صادق محمد الزيتون - كاتب سوري
الناظر اليوم إلى الشرق الأوسط يجده ملتهبا إلى درجة الغليان ويوشك أن ينفجر ويصبح شظايا تتناثر في الجو مخلفا الدمار لهذه المنطقة المهمة من العالم، لكن بصيص الأمل يأتي دائما من أكثر الأماكن هدوء وخصوبة في الحكمة والتسامح، وهنا أعني بالحرف الواحد دولة عُمان الشقيقة التي تقع في الخليج العربي وبمحاذاة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة واليمن السعيد.
وهذا الوصف لهذه الدولة اسرده هكذا بالتفاصيل لأن الكثير من المواطنين العرب يجهلون ما في هذه الأرض الطيبة الخصبة من كنوز هي في حد ذاتها أدوية طبيعية تصلح لعلاج الأمة العربية المتهالكة التي أعياها التعصب الطائفي ودمرها الفهم الخاطئ للدين الإسلامي فمذ أيام تابعت حوارا للوزير يوسف بن علوي وهو وزير خارجية عُمان، وكان حديثه مختلفا عن الوزراء والمسئولين، فقد أشار إلى أن السلطنة تحبذ النأي بالنفس عن كل أشكال التعصب والتحزب، وتدعم كل جديد نحو السلام والأمن والطمأنينة، كما أشار إلى أهمية الاستفادة من الكوادر البشرية التي تتفاعل بشكل كبير عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأنا هنا في صلالة الخضراء التي تعج بالزوار من مختلف دول العالم اشعر بحديث الوزير العلوي الذي يعكس واقع الحياة على الأرض وكل ما أتمناه من العمانيين أن يحافظوا على هذه القوة والمرتكزات الرئيسية في بناء الأمم والرقي بالشعوب وهي: نبذ العنف والتطرف والاستفادة من الشباب والعيش في تسامح ومحبة مهما أختلف الأديان والطوائف.
فطوبى لأهل عُمان هذه الملحمة الإسلامية العربية العالمية، وهنيئا لنا نحن العرب هذه الأرض الطيبة التي أسلمت وبحسب علمي بلا حرب ولا جدال..
الأحد- مطار دبي بعد رحلة لصلالة استمرت عشرة أيام.