عودة بعد غياب
ماأكتبه هو عبارة عن هلوسات لا صلة لها بالواقع مجرد مساحة فارغة في خيالي تترجمها تلك الحروف الموجوعة بين سطوري
العذر منكم على تمتماتي المجنونة .. بوح أنثى مجنونة بالحرف..
وتبدأ الحكاية


اليوم أعبث بالقصاصات أستعيد شريط ذكرياتي منذ أشهر مضت على فراقنا كنا يوما نداعب الأحلام ونستمع في تالي الليل إلى غناوي أم كلثوم وصوت العندليب ونرسم حكايات شتى ببوح هيامه وغرامه في قصائده وأشاطره الحكايا والبوح بخواطري معلنة له في نشوة الحب
( لا حياة لي بعيدا عنك)

وفي لحظة غضب وفي ثورة غيرته المجنونة ودفاعا عن كبريائي ناشدته بالرحيل وأن يمحي كل ذكرياتنا ، وكابرت وأقنعت نفسي في تلك اللحظات أنه الخاسر وسوف يعاتب نفسه يوما أنه خسرني وإلى الأبد...
ولشدة وجعي بغيابه وولهي له في كل لحظاتي قررت إلغائه من ذاكرتي وأن انتزعه من ذلك النبض الذي استوطنه طوال تلك السنين ..
ولم أعي أنني أموت معه وأنني أصبحت في لحظة غضبي السياف والقتيل في آن واحد..
وفي لحظة صمت ساد بيننا كان رده المفاجئ كارثة لقلبي رغم يقيني أنه يهيم بي ولكنه رجلا باذخ الألم لا يبكي ولا يتنازل عن كبريائه من أجل أنثى مهما كان عشقه لها قد ترحل وتجئ من بعدها ألف أنثى لذلك قال مودعا:
( في حفظ الرحمن) وصمت .. ورحل..






ثورة من الجنون أصابتني هل كنت يوما لعبة تسالي قد ملها وآن له رميها بكل وقاحة دون الالتفات إلى مشاعري ..

ومع الأيام تذكرت وأنا أعيد ذلك الشريط في ذاكرتي أن كل شيء بيننا كان في عالم افتراضي ولكن لحظة الفرقى أصبحت واقعا وأعادتني إلى واقعي وهاأنا أنوح فراقه بلا صوت، تمتمات أرددها بلا وعي ، وخربشات هنا وهنك أسردها أؤنس بها وحشة غيابه وبين تلك وتلك قصة غياب تؤرق مضجعي وترهقني، مايؤلمني حقا أنني بحت له قائلة في لحظة توهان وفي غيبوبة حبه ( لا رجلا سواك استباح نبضي) هنا زاد مكابرة وعرف نقطة ضعفي أنه هو....
وتمضي الأيام والأشهر وهاأنا أتناول الألم كجرعة ، وفي لحظة قررت أن أمزق صفحاتي معك ولم أعد أقلبها من جديد لكي لا تؤلمني أكثر..
اعتدت في غيابك كل مرة أن البس الحداد ولكن هذه المرة خلعته ليقيني أنك لو كنت تحبني فعلا لما تخليت عني يوما ..
هنا تجول تساؤلات في مخيلتي فهل لي لبرهة لتجيب عنها:
أين أنت الآن ، حين أسدلت ستارة عشقنا وتركت خلفك خصلات من أنين قلبي ممزقا ومتناثرا هنا وهناك.
أين أنت من تلك الحروف المتناثرة الأشد وجعا بين الحضور، التي تشرع أبواب الحزن على مصرعيها، تأبى أن تصغي لتلك التناهيد الموجوعة ،هناك يوما كنا نبوح، نضحك، نعانق الأمل ، ونجدد العهد.
واليوم أصبحنا في أشد حالات الانكسار ، نبوح ويخذلنا الغياب، والبوح أصبح بحة ضعيفة تئن مصحوبة بندم وألم.

ياأنت .. هل لي ببرهة أنصت إلى صخب غيابك في داخلي، دعني استجمع تلك الونات الصارخة في سماوات الأنين ، مبعثرة تلك الحروف يقابلها الصمت الموجوع ـ وأنا أنثى تائهة في كل الاتجاهات أبحث عن صوتك المبحوح في نبضي، ومع صمتنا بدأت رحلة اغتراب لأرواحنا كنا أشد فرحا وعشقا ووجدا، ومع مرور أشهر الغياب أصبحنا غريبين، لا أنت تقرأ وجعي بين حروفي، ولا أنا أقرأ غناوي العاشقين في قصائدك كما عهدتك.
هنا فقط.. كلماتي مختصرة، موجوعة أنا حد الانصهار ، أرى جثة هامدة أمام مرأى عيناي، أتأمل ذلك العشق وأبكي سرا وهاهي تتلاشى صورتك ومع تلاشيها يتلاشى نبضي وينزف كل مافيهِ..
رغم كبريائك أنا على يقين أنك تبكيني في السر ، وتبكي أيامي معك وتلك الليالي التي قضيناها نتسامر مع دجى الليل تبثني غرامك، انتظرتك ليالي وليالي وطال انتظاري، والآن بعد هذه القطيعة عذرا منك لن أقبل بعودتك وحبك المتعجرف الذي أضاعني وأضاعك..



هل تعلم .. منذ غيابك عاندت أقلامي عن البوح وجفت محابري ولكن اليوم عاندني ذلك القلم الوفي لك وأبى أن يسطر لك أخر رسائلي ولعلها تكن الأخيرةهنا:
رسالتي:
أنا منهكة جدا، لذا خذ ذكرياتي بكل تفاصيلها فلن أعيش رهينة لرجل أرخصني ذات يوم، مع الأيام واثقة أنك ستعبر الموانئ لتمخر بسفينتك في شواطئ وموانئ أخرى مختلفة تبحث عن أنثى تعيد لك رجولتك المجروحة، ولكن للأسف لن تجدني بين تلك الإناث،
فقد نفذ وقت انتظاري لعودتك طوال هذه الأشهر، فما أدراني أين كنت تطوف خلال فترة غيابك ولمن كنت تهذي بقصائدك ، ومع من كنت تتجول في ساحات عشقك وهيامك..
وللمرة الأخيرة أعلنها لك ( أنا أنثى لن يكررها زمانك) لذا لن تستطع نسياني
أخر حروفي.. أجمل أيامي عشتها معك، وأتعس أيامي عشتها بغيابك..
وبين تلك وتلك امرأة في حالة انكسار عاطفي ولكنها شامخة كالجبال تأبى الانكسار، اليوم وأنا أبعثر لك هذه الخاطرة الموجوعة صنعت للغياب عطرا أخاذ له شذا مختلفا سأهديك إياه مغلف بأخر كلماتي عنوانه:

( لا عطر يشبه غيابك)
وداعا ياأجمل من همت به وعشقت
انتهى
هلوسات ودادية
اليوم الجمعة
التاريخ/ 15/4/2016م
الساعة: الثامنة مساء