وقد حسم صراعا في داخله، أن ينقذ العدو الجريح وأن يحفظ له حياته.
    قام بتغطيته بجثث رفاقه واعتنى به لثلاثة أيام، ثم تسنى له أن ينقله إلى مستشفى ميداني، وافترقا، من دون أن يعلم أي منهما حتى اسم صاحبه.
    دارت الأيام بالجندي الإيراني الصغير، ووقع لاحقا في أسر الجيش العراقي، حيث بقي مسلوب الإرادة حتى نهاية الحرب عام 1988، حين أطلق سراحه وعاد إلى وطنه، لكنه حين طرق باب بيته، أخبره الجيران أن أهل هذا البيت رحلوا إلى محافظة أخرى بعد أن قتل ابنهم في الحرب.
    لم تسعف الحرية جراح زاهد، الفتى الإيراني الذي كبر في الحرب، وترعرع بين رعودها وبروقها وسط برك من الدماء. وجد أن أسرته بنت له قبرا، فزاره ووقف أمام الشاهدة لتزداد الدنيا حلكة أمامه وتزداد البراكين تفجرا بداخله.
    فرّ من دنيا بلاده على متن سفينة أوصلته إلى كندا، وهناك حاول أن يعيش، وحاول أن يموت بأن يضع حدا لحياته بيديه هربا من كوابيس الحرب التي ظلت تلاحق منغصة حياته.
    في الطرف الآخر، بقي نجاح، الجندي العراقي في الأسر حتى عام 2000، خرج إلى الحرية هو الآخر وعاد إلى وطنه ومنه التحق بإخوته في كندا، وهو أيضا كان يغلي، وكانت الكوابيس تطارده، وروحه تتمزق مثل عدوه ومنقذه الإيراني الصغير.
    الاثنان قررا أن يستعينا بمؤسسة خيرية تقدم خدمات لضحايا التعذيب، لجآ إليها في يوم واحد، والتقيا صدفة أمام مدخلها، ولم يكن أحدهما يعرف الآخر لأنهما التقيا قبل 20 عاما في عالم مغلف بحمرة قانية ملطخ بأوحال الخنادق.
    نظر كل منهما إلى الآخر، نجاح، ظن أن الرجل الذي يقابله عراقي من سحنته، والإيراني ظن أنه يقابل صدفة أحد مواطنيه.

    حين حاولا الحديث، كادت اللغة أن تقطع الطريق بينهم، إلا أن الجندي العراقي السابق الذي بقي فترة طويلة في الأسر، تحدث بالفارسية، ما أدهش الجندي الإيراني السابق، وعرف كل منهما أنهما كانا أسيرين سابقين.
    وحين طال الحديث خرمشهر، حبس الإيراني أنفاسه، وسأل محدثه العراقي في لهفة عن المكان والتاريخ، وكانت المفاجأة أن تعرف كل منهما على الآخر، وكان المصحف وصورة حبيبة ضائعة وابن مفقود، العلامة التي جعلتهما ينخرطان في بكاء حار وغزير.
    أصبحا منذ ذلك التاريخ أخوين. مد الجندي العراقي السابق لمنقذه يد العون فقد كان في حالة شديدة من الاكتئاب، وقد نجح كما عبّر عن ذلك "زاهد" الإيراني في أن ينتشله من ظلام اليأس إلى نور الأمل.
    من بين الملايين من سكان كندا، التقيا.. ومن بين عدد كبير من المدن في هذا البلد الشاسع التقيا في مدينة واحدة، وتصادف وجودهما في مكان واحد في زمن واحد، كما لو أن قوة سحرية قد ضربت لهما ميعادا لتختبر معدنيهما

    **منقول (قصة من الواقع)
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  4. #54

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,112
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه رقم ( 45 )
    للمبدع / نديم الماضي
    رابط القصه

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=107095


    النص / رحيل رجل الورد العماني ( قصه واقعيه)


    ..
    حين يختفي الورد تختفي الروائح الطيبة ..

    وحين يموت الطيبون .. تختفي الطيبة .. وينحسر الجمال .. ويذبل حسن الخلق ..

    بالأمس فقدت قريتنا رجلا عظيما ..
    رجلا لا علاقة له بالمال .. ولا يعرف المناصب .. ولا يعتلي الوجاهات الفارغة ..

    إنه رجل الورد .. ورجل الفل و الياسمين .

    هذا الشيخ الجليل كان يمنح الورد ويهديء الياسمينات لكل من يزوره او يلقاه .. أو يصادفه بالطريق ..

    كان يزرع الياسمين والورود العابقة بالطيب بكثرة .. ويعتني بها ... ليقطفها .. ويحملها معه ..
    وغالبا ما يخبئها في عمامته ...
    فكان رأسه يعج بالرائحة الطيبة .. كما كان قلبه يتدفق بالطيب والدماثة والحب والروعة ..


    كان يطلق عليه " رجل الورد والياسمين "
    .. وعرف بهذا اللقب طوال عمره ... فكان الورد رفيق أصابعه .. وكان الطيب لصيق قلبه وفؤاده ..

    فبسبب الورد وجماله والياسمين وبهاءه ونقاءه مد الله له في العمر .. فعاش 120 عاما .. لا يشكو من شيء ..

    فالقلب العاشق للورد .. العابق بالطيب والحب لا تتسلل اليه الأمراض .. ولا تغزوه الاسقام ..


    القرية تعيش حزنا عظيما .
    واسرته تمارس وجعا كبيرا ..

    إنهم مؤمنون بالقضاء والقدر ... وغير معترضين على فقدان رجلا عاش 120 عاما ... لكنهم متوجعون لفقدان الورد .. ووداع الياسمين ..

    فمن الذي سيمنح الورود للنساء.. والاطفال .. ومن سيهديء الفل والياسمين للناس وعابري الطرقات والأزقة ..

    من سيعطيهم وردات وياسمينات تمنحهم الأمل في الحياة ...
    وتغرس في نفوسهم الطيبة والرفعة وجمال النفس وطهارة الصدور ..



    توفي الشيخ الرائع (عبدالله بن خليفة المحرزي ) ... بالأمس .. عن عمر يناهز المائة والعشرين عاما ..

    عاشها جلها يوزع الورود .. ويهديء الياسمين لكل الوجوه التي تزوزه .. والتي يراها في الطريق ..

    توفي رجل الورد ..
    وهناك احتمالات كبيرة بأن تتوفى الوردة بعده ..




    رحل رجل الورد .. وحمل معه الروائح النقية الزكية .. والقلب الجميل الطاهر .


    رجل كهذا لا يحتاج الى أدعيتنا المبتورة .. ولا إلى إبتهالاتنا المهزوزة ..

    رجلا كهذا ستستقبله وروده في قبره .. وتحتضنه الياسمينات في لحده ..
    وستزفه الملائكة .. بهيجة بالطيب .. والعطر .. والبخور الى قصره في جنات النعيم ..


    اللهم ارحمه رحمة واسعة تليق بقلبه ..

    وارحمنا من بعده .. برجل يزرع الورد .. ويهديء لنا ولأطفالنا وصغارنا الفل والياسمينات الجميلة ..

    اللهم آمين
    اللهم آمين .

    بأنامل علي حمود المحرزي✍��
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  5. #55

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,112
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه رقم (46 )
    للمبدع / ابوقيس
    رابط القصه

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=107263


    النص / مؤامرة عائلة ميكال


    مؤامرة عائلة "ال ميكال" العراقية على "ابن دريد" العُماني

    تتمثل القصة في أن عائلة عراقية كانت تسكن البصرة، وكانت فاحشة الثراء تسمى (عائلة ميكال)، نزلت في مدينة صُحار، بسفينة كبيرة، وعندما أرادوا العودة إلى البصرة لم يتمكنوا من ذلك؛ بسبب الغبار والرياح والأمطار التي هطلت لمدة ثلاثة أشهر متتالية، وقد نفذت مؤنتهم، ونقودهم، فنزلوا ضيوفًا على (ابن دريد)، فأكرمهم لمدة ثلاثة أشهر متتالية، حتى أنه أحرق بعض مقتنيات منزله المصنوعة من الخشب؛ من أجل تدفئة ضيوفه وصنع الطعام لهم.

    فلما هدئت العاصفة رحلت عائلة (ميكال) إلى البصرة، وقد طلبت من (ابن دريد) أن يأتي إلى البصرة لتعليم أبنائهم الشعر والأدب العربي، فذهب (ابن دريد) ملبيًا طلبهم، فلما نزل معهم في العراق لم يستقبلوه استقبالاً حاراً، ولم يكرموه، فشعر بالإهانة والضيق وقرر العودة إلى مدينة صُحار، وبالفعل عاد بعد بضع شهور إلى عُمان.

    وكانت المفاجأة عندما نزل ميناء صحار، حيث استقبله أهله وأقاربه استقبالا حاراً وبهيجاً، وكانت تظهر عليهم علامات الثراء، فسألهم (ابن دريد): من أين لكم كل هذا المال؟!، فقالوا له: (أنت من بعثته لنا من البصرة، فبعد سفرك إلى العراق، وصلتنا سفينة كبيرة محملة بما لذ وطاب من الأكل والشراب، ومن الملابس والحُلي، والخيول، وقيل لنا أنها من عندك)، فضحك (ابن دريد)، وعرف بأن عائلة (ميكال)، أرادت أن تكرمه دون أن تجرح مشاعره، وذلك نظير كرمه لهم عندما كانوا في "صحار"، فصنعوا له هذه المكيدة، حيث طلبوا منه أن يأتي إلى البصرة، وعندما يصل إليهم يبعثوا بالهدايا والعطايا لأهله في صحار، ثم يعاملوه في البصرة معاملة سيئة وغير مهذبة، حتى يضيق به الحال؛ فيعود إلى أهله ويجد الهدايا والعطايا..

    ولهذا أنشد (ابن دريد) قصيدة طويلة تسمى (المقصورة) تضمَّنت مدحًا في عائلة (ال ميكال)، قال في مطلعها:

    يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا
    تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَقـا

    إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ
    طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى

    فما أجمل العرب سابقًا حيث كانوا يحيكون المؤامرات لفعل الخير، والتسابق في إسعاد بعضهم البعض بطريقة مهذبة أنيقة لم يعرفها الكثير من البشر في هذه الأيام التي تحاك فيها المؤامرات لدمار الأرض، ونشر الضغينة والفساد والخراب بين البشر.

