مــن أوراقــي الـســــريــة ..

قـصـــة رواهـــا الـبـحـــــر
25-10-2014,


ــــ مـدخــل إلى الخـاطـرة :


في تاريخ 4 / 5 / 2014م نشر الشاعر والكاتب : ســعـيد مصـبح الغـافـري قصيدة شعرية جميلة بعنوان ( صـيـفـا عـند ظـهـيـرة بـرد) وهي على لون الشعر التفعيلي الحر ( فصيح ) و نشرها الشاعر هنا بالسبلة العمانية في سبلة الشعر . وقد أحببت هذا النص حتى قلت في نفسي أنه من أجمل ما كتب الشاعر من أشعار عبر رحلته الشعرية الجميلة حتى الآن وهو كلام أعرف أدبيا أنه غير دقيق نقديا . فبلا شك هناك للشاعر قصائد أخرى كثيرة فيها جماليات لا يسع المجال هنا ولا الوقت لإستعراضها بشكل كامل وما هذا النص الذي ذكرته إلا نموذج يبرز حقا جمال وروعة هذا الشاعر وتميز قلمه وفكره . والحق أن شهادتي فيه كشاعر قدير أراها شهادة مجروحة في حقه ولن تنصفه ذلك الانصاف الذي هو حقيق وجدير به كشاعر وكأديب مثقف ومتميز في عطائه ونشاطه على الساحة الأدبية .
لقد كان في مقدوري أن أمرعلى قصيدة ( صـيـفـا عـند ظـهـيـرة بـرد ) وأبسط عليها تعقيبا بسيطا من كلمتين أو ثلاث ثم أمضي وقد يخونني التعبير الأدبي في الرد وأكتفي بعدة كلمات أبرز فيها إشادتي أو إعجابي بالنص كما يفعل القراء عادة مع أي نص يصادفهم ويروق بذائقتهم الأدبية شعرا كان النص أم لونا من ألوان النثر . لذلك رأيت نفسي أشذ عمدا وقصدا بقلمي عن هذه القاعدة أو الظاهرة العامة وأخرج جاعلة من قلمي يغرد خارج السرب وذلك عبر رد أدبي مختلف تماما عن السائد والتقليدي جدا من الردود والتعقيبات التي نراها ونقرأها للقراء . فقد وجدت مشاعري وفكري أمام نص شعري جميل جدا وقوي في تعابيره وأخيلته وموسيقاه و يحفز ملكة التخيل على الدخول في عوالم جميلة للمشاعر وبذلك خلقت من إيحاءات هذه القصيدة وأجوائها نصا خواطريا يحاكي وعلى نحو تخيلي مقارب جو القصيدة الذي عاشه الشاعر وكتب فيه قصيدته . لم تواجهني أي صعوبة في دخول هذه المغامرة الأدبية الجديدة كليا على الساحة . ذلك أنني فردت نص القصيدة بكل أبياته أمامي ورحت أقرأه أكثر من مرة مازجة عقلي ومشاعري وخيالي في أجواء كلماته وبذلك وجدت نفسي أرسم القصيدة رسما نثريا كمن يعيد مشاهدها وأحداثها وظروفها من جديد وكما هي وكما صورها وعرضها الشاعر المبدع / سعيد مصبح الغافري . ولا أقول أنني بهذه الخاطرة النثرية أردت أن أجاري الشاعر في نصه . ليست مجاراة بالقدر الذي أرى أنه رسم الممكن من المقروء شعرا في قالب نثر . ولذلك ستجد أخي القارىء / أختي القارئة أن خاطرتي التي كتبتها هنا كرد مستقل على قصيدة أخي الشاعر سعيد الغافري ما هي إلا تعبير أدبي متواضع جدا أصور فيه في شكل أدبي نثري مشاعر وأحاسيس غمرت قلبي وملأت مخيلتي الأدبية بصور لا تحصى من الأخيلة المتفاعلة والمندمجة مع أجواء النص الأصلي للشاعر . وهذه بداية قصيدة الشاعر سعيد مصبح الغافري التي يقول في مطلعها :
الوقــت ظهـيـرة..
حـزني الآن يـفــوق الحــد !!
ثــرثــرتُ كثيرا
إذ أنت أمامي في مقهانا
مُطـبـقـة الشــفـتـيـن وسـاهـمةٌ
وبلا نـفـسٍ في شيء أو رد !!
أبحـثُ في وجهـكِ عن أمسي
عن أشــيائي الحــلـوة فـيه
عن يومي الحاضر..
عن غــد..
مقهانا بالأمس دفـيـئـاً !!
واليوم أُسـمِّي هذا المقهى ( مقهى البــرد ) !!
&& وهذا هو رابطها :
http://omaniaa.co/showthread.php?t=754554

