مازلتْ أرنو للحظات دون دموع


ما زلتْ أرنو للحظات دون دموع
مدخل/
مازال صوتي يحتضن لغة من حنين اليكِ ..
والاشياء ترثني حين يسقط البوح عاريا ..
فوجهكِ مازال هناك في مفترق القرارات المشحونة بالوجع ..
وبذراتُ الضوء كتبت ألف أمنية وامنية ..



هي النوافذ بعيدة وخاوية
رفيقة خيالي ..
علينا أن نمر بنفس الامكنة ..
ان نخترع خريطة لخطواتنا الى هناكِ
حين تنكسر البوصلة ..
فبقايا خطواتي مازالت تتردد الى هناك..
الممرّ الذي يؤدّي إلى هناك
يحمل كل الخطايا
فلتلوك التجاعيد ما يلفّ حول أصابعي الآثمة
حفرتْ فكرة في الروح
فهناك في زاويتكِ المنزوية
تمنعيين قطع السحاب من المجيء
وتشرّعين شبابيككِ للشمس الخجولة
بكل النوايا شهدتْ الانتظار
وربطتْ الأعين على مدى من شجن لا ينتهي
يطلّ الخوف يعدو لوحده والسواد يلوّح بأسراره الغريبة
فنودّ أن يهتدي إلينا السحاب ..
لنبصر المطر حاملا إلينا أقواس الفرح ..
هيا حدّثيني قليلا
عن مملكتكِ ورقصكِ المليء بالشرود..
فالصراخ الصامت بي "مكبّل بالحزن"
فحين التفت لا أجد سوى انتظار يتنهد وحده في الظلام...
هيا يا فراشة حدثيني عن مولودكِ كيف حضر .. وكيف نبت في احشائكِ..
عن تواريخ بيضاء لم اكتب بها شيئا ..
عن نوم يشبه مرثيات الغيبوبة ..
هناك حين حضرت اليكِ ..
لمحت نفسي اوزع النظرات عليهم ..
على أمراة وعدتني امام محل في شوارع بلا حبّ
بلا أرصفة لرؤية بوعد لا ينسى ..
كأنّكِ قرّرتِ أن تتّسع الأمكنة المنسحبة بكِ
وكأنّ القتيل المجروح لا يموت ..
فلماذا سمحتِ للعتمة الدخول بيننا ؟؟!
لماذا اغلقتي بابكِ وجعلتِ الصباح / المساء تجف روافدهما؟؟
ألم تنزعجي حين أنطفأت شموعنا
وحين بكت حروفي ذات هجر وخيانة وخذل ..
فلا تبتئسيِ إذا ما لمحتِ وجودي هنا لاجلكِ
فالفرح اصبح بلا أجنحة
والنبض مات بين الشوق والانتظار ..
كلّ هذا لا يغيّر حال الوعد ووشوشة القلب
فلابدّ ان تعلمي انكِ بداخلي
والمسافة بيننا تشعل الأرض حنينا ..
ولا بدّ للحروف أن يصل
وتصل .. وتصل إلى سماء من ياسمين
رغم مشانقكِ المتكررة ..
رغم الجرح الرابض خلف الصدر ..
فكل النواقيس التي تدق الحب أنتِ
فما زالتِ رغم طعناتكِ .. تطاردين أمنياتي وحلمي ..
تهبين نبضي المرتعش كل الجموح..
لك مطر يملؤكِ فوحدكِ من يمنح الفرح / والحزن.
فارتفعي في قلبي بلا حواجز .. ولكِ ما تشائين من القبلات ..

همسة/
أوجعني الحال حين خذلتيني
حين امتد فعلكِ إلى بياضي
لقد ألبستيني ثوب الحزن والقربان ورمتيني للعزلة والبكاء .
...
لا شيء باقي غير نثر بمنتدى