    • من تاريخ عُمان العظيم.

    من المعروف ان ابن دريد من ولاية صحم الوفية من قرية مقاعسة
    وهي احدى محافظات شمال الباطنة . صباح الخير والطيبه.
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  6. #56

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,112
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه رقم ( 47 )
    للكاتب المبدع / صدى صوت
    رابط القصه

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=107346

    النص / اكتواء


    عندما نتحدث عن أكثر البشر مواجعا فلن نجد أكثر من ذلك الانسان الذي فقد عزيزا لديه ، فتلك من أكبر النوائب إيلاما في الحياة .
    لم تحملني قدماي وأنا أسمع صوت صديق العمر مخنوق بالعبرة وأكاد لا أفقه حديثه لكثرة النشيج الذي صاحب كلماته المتقطعة .
    إرتعدت فرائصي وازداد وجيب قلبي وأنا أسأله مذعورا عما به .
    صوته كان به حشرجة مخيفة وأكاد أرى دمع عينيه بقلبي وأسمع دقات قلبه الضعيف وهو يقول لي بأسى : ماتا يا صديقي ... ذهبا وتركا لي الحسرة تجوب في أنحاء كياني بلا هوادة .
    من هما هؤلاء اللذان ماتا يا أبا عبدالرحمن ؟! قل بسرعة .. لقد أقلقتني !!
    أغلق هاتفه ولم أسمع منه جوابا .
    تركني في حيرة .. حيرة تنهشني ككلب مسعور .. إتصلت به ولكن جواله لا يرن ..إتصلت بصديقنا سليمان ..
    سليمان ما الذي حدث ؟! من مات ؟! أبو عبدالرحمن إتصل بي وهو يبكي ولم أفهم منه شيئا .. من هذان اللذان ماتا ؟!
    رد سليمان بصوت ملئه حزن .. صوت لم أعتده منه .. سليمان صاحب الصوت الأجش أسمعه اﻵن على غير عادته يقول : زوجته وابنه عبدالرحمن هما اللذان ماتا !!
    ما الذي حدث ؟! كيف ماتا ؟! أهو حادث سير ؟! رد علي سليمان قائلا : نعم في حادث سير !!
    يااااه !! يا ويح قلبي .. رحماك يا الله !!
    استأذنت حالا وتوجهت مسرعا إلى البلد .. مباشرة إلى منزل أبي عبدالرحمن فرأيته موصدا والى جانبه تجلس سيدة مسنة وكأنها تنتظر شخصا ما ..
    السلام عليك خالتي .. أين أبا عبدالرحمن ؟! ماذا حصل ؟!
    ردت علي وأرى الدمع يتلألأ في عينيها : آآه يا قلبي على أبي عبدالرحمن .. فقد حبيباه دفعة واحدة .. يا رباه لطفك به والهمه الصبر على مصيبته .
    سألتها : أتعرفين أين هو اﻵن ؟!
    قالت : ذهبوا الى المستشفى لاحضارهما لاتمام مراسم الدفن .. ألطف يا ربي بهذا الولد .. ولد طيب .. و زوجته رحمها الله كانت من خيرة نساء الحارة .. الطيب لا يدوم يا ولدي .
    شعرت برغبة جامحة في البكاء .. جلست على مقعد سيارتي بانتظار الموكب .. لم أستطع أن أسوق سيارتي إلى حيث هم .. رجلاي تنتفضان وكفاي متعرقان وكأنما قد غمسا في إناء ماء حار .
    أغلقت على نفسي زجاج نوافذ السيارة وبكيت .. بكيت بحرقة .. فأنا أعلم مدى تعلقهما ببعض .
    سمعت صوت زامور سيارة قادمة وإذا بموكب مهيب تتوسطه سيارة نقل الموتى .. سيارة كئيبة رغم بياض لونها .. نزلت من سيارتي .. وعيناي مركزتان في تلك السيارة التي تنقل الحزن إلى البيوت .. نزل أبو عبدالرحمن من تلك السيارة وهو لا يقدر على حمل جسده .. نزل مسنودا بذراعي والده وأخيه .. لم أقدر أن أتحرك من مكاني وكأن قدماي قد تسمرتا في الأرض أو قيدتا بقيد من حديد .. سقط مغشيا عليه بين أذرعهم .. بكى والده بحرقة خوفا عليه .. ناهيك عن حزنه على زوجة إبنه وحفيده .
    إنهض يا بني .. أوجعت قلبي .. أرجوك إنهض هذا أمر الله ولا راد لقضاء الله .
    رش على وجهه بعض الماء وأفاق قليلا .
    قال الاب بصوت محزون : لا حول ولا قوة إلا بالله فلنذهب بهما للبدء في مراسم الدفن .. اللهم أعنا برحمتك يا رب .
    كان كلام الأب كالصاعقة التي وقعت على مسامع أبي عبدالرحمن ولكن لا شيء بأيدينا أن نفعله سوى ما قاله والده .
    بعد الانتهاء من مراسم الدفن والتي شارك فيها معظم أهالي البلدة لم أستطع أن أبقى إلى جانبه لكثرة المشيعين وأهله الذين جاءوا من أماكن مختلفة .
    كان بيته أشبه بساحة إحتفالات .. يعج بالخلائق ما بين رجال ونساء من مختلف الأعمار .. وجوه لم أرها من قبل .
    لم أستطع في ذلك اليوم أن أنام أو أن أتناول أي طعام .. صداع شديد إنتهى بي الى التقيأ لأكثر من مرة ..
    أفكر في صديقي الحبيب والمصيبة التي ألمت به . يا الله .. ماذ عساه أن يفعل اﻵن ؟ أول ليلة يعيشها من غير أسرته الصغيرة .
    لم أنم أبدا في تلك الليلة وبعد صلاة الفجر ذهبت اليه .. ضغطت على جرس الباب وخرج لي أخوه وعلامات الحزن والانكسار تبدوان على محياه .
    أهلا بك يا موسى .. تفضل أدخل .
    أين أبا عبدالرحمن ؟!
    رد علي بصوته الحزين : على سريره .. متمدد فقط لكن عيناه لم تغمضان طيلة الليل ..
    لم يتكلم أبدا ، لم يبك ، لم يتحرك ..
    عيناه الحمراوان تدوران في سقف الغرفة وعليهما طفح من دمع وصدمة متسائلة في ألم صامت !!
    كان معي في غرفتي .. بدا كأنه صنم مسجى ..حاولت أن أكلمه ولكن بلا جدوى .
    تمنيته لو بكى .. لو صرخ .. لو كسر أثاث الغرفة لينفس عن كربه لكن هيهات .
    ياالله !! كانت ليلة ثقيلة طويلة .. طويلة جدا وكأنها عشرون عاما .. شعرت وكأنه كان يحمل جبلا على صدره .
    أدخل إليه علك تقدر على إخراجه ولو قليلا من حالته تلك .
    دخلت عليه ووجدته متمددا .. إنه مستيقظ .. يجمع كلتا يديه على صدره .. دمعت عيناي بحرقة عجيبة .
    جلست على السرير إلى جانبه .. تكلمت بصوت هامس لا يسمعه سواه :
    ما من بشر إلا وقد نابته نائبة .. كل الناس مستهم محنة وألم بهم سوء بشكل او بآخر .
    الملمات تنزل علينا بأمر الله .. من هذا الذي لم تعضه الليالي ولم تنهشه الهموم ؟
    إنها حكمة الله وقضاءه فينا .
    أعلم جيدا أنك فقدت أغلى إثنين في حياتك ولكن هل باليد حيلة ؟ هذا أمر الله وأنت رجل مؤمن .
    قال لي بصوت مبحوح دون أن يلتفت الي :
    لم أجترح أي خطيئة في حياتي .. فلماذا ؟ لماذا يذهب عني أغلى شخصين بحياتي هكذا في غمضة عين وبلا مقدمات ؟! لماذا ؟! لماذا ؟!
    قلت له : هون عليك يا أخي . أذكر الله !!
    قال بصوت باك : لا إله إلا الله .. رحمتك يا رحمن السموات والارض .
    إن ما بي لا تتحمله الجبال الراسيات .. حزن عميق يذبحني .. ذهب حبيباي يا صديقي .. ذهبا .. قلت له : والله اني لأحس بما تحس به من ألم واتألم لأجلك .
    لحظات صمت لم تطل حتى التفت إلي وهو يبتسم ابتسامة باهتة لا معنى لها .. قال لي :هل تذكر عندما طلبتها من والدها للزواج ورفضني بحجة قلة راتبي ؟ واني لن أستطيع إسعادها ؟ وقفت هي إلى جانبي .. نعم هي .. وحاولت ان تقنع والدها وبالفعل نجحت وأقنعته .
    هل تذكر كيف كان عرسنا .. والقاعة التي استأجرتها أنت لزفافنا ؟!
    هل .. هل تذكر يا موسى الفرقة الشعبية التي استأجرها صديقنا سليمان لإحياء حفل زفافنا ؟! لا أنسى وقوفكم إلى جانبي أبدا ما حييت ..
    كانت زينب سعيدة .. بدت ليلتها كالبدر وهي إلى جانبي في الكوشة .. إبتسامتها لم تفارق محياها أبدا ذلك اليوم . وأنا أطير من الفرح .. لم أصدق يومها أنها الآن إلى جانبي في الكوشة .. كنت ساعتها كالأمير !!
    ذهبنا إلى صلالة لقضاء شهر العسل .. تعلم أني لا أقدر على السفر بعيدا لضيق ذات اليد .. كانت راضية قانعة فرحة ما دام حلمنا بالزواج من بعضنا بعضا قد تحقق فما عداه لا يهم .
    هل تذكر يا موسى كيف كانت سعادتنا عندما أنجبنا عبدالرحمن ؟! يااااه .. عبدالرحمن ولدي حبيبي .. كان يشبهني كثيرا .. هي كانت تقول دائما : عبدالرحمن نسخة منك يا أبا عبدالرحمن !!
    أربعة أعوام وكأنني كنت أعيش معهما في الجنة ..
    لم تكدر خاطري يوما .. كانت تتحمل ضيق ذات يدي .. أعلم أنها كانت تتمنى مثل باقي النساء أن تشتري ملابسا جديدة وأشياء حديثة كباقي قريناتها ولكن ما كانت أبدا تشتكي .. كانت تقول دائما : لا يهم الملابس فالاهم أنت وعبدالرحمن وكفى .. أنتما حياتي وجنتي .. عبدالرحمن هو النسمة الرقيقة في هذا البيت وأنت نوره الذي يضيئه .
    انتهى كل شيء وأفقت من الحلم يا موسى .. افقت .. كنت كمن يحلم .. ذهبا .. ذهبا ولن يعودا أبدا ..
    ماذا افعل بدونهما ؟ كيف أحيا من غير زينب وعبدالرحمن ؟ ما قيمة الحياة بعد حبيباي يا موسى ؟!
    أخبرني بالله عليك .. هل أجد بعدهما نورا في هذا البيت أو رائحة طيبة ؟!
    رائحة الموت تزكم أنفي ووجع الفقد يعصر فؤادي .أنا حزين يا موسى وحزني عظيم ..
    لم أدر ما أقول ..
    أنا اعلم جيدا أن كل ما ذكره حقيقة وأشعر به .. أشعر به جدا ولكن أنى لي بجبر خاطره المنكسر ؟! وأنى لي التنفيس عن كربته وإطفاء حر كبده ؟؟
    أشاطره الحزن والألم وكل ما يمكنني قوله في ذلك الموقف : ( اصبر وما صبرك الا بالله ) يا صديقي .
    شعرت بصداع فظيع وعيناي تؤلماني ..
    خرجت .. بلا وجهة لا أدرى إلى أين .. ياالله إرأف بصديقي في محنته .. في الطريق قابلني والده وسلمت عليه .. رأيت الدموع تملأ مقلتيه .. قلت له : سأعود .. عل نفسه تهدأ قليلا .
    قال لي (بصوت مغموم) وهو يواصل سيره : لا أظنه قريبا .
    مرت ايام وانا اعيش في حالة نفسية عصيبة .. الامر ليس سهلا كي يتناساه صديقي .. وانا مدرك تماما انه يمر بأزمة نفسيه .. فإن كنت انا الصديق واشعر بوجعه فكيف هو ؟
    لم اشأ ان ازعجه فأنا اعلم انه على غير استعداد للحديث مع احد او الجلوس مع احد وهذا ما اكده لي اخاه وانا اتصل به يوميا للسؤال عنه .. ولا يستطيع احدنا لومه .. انها محنة عصيبة وأي محنة .
    بعد ايام قررت الذهاب لزيارته علي اجده بحال افضل ولو قليلا .