فأرجو من قرائي الكرام الرجوع إليه وقراءته أو الذهاب رأسا إلى ( سبلة الشعر ) التي نشر فيها وذلك للإستفادة منه في خلق إبداعات نثرية متعددة تكسر السائد مما هو نراه ونقرأه من نصوص ومشاركات و آمل من كل قلبي أن يحالفها التوفيق في رسم ما رسمه الشاعر شعرا وتحويله عبر أقلام المبدعين هنا بسبلتنا الجميلة إلى لوحات تعبيرية نثرية جميلة سواء أكانت خاطرة كما أنا فعلت الآن في نص خاطرتي التي ستقرأونها بعد قليل أو قصة قصيرة أو دراسة نقدية أو حتى مسرحية أو لوحة فنية مبهرة . وأسأل الله أن يكون قلمي المتواضع قد وفق فعلا في رصد ورسم الممكن من قصيدة الشاعر سعيد الغافري وبذلك أكون قد عبرت بردي أو تعقيبي على القصيدة بشكل مستقل آمل أن يكون مميزا وخارجا عن المألوف أو السائد الذي نراه على الساحة مع تقديري التام واحترامي البالغ طبعا لكل الردود والتعقيبات التي ترد من الأقلام على النصوص المنشورة أي نصوص شعرا كانت أم نثرا . وفي النهاية هي محاولة أو تجربة أدبية جديدة خضتها بقلمي الصغير وفي قلبي دعاء بأن تعجبكم إن شاء الله .
أترككم مع نص خاطرتي .

مــن أوراقــي الـســــريــة ..
قـصـــة رواهـــا الـبـحـــــر




هيهات هيهات لذلك القلب أن يتغير ، فمازال حبك نبضا له وسيظل كذلك ما دمنا على عهد ووعد ووفاء ..

وعندما أسافر بخيالي أجد خطواتي تسبقني إلى ذلك الذي يسكن خافق قلبي وأقبل عليه .. حبيبي .. يامن ينادي الليل من جمر الحنايا مرتقبا رؤياي .. هاأنا ذي أمام ناظريك ..
على الموعد كان لقائنا على ضوء شموع تتلألأ بين عينيه ولهًا واشتياقاً لتلك الحبيبة ..
هاهو بجواري وقريبا مني .. يجتاحني شوق لا حد له للتغلغل في مساماته وتفاصيل أحاسيسه العذبة التي يضمني في تلافيفها وغيومها الثقال بالمطر ..
آه يا حبيب روحي وحياتي .. لا تخف من برد ولا صقيع .. معك في خيالاتي أمارس طقوس العاشقين ، معك أشعر بتفاصيل الحنين الذي يزلزل نبضي ، معك الآن وبين يديك أتأملك وأتأمل تفاصيل ملامح صورتك الوسيمة الهادئة التقاسيم أسرح في أحاديثك الشجية ، وتناغيم عشقك لي كل حين .. فيتوارد حديثك بين شفتي فأصاب بجنون الاشتياق والاشتهاء لهمسك الذي أنسج منه ومعه حكاية ورواية لأجمل عاشقين على الأرض . .
ذاك اليوم .. كان صوت البحر يداعب أحلامنا وأنا أستمع إلى الحديث الهامس لهذا الانسان الذي أحبه بجنون . ولكن هناك شيئاً أجبرني على الصمت، لم يعد يتذكر ماقاله لي ذات مساء عتابا أثقل صدري وكاد يودي بي .
عندما حان اللقاء التزمت الصمت معلنةً بيني وبين نفسي أنني أعشقك صدقا ولكني مع ذلك أعشق كبريائي أكثر ..
فأخذ يدنو مني ويمسك بكلتا يديّ ، تارةّ يداعبني، تارة يضحكني، وتارة دمعةً حائرةً في عينيه وسؤال بين شفتيه : لماذا حبيبتي التزمتِ الصمت؟؟؟
حبيبتي : لماذا نتقن لغة العتاب لتأخذ منا مساحات شاسعة متعبة من وقتنا وأحاسيسنا ؟ ومابيننا هو رغبة للقاء طال انتظارنا له ..
وأنا خرساء معه أستمع لآهاته وجنونه.. وشعرت معه أن تفاصيله التي أعرفها أصبحت وطنا محتلا بالغياب والعتاب وآهات تخرج من جوفهِ ترهقني جدا وتؤلمني بشكل أتعمد أن أخفيه عنه ولا أظهره أمامه . .
وفجأة .. كل الأحاديث التي في داخلي أصابها ما يشبه الصقيع ، وتبلدت في فكري حين التقينا .. أصابتني نوبة دوار لتلك المشاعر المتضاربة في حنايا الروح
أحاول أن ألملم مايقوله لي، ولكن فكري شارد للبعيد ...



