كــــــــــــهـــــــــــذا المــــــــــــوج تــــــــــــــــــــعـــــــــــــود !!وتبدأ حكايتي ذات مساء... عندما كنت أخطو خطواتي أسابق ما علقته الأيام في الذاكرة ، وما خلفته
الأماكن من ذكريات وتفاصيل ، وما خلفه الزمان من تجاعيد ومشيب.
ولكن القدر هذا المساء يحمل لي أكثر مما توقعته
( وعادت ذكريات الأمس البعيد)
بعد مرور السنين وتزاحم الشيب في خصلات شعري والتجاعيد التي خلفها غيابك ، ها أنا أسير محملة بهموم الحياة يتهادى لي همس خفي يناديني :
(وداد كيف أنتِ)
قبل التفاتي إلى مصدر الصوت شعرت بوخز بصدري ومر شريط لذلك الصوت هل يعقل أن يكون المتحدث هو أنت؟؟
ولأنني لم أنساك طوال تلك السنين فقد جاء نداؤك من عالم منسي أحيا كل ما فيّ من أحاسيس جميلة خلتها دفنت منذ بعادك.
مرغمة التفت إليك معاندة ظروفي لأعلن لك سراً( أنك حبي الأوحد)
وها هو خفقان قلبي عجل إليك بدون خجلٍ أو وجلٍ ..
ومعك هذا المساء أعود كالعاشقين مبتدئة جنون الحب وحماقاته بلا قيود وفجأة رأيتك مهرولاٍ وأنا أناظرك من بعيد وأسأل نفسي .
هل كان ما حدث حقيقة أم أنه أضغاث أحلام؟؟
وبعد لقائي بك الغير مخطط له عدت منزوية إلى غرفتي أعيد شريط هذا المساء بكل تفاصيلهِ .
وها أنا أعاود الكتابة من جديد بعد قراري بهجرانها وبعثرة محابري لا للرجوع .
وعاد الأمس أمام ناظري بعد أن أعلنت منذ سنوات أنني راحلة وأنك غدوت ماضيا منسيا.
والآن أسأل نفسي الموجوعة: هل فعلاً كنت ماضياُ وانتهى؟
وإذا كنت ماضياً فلماذا أفكر فيك؟ وأخذت مساحة من تفكيري هذهِ الليلة
انقلبت عواطفي وأحاسيس فجأة فما عدت أعرفها ، وها أنا أمام قرار أما العودة إليك ونسيان حاضري بكل جمالياته، أو طوي صفحة الماضي بكل ما فيها.
ها أنا هذهِ الليلة أجمع خيوط مختلفة بألوان قزحية.... يا رجلاً قد أحببتك يوماُ وأرهقني حبك، أحببتك حد الجنون والهيام بك
حبا جردني من عقلي وقلبي فغدوت يوما في قائمة مشاهير المجانين كقيس ابن الملوح
وعنترة وكثير عزة، ومع مرور الأيام قررت الشفاء منك وهاأنا شفيت بدون طبيب .
ولكن اليوم وأنا أجيب نداؤك لي (أهلا يا..................)
بكيت كثيرا في داخلي رغم أنه لم يتجاوز حديثك معي إلا ثواني معدودة، وكلمتان فقط مازال صداهما معي ولكنهما كانتا كفيلتان لتستقرا بذاكرتي .
فذاكرتي أصبحت أثقل حملاً من السابقِ فقد أثقلتها السنين.
يا أنت... أعترف لك أنني تحطمت كثيرا بغيابك ولكن أعترف لك كما افترقنا ذات مساء سوف أعاود حمل ذاكرتي بكل ما فيها من حقائب متعددة
لصورك وتفاصيلك وصوتك ورسائل مخبأة في أدراجي وقارورة عطر أهديتني إياها ذات يوم لأفرغ كل ما احتوته حقائبي لأعلن لقلبي المتيم بك
بأن ما مر بي هذا المساء هو حفنة أحلام فقط زارتني في ليلة شتويةٍ قريبةٍ وآن لي أن أدفنها في غياهيب ذاكرة النسيان.
أنا تلك المرأة الاستثنائية المختلفة ، فما أشد وأوجع لنفسي أن أتنازل عنك للمرة الثانية..
مسائي وليلتي مختلفة استثنائية تحمل خيبات كثيرة فمن كان يوما الحلم والحقيقة والأرض الصلبة
التي أقف عليها لمواجهة الأعاصير وخيبات الزمن وغدره أجدني اليوم مرغمة على مغادرة مدينته.
لأن واقعي وحاضري لا يستحقان مني الجحود لهما ، لذا قررت نسيانك وللأبد.
وتخيل ما مر بي هذا المساء هو صدمة لقائي بك بعد مرور السنين.
ولذا سوف أغلق أبواب ذاكرتي ... ولن أعد أتوسد تلك الذاكرة المرهقة من جديد..
انتهى ..
اليوم : الأحد
التاريخ: 1/11/2015م
الساعة: الثانية عشر صباحا