    قابلت والده وكان يسير على مهل متكئا على عصاه ومطأطئا راسه وكأنه في عالم آخر .. رأيته مهموما .. آآه من هم الوالد على ابنه .. فكيف ان كان ابنه واسرته الصغيره .
    سلمت عليه بحراره وشعرت بأنه لا رغبة لديه في الحديث مع احد ومع ذلك سألته رغم اشفاقي عليه : أين ذهب ابا عبدالرحمن ؟!
    رفع عصاه التي يتكىء عليها .. أشار بها قائلا وعيناه تنظران صوب نفس الطريق التي مشت فيها جنازة الفجيعة ذلك اليوم : إلى هناك .. إلى ...
    ولم يكمل .. كانت دموعه قد أكملت كلامه وهو يواصل سيره جهة المقبرة .. سرت وراءه .. وجدناه هناك .. صدمني مرآه .. كان يجثو بين قبري زوجته وابنه .. ثيابه ملطخة بالتراب .. وجهه .. قدماه .. يداه .. شعره .. كل شيء عليه خيل لي كأنه خارج للتو من قبر .. كانت حالته قد انقلبت بشكل مأساوي فاجع .. يضحك .. يقهقه و .. يهذي ..
    - زينب .. عبدالرحمن هيا .. افيقا .. يكفيكما نوم .. زينب ما هذا الثوب الابيض عليك ؟ .. بدليه .. اللون الأسود يليق بك اكثر .. عبده حبيبي .. جلبت لك أحلى هدية الا تود ان تفتحها ؟ هيا .. تأخرنا كثيرا !!
    زينب جهزي الإفطار من فضلك .. عبده حبيبي تعال .. بابا .. زينب .. عبده .. هيا . هيا .. آآآه

    بقلم / خليفة سالم
    ___________________
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  7. #57
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه رقم (48)
    لللاستاذ المبدع سعيد مصبح الغافري بعنوان





    الحُـــبُّ يَـغــرقُ مــرتـيـن !!

    على الرابط التالي



    قصة قصيرة بقلم / سعيد مصبح الغافري

    الموج الأزرق في عينيك
    يناديني
    نحو
    الأعمق
    وأنا ما عندي تجربة
    في الحب ولا عندي زورق
    ...................
    ...............
    .........
    حدث هذا عام 2010م وقبل أشهر بسيطة من انفجار جحيم الخريف العربي المشؤوم الذي اكتوت بلادها وبلدانا أخرى بنار حروبه ودماره ومآسيه !!



    في بيت أسرتها الهانئ . في ذلك العش الوادع المحاط بالحب و الفرح والدفء والهدوء والأمان والمعرش بالياسمين . في تلك المدينة الجميلة كانت تعيش أسعد أيام عمرها مع أجمل إنسان تعثر به قلبها صدفة في شارع ذات صباح .. لم تتوقع أن تتحول تلك الإرباكة الأولى في أول نظرة تلاقت فيها أعينهما إلى حب حقيقي تأكدت جديته على الأرض بعد شهرين تماما من علاقتهما حين أتى بكل خطا حبه ورجولة صدقه وطرق باب أسرتها يطلب يدها .. تلك المفاجأة التي بقدر ما أسعدتها وأدهشتها بقدر ما جعلتها تتمسك به وتحبه أكثر وأكثر ..
    إني أتنفس تحت الماء
    إني أغرق ..
    أغرق ...
    أغرق ......
    ـــ الله يسامحك يا حليم .. تعال أنظرنا الآن نحن العشاق .. إنا نغرق . نغرق . نغرق !!
    قالت بانثمال و صوت تلك الأغنية يملأ البيت وهي متسلطنة معها وغارقة في بحر كلماتها بكل أحاسيسها ومزاجها الرائق ..
    كان يفترض أن تكون اليوم ذاهبة إلى دوامها .. لكنها لم تذهب .. اليوم هي وزملاءها مضربون عن العمل بسبب الأوضاع السيئة التي لم تتحسن بعد في شركتهم ..
    وقتئذ لم يكن أحدا بالبيت سواها ؛ الكل ذهب إلى عمله و مشاويره .. أختها الطبيبة ذهبت إلى مستشفاها ولن تعود إلا ظهرا وأخوها المهندس ذهب هو الآخر إلى شركته ولن يرجع كعادته إلا بالمساء .. أما والداها وجدتها لأبيها فقد ذهبوا اليوم معا و منذ الصباح الباكر لزيارة جارهم الذي انتقل وأسرته الصغيرة منذ شهر إلى المدينة الجديدة التي تبعد من هنا مسافة نصف ساعة .. المدينة التي ستلقى فيها هذه الأسرة بكاملها حتفها المأساوي الأم والأب وابنتهما الوحيدة قمر .. قمر تلك الطفلة الجميلة المليئة براءة وطفولة والتي رزقا بها أخيرا بعد عشر سنوات قضياها دون يأس في صراع طويل مع العلاج والمحاولات لينتهي كل هذا بغمضة عين في أول قصف أعمى لمدينتهم الجديدة التي انتقلوا إليها دون أن يعلموا أنها ستكون أول مدينة سيبدأ فيها ذاك الخريف الدامي أول رقصات الموت والعبث .. كانت هذه آخر مرة يلتقون فيها بهذه الأسرة الجارة وآخر مرة يرونها فيها و سبحانك ربي .. للأقدار تصاريف لا يعلمها إلا الله !!
    لم ترافقهم رغم إلحاحهم عليها بذلك .. كان هناك شيئا أهم من هذه السفرية ولذلك حرصت أن تبقى في البيت .
    ما أروعه من يوم وما أجملها من فرصة !!
    ـــ لنعيش الحب !!
    صرخت قافزة برشاقة قوامها في الهواء بفرح عارم ثم انقضت على هاتفها النقال ونقرت بإصبعها على رقم خاص أوصلها فورا إلى الحب ..
    تقرب سماعة الهاتف من المسجل حيث حليم مازال يصدح برائعته .. تتعمد وهي مبتسمة أن تسمعه ذلك المقطع الذي يحبه ويحب دوما عندما يلتقيان أن يغنيه ويدندنه لها وعيناه مركزتان في عينيها الجميلتين الأشبه بالبحر .. كلاهما يعشق أغاني حليم .. تغلق المسجل .. يهدأ البيت فجأة، فتنسحب إليه بصوتها المليء رقة و أنوثة وحبا .. تحادثه .. تأتيها ضحكته الحلوة الرنانة وهو يقول لها :
    ـــ أقسم أنت ساحرة !!
    تضحك متسائلة في دهشة حماسية :
    ـــ حقا ؟! كيف ذاك ؟!
    يجيبها باعتراف عفوي وبقايا ضحكته على شفتيه :
    ـــ قبل قليل كنت أنا أيضا أسمع لحليم ولنفس هذه الأغنية بالضبط !!
    تضحك في سعادة ولضحكتها رنين عذب وتجيبه :
    ـــ خطير جدا هذا البحر . آه من يغرق فيه !!
    يجيب باندفاع العاشق :
    ـــ عيناك أجمل بحر أحب أن أغرق فيه بكل روحي !!
    تسبل رموشها ذائبة في بحر حديثه الشهي هذا .. كم تحبه وكم تعشق فيه هذه الروح الفنانة التي تمتزج فيها كل ألوان جماله الداخلي المنعكس على مشاعره وعلى أجمل ما يرسم من لوحات !!
    الموج الأزرق في عينيك
    يناديني نحو الأعمق
    وأنا ما عندي تجربة
    في الحب ولا عندي زورق
    إني أتنفس تحت الماء
    إني اغرق ..
    أغرق ...
    أغرق ....



