جوبا- (أ ف ب):اكدت حكومة جنوب السودان أمس انها لن تطرد اي موظف اجنبي يعمل على اراضيها، لتعود بذلك عن قرار يفرض على الشركات والمنظمات غير الحكومية فصل العاملين الأجانب والاستعاضة عنهم بجنوب سودانيين، ما اثار احتجاجات تلك المنظمات والدول المجاورة.
وتقول الأمم المتحدة ان نحو 1,3 مليون شخص نزحوا داخل دولة جنوب السودان ويعتمد العديد منهم على الأغذية والملاجئ والرعاية الصحية المجانية التي تقدمها شبكة منظمات المساعدة الدولية.
وفي مؤتمر صحفي مخصص على ما يبدو لطمأنة الشركات والمنظمات غير الحكومية بعد نشر المذكرة أمس الأول، قال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين ان «حكومة جنوب السودان لن تطرد أي موظف اجنبي في جنوب السودان».
وكانت الحكومة نشرت مذكرة الثلاثاء يفرض على المنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة والفنادق والبنوك وشركات التأمين وشركات الاتصالات والنفط «ابلاغ جميع العاملين لديها في جميع المناصب بالتوقف عن العمل» خلال شهر.
وجاء في المذكرة ان الشواغر التي تنجم عن ذلك في اي من المناصب سواء دنيا او عليا يجب ان يوظف فيها مواطنون من جنوب السودان.
الا ان وزيرالعمل نغور كولونغ نغور الذي كان وراء المذكرة المثيرة للجدل قدم توضيحات مهمة في بيان صحفي، مؤكدا انه «لا يستهدف سوى المناصب غير العالية».
ويعاني جنوب السودان من حرب أهلية منذ تسعة اشهر، وحذرت وكالات الاغاثة من ان البلد الناشئ على حافة المجاعة.
وقال «استطيع ان اطمئن الكينيين في هذا البلد، وليس فقط الكينيين بل كذلك الاوغنديين والاريتريين والاثيوبيين وجميع مواطني الدول المجاورة المتواجدين هنا، انهم مرحب بهم جدا في هذا البلد».
وقال الوزير في هذا البيان «في ما يتعلق بالمذكرة لا نتحدث عن مراكز تقنية او متخصصة مثل الممرضات ورؤساء بعثات ومدير او مراقب مالي».
واضاف «اننا لا نستهدف سوى مراكز ثانوية لا تصل الى 40% من الموظفين»، مؤكدا ان المراكز المعنية «ستعطى فقط لجنوب سودانيين اكفاء». واكد ايضا ان «وكالات الامم المتحدة والبعثات الدبلوماسية والمنظمات» الدولية غير معنية بالمذكرة التي انتقدت كثيرا.
لكنه اكد انه «يوجد قوانين حول العمل تخصص بعض الوظائف للمواطنين واخرى لغيرالمواطنين» في بلدان عديدة، وهذه التدابير ستتم «مناقشتها» و»ابلاغها» الى الشركات لاحقا.
ويتواجد في جنوب السودان عشرات آلاف من العاملين المهرة من دول مجاورة من بينها اثيوبيا واريتريا وكينيا والسودان واوغندا، ويديرون شبكة الهواتف المحمولة والقطاع المصرفي وقطاع المشتقات النفطية، والفنادق وغيرها من البنى التحتية المهمة.
ويعاني جنوب السودان من نقص العمال المهرة، حيث ان ربع السكان فقط يجيدون القراءة والكتابة.
وكرر رئيس المساعدات لجنوب السودان في الامم المتحدة توبي لانزر تحذيراته أمس من احتمال معاناة جنوب السودان من مجاعة.
وقال لانزر «دعوني اكون واضحا تماما: نحن نواجه احتمالا قويا للغاية لإعلان المجاعة بنهاية هذا العام او مطلع 2015»، مؤكدا ان منع ذلك لن يتم إلا بإنهاء الحرب وزيادة جهود المساعدة.
واضاف:نحتاج الى كل المساعدات التي يمكن ان نحصل عليها إلا انه قال ان عمال الاغاثة يحتاجون كذلك الى الدعم الرسمي ليتمكنوا من المساعدة في معالجة الأزمات الإنسانية المتعددة.مشددا:يجب ان تكون البيئة مناسبة تمكنهم من القيام بعملهم، وهذا امرمهم جدا».