أردَفَت ذاتَ مساءٍ ونحن على مقعد الدراسة الجامعيةِ قائلة :
لَقَد ملِلت
أُحِسُ بأنني لم أُحقِق ذلك النجاح الذي أَنشدُه وينشدُه مني أمي وأبي ..
لم أَفعل ولم أنْجِز شيئاً يُذكر و يثني علي الكثير بسببه ويعرفني الناس بِه ..
نظرتُ إِليها بشئٍ من التعجب والاستغراب
لم تحققين نجاحاً… !
إذَن أَين أنتِ الآن ؟
وكيف وصلتِ إلى هُنا؟!
ألا يعتبر هذا نجاحاً باهراً..؟!
تخرجتِ من المدرسة الثانوية ودخلتِ الجامعه
والآن تدرسين ،
وكل هذا بجهدك ، دون مساعدة أحد
أَلا تسمين هذا نجاحاً..!
النجاحُ لا يعني أن يعرفك جميع الناس
وإن كانَ الأمر جميلاً
أن تكون لكِ بصمةٌ
في حياةِ الكثير
وفي المجتمع نفسه الذي تعيش فيه
رغم ذلك
تظل هناك تفاصيلٌ صغيرة
تكادُ لا تظهر للملأ
ولكنها أجملُ بكثيرٍ
فقد تكون هي بداية نجاحٍ كبير ..
قد يكون قبولكِ بالجامعة
هي بدايةٌ صغيرة لنهايةٍ كبيرة..
الكثير مِنا لا ينظُر إِلى هذه النجاحات الصغيرة ويقول الحمدلله ..
على الاقل لم أكن مثل غيري
وانما ينظر للنجاحات الكبيرة
التي تُسجل في لوحةِ شرفٍ
كَي ينظُر لها الكثير ويُدرِك أَنه مِنهم..
فيُثنون عليه
ويقولون فعلَ فُلان وأَنجزَ فلان ..
ولا أُخفيكُم أن الأمر جميل
عندما تكون قدوةً للناس ،
لكن لا يجب أَن يصبح جل تفكيرنا بهذه الامور من هذهِ الناحيةِ فقط عزيزتي ..
أَن تكونَ لكِ صديقة
في زمنً قل فيهِ
الأصدقاء الأوفياء هذا نجاح

أَن تعيشي براحة وسلامٍ نفسي ،
أَن تتصالحي مع نفسكِ وذاتكِ
هذا بحد ذاته نجاح ..
أَن تُنهي دراستكِ الثانوية ،
وأن يكون لكِ مقعدٌ في أحدِ الجامعات والكليات ،
أن تبُري والديكِ ،
أن ترضي الله ،
وتكوني كالبلسم في حياة الناس بصدقكِ وعطاءكِ
ما هو الا أجمل النجاحات ..

فقط
أوقفي عجلة الزمن التي تدور للحظة
وفكري فيما فعلتِه
وكم من نجاحٍ صغير
كان سبباً في تغييرٍ
أو تشجيعٍ
أو تحفيزٍ
جعلكِ تتقدمين أكثر ..
ستدركينَ أن هذا حقاً
هو النجاح الكبير..

وصباحكم شاي كرك
لبدايةِ يوم قد تكون عادية ..
وقد تسوء ..
فقط انت من يجعلها جميلة ..
لذا اجعلها أجمل من كلِ يوم مرَ عليك
#وابتسم
#ماريانا