    ـــ يا لسخرية القدر حين يكون على هذا النحو الغريب من التناقض .. غرق يوهبك الحياة وآخر يهديك الفقد !!
    يرسم على شفتيه إبتسامة تهكمية ساخرة لا تخلو من مرارة روحه الطافحة بالحزن والألم .. في قلب وحدته وغربته القاتمة وحيدا إلا منها .. هو ذا .. في نشيج بكائه ذاك يسترجع الذكرى السادسة ليوم غرقها في البحر والذي يصادف تاريخه في هذا اليوم .. ست سنوات مضت على هذا الرحيل المفجع .. ست سنوات عجاف والقلب يعيش يبابا لم تخضر صحاريه ولم تتفجر أنهاره الناضبة أبدا منذ يوم فقدها .. منذ فقدها أحس أنه فقد كل شيء .. فقد الأهل .. الأصحاب .. الأحباب .. الضحك .. الفرح .. الانس .. الأمان .. فقد أجمل ما فقد .. فقد وطنا جميلا .. وطنا يسمى الياسمين !!

    @ @ @

    كانوا على متن هروب مبحر نحو الشمال ، وفي نصف أميال تبقت من رحلتهم المنكودة المحفوفة بالخوف والجوع والبرد والظلام الدامس وصراع اليأس والأمل ؛ في هذا النصف المتبقي من القدر الضبابي الغامض وقبل أن يصلوا إلى بر الحلم الباريسي المرسوم بألوان اللهفة والشوق ؛ تغير مزاج البحر فجأة . زمجرت أمواجه الهُـوُج وهبت رياحه قوية عاتية وذات صفير مشؤوم ، وتعاون الموج مع الريح . حاصرا الزورق وراحا يضربانه ويرجانه بقسوة من كل إتجاه وهما يصران إلا أن يقلبانه و يسحبانه بأرواحه التي تتشبث به إلى الأعماق السحيقة المظلمة .. فوقهم ؛ كانت السماء مسودة بغيومها والقر يعض ويقرص أجسادهم المرتجفة بلا رحمة .
    طار نورس الحلم الوردي الذي رافقهم . اختفى في ليل الصراخ والرعب والموت المكشر لهم بأنيابه من كل صوب . وهم لم يعد يهمهم في خضم هذا الهول لا أحلام ولا أمنيات ولا أي شيء إلا النجاة بأرواحهم .
    ـــ يا الله . أينك ؟!
    يتضرع أحدهم مستنجدا بذلة وصليبه يترنح على صدره ولا يكاد يستقر كمن أصيب بدوار البحر ، وعيناه في السماء التي امتلأت برقص البروق وقهقهة الرعد الهازىء ، بجواره فتاة هادئة تقرأ المعوذات والكرسي وتدعو الله بعينين تائهتين مذعورتين لكن في صمت متماسك . البرق بين حين وآخر يضيء وجهها ويطفئه . كانت شابة جميلة تبدو في العشرين . عيناها في البرق تبدوان أكثر روعة وألقا وشعرها فاحم غزير ، لكنه مبلل بالمطر ومعصوف بالريح .
    وصل الماء بقاع الزورق حتى أعلى كواحل أقدامهم ليزيد الأمر سوءا فوق سوء وراح ثلاثة منهم يحاولون بأكفهم وقبعات رؤوسهم تفريغ الزورق منه في صراع عنيد مع المطر ، لكن المطر فوقهم كان غزيرا ، كأنه ألف خزان انفتحت بحنفياتها الواسعة وراحت تنهمر عليهم بمائها . لكأن السماء تستبق في تغسيلهم وتجهيزهم للقبر الواسع الذي ينتظرهم بالأسفل .
    بعد سويعة غضب كان الجو قد هدأ وتلك الديمة المجنونة ولت بعيدا تاركة السماء لحالها ، صافية تزينها النجوم التي ظهرت كثيرة وساحرة بروعة بريقها . والبحر هو الآخر لزم السكون ؛ السكون المجرم البارد الذي لايأبه منذ خلق بضحاياه الذين يبتلعهم بمزاج نزوته الشريرة . هاهم أولاء التعساء متناثرون الآن بكل همودهم الأبدي في قاعه بجوار زورقهم المتمدد ميتا هو الآخر على وجهه .
    في الصباح قذف الموج بحقيبة يد صغيرة ورماها على الشاطيء . صادفها شاب ينتعل حذاء مهترئا مبتلا بالماء . فتحها بفضول مستكشف . أخرج منها أشياءها البسيطة ؛ روج . مرآة صغيرة بحجم كف اليد . قارورة عطر . شريط كاسيت . وصورة .. صورة لفتاة جميلة ذات عينين خضراوين وفم مبهر يشبه الورد وشعر طويل تجاوز في إنحداره المذهل حدود الردف .
    وزاغ بصره متفاجئا . نظر في هلع وصدمة جهة البحر . ركل الموج بغضب . لعن الظروف . سب . شتم ، ثم انهار في نوبة بكاء وفجيعة غمرت بدموعها السخينة كل وجهه المصدوم .
    ـــ حتى أنت يا بحر !! حتى أنت !! حتى أنت !!
    كانت تلك صورة حبيبته التي لحقت به من أرض الجحيم لكن القدر الأسود خطفها منه وهي على وشك الوصول .

    & & &


    في معرضه البسيط الذي أقامه بمساعدة أصدقاء له من جنسيات شتى مثقفين من الجنسين مغتربين مثله لكنهم يشبهونه في هواياتهم وأحلامهم وقصصهم الأليمة ؛ في هذا المعرض كانت اللوحة التي تزين صورة حبيبته الشهيدة التي رسمها بريشته تتربع مقدمة القاعة في برواز ذهبي جميل ، كان في الأصل صورة لمنظر طبيعي للبحر ، انتزعها بعدما بصق بكل كره على هذا البحر الذي فيها . البحر الذي خطف بغدر أغلى إنسانة بحياته . مزق الصورة ورمى بها من النافذة فتطايرت في الهواء بددا ثم ارتطمت بالأرض ، تاركة الأقدام العابرة تدوسها بلا اكتراث وكأنها تشاركه ألمه وعزاءه في مصابه .
    أخذ اللوحة التي رسم فيها حبيبته الراحلة ووضعها بكل اعتزاز في البرواز الفارغ . هاقد صارت فيه الآن حياة وشيئا من جمال حي ينبض .
    في المعرض تحوقل حول اللوحة وبتركيز ملفت عدد من الزائرين والمدعوين . لم يتوقع أن يكونوا بهذه الكثرة ونصفهم لا يعرفهم شخصيا ولم يلتق بهم إلا في النت ومواقع التواصل . وهم واقفون يتناقشون بلغتهم وذوقهم وانطباعاتهم لوحاته التي رسمها بريشة إبداعه وبالاخص تلك اللوحة التي جذبتهم وشدت أنظارهم وأرواحهم إليها فراحوا يتأملونها باهتمام كبير والإعجاب والانبهار واضحان على أعينهم ووجوههم المبتسمة في رضا . سيدة كانت ضمن الحضور أخذت رقم هاتفه وقالت وهي تودعه :
    ـــ سأتصل بك في المساء ..
    في المساء هاتفته ؛ في حديثها ود ودفء . بعد كلام في الفن والأدب والثقافة فاتحته بنبرة متحمسة وجادة في أمر اللوحة ورغبتها في شرائها منه بأي ثمن يقرره . وقع بين أمرين كلاهما مُر وقاس عليه : فقره المدقع وحاجته الماسة إلى المال من جهة وحبيبته المرسومة في لوحة يراها من أعز وأغلى مالديه من جهة ثانية . بأيهما سيضحي الآن ؟! هل بحبيبته التي جازفت وخاطرت من أجله وكان الثمن روحها ؟! أم بالفرصة الذهبية التي واتته الآن والتي يمكن بها أن يقضي على فقره وحرمانه وعوز الحاجة لديه ويمكن بها أيضأ أن يبني حياته بوضع أفضل ؟!
    أرجأ الرد على السيدة إلى وقت آخر .
    في الشقة التي يتقاسم سكناها مع رفاقه المغتربين كان يتناقش معهم أمر اللوحة وعرض البيع الذي قدمته تلك السيدة.
    ـــ بعها وتخلص من متاعبك المادية.
    ـــ أقنعها بشراء اللوحات الأخرى دون هذه اللوحة.
    ـــ فكر بمهل ولاتستعجل في قرارك .اللوحة جميلة جدا وثمينة . أعتقد هي أروع مارسمت من لوحات حتى الآن !!
    وفي المقهى مع صديقته الشاعرة التي تتقاطع معه في تشاركية الغربة والحرمان والحزن والوحدة وقلق الحاضر والمستقبل ..
    ـــ محتار يا صديقتي ..
    ـــ إسمع صوت قلبك .. ماذا يقول لك ؟!
    ـــ قلبي يقول لي : لا تبع اللوحة !!
    ـــ إذن لا تبعها .. القلب أصدق بوصلة في تيه الحيرة ..
    ـــ أهذا رأيك صديقتي ؟!
    ـــ أجل .. ولا تطل التفكير كثيرا .. إحسمه بقرار ..
    ـــ مهلا . خطرت لي فكرة ..
    ـــ قلها صديقي . أسمعك ..
    ـــ ما رأيك لو رسمت لوحة جديدة ولكن في ألوان وأجواء وملامح أخرى ..
    ـــ كأنك تقرأ عقلي .. كنت سأشير عليك بهذا المقترح كحل منقذ من الإحراج .. كم ستحتاج من الوقت ؟!
    ـــ أسبوع بالكثير ..
    ـــ إذن . أطلب من زبونتك مهلة أسبوع أو عشرة أيام للتفكير .. وريثما تنتهي من رسم هذه اللوحة وحتى لا يتشوش عقلك وتركيزك لا تطلعها بما انتويت عليه .. هل في رأسك تصور معين لها ؟
    ـــ أكثر من فكرة بأكثر من لون !! ما هذا بشاغل بالي الآن ..
    ـــ ماذا يشغل بالك ؟!
    ـــ ماذا لو أصرت على شراء لوحة الحبيبة ؟!
    ـــ أنت لست مجبرا على بيع لوحتك .. صب كل ألوان إبداعك وعبقريتك كفنان موهوب في هذا التحدي .. ستنصرف بعينها إلى العمل الجديد .. أنا متفائلة ..
    ـــ آمل أن تحدث برمودا هنا ..
    ـــ ستحدث .. الريشة تعرف كيف ترسم مثلثاتها ..
    لم يرسم حبيبته كما توقعت زبونته ، بل رسمها هي وبشكل مبهر أجبرها أن تلغي فورا من رأسها فكرة شراء لوحته الأولى التي كانت في البدء متحمسة لشرائها .. لم يستلم منها يورو واحدا نظير لوحته التي رسمها فيها بكل إبداع وإتقان رغم أنها أصرت ان يستلم شيئا .. رفض ذلك و أهداها إياها عن رضا و حب وطيب خاطر وهو مبتسم وسعيد حقا أنها أعجبتها وأحبتها .. كم أراحته هذه النهاية السعيدة !!