ماتشعر بهِ مجنوني من صقيع هو بردٍ يسري أيضاً بين أوردتي، أكره ما آل إليهِ حالنا، لم يعد هناك حديث يجمعنا سوى برد يصقع أواصرنا، ـ أصبح صمتنا أبرد من زمهرير الشتاء .. ولأول مرة منذ أحببنا بعضنا بعضا أصبح كلاً منا يبحث عن دفء .. مع أن الدفء موجود بالأصل في جذوة مشاعر كل منا ..

ياسيدي ..
لن يغسل مانحن فيه، إلا ضحكة مني، أو رفــة من عيني تنادي أنك بين رموش عيناي .. يا أنت .. أنت نغمة في فمي عندما أنادي اسمك، فيتوهج القلب شوقا إليك.. فهل تعي مدى حنيني إليك.. يشوقني إليك عبق عطرك المختزل في ذاكرتي منذ أول لقاء جمعنا ومازال قابعا في منديلك الذي مسحت به دمعة إنسكبت من عيني سقطت بلا إرادة شوقا ووجدا إليك ..
خبأتك عن أعين البشر من حولي ، مابين أطراف جفوني ورمش العين ، خوفا أن يعلموا أنك من هويت ، فتصاب بأعين الحاسدين .وتخذلني أمامهم بعشقي اللامنتهي لك.. فتصاب بغرور العشاق ..
وعندما تلاقينا أبيت أن أبوح لك في تلك اللحظة بأحاسيسي ومشاعري وجعلتك في أشد حالات البرد .. وفي أدراج ذاكرتي خبايا اشتياق لذلك القلب المتيم فمعك تلاشى كل شيء من أمامي ، ماعدا أطيافك ، وأنفاسك ، فأشعر بلهاث يجبرني بالنهوض مسرعة والارتماء بين عينيك لكي لا ترى سواي في هذا الكون .
حبيبي .. تبحث عن دفء لقلبك ، لمشاعرك ، ولكن هيهات تجد هذا الدفء معي وأنا في أشد حالات جنوني وانقلاب حالي .. وتبدأ تفاصيل الحكاية من جديد .. بدايتها أنا ونهايتها أنا ..

معشوق قلبي:
ليس وحدك من يبكي الفقد ، فقد بكيته يوم أمسي عندما أعلنت في داخلي بتسرع أن الأوان قد آن للصد.. وأن الوقت قد تحــيَّـن لإعلان هجراني لك شئت أم أبيت .. تلك كانت فلتة من فلتات الجنون كدت أفعلها وأنا في قمة إنفعالي وضيقي ..
اليوم تهادى لك همسي ووجدي وهيامي، أين كنت عندما أبعث لك رسائل عشقي وخواطري وأشعاري ؟! أين كنت عندما توسلت إليك بالعودة إلى مرساي وشواطئي ؟!
لقد تركتني وحيدة تتقاذفني أمواج البحر وتعصف بي العواصف في كل اتجاه كريشة سقطت من جناح نورس تائه وراحت تصارع قدرها وسط الأمواج والرياح والموت .. وأنا حائرة أبحث عن ملجأ يقيني من عواصف الزمن وهيجان بحر القدر ..
أيها العاشق ..
مازال ما كتبته وما تكتبه في قصائدك مطبوعا في ذاكرتي ..محفورا في كل زاوية لقلبي . تبتهج روحي لسماعه ، وعندما ألازم الوحدة أسارع لاحتضان حروفك فتحييني عذوبتها وصدقها، فأشعر بك تسري بين نبضي ووريدي وتملأ جو وقتي بهجة وسعادة وامتلاء .. بل أشعر دائما بالزهو الملكي كوني أنا وحدي من كل نساء الدنيا حبيبتك .. أنا تلك الأنثى الجميلة التي يعشقها قلبك وقلمك وفكرك .. أنا السر الخفي الأوحد الكامن وراء كل إلهام حروفك وكلماتك التي تنثرها ورودا وعبيرا للعالم .. وما كانت تلك الورورد والعبير إلا أنا .. أنا تلك المرأة الصافية المنعكسة على مرايا الأيام والأعين في شكل قصيدة أو خاطرة أو لمحات من كلمات ..




