لا عــصــفـور بـهـذا الـصـــبـح !!



العالم ينتظر يُغــرِّد !!
كيف يُغــرِّد هذا الـعـصفـور المذبـوح ؟!
كيف سيـشـدو هذا الحالم فوق غصون الورد ؟!
وكيف سيرقص فرحا مثل الأطفال ؟!

هذا الحالم !!
إبن الضوء وقـوس قُــزح !!
حــفـيـد الشمس !!
ســلـيـل الريح الحــرة !!
إغتالوه !!
فودع دنياه ومغـنـاه بآخــر تســبـيـحٍ لله
وآخــر ســقـســقـةٍ تـنـزف في آهٍ وبصوتٍ مـبـحــوح !!
ثُــمَّ ...

ثــم تـلاشــى !!
فحـل الصمت مكان الصوت العذب الشادي !!
وبكى الوادي !!
ذاك العصفور المستشهد !!
ذاك البلبل !!
صـعـد بصمتٍ نحو الله نـقـي الروح !!
وجاء المدفــع !!
ذاك الوجـه الشــيطاني الـمـفـزع !!
ذاك الصوت الأكثر قُـبحـاً ونـشــازاً !!
صار هو المفروض علينا والمســموح !!
فاخـتـلـت أكــوان الموســيـقى وفضاء الألوان !!
واضطرب العالم بعد ســـلام !!
لن أســتـغـرب أو أتعـجـب
فمنذ عصور البارود الأولى
والمدفع لا يهدينا دوما إلا نـقـــالـة مـأســاة !!
نـقـــالـة مـأســاةٍ
يـتـزاحــم فيها دمــار الـعــالـم مـع مـن قُـتـلوا
وأولـئـك من ظلوا بـنـزيـفِ جــروح !!
ونحن بذاك الطوفان الناري الهائج
نستصرخ !!
نبحث في اللجـج المســتـعـرة
عن لـوحٍ طـافٍ يُـنـقـذنـا لـســفـيـنـة نـوح !!
وحيث أهــيـن الصبح بلطخ دخان البارود الـمـتـطـايـر
إنتحـر الورد بآخـر عطرٍ كان يـفــوح !!
وأنا وســط الفـوضى
ودوَّامات الـمـوت الشـاخـص
أصرخ . أهــذي كالمجنون :
من يهـديني زُجاجة عطرٍ ؟!
تُـشــبـه ذاك الورد الراحـل
الـعــبـقي الـبــوح !!
من يهــديـني يا أصحابي ؟
نـايــاً شــفَّــافــاً وجـمـيلاً
مصنوعـاً من نـبـض الـقـلـب
ومن حــنجـرة يـمــامِ الـدوح
فهذي الـفـوهــة
ذات الـفــاه الـفــولاذي المفتوح
ليست تشبه ثـغــر الناي !!
فمها المجـرم ذاك الأســود
ذاك البارد ، أُبصــرُ فـيهِ
أبـشــع مخـلوقٍ بالأرض !!
وأنـتـن روح !!
شـــعـر : ســعـيد مصــبـح الغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