    يستلقي الآن على فراشه وهو يضم على صدره لوحته في حب وحنو وخوف وكأنه يضم حبيبته الفقيدة التي ما فتأ الشوق والحنين يعصفان به إليها عصفا أي عصف .. كانت ثمة دمعة تتدحرج ببطء على وجهه الكئيب الذي تسارعت عليه تجاعيد الزمن ومتاعب الحياة والغربة والهموم وكان فقد حبيبته تلك الخسارة الكبرى في حياته من أكثر الأشياء جسامة والتي عجلت في ذبول شبابه رغم عطاء ريشته الذي لم يتوقف ..
    منهك الجسم بسبب تلك اللوحة التي ظل عاكفا على رسمها ليل نهار ولأسبوع كامل حتى أخذت كل وقته وأعصابه وكادت أن تنسيه صحته وعافيته و كل شيء يربطه بالحياة .. لكن إحتضان تلك اللوحة الغالية والأثيرة على قلبه أشعره بالراحة والدفء رغم تعبه الكثير ورغم حزنه الصامت الذي عاوده وانزاح على خديه دموعا غزيرة وفي قلبه ما هو أغزر .. الحنين ريح لا تنسى أبدا نافذة القلب ولا باب ذاكرته .. سنينا حاول أن ينسى المأساة وأن يهرب من الماضي الذي سبقها ولم يقدر .. فشلت ريشته وألوانه وألواح رسوماته ومعارضه التي يقيمها في هروبه من ماضيه وفي نسيان الإنسانة التي هي الجزء الأكثر طغيانا بحضورها في غالب أوقاته وأحواله ومشاعره وألوان ما يرسم ..
    في عز إحتياجه الآن لإنسان يتنفس معه بقلبه إتصلت به .. شاعرته المغتربة .. أقرب شخص يرتاح إليه ويبثه شجونه ومتاعبه وأسرار قلبه ..
    ـــ ................
    ـــ بالبيت ..
    ـــ ................
    ـــ سأنتظرك صديقتي .. لا تتأخري ..
    ـــ .......
    ـــ أهلا وسهلا بك ..
    وجاءته في نفس التوقيت الذي قالته .. نفس توقيت الإحتياج الذي إحتاجها فيه .. هي الأخرى كانت كعصفورة بائسة وحيدة مبللة بمطر الحزن وتبحث في وحشة غربتها الواسعة عن عش حنان وأمان ..
    في غربة باريس يتناسل الحزن والحنين والتعب والوحدة والاحتياج الدائم للآخر .. أي آخر .. فقط يملك قلبا يمكن أن يسمعك ..
    يسمعك لا أكثر ولو للحظات عابرة بدروب البوح !!
    هاقد التقيا .. في الموسيقى الهادئة التي اختارتها من هاتفها وقفا في جوهما النغمي الهادىء ذاك .. ضمها ..
    ـــ كم أحتاجك يا صديقتي !!
    ـــ أنا أكثر إحتياجا إليك بهذي الغربة !!
    وبكت .. بل بكيا معا كما اعتادا دوما في أضاميم الحزن والدموع واحتياج الاختناق !!
    ـــ محظوظ جدا من يلقى في غربته قلبا يسمعه ويهتم به !!
    قال لها وهو يمسح شعرها بحنان فردت ورأسها راقدا على صدره والموسيقى تلفهما في غيمتها الوردية :
    ـــ قدر من أحلى أقداري أنت !!
    صباح اليوم التالي تحول حضن الأمس إلى أجمل شعر كتبته وقرأه العالم وفي الجهة الأخرى كان هو مايزال يحلق بألوان ريشته ويرسم في إتقان مذهل ذاك الحضن الدافىء الذي كانا فيه بالأمس والذي ستختاره هي لاحقا صورة لغلاف أول ديوان لها يولد في الغربة !!
    --- تمت ---
    بقلمي / سعيد مصبح الغافري
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  8. #58

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,112
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه رقم ( 49 )
    للكاتب والاديب المبدع / خليفه سالم
    رابط النص

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=108487

    عنوان النص / قرن الرحى


    ( حارة الرحى هي الحارة التي ولدت فيها .. واحداث القصة حقيقية عايشتها )

    ♢♡♢♡♢♡♢♡

    ها هي السماء ملبدة بالغيوم .. غيوم اشبه بحدبة جبل ابيض تحيط به الوان رمادية داكنة لها امتداد رأس كبير مفلطحة لا تلبث ان تراها متفرقة حتى تتلاصق لتكون بقعة واسعة تشي بهطول قريب .
    عند خروجنا من المسجد الصغير الوحيد وسط مزارع النخيل اجد كل المصلين يرفعون رؤوسهم نحو تلك الغيوم .. بعضهم مستبشر بنعمة آتية من السماء والبعض اﻵخر بدأ يتمتم بكلمات تنم عن بعض تذمر ويسأل الله الرحمة .


    المسجد الوارد في الاحداث

    قليلون أولئك الذين يسكنون في بيوت مبنية من الطين او الاسمنت فأغلب بيوت سكان حارة ( قرن الرحى) لا تعدو عن كونها ( عرشانا) او ما يحلو للبعض ات يسميه ( صنادق ) وهذه الصنادق مبنية من خشب ( البليوت) واسقفها في الغالب بصفائح (الشينكو) المعدنية .
    تذمرهم ليس ازدراءا بنعمة الله فالكل يحب هطول المطر ولكن لظروف سكناهم ومعاناتهم التي تستمر طيلة ايام المطر وما يعقبه من جريان السيول والاوحال التي تملأ المكان .. يشعرون بأن ظروفا غير اعتيادية ستمر عليهم لايام وايام .
    عدنا انا ووالدي وأخي الصغير الى بيتنا .. كانت أمي تعد لنا عشاءا خفيفا بعد ان انتهت من اعداد طعام الغداء .. لا غرابة في ذلك ففي مثل هذه الظروف تعودنا ان نستعد لأسوأ الاحتمالات .. فالمطر سيبلل الحطب الذي جمعه والدي ولن تستطيع امي تجهيز طعام العشاء فالمطبخ بلا سقف وكل ما في الامر فقد كان مبنيا من سعف نخيل متوسط الطول مشدود الى بعضه ببعض حبال من الالياف .
    الغيوم تتكاثف وتدريجيا تتحول الى اللون الرمادي الداكن .. بقعة الغيوم تتمدد الى كل الاتجاهات والرياح بدأت تهب .
    جمعت أمي ما تبقى من اخشاب وغطتها بغطاء بلاستيكي قديم كي تتمكن من استخدامه فيما بعد وطلبت منا ان يجمع كل واحد منا فراش نومه من على ( المنامة ) وندخله الى داخل الخيمة ..
    ابي كان يتأكد من كمية ( الكيروسين ) في الفنر وفي القنينة البلاستيكية تحسبا لأي ظرف .
    طلب من اخي ان يطفيء مولد الكهرباء الصغير وان يقوم بتغطيته ب(الطربال) كي لا يتأثر بقطرات المياه المنهمرة من السماء .
    جمعت اختي كل الملابس المنشورة على الحبل الممدود بين نخلتين وها هي أمي تتأكد من حماية البقرة وابنها المربوطين في عمود خشبي وسط الزريبة المبنية هي ايضا من سعف النخيل .
    بعيد العصر بقليل نسمع هزيم الرعد يدوي .. رفع والداي ايديهما نحو السماء في حركة تلقائية يدعوان الله ان يرحمنا برحمته .
    إلتفت إلي والدي مبتسما ابتسامة افهمها جيدا ليسألني : هل انت خائف ؟ اجبته نافيا ولكن في قرارة نفسي كنت اشعر بهلع .. هلعي ذاك ليس من صوت الرعد فحسب بل ﻷنني كنت اقرأ الرعب في عيون والداي وجدتي .
    تبسمت قليلا ثم سألت والدي : هل سيكون غزيرا كالعادة ؟
    طمأنني والدي بقوله وأدرك انه لا يرغب في تخويفي : ننتظر رحمة ونعمة من ربك .. ثق بالله يا بني .
    لحظات صمت ما لبثت طويلا حتى عكر صفوها صوت الرعد المدوي من جديد ..نظر والدي إلى أمي .. شعرت لحظتها ان قرارا ما سيتخذ في هذه اللحظات .. سترك يا رب .
    سألت أمي والدي : هل ..... ؟
    رد عليها وفي عينيه بعض انكسار : وهل أمامنا خيار آخر ؟
    اظهرت أمي امتعاضها وقالت بصوت خفيف وهي تجز على اسنانها : كم أكره هذا الحل ولكن ليس أمامنا سواه اﻵن .
    أعلم جيدا أن أمي لا تطرب كثيرا للمطر ككثيرين غيرها في ( قرن الرحى ) ليس كرها فيه - كما اسلفت - ولكن لما يسببه لنا من مصاعب نعيشها ﻻيام نضطر فيها الى ان نتخلى قليلا عن بعض كبرياءنا .
    المطر يمثل لنا بالرغم من حاجتنا الماسة اليه كثير من الفوضى الحياتية .. بلل ووحل وتساقط قطرات الماء من سقف منزلنا ومخاطر سقوط بعض الاشجار .
    الرياح بدأت تراقص اشجار النخيل السامقة حول بيتنا المتواضع القابع في وسطها .
    اتخيل دائما سقوط احداهن بعد ان يعييها الرقص فوق سقف منزلنا .
    لا زلت اتذكر مطر العام الفائت عندما تهاوت سبع نخلات حول منزل جارنا (مصبح) ولولا عناية الله الرحيم لكانت قضت على المنزل ومن فيه .
    منظر النخيل وهي جاثية حول بيته سببت رعب حقيقي لكل من يعيشون في ( قرن الرحى ) ومن يومها وعقدة سقوط النخيل ما انفكت تلازمني عند رؤية اية سحابة في السماء .
    ها هو الرذاذ بدا يتساقط ناعما .. بلل ملابسي قليلا وعندها طلب مني والدي ان ادخل العريش كي اتجنب بللا اكثر لملابسي .
    بدا والدي مرتبكا .. زادت قطرات الرذاذ حتى تحولت الى مطر وصوت الرعد يزداد قربا منا .
    أذن المؤذن لصلاة المغرب ولكن والدي قرر ان نصلي في البيت تحسبا لظروف السماء .. فلو ذهبنا للمسجد لا شك ان والدتي واختي وجدتي ستبقيان في هلع .
    لم نستطع ان نشغل مولد الكهرباء الصغير خوفا من أي ماس كهربائي فأشعلت امي ( الفنر ) المعلق في وسط سقف العريش .
    العريش اﻵن مملوء بكل اثاث البيت المتواضع وبعض اواني الطبخ وصغيرين من صغار الماعز .. لا يكاد يتسع لشيء آخر .
    كانت جدتي ام والدتي تجلس في ركن وتسبح وتذكر الله .. ثم سألت أمي : هل سنذهب الليلة ؟
    فتبسمت أمي في وجه والدتها العجوز ووضعت يدها على كتفها الايمن ثم قالت لها : اغلب الظن كذلك .. لا حل آخر افضل .
    اطرقت جدتي رأسها وسمعتها تتمتم بالحوقلة وهي شبه منزعجة ولكنها لا ترغب في ابداء انزعاجها فهي تعلم الحال جيدا .
    فتحت والدتي طنجرة العشاء وغرفت ما فيها من طعام في صحن معدني من النوع الرخيص ازرق اللون به اشكال زهور حمراء وصفراء صممت من غير عناية لرخصه .
    تجمعنا كلنا على المائدة الارضية وذكرنا اسم الله وتعشينا تحت ضوء الفنر .. بعض فراشات صغيرة بيضاء تحوم حول الفنر يجذبها ضوءه المتحرك .
    صوت الرعد يبدد لحظات الصمت التي تلف المكان .. وضوء البرق اللامع يحول الليل الى نهار .. تواصل لمعان البرق وها هو المطر بدأ يهطل بشكل اقوى عن ذي قبل .
    قال ابي بحزم : هيا ...
    مشى في درب ضيقة متعرجة تحفها من جانب مزرعة نخيل ومن جانب ساقية فلج وسرنا وراءه ولمعان ضوء البرق المتواصل يغنينا عن اشعال المصباح اليدوي الذي تحمله جدتي في يدها .
    بقيت والدتي لوحدها في البيت .. طرقنا باب جارنا عبدالله لنستأذنه في ان نبات (كعادتنا في مثل هذه الاجواء) في بيته خوفا من المطر . رحب بنا وأدخلنا الى غرفة طينية واسعة نوعا ما .. تنفصل عن باقي البيت .. مملوءة بالاواني الفخارية تلك التي تستخدم عادة لحفظ التمور .


