الجسد المسجى

كاد الالم يفتك ارواحا .. كسر عزم الرجال .. لم يتبق الا النذر اليسير .. كادت المهجة تفارق جسدها .. والقلب ينفذ من الاحشاء .. نسج الرعب والرهاب خيوطه حول اعناق عطشى .. خنقها الظلام والليل .. أشباح تطوف المدينة الفاضلة .. بات الامل نجمة خافتة في سماء العمر الضيق .. تتآكل جدران .. ولكن ببطء .. تتناثر بقايا الروح .. اخترقت قيودا.. فتحت جرحا على مصراعيه .. ينزف ..صرخات طفل .. بعثر الظلام .. تضائل الامل .. ذبل ..فوقه ثمة بياض .. وزهور ذابلة .. تفتك احلاما .. لم يتبق الا الم .. تتقاذفه رياح الشؤم ..تسلل من صخرة سدت باب الكهف .. تحطمت الاشرعة والصواري على شاطيء الحزن والعذاب .. أي عذاب .. أي زمن غريب .. حلم أخير .. ميلاد موت جديد .. أبدية شقاء.. قدر مكتوب .. كرحم الغيب .. ذات ليلة مظلمة ..الألم منهك .. تعزز بالالم .. تمكن من كل حنايا الجسد الضئيل .. خيال طفل تماثل أمام العين .. تجسدت أحزان..تشبه أشباح.. تعدو على جسد مسجى.. تسللت منه الروح .. والحب.. ونور الدنيا .... تعالت كفوف واصوات .. وتمتمات كتاب مقدس ..اوشك طلوع فجر.. مؤلم.. فقد الروح والامل .. تناثرت خيوطا.. تبعثر الظلام .. تسارعت دقات القلوب .. اختلط الالم بنشوة الفجر .. كأن نورا أبلج في آخر النفق.. عاجزون.. أنفاسهم مخنوفة.. قلوب مظلمة .. عيون صدأه .. هربت بومة المساء .. خلفها نعيق غربان.. لمع بريق في العيون .. وجوه غمرها اليأس .. تضاءل الامل .. تماهت الاسوار .. تلاشت جدران ضيقة .. تشبه تلك القلوب .. لم تعد مساحة للصمت .. تنذربعواقب وخيمة .. فتحت نافذة.. تلاشت محنة .. انفاس تتوالى متسارعة .. أشياء كثيرة تتلاشى.. لايتسع الزمان والمكان لذكرها .. اثقال جاثمة على الجسد.. توارت المأساة بعيدا .. رغم كل شيء .. سبات شتوي ..حرك بحيرة راكدة.... أفرغت صبرا واملا .. وكربة .. ستشرق شمس لاريب .. تلاشى الظلام .. تعرت وجوه .. أجساد فارغة من احشائها .. تسقط ورقة.. تستر سوءة .. تتهاوى صروح.... شقت البحار مجاريها .. واشرعتها ..ومرساة ميناء تنذر بالطوفان ..... صوت اذان الفجر .. عبثية اطفال......خلوة أم ثكلى.. الثلث الاخير ..بقايا ذاكرة .. وبقايا جدران.. محتسبة في صومعتها .. قوله حق .. وعده حق ..حملت جثمانا ..حفل جنائزي ..معاطف سوداء ..برد و شتاء .. عواء كلاب .. تراتيل دعاء ..تلاواة ام ثكلى ..

بقلمي /ناصر الضامري