*







أثير- سيف المعولي

هو الموضوع القديم المتجدد؛ فما إن تختفي قصةٌ حتى نسمع عن قصة أخرى تكاد تكون “أشد وقعًا”، لتدلل على أننا لسنا في “مدينة فاضلة” بل هناك “أزقة” مليئة بـ “الرذيلة” عنوانها “الابتزاز الإلكتروني”.

في ساعة ونصف تقريبًا استمعت للبرنامج الإذاعي “البث المباشر” في إذاعة سلطنة عمان الذي كشف قصصًا جديدة لهذه “الآفة” التي لا يزال البعض يقع تحت شرورها سواء بضغط نفسي أو بنزيف مالي مستمر، فأردنا أن ننشر عبر “أثير” جزءًا من تفاصيلها لعلّها تكون “عبرة وعظة”.

قضية استثنائية!

أحدث هذه القصص، ويُمكن أن نقول “أغربها” هي قصة الحدث ذي الـ 17 عامًا الذي وصل عدد ضحاياه إلى 71 امرأة بمختلف أعمارهن، حيث كشف تفاصيلها الرائد غسان بن بدر الزدجالي من الإدارة العامة للتحريات والتحقيقات الجنائية بشرطة عمان السلطانية.

القضية التي تُعدّ “استثنائية” من حيث عدد ضحاياها وعمر فاعلها بدأت بشكوى تقدمت بها 4 فتيات مع أولياء أمورهن، عن تعرضهن لمحاولة ابتزاز للتحصل على حسابهن في “السناب شات”.

لم يتم التوصل إلى الشخص صاحب المحاولة في المرة الأولى، حتى جاء بلاغ آخر عن الشخص نفسه من فتاة خامسة، وعندها تم التحري الرقمي عنه، ثم الميداني، ثم “الكمين” فتم ضبطه متلبسًا، وكانت المفاجأة!

تم الاكتشاف بأنه ابتزّ 71 امرأة، بطرق مختلفة؛ منها أنه مدير شركة ويقوم بتنزيل وظائف في مواقع التواصل الاجتماعي ويطلب السير الذاتية للفتيات المتقدمات، ومنها أنه ينتحل شخصية أحد الأشخاص من ذويه ليستغل صورته، وأحيانًا يُصوّر للضحايا بأنه متخصص في عملية تأمين الحسابات.

الأمر الغريب الآخر في القضية أن ضحاياه تنوعت بين الطالبة، والمتزوجة، والكبيرة في السن، حيث لم يكن يطلب منهن المال، ولا ملاقاتهن؛ لأنه لا يحمل رخصة القيادة (الليسن) بل كان يطلب منهن تصوير أنفسهن في وضع مخل بالآداب! وفي أحد المقاطع كانت إحدى الضحايا تمسك آلة حادة وتهدد بقتل نفسها، ورغم ذلك “لم يرف له جفن” على حالها.

وصحيحٌ أنه قام بارتكاب أفعاله وعمره 17 عامًا ويُعدّ “حدثًا” إلا أن الإرادة الإلهية اقتضت أن يُقبض عليه وهو في اليوم الثاني من دخوله لعامه الـ 18 ، ليكون بذلك بالغًا ويتحمل عقوبة المبتزين، التي ذكرها الأستاذ سعود المعولي وكيل ادعاء أول بالادعاء العام خلال استضافته في اللقاء الإذاعي حيث ذكر بأن الابتزاز الإلكتروني إن تعلق بالشرف فإن عقوبته ترقى إلى السجن 10 سنوات ، والغرامة 10 آلاف ريال كحد أقصى، والسجن 3 سنوات والغرامة 3 آلاف ريال كحد أدنى، موضحًا بأن هناك قضية وصل فيها مجموع عقوبات المتهم بالابتزاز الإلكتروني إلى السجن أكثر من 22 سنة، لأنه ابتز أكثر من ضحية.

“دناءة ووقاحة”
المعولي ذكر أيضًا بأن من القضايا العجيبة التي وصلت فيها “البذاءة والوقاحة” مستويات كبيرة، قيام أحد المتهمين بابتزاز طليقته “زوجته السابقة” بما لديه من صور لها؛ كي تدفع عنه مبالغ مالية.

المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين

الأستاذ حسن العجمي – متخصص في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية- ذكر أثناء مداخلته مع البرنامج هاتفيًا بأن إحدى الحالات -وقف عليها شخصيًا- تعرّضت لثلاث حالات ابتزاز في ثلاثة مواقع مختلفة، وسط تساؤلات عن الوعي حول هذا الجانب، قائلا بأن بعض ضحايا الابتزاز الإلكتروني دخلت المستشفى وظلت في ضغط نفسي لأكثر من أسبوع



Read more:*http://www.atheer.om/archives/487353...#ixzz5b583nI4m