    بيت جارنا الذين اوينا اليه وقت المطر

    ذهب والدي مسرعا كي يلحق على امي فهي في البيت بمفردها .
    كنا قلقين على أبي من المطر او ان تنزلق قدمه في الطين بسبب رطوبة الارض وقلقين على امي لمكوثها بمفردها في هذا الوضع .
    الغرفة مظلمة الا من ضوء خافت لفنر موجود على روزنة صغيره على احدى جدرانها .. دمعت عيناي .. رأفة بابي وأمي فهما يكرهان مجيئنا الى هنا ولكن للظروف احكام .. احكام تجبرنا في كل مرة ان نأت الى هذه الغرفة الكئيبة وكأننا مجرمون فارون من العدالة .
    الليل طويل والمطر لا يتوقف والرعد يكاد ان يزلزل المكان .
    اخي واختي متكوران الى جانب جدتي التي لم تفتأ تسبح وتدعو الله ملتصقان الى جسدها الضئيل وكأنهما يستمدان منها بعض قوة .
    لم يشعر احد منهم بما اصابني في تلك اللحظة .. زممت على شفتي كي لا يشعر احد بذاك الكم الهائل من الالم .. ألم من الصعوبة بمكان ان اتحمله .. شعرت بغثيان وارتعاش بجميع مفاصلي وتسارع في دقات قلبي الصغير ..
    تنبهت جدتي لصوت نشيجي الذي حاولت جاهدا ألا ابديه .. اقتربت مني ومسحت على شعري المبلل بماء المطر .. سألتني بصوت متهدج خفيض : هل لدغتك عقرب ؟ اجبتها بنعم .
    اشعلت مصباحها اليدوي وشقت قطعة من غطاء راسها الاسود وربطت به على عضدي كي لا يمرر السم الى تحت ابطي .. واخذت ترقيني ببعض آيات قرآنية لا تجيد تلاوتها جيدا وتقرأ ادعية وتنفث حيث موضع اللدغة .
    اﻷلم شديد واعجز عن وصفه وفوق ذلك كنت قلقا من ان تلدغ تلك العقرب جدتي العجوز التي تحاول ان تبقى صامدة امامنا او تلدغ اخي الصغير او اختي .
    استمر الالم لأكثر من ساعة كاملة حتى بدأ يهدا رويدا رويدا .
    السماء لا تزال ترعد ودويه كالرجفة تزلزل الارض والجدران .
    كنا نرقب ضوء البرق من بعض فتحات صغيرة اعلى جدار الغرفة هيأت لدخول الضوء والهواء .. لا اخفيكم ان ذلك الضوء كان يؤانسنا بعض الشيء في ظلمة تلك الغرفة الكئيبة .
    وضعت رأسي على حجر جدتي بعد سماعي لدوي صاعقة لا اخالها بعيدة عنا كثيرا ..
    مسحت جدتي على خدي وهي تقول : اذكر الله يا بني وسبح كثيرا عل الله يرحمنا وحاول ان تنام كما اخوتك .
    لم نسمع اذان الفجر في تلك الليلة فبطبيعة الحال ما كان من اليسر ان يخرج احدهم من بيته لشدة وغزارة المطر .
    سألت جدتي ان كان علينا ان نعود الى بيتنا اﻵن فقد خف انهمار المطر .. قالت لي : فلنصل قبلا صلاة الفجر .. خرجت لأستطلع الوضع خارج الغرفة وتوضأت بماء المطر الذي تخزن في بعض الاواني المصفوفة خارج الغرفة .. ربما وضعها جارنا عبدالله لغرض الوضوء .. ثم اخبرت جدتي بمكان الماء وايقظت اخي واختي وصلينا الفجر وقررنا العودة الى بيتنا .
    ها هو الغد قد اشرق .. وسماءه لا تزال ملبدة بالغيوم وبعض قطرات مطر ونسيم يهب علينا باردا ..
    كنت قلقا على جدتي وكيف ستتمكن من السير على هذه الارض الرطبة !!
    لا ادري .. ربما فهمت جدتي ما كنت افكر فيه فقالت لي : لا تخشى شيئا فانا ما زلت قوية .. ألا تراني يا ولد ؟ هل تظن ان جدتك عجوز ؟ ها انا ذي اسير بلا عكاز .. فضحكنا معا ..
    سرنا في نفس الدرب الضيقة المتعرجة التي اتينا منها .
    الساقية اﻵن تفيض بماء السيل والارض وحلة وليس من السهل السير عليها بدون تركيز الى مواطيء اقدامنا .
    وجدنا امي تبكي ببعض استعبار .. هرعنا اليها لنسألها : ماذا بك يا امي ؟ ماذا اصابك ؟ اين والدي ؟ ردت بألم لم نعهده من قبل : ابوكم بخير .
    اذن ماالذي حصل ؟ قالت : ماتت البقرة وابنها من غزارة المطر .. لم يستطيعا تحمل هطول المياه على جسديهما لفترة طويلة .
    نعلم مدى تعلق والدتي ببقرتها وعنايتها بها وبابنها ولذا ففقدانهما تعتبر فاجعة مؤلمة ولكن مع ذلك ندرك مدى ايمانها بقضاء الله وقدره .
    هدأت السماء وتوقفت الرياح وقطرات الماء لا تزال تقطر من سعف النخيل اللامعة واشجار الليمون و الجوافة كقطرات ندى مشكلة صورة جميلة كأحلى ما في ايام المطر .
    رائحة سعف النخيل المبللة تضوح في المكان عطرا باريسيا منعشا .
    استاذنت انا واخي لنتمشى قليلا في مزارع النخيل القريبة ولم يمانع والدي ولكنه طلب منا ان نتوخى الحذر .
    سرنا باتجاه ساقية الفلج الرئيسية فوجدنا اهل حارة ( قرن الرحى ) متجمعون بالقرب منها صغارا وكبارا يشاهدون منظر المياه المتدفقة بغزارة في تلك الساقية .. مياه ذات لون بني مغبر مستبشرين بموسم مخصب ..
    فجأة سمعنا اصوات طلقات بندقية بل بنادق تتكاثر وبعض صيحات متوالية آتية من بعيد لم افهمها جيدا .
    ماالذي حدث ؟ لماذا الطلقات والصيحات ؟ قال احدهم : على ما يبدو ان ( الفلج طاح ) !!!
    الفلج طاح ؟ ماذا يعني ؟
    قال : اي تهاوت بعض ( ثقاب ) الفلج من شدة المطر وهذا يعني ان الفلج سينقطع الى حين اصلاح ثقابه .. وهذه تعد مشكلة كبرى تحل بالبلد !!!
    الفلج هو اهم مصدر من مصادر المياه لدينا كما تعلم .عدنا الى البيت فسألت ابي : هل سمعت طلقات وصياح يا ابي ؟
    قال : نعم لقد ( طاح الفلج ) وعلينا ان نسرع في اصلاح ثقابه المتهاوية ولكن لا بد من ان ننتظر حتى يهدا الجو وتجف الارض .

    منظر عام لحارة قرن الرحى

    توقفت قليلا عن الكلام ودمعة تنحدر على خدي .. سألني ابني : مايبكيك يا والدي ؟
    قلت له : كانت حياتنا صعبة قاسية جدا ولكن بالرغم من ذلك كنا سعداء لا نحمل هموما كثيرة .
    كنت صغيرا في مثل سنك تقريبا .. كان ابواي حولي وجدتي واخي واختي اسرة صغيرة متماسكة رغم الصعاب والفقر والجهل والخوف .
    رحم الله ابي وجدتي الحنونه واطال في عمر امي .. ذهبوا جميعا وتباعدت المسافات بيني وبين اخي واختي .. الدنيا يا بني اخذت كل منا الى جهة ..
    الاسرة التي كنت اعيش في كنفها لم تعد باقية وها انا اﻵن اعيش مع اسرة جديدة .. انت واخوانك وامك .
    هي الدنيا يا بني لا تبقي حالا .. أياما ليتها تعود .

