ملتصقةٌ على أحدِ الجُدران ..
مع ليلي و دفتري و بعضٌ من حروفِ الآه ..
أقعدُ مُمسيةً على حُجرتي الكئيبة ذاتَ الستارَ الرمادي !
أتذكرُ همساتك حينَ نطقت بِأهميتي عندك ..
أتذكرُ حينَ ملئتني بِوعودك كَنسمةٍ عليلة ..
و تلكَ يداكَ أتذكرُ لمساتها لِيدي و لا كدتَ أن تنفثَ بِها ..
هُنا الآن /
كبرياءُ الألم في داخلي كثيرٌ و تتراكضُ مِني الأضواءُ بُعداً عني ..
فَاليوم انفجرت تلكَ العهود التي زرعتها في داخلي ..
و اليوم عدتُ إلى حُزني !
صغيرةٌ هيَ أفعالُك / تكرارها غصصٌ تلتمُ حولي ..
ما بِكَ سيدي ؟ تمحي بسمتي و تتلو على قلبي كلماتٌ قاسية ..
ألستُ تلكَ التي استوطنت قلبك !
أم أنني سَأكونُ أشلاءً مُتفتته حينَ يحتضرُ كبريائك !


رمادٌ حولَ داري إن كُنتَ تعلم ..
رماديةٌ سمائي و غيومي و حتى أحرفي ..
ليست إلا الآمالُ بِكَ لا زالت وردية ..
و الصمتُ لحنٌ يعزفهُ غيتاري / مقدارهُ كلامٌ و بوحٌ
أنتَ مقصده ..
و الليلُ مُمتدٌ لا أدري متى سَيحينُ نهوضَ الفجر
و ينتهي الأمسُ الذي غِبنا بِهِ عن أعيُنِ بعض ..
سَأمكثُ كَعادتي أترقبُك و أرقبُ لِقائك لِيموتَ الغياب ..
و كعادتي حينَ تأتي سَأصفحُ عن أخطائكَ و أتناسى ..
فَأكملُ حملَ حُبكَ في قلبي ..
و ألبومُ ذكرياتنا بينَ رموشِ عيني لا زالت ثابتة و سَتبقى
أبدَ الدهرِ لَن تزول حتى إن عشنا تحتَ ظلِ : الفُراق !
و على الرُغمِ مِن لسعاتكَ الموجعة / فَأنا أعلمُ بِأنني
لم أخطئ في اختياركَ .. و إلى الآن لم أخطئ
و لن أخطئ !
و إليكَ سيدي سَأكتبُ من أجلكَ حتى في غيابك لِتعلمَ بِأنَ
الغياب ليسَ إلا ساعاتٌ خانقة ..
يتراكمُ فيها الحنينُ بِداخلي إلى أن يشتعلَ قلبي
و يصلُ الحريق إلى رأسِ محبرتي لأكتُب و تنتثر حروفي
بِلا وعي !







حبيبي ..
سَأكتُبكَ بِالوردي الآن ..
فَأنتَ مهما يكون / أجملُ ما تلونَ في عيني ..
عُد إليَ تُرافقُني الطريق فَالظلامُ حجزني بِدونك ..
اقترب فَبُستانُ قلبي يفتقدُك / اقترب لِترى مطرَ الحنين غزيرٌ
في داخلي ..
فَأنا أملئُ بكَ أيامي .. تسدُ جوعي لِلسعادةِ منَ الأشجان ..
أحتارُ طيلةَ غيابك ..
لا أفكرُ إلا بك / و اسرحُ في البعيد لِأتخيلك !


سَأكونُ في كُلِ الصباحاتِ مُتأملةٌ ساعةَ لِقائك ..
و أكونُ في كُلِ المساءاتِ مُرافقةٌ لك لِنعبُرَ جسرَ اللِقاء
و أبثُ لكَ حنيني .. و لو أنني سطرتُ الاشتياقَ على ورق
لن أنتهي و تكثرُ الدواوين / فَفي كُلِ ساعةٍ اصابُ بِلتراتٍ
منَ الحنينِ إليك ..
فَلستَ كَأي بشر حتى أمضي في الحياةِ بِلا وجودك ..
أنتَ كُلُ سعادةٍ في الكون قد جُمعت بِك ..
أفيقُ مِن ليلي إلى الصباح / ما دُمتَ تُخالطُ مشاعري ..
و لكن لا تستغرب إن كثُرت عتاباتي ..
فَكما يقولون /
( من نعاتبهم و نتشاجرُ معهم هُم من نريدهم البقاءُ معنا )



زهرة الأحلام
27/3/2015