أماه أنيـني مـرتـفـعٌ ... يسمعـهُ القاصي والدانـي

أماهُ ذكرتكِ غائبةً ... فسئمتُ زماني ومكاني

أعياني رسمُكِ في ذِهني ... وجـهاً يستجمِعُ أحزاني

يا مَلَكَ الموتِ أما تدري ... من بعدك هُدّت أركاني

وحبالُ البُعدِ تُحاصِرُني ... وتشُدُّ وثاق الحرمان

سأبرك أمي فاقتَرِبي ... فالدمعةُ تُحرِق أجفاني

أماه تعالي مسرعةً ... كي أشعرُ يوماً بحنانِ

أو فابنِ عندكِ لي قبراً ... كي أدخُلَ كهفَ النِسيانِ

عجباً أماهُ لمن يُبدي ... للأُمِ صُنوفَ النُكرانِ

لو سلبوا يوماً بسمتها ... غنوا للبر بألحانِ

ندموا من فرط جهالتهم ... أن باعوا بالباقي الفاني

فالأُمُ نعيـمٌ يعـرفُـهُ ... من جَرَّب يوماً حرمان