هاهي الأيام تمضي سراعا ، وهاأنا أعي أن صوتك لن يأتي من جديد ، وأن رحلة حبنا انتهت قبل أن تولد،لقد أيقنت أن الحب له مآسي عديدة ، وأن مايقال أن الحب العظيم يصبح مونه صغيرا للعاشقين هو هراء فالبعض لم يرسم العشق كما رسمته لذا أيقنت أن رحيل الحب عن عالمنا يتركنا صغارا لا نفقه شيئا سوى معانقة الألم والبكاء سرا خوفا أن يرى من حولنا دموعنا ويفضحنا ذلك الحب الخفي الذي يسري في خفوقنا..


وهاأناأقبع في غرفتي وبين أوراقي المتناثرة من حولي وبين محبرتي وأقلامي أبعثر بعض الكلمات المتعطشة لرجلا قد أدامني بعادة وتوقفت عن البوح بين السطور خوفا أن يفضحني هيامي به..
هاأنا في انتظار شيئا يشعرني أنني مازلت محور اهتمامه ، اليوم أدركت أن ذلك الرجل يهوى بكائي وألمي ، أصبح غيابه كطعنة في خفوقي يستلذ بها مع نفسه عندما يشعر بخذلاني وضعفي بدونه..


هاأناأبدو في غاية جمالي وأنوثتي الطاغية لكل من حولي، فتبهرهم أناقتي وابتسامتي المصطنعة ، ابتسم لكي لا يروا الدمار الداخلي الذي يلازمني منذ قرر الرحيل قائلا لي في لحظات جنونه( أكرهك). فالتزمت الصمت في حالة من الذهول مما سمعته .
ولكن ياسيدي مادامت كرامتي بخير ، فاأنا بخير بدونك ثق بذلك ، شئت أم أبيت ،نعم بخير لم أعد تلك الأنثى التي متى شئت أن تعزف أوتارها بأعذب الألحان وجدتها.
مايؤلمني أيها المكابر أن هناك ذكريات تركتها كالميراث لي تلتهمني كل حين وتدمر ذاكرتي كلما بحت بها مع نفسي بتفاصيلها اغتالتني وأدمت فؤادي.. ويحا لك ولذكرياتك الأليمة التي تدمرني وتجعلني جثة هامدة وأنا أترقب حضورك كل مساء.
هاأنا في تالي الليل أبكي لشعوري أن هناك شيئا مهشما في داخلي يصعب ترميمه أو تضميده فالتبس الحداد ليقيني أنك دفنت تحت الثرى ولن تعود تستفزني بكلماتك ..
فلماذا أعاود الانتظار كل ليلة وأنا على يقين أنك لن تأتي ، ولن تطرق الباب كالمعتاد،وكلما أغمضت عيني وسمعت طرقا على الباب أسابق الخطى واهمة نفسي أنك أنت ، ولكن يخذلني قلبي من جديد فالتمس الجدار أقبله اشتياقا إليك...
ماأعلمه أنني عشقتك بلا حدود حد الهيام والجنون ، وحتى في غيابك صمتك فيه عنف الصمت المخطط له لتدميري رويدا رويدا وفعلا تحقق مرادك ودمرتني عنوة ..
فماغايتك من دماري؟؟؟
وهل تشعربروعة الانتصار ولذته وأنت تراني جثة هامدة أمام ناظريك؟؟


وفي زحمة أفكاري بدأت أيقن أن الموتى وحدهم الصامتون وأنت في عدادهم فأشعر بغمرة فرح في داخلي لشعوري ذلك
ولكن يغتالني الشوق إليك في أحيانا كثيرة ، وهناك رغبة في داخلي أتصفح هاتفي هل عاودالاتصال أو إرسال رسالة تدل على فقدانه لي، هل الشوق هزمك وأتيت إليّ باكيا شاكيا وحدتك ،ولكن كما عهدتك كبريائك هي في المقام الأول، وأبقى أنا شيئا ثانويا في حياتك..
وتبدأ مع الأيام كل الأحاديث واللقاءات المختزلة في الذاكرة تتساقط أمام ناظري من تلك الذاكرة فأناظرها ، ولكن تتشبث بعضا منها في ذاكرتي مرغمة وأرحب بها لأنها تحتويك وتشتهي وجودك معي رغم جفاؤك
ولكن يامن عشقته حتى النخاع هناك شيئا في داخلي أن أحلامي بك ماهي إلا خزعبلات تبقى مجرد أحلام تؤلمنني أتعلم مايؤلمني حقا أن لقائي بك لن يتكرر من جديد وتبقى لقاءاتي بك بعد فراقنا في خيالاتي فقط ، فما أوجع ذلك الاحساس ، وما أشد ألمي لتلك الأماكن التي أعتدنا الذهاب إليها والتي عشتها معك لحظات مؤلمة جدا ..
أمنيتي ياسيدي أن أعيد مسحها من تلك الذاكرة اللعينة التي تحتويك وحدك..

يارجلاعلمني القسوة..
باختصارخاطرتي لك.. .. أنني امرأة كبرت في غيابك مئة عام، فليعانق الفرح قلبك فلن يستهويني أي رجلا من بعدك، فهل يعشق رجلا انثى محطمة ، مهشمة ، المشيب يغزو رأسها ، والتجاعيد تبدو في ملامحها ومحياها ،هكذا أنا أصبحت منذ غيابك وبعادك عني..
فهنيئا لك تلك الأنثى التي دمرتها بغرورك، وهزمتها ولن تكون لرجلا من بعدك..


انتهى
هلوسات ودادية
اليوم السبت22/11/2014م
الساعة : العاشرة مساء