اِحــمِــلْ إِيْمـانَـكَ واتْـبَـعـني



.... وبَـدَاَ في قِـمَّـةِ مُـؤْتَـمَـرٍ
وَجْـهٌ مِن نَـسْـلِ أَبِـي لَـهَـبِ

بـالمِـنـْـبَـرِ يَصـعَـدُ ، في يَـدِهِ
سَـيـْـفٌ بَـتـَّـارٌ مِن قَـصَـبِ

ويَـعُـوُدُ بُـعَـيـدَ جَـعاجِـعِـهِ
دِيِـكـاً مَـنـفُـوُخـاً بـالـعَـجَـبِ

" فـي البـحـرِ سَـنَـرمِي المُـحـتَـلُّ "
كَـذِّبْ مـا تَـسْـمَـعُ مِن صَـخَـبِ !!

مـا ضَـيَّـعَ شَـعـبٌ أوْ وَطَــنٌ
إِلاَّ الـرنـَّـانَ مِنَ الخُـطَـبِ

فـابْـصِـرْ بـالبَـحـرِ فَضِـيـحَـتِـنـا
صُـبْـحـاً عَـرَّاهـا وَجْـهُ صَـبِـيْ (1)



لا نَـصـرٌ يُـرجـىَ مِن بَـغْــلٍ
مِـثْـلُ الحَـمَّـالَـةِ بـالحَـطَـبِ

أَهْـدُوُنـا سَــلامـاً مِن وَهْــمٍ
كالطِّـفْـلِ يُـهَـدَّأُ بـاللُـعَــبِ

فَصَـحَـوْنـا شَـعـبـاً مَـنْـفِـيـًّـا
يَـبـحَـثُ عـن بَـيْـتٍ مُسْـتَـلـَـبِ

ومَضَـيْـنـا خِــيـَـمـاً لاجِـئـَـةً
تُـصـفَـعُ بـالـبَـرْدِ وبـالـتَّـعَـبِ

تَـسْـتَـجـدِي رَغِـيِـفـاً مِن أُمَـمٍ
وا ذُلَّ النَّـفْـسُ بِـذا الطَـلـَـبِ

مَنْ يُـرجِــعُ أرضـاً لا تُـنـسـىَ ؟!
مِنْ أَقْـصـىَ عَـكَّـا إِلىَ الـنَّـقَـبِ

مَنْ يُـرجِــعُ .... ؟! آهٍ . يـا يـافـا
عن بـالـِـي يَـوْمـاً لـَـمْ تَـغِــبِ !!

والأَقـصـىَ الغـالِـي . مَنْ ذا لَـهُ ؟!
وا حَــرُّ الشَّــوْقُ بِـقـلـبِ أبِـي !!

قُـلـنـا سَـنَـعـودُ . ومـا عُـدنـا
مُـتْـنـا بـالمَـنْـفـىَ والحُـقَــبِ

دَعْ سِـلـْمَ الذُّلِّ ومـا رَسَـمُوا
مِن دَرْبٍ . مِن حُـلـُـمٍ كَـذِبِ

لـَنْ يَـرجَـعَ حَــقٌّ مُـنْـتَـهَـبٌ
إِلاَّ بِـسِــلاحٍ مِن غَـضَــبِ

إِلاَّ بِـيَـقِـيِـنٍ شَــعَّ لـَـظَـىَ
يَـرجُـمُ ذا البـاطِـلُ بـالشُّــهُـبِ

لـلـقُـدسِ طَـرِيِـقٌ أَعـرِفُـهـا
مَـسْـرىً قد سـارَ بـألـْـفِ نَـبِـي

فاحــمِــلْ إِيْمـانَـكَ واتْـبَـعـني
راهِــنْ بِـرَصَـاصَـكَ يـا عَـرَبـي !!
شِـعـر / سعيد مصبح الغافري

بحر المتدارك / الخبب
فعلن / فعلن / فعلن / فعلن

(1) في إشارة إلى الطفل السوري الغريق إيلان .
_____________________