    قلم / خليفة سالم
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  9. #59

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,112
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    نص رقم ( 50 )
    للكاتبه المبدعه / ورد القرنفل
    رابط الروايه

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=109946


    عنوان الروايه / الاختطاف


    هلا فيكم جميعاا عودة اليكم مرة اخرى في رواية
    جديدة وهذه المرة كامل الرواية من نسج الخيال
    بالرغم كتاباتي مالها اقبال من المتابعين بس احاول
    يمكن في يوم تضبط وتكون لها متابعه
    ....ههههههه لا يأس مع الحياة




    روايتي الجديدة بعنوان ..
    (الاختطااف))



    عمر هو واسطة العقد من بين 3 اخوان
    والدهم متوفي الاخ الاكبر علي والاصغر عثمان
    الوحيد المتزوج عمر من بنت عمه سارة وعندهم بنت عمرها 8 سنوات والله ما رزقهم بغيرها
    عمر شخص طيب وعاطفي كثير يتأثر بسرعه وظيفته مهندس بترول في شركة مرموقه براتب يصل 3الاف
    وسارة معلمة رياضيات الحين صار لها اكثر من 15 سنه في سلك التدريس معلم اول وراتبها الفين تقريبا وشيء...
    عمر ما يبخل لاي احد اذا طلب منه مساعده سواءا بالمال او غيره
    كان كل سنه يروح يتمشى هو وعائلته الصغيرة لدوله اوروبية
    كعادة سارة تحب تسولف وتذكر سفرها وتجوالها مع زميلاتها بالدوام
    والكل يحسدها ع حياتها فلوس وسفرات الى دول اوروبية
    بس للاسف ما يعرفن انها بالرغم من حياتها الي يحسدنها عليها الا انها بداخلها حزينه جدا بس ابد ما تظهر هالشيء
    هي في حقيقة الامر بسبب تشخيص طبي خاطئ منعها من الانجاب
    مرة ثانية في حياتها وهذا اكيد يسبب لها قلق دائم
    مخافة من الزوجة الثانية الي تجيب الحفيد ويحمل اسم العايلة
    -تضحك وبداخلها حزينة وجروح قديمة-
    لما كانت في شهرها الثامن كانت عندها موعد كالعادة بالمستشفى
    قالوا لها فيها ورم في الرحم وواصل مرحلته النهائية
    واذا تأخروا بيموت الجنين وهي بتكون في خطر.. كانت في موقف صعب
    رفضت اي عملية واتصلت ب عمر ووصل بسرعه الدكتور هول له الامر
    وخوفه بشده ان سارة في خطر واذا تأخر بتموت ولازم عملية
    الحين فورية...في لحظة نستسلم لكلام الاطباء ظنا منا انهم هم افهم وادرى
    ولكن للاسف بعد ذلك نكتشف خطأنا الكبير في تصديق كل شيء منهم دون نقاش-
    اتصل ب علي وخبره بالموضوع قاله تريث ولا توافق طلعها من هناك وروح العيادة ...
    رفض عمر قال ما شيء وقت للعيادة الامر مستعجل...
    ووقع عمر وتمت العملية وشالوه الرحم وكل الي صلة فيه ههههههه خبراء
    بعد العملية اكتشفوا انه كيس دهني عادي وما فيه مضرة تذكر وكان ابد ما مأثر بالرحم ولا بالجنين
    ولكن بعد ماذا...؟؟!!
    سارة كانت كلما سمعت شخص تزوج بالزوجة الثانية تعبت نفسيا
    وجلست تفكر ما بين حقه وبين غيرتها وعدم تحملها بالشريكه ...هههه ما تنلام بصراحه
    مع العلم عمر ابد ما فكر في الامر لانه يلوم نفسه والخطأ منه ما سمع كلام علي...
    مرت الايام وحور الطفله المدلله في العائلة بأكملها
    طلباتها اكيد قبل من تنطقها يقولوا تم على امرك
    سارة تقول ل عمر هالصيف بنروح الهند بنغير من اوروبا
    لو اني ما احب الهند بس زميلاتي يقولن فيها اماكن حلوة وجميلة للسياحه
    واصلا كيف هن زارنها وانا لا..--خخ ولا وحدي ما احبها ابدا

    عمر...ما لقيتي غير الهند ما احس اني رحت مكان كل وقت نشوف هنود هنا ..
    بنسأل حور والي تقوله موافق عليه
    سارة..تمام
    سارة جلست شوي عند حور
    ماما حور تعالي شوي اريدك
    حور...خير ماما شو تبي
    سارة:وين تريدي نروح نتمشى بالصيف
    حور...اممممممم ما اريد اروح مكان لان عرس عموو
    سارة...ههههههههه بنروح بعد العرس ان شاء الله
    حور...بروح معهم
    سارة..ما يصلح نروح معهم هم عرسان ويروحوا بروحهم
    سارة:شو رأيك نروح الهند وبتركبي الفيل وهناك حدائق واشياء حلوة كثير
    حور..ما ابى ماما الهند نروح ايطاليا احسن وبعدين هولندا ..
    سارة..حور سمعي كلام ماما ولا ما بتحضري عرس عمك
    حور...خلاص ماما اريد احضر عرس عموو
    سارة..روحي انتي خبري البابا انا بنروح الهند
    تم الموافقة والتحضير للعرس اولا ..

    تابعوناا



    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  10. #60

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,112
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    نص رقم (51 )
    للاستاذ والكاتب الكبير / خليفه سالم
    رابط النص

    http://omaniaa.co/showthread.php?t=110565


    النص / حب بلا انفاس

    بقلمي / خليفة سالم
    ........................

    لم يكن لحديث صديقي ذلك الاثر الفعال في جعلي افكر - ولو لهنيهة - في ان أقدم على تجربة حب بشكل من الاشكال ..
    حديثه وإسهابه فيه كان يروق لي كثيرا ولكن بعيدا عن ان يكون لي دور في تلك الاحاديث ذات يوم .
    مغامراته الوهمية كانت تتجدد بين فترة وأخرى وانا مدرك تماما بأن ما كان يوصفه ب (الحب الافلاطوني) الذي يحياه لا يعدو كونه أوهاما يختلقها ويصدقها ويحاول ان يدفعني لتصديقها مع علمي التام بأكذوباته الوردية ..
    ليس من الذوق بمكان ان اغتال فيه تلك الروح التواقة في ان يخضع لعملية حب ويستسلم لمشرط انثى لتستأصل منه ذلك ( الورم الخبيث ) وهو الحب الوهمي وجعله واقعي محسوس بلحم ودم وكيان ونبض واشتياق ولهفة .. لهفة حقيقية ﻷنثى حقيقية تخلق منه انسانا آخر حقيقي .. يخرج من دائرة الوهم واختلاق كيانات عاطفية من وحي خياله .

