قالت لي يوماً
:
أنا لا أعلم..
لا تسألني!.
ولا تنتظر مني جوابا !
وحينما "
أنا
" لا أعلم ،
فالأصل أني بداخلي الكثير من العلم!
بداخلي الكثير من بهرجة الكلمات ..
الكثير من مساحات الأسئلة !!...
والكثير من الآمال !!
أفكار تتوالد واحدة تلو الآخرى ...
وحروفٌ حُبلى بالكلمات !
ولكني صدقاً لا أعلم ..
أحيانا الحياة تريدني
أنا اترك فكرة..
وأحيي أخرى!
وأميت اخرى للابد!
ولذلك أنا لا أعلم !
وهذا الشعور الخانق لك
لم يكن يوما إلا من
دواعي "
الوحدة
" ..
ذلك الشعور الذي يفرض
هيبته ، ويتركني أنا "
الملكة
"
في محراب فكري!!!
فقط لأني أحتاجُ "
الهدوء
"و "
أنا
"..!
لذا ..
لا تنزعج يوما إن رأيت
تفاصيل وجهي بها الكثير من "
الفوضى
"
وأقلامي مبعثرة !
وكتاباتي الهائله في سويعات !
لا تنزعج أبدا
من "
أنا
" الجديدة
عن تلك ....السابقة!
اعذرني...
فأنا ذاهبة لـ"
الحقيقة
"
بكل روحي!
قلت
:
ذاك الإقرار المتذبذب المتلعثم ،
الذي يتردد بين جنبات النفي والتأكيد ، في شأن العلم اليقين عن ذاك العلم بما يجول
ويصول في سماء ، وفضاء الفكر ، والروح الرحيب ،
ما هو إلا الهروب للأمام من ملاحظة واقع الحال !
للأسف الشديد ؛
يبقى حالنا يتأرجح بين وجوب محاسبة النفس ، وبين سوق الأعذار لها ، لنخرجها
من طوق ما يؤنبها ، ويُركس تهاونها وتمردها !
فلكل سؤال جواب
،
وخاصة إذا كان في محيط ما نعلم عنه بالضرورة من أمور حياتنا ،
غير أننا لا نستقطع ذلك الوقت الذي من خلاله نختلي بأنفسنا،
كي نعرف موطننا وموقعنا من الإعراب !
وما نوقظ به النائم في
نفوسنا
و
كنهنا
.
الأفكارالتي تتوالد
:
هي نتاج التراكمات التي تعصف في ذهن ذلك الإنسان ،
فهي تتكاثر لقاء ما يرد ، ويفد إليها من غير تقنين ، ومن غير إدارة لها ،
لنكون صرعا تحت الركام ،
لتسحقنا بلا هوادة ، ولو اعلنا لها الاستسلام !
مطالب الحياة
:
ب"
المطلق
" هي ليس لها اليد الطولا !
ولا أن نكون لها يوما رهن بنان ، ذاك في "
الأصل
" غير أننا دوما نسبح عكس التيار ،
لتلقينا الموجة على جزيرة
الوهن
و
الضياع
، بعدما
كسرت
موجتها مجاديف همتنا ،
وخبت جذوة مقاومتنا لنواجه مصيرنا وقد رفعنا بعدها راية
الاستسلام
!
وهذا الشعور الخانق لك ،
لم يكن يوما إلا من
دواعي "
الوحدة
"
فالوحدة في معناها الحقيقي
:
من أراد النظر إليها أنها تعني الصفاء ، و مراجعة الحساب ،
ومعرفة القادم أين يمضي بنا في هذه الحياة ، ونعرف من ذاك القِبلة ،
وصحيح الاتجاه ،
أما البعض
:
فينظر إليها على أنها
مكمن الشرور
، وأن
الشر
يحل في جسدها ، ليكون المرء منها وبها
منغلق
الفكر والروح ،
تتناهشه
سباع الهموم ، وضواري الأهات ، ليُسمع الكون آهات الألم ، ومن ذاك يُدمن على جلد الذات ، لينسلخ من ربقة الأمل ،
ليدخل في دائرة
التشاؤم ،
كلما
أراد
الخروج
منها
أعاد
نفسه إليها !
المرء
:
هو نسيج نفسه لهذا لا ينتظر الدعم ،
والتخلص ، والتحرر من ذاك الحصار من غيره ،
"
نعم
" ...
تكون من جملة الأسباب غير أنه عديم الفائدة ضعيف التأثير والمفعول ،
إذا ما كانت المساعدة تأتي من الذات لتفتح لتلكم الأسباب الباب .
في المحصلة
:
غالبا ما يكون الظاهر هو:
المترجم
و
المعبر
و
لسان الحال
الذي يصف
ويكشف المخبوء الذي يواريه
ويستره الباطن .
من هنا
:
كان لزوم الفرار من واقع الحال وتلك الفوضى ،
يكون الفرار إلى الذات كي نعرف أنفسنا وحقيقة حالنا من ذاك .
مُهاجر