مازالت صرخاتي الموجوعة ، صداها يتردد في زوايا ذلك المقهى الذي جمعنا ذات مساء. هل تذكر مقهانا وتسامرنا فيه ؟؟ هل تذكر تلك الموسيقى الهادئة العذبة التي لفتنا ونحن غارقان في وشوشات مشاعرنا ؟؟ كم كانت ليال دافئة ومبهجة وذات نبض حار .. أتبحث عن دفء ؟؟ تعال .. فسوف تجد ذلك الدفء الذي تبحث عنه في أحاديثي وهمساتي لك، وفي ضحكاتي الحلوة الآسرة دوما لفؤادك .. تعال .. فلا ملجأ للدفء لك مع إمرآة أخرى سواي .. وأنا .. أنا أيضا يا حبي الأوحد لا ملجأ لي يدفئني إلا روحك وتمتماتك المجنونة التي تغرمني بها بسخاء لا يحد . تعال فلا نار تستطيع أن تصهر البرد في داخلك سوى ناري أنا .. رغم مئات النساء اللواتي تستهويهن قصائدك وأشعارك، أنا التي تظل تبحث عن دفئها ، حنانها، استثنائية أنا في جنوني وعشقي ، أحاديثي ملاذ لروحك. في روحي جمر متوقد خلق ليهزم ذلك البرد الذي يغزوك . فتعال .. دعني أشعر بنبض أحاسيسك .. دعني حبيبي أسمع همسك حين يلف بحنان غامر أنفاسي، تعال أشعل بقلبي لهيب الشوق .. تعال وأسكن في الحنايا والزوايا ، قلبي بيت واسع مفتوح الأبواب فتعال توغل عميقا في بيتك واسرح فيه طولا وعرضا وبأمان تام يكفله حبي ووفائي ..


تعال .. لن يفرقنا إلا الموت ، عدني حبيبي أن لا تفارق محياي ولا تتركني حتى آخر عمر لي ولك .. خذ بيدي فأنا في حاجة إلى دفء يديك الأشبه دوما بقلبك الجميل .. تعال .. إحمني من هذا البرد والصقيع .. فأنا أيضا أعاني مثلك من هذا الجو المخيف .. وليس أمامنا إلا أن نشعل نار مشاعرنا لتطرد هذي الحالة التي خيمت على جو يومنا .. تعال و دعنا نعبر ذلك الشاطئ وتلك الطرق الوعرة الشاقة ونتشبث بنبضنا .. فلا نبض لروحي إلا أنت ..
ألا شكرا جدا جدا للقدر الذي جمعني بك.. وعهد قلبي ستظل أجمل من عشقت.ولن تفارق يدي يداك.. وعهد روحي ستظل أجمل رجل أحب وآخر رجل وعدا مني يظل حبيبي حتى آخر عمر لي ..
اليوم فقط لا أجد وقتا لمغازلة الورق لأكتب لك كلمات العاشقين ، وآهات وأنين المحبين.. ولكن ماأنا على يقين منه أنك صدقا ستبقى رجلي الأوحد الذي همت به وعشقت.. فما أجمل الحب معك وبك .. ما أسعد عمري وأنت تحيا فيه وفي أيامه .. فدم لي أجمل إنسان وأروع قلب يملك أصدق نبض .. دم لي أجمل من أهواه .
هلوسات ودادية