أَريدُ سُلوَّكم والقلبُ يأْبَى _ وعتبكُم وملءُ النفس عُتْبى


وأَهجركم فيهجرني رُقادي _
ويُضوِيني الظلامُ أَسًى وكرْبا


واذكركم برؤية ِ كلِّ حُسْنٍ _
فيصبو ناظري والقلب أصبى


وأَشكو من عذابي في هواكم _
وأَجزيكم عن التّعذيبِ حُبّا


وأَعلمُ أَن دَأْبكُمُ جَفَائي _
فما بالي جعلتُ الحبَّ دأْبا؟


ورُبَّ مُعاتِبٍ كالعيش يشكي _
وملءُ النفس منه هَوًى وعُتْبى


أتَجزيني عن الزُّلْفَى نِفاراً؟ _
عَتَبَتكَ بالهوى وكفاك عَتبا


فكلّ ملاحة ٍ في النّاس ذنبٌ _
إذا عُدّ النِّفارُ عليكَ ذنبا


أخذتُ هواك عن عيني وقلبي _
فعيني قد دَعَتْ والقلبُ لَبّى


وأَنتَ من المحاسن في مِثال _
فديتكَ قالَباً فيه وقَلْبا


أُحِبُّكَ حين تثني الجيدَ تِيهاً _
وأَخشى أَن يصيرَ التِّيهُ دَأْبا


وقالوا: في البديل رضاً ورووحٌ _
لقد رُمتُ البديلَ فرمتُ صَعبا


وراجعتُ الرّشادَ عَساي أَسلو _ فما بالي مع السُّلوانِ أَصْبى؟


إذا ما الكأْسُ لم تُذْهِبْ همومي _
فقد تَبَّتْ يدُ السّاقي وتَبّاً

على أَني أَعَفُّ من احتساها _
وأَكرمُ مِنْ عَذَارَى الدّير شربا


ولي نفسٌ أُورَيها _ فتزهو
كزهر الورد نَدَّوْهُ فهبَّ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للشاعر احمد شوقي