    كنت استبعد ان يكون لكل ذلك اثر ذات يوم في كياني واستبعد ان استسلم بحال من الاحوال لما يحلو ان يطلق عليه صديقي (العيش في الجنة ) فلا اتصور نغسي ان اسلم زمام قلبي لفتاة أيا كانت فﻷن اعيش بحريتي سليما من الاذى - كما اسمع دائما - خير لي من أن أجد قلبي مقتادا بقلب انثى رافعا رايته البيضاء ملقيا بسلاح صموده ... خاضعا لنبضات قلب آخر غيره .
    كل تلك المعتقدات التي اعتنقها أيقنت انها تعاني من هشاشة .. هشاشة لم تكد تصمد أمام إشراقة صباح لم يكن ككل صباح .. صباح مشرق .. ندي .. تهب نسائمه كأول صبح تتفتح فيه الزهور .. وتغرد فيه اليمام بهديلها الرباني .
    ذلك الثوب الازرق الفاتن يحتوي كيانا خلته من نور .. يسير الهوينى على نغمات رقيقة تحوله إلى طائر يرفرف بجناحيه في سماء روحي ..
    هذه الروح التواقة لكل شيء جميل ..وأي شيء هذا الذي أجده أمامي واقفا بقوامه الرشيق وعينيه السوادوين وابتسامته الخجولة التي ظننت لبرهة أن الرب لم يخلق مثلها .. إبتسامة لا يكتمل النبض الا بها ..فكل ما دونها اوهام وخيالات وكذب .
    لحظة صمت رانت في ذلك الموقف .. عجز لساني عن ايجاد الحروف لاقول شيئا .. يا سيدي اللسان : أكرمني ببعض حروف .. فليس الوقت وقت سكوت .. أكرمني بكلامك لا بصمتك !!
    نبرة صوتها اختصرت كل الكلام واختصرت كل الحروف ..
    صوت دافيء مبحوح قليلا كأروع ما يكون من الانغام .
    صوتها كان كوحي رحمة ينتشلني من غيابة الصمت .
    صمت لا يجيده سوى البكم .. أين اختفت كل الحروف ؟ سمعتها وكأن صدى قادم إلى قلبي من بعيد يتردد في هدوء .. هل نطقت ؟ هل قالت شيئا ؟ هل تكلمت ؟
    نعم .. قال القلب نعم سمعتها تتكلم .. اختزلت كل حروف الابجدية في ثلاثة ( هلا ) .. صوت ملائكي لا اخاله منح لغيرها .
    تلعثم لساني .. خانني كل الكلام .. استجمعت قواي كلها ( وليس لي من قوى باقية ) كلمتها بنبض قلبي قبل ان ينطق لساني .. لساني هذا الخائن الذي تركني وهرب .. لاذ بالفرار وقت المواجهة .. كل ما استطعت قوله في تلك اللحظة الفاصلة هو ( مرحبا ) ..
    ابتسامة مرتبكة شعرت بأنها قد رسمت على محياي ولكن لست متأكدا !! لست متأكدا بأني ابتسمت !! لست متأكدا بأني في كامل وعيي !! ايعقل ان اكفر بكل معتقداتي العاطفية - التي اعتنقتها طوال عمري - في لحظة ؟
    هل كانت شعارات الصمود التي ارددها شعارات واهية ؟ نعم .. على ما يبدو انها كانت أوهن من بيت عنكبوت وإلا فلا تفسير لما اعيشه في هذه اللحظة من مشاعر بعيدة كل البعد عما كنت اردد بكل فخر أمام اصحابي الا انها كانت واهية واهنة .
    - تفضل .. أمي بانتظارك .
    ابتسامة لا تكاد تتحرك بها شفتاي .. شعرت وكأن وجهي غيمة وأمطرت .. مسحت من عليه ذلك الهطول بمنديل ورقي اخرجته من جيبي ..
    دخلت الى حيث أمها تنتظرني .. لساني لا يزال معقودا لا يقوى على الكلام .
    انحنيت إليها ووضعت يدي على كتفها الايسر وقبلت رأسها في حركة لا أعلم كيف فعلتها .. كل ما اعلمه أني في تلك اللحظة هو ان شفتاي اﻵن ملتصقتان برأس أمها ..
    - حفظك الله يا بني .. اعذرني ربما تسببت في ازعاجك.
    -لا لا .. ابدا يا امي .. انا تحت أمرك .. أنا مثل ابنك .- - لهذا السبب لم اتردد في الاتصال بك .
    - ولا أريدك ان تترددي .
    - اشعر بأني على غير ما يرام .. ولا يوجد احد هنا ليقلني الى مستشفى او عيادة وابنتي لا تقود سيارة فإن كان باستطاعتك ان تقدم لي هذا الجميل فسأكون شاكرة .
    - امي .. انا وسيارتي رهن اشارتك .. تجهزي ريثما أعود بالسيارة .
    ركبتا في المقعد الخلفي للسيارة .. أشعر بأن بدني يرتعش من شدة الارتباك ويداي متعرقتان .. أخشى ان ينزلق مقود السيارة لكثرة التعرق بهما .
    نظرة خاطفة نظرتها الى مرآة السيارة المتمركزة اعلى زجاج السيارة الامامي .. جاءت عيني الى عين ذلك الملاك الذي يجلس خلفي .. أطرقت رأسها خجلا ... يااااه !!! ما هذا السحر ؟ كدت أن ارتطم بسيارة كانت تسير أمامي لولا عناية الرب .
    عاودت ﻷسرق النظرات من خلال تلك المرآة فرأيتها تبتسم ابتسامة خفيفة ساحرة مشرقة سرقت من قلبي نبضاته .
    هاهي النبضات تتسارع وليس بمقدوري تداركها .. الى اين انت مسرعة هكذا ؟ عودي ..
    قالت لي بعدم اكتراث : الى حيث هي !! الى حيث ذلك الملاك فإن شئت فاتبعني .
    أيتها النبضات عودي .. هنا قلب بحاجة اليك كي يحيا .. لا تسرعي فاللحاق بك ليس هينا .. عودي كي نترافق الى هناك سويا .
    قالت : لم يعد لدي مزيد من الوقت .. ادركني وإلا سأتركك هنا وحيدا .
    صوت موسيقى هادئة تنبعث من اسطوانة أكاد لا اسمعها .. اطفأتها فليس من اللائق ان اضع الموسيقى والمراة ليست بصحة جيدة .
    ترددت كثيرا قبل ان أسألها عن وجهتها بالضبط .. ولكن ..
    - الى أين تودين الذهاب يا أمي ؟
    ردت بصوت شبه ضعيف : الى عيادة " الاشراق " يا بني واعذرني فقد اشغلتك بمشكلتي .
    - ابدا والله يا أمي .. كم يسعدني بأن أقدم إليك خدمة .
    عيادة " الاشراق " ويوم مشرق وقمر يجلس بالمقعد الخلفي مشرق ينير حياتي .. يوم استثنائي ليس ككل الايام ..
    مشاعر متأججة .. قلب يحلق في سماوات .. سماوات .. سماوات ماذا ؟
    أهي سماوات الحب ؟ هل يعقل ان يكون كل ما انا فيه الان حب ؟
    لا لا اظن ذلك !! هل يكون الحب هكذا ؟ يأت بلا استئذان سريعا وبلا مقدمات ؟ لا اعلم .. انا غير متأكد .. ربما هي مجرد "هلوسة" او توهمات راودتني على حين غرة .. ربما هو مجرد انبهار .. لا لا .. لا يمكن ان اكذب على قلبي ولا اريد ان يكذب قلبي علي .. لا أريد ان يوهمني بأشياء قد تكون غير صحيحة .
    - الى أين يا بني ؟ العيادة اصبحت وراءنا .. هلا عدت للخلف لو سمحت ؟
    - آسف يا أمي لم انتبه .
    نظرة أخرى بتلك المرآة .. لمحتها تبتسم مجددا وكأنها ادركت ما يدور في داخلي من تلاطمات امواج عاتية .. مد وجزر لا يهدئان !!
    هل ادركت ذلك بالفعل ؟ كم هو محرج ان كان كذلك !!
    نزلت من سيارتي وفتحت الباب الذي على يمين الأم وساعدتها على النزول .
    - بارك الله فيك يا بني .. اتعبتك اليوم كثيرا .
    في تلك الاثناء كانت تلك الجميلة الى قربها .. ساعدتها حتى تدخل العيادة .
    جلست بمقعد السيارة انتظرهما الى حيث ينتهيان من مقابلة الطبيب .
    عدت بهما الى المنزل وكان لسان حالي يقول : ليت الوقت كان أبطأ من هذا .. لقد مر سريعا كالبرق .. لماذا أجد لحظات السعادة ما ان تومض حتى تخبو وكأن ريحا يطاردها ؟!
    مرت الايام .. أياما عديدة لم استطع خلالها أن أغمض عيناي من التفكير فيها .. نظرة عيناها تطاردني .. تلك الابتسامة الخجولة .. ثوبها االازرق ، ذلك اللون الذي أعشق .. بت اتحرق شوقا لرؤيتها .. هل هناك من سبب مقنع لزيارة والدتها ؟ لا ادري .
    عدت لصديقي وغزواته الوهمية علي أجد فيها مخرجا مما أنا فيه .. لا .. لا استطيع ان اخبره عما يخالجني تجاه تلك الفتاة .
    ما بك يا قلب ؟ ما هذا السقوط المدوي الذي انت فيه ؟ أبهذه السهولة تستسلم ﻷمرأة لا تجد منها سوى ريح عطرها يفوح في أنفك ؟ ريح عطرها يشرع لك نوافذ موجعة .. أهذا كل ما في الامر لتسقط ؟
    تمر الايام والقلب يعتصر لا يعرف حيلة للوصول إليها او للخلاص مما هو فيه ..
    سفري قد يكون هو المخرج من هذا العذاب ..
    سافرت بعيدا وسبقني طيفها الى حيث توجهت .. ما انفك يلازمني في حركاتي وسكناتي .. في نومي وفي صحوي .. شغلني ذلك الطيف كثيرا عن دراستي ..
    حاولت ان اشغل نفسي بالدروس ولكن هيهات .
    انتهى الفصل الدراسي الاول وعدت على أمل ان اراها .. ان التقيها .. ان ارتاح من سهام الشوق التي ادمت هذا القلب .. هذا القلب الذي لم يجرؤ يوما على المغامرة .
    - الحمد لله على سلامة الوصول صديقي .
    - سلمك الله .. مشتاق إليك كثيرا .. ما اخبارك واخبار البلد ؟
    اشتقت كثيرا للحواري والمحلات والمقهى الذي كان يجمعنا .
    - كل شيء على ما يرام .. الحواري والمحلات والمقهى في اماكنهم هههه .. وها انا ذا امامك كما ترى .
    - اما زلت فارسا تمارس غزواتك ام انك ترجلت وهدأت واستقرت أمورك ؟
    - بل ترجلت عن غزواتي واستقرت الامور .. انظر .
    - محبسا فضيا ؟ هل تزوجت ولم تخبرني ؟
    - في الحقيقة لم اشأ ان اشغلك عن دراستك .. و ..
    (سكت لبرهة) ثم قال : هو ليس زواجا زواجا بالمعنى الكبير انما فقط عقد قران والشهر القادم سيكون الزفاف بإذن الله وبالطبع فأنت أول المعزومين ..
    - على العموم فرحت لك واسأل الله ان يسعدكما ..
    اخبرني يا رجل ممن تزوجت ؟ اعرفها ؟
    - تعرفها ؟ لا اعلم ان كنت تعرفها ولكن ..
    - لكن ماذا ؟
    -لكن هي إبنة جيرانكم !!
    -إبنة جيراننا ؟ من تقصد بالضبط فهن كثيرات هههه ؟
    - سمية .. ربما لا تعرفها .. انها اخت محمود زميلنا بالدراسة ايام الثانوية !!!
    شعرت لحظتها برجفة تزلزل كياني .. كاد قلبي ان يتوقف من هول ما سمعت !!
    سمية ؟ البنت التي عذبتني وعذبني طيفها طيلة هذه الاشهر ؟
    آآآآه يا صديقي !!
    مشيت هائما لا وجهة لي .. دمعت عيناي ..
    يا صديقي ألم تجد من تتزوج سوى تلك التي رمتني بسهامها وذهبت ؟ ألم تجد في الدنيا سواها ؟
    لا ذنب لك .. أدرك ذلك جيدا فأنت لا تعرف عما يجيش في صدري نحوها .. وكيف لك ان تعرف وانا لم اخبرك اصلا ؟
    لا عزاء لك يا قلب في فقدك .. ذلك الملاك الرقيق وصديق العمر .. آآآه يا قلبي المكسور ..
    أنى لك يا قلب ان تعود كما كنت ؟
    احببت بصمت وها انت تتألم بصمت ..
    هل خدعت نفسك يا قلبي ؟ أوهمت نغسك بشيء ليس لك ؟
    لا لا .. لم اوهم نفسي ابدا فالامر لا يتعلق بشيء آخر سوى مشاعري وكيف لي ان اوجهها وانا لا سيطرة لي عليها ؟
    قلبي ممتليء بشيء ليس لي .. اعذرني يا قلب جرحتك من غير قصد ..مسكين انت يا قلبي اوهمتك بما ليس لك وليس لي وليس لاحد سوى صديقي .
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


صفحة 6 من 8 الأولىالأولى ... 45678 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م