مرت أمس الذكرى الأولى لسيطرة الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس السابق عبر انقلاب عسكري ضمن مُخطط خارجي على اليمن، وسط إصرار رسمي وشعبي بدعم التحالف العربي على إسقاط الانقلاب وإعادة الشرعية، حيث استمر الجيش الوطني ورجال المقاومة مدعومين بقوات التحالف أمس بالتقدم على مختلف الجبهات وخاصة في مأرب التي أصبحت قريبة جداً من تطهير سد مأرب ومدينة صرواح فيها اثر تطويقهما وقطع الإمدادات عنهما، في حين جدد طيران التحالف غاراته على مواقع الانقلابيين في صنعاء، الحديدة، ومواقع أخرى، دمر خلالها عدداً من مواقع الحوثيين كما قتل العشرات منهم، بينما صعَّدت الميليشيات قصفها العشوائي والعنيف على الأحياء السكنية في تعز مخلفة عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
وقالت مصادر عسكرية إن المقاومة تقدمت في جبهات القتال وسيطرت على التباب الواقعة في سد مأرب وتبة ماهر في جبهة المخدرة وقطعت طرق إمداد الحوثيين وقوات صالح من وإلى جبهة صرواح جنوب غرب مأرب وان مسألة تطهيرها اصبحت مسألة وقت ولن تدوم طويلاً، مشيرة الى ان الجيش والمقاومة يحاصران معسكر ماس في جبهة الجدعان شمال مأرب.
وحسب المصادر قتل 18 متمردا في صرواح ومجزر ومعسكر ماس في اشتباكات مسلحة مع القوات الشرعية، وقصف مدفعي للمقاومة في محافظة مأرب، خلال الساعات الماضية.
قصف مُكثف
وشن طيران التحالف غارات امس على مخازن للسلاح ومواقع عسكرية لقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين في جبل نقم المطل على صنعاء. وأغارت على معسكر الحفا، ودائرة الأشغال العسكرية في العاصمة صنعاء. كما قصفت طائرات التحالف معسكر الخرافي، ومنزل أحمد الكحلاني، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي الذي تزعمه صالح، وذلك في منطقة سعوان شرقي صنعاء.
في الأثناء قالت مصادر طبية ومسؤولون إن 30 شخصاً على الأقل قتلوا في ضربات جوية نفذها التحالف على مجمع أمني في منطقة الشغادرة بمحافظة حجة يسيطر عليه الحوثيون بشمال اليمن، امس.
وطالت غارات مركزة مساء الأحد تجمعات الحوثي في ميناء المخا، وكذلك باب المندب على السواحل الغربية لليمن.
كما اغارت طائرات التحالف على منطقة بيت الفقيه في الحديدة غرب اليمن، حيث تدور اشتباكات بين ميليشيات الحوثي وقبائل الزرانيق المؤيدة للشرعية.
وفي البيضاء استمر طيران التحالف في قصف مواقع الحوثيين وقوات صالح في مختلف أنحاء المحافظة وفي جبهة مكيراس تحديداً.
وذكرت اللجان الشعبية ان نحو ثلاثين من المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق قتلوا واصيبوا في غارات نفذتها طائرات التحالف على مواقعهم في أنحاء متفرقة من المدينة. واستهدفت الغارات مواقع في منطقة الجند ومفرق الذكرة ومدخل منطقة العماقي بالحوبان وبوابة الحماية الرئاسية القريبة من موقع الكندي، ومعسكر اللواء 35 الذي يسيطر عليه المسلحون الحوثيون وقوات صالح، وأدت الغارات إلى تدمير عربة فورد ومدفع، فيما أغارت على نادي الصقر ومواقع في الراهدة وجبل أومان.
مواجهات عنيفة
وفي تطور آخر وسط البلاد، اندلعت مواجهات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين القوات الشرعية والميليشيات المتمردة في منطقة المنقطع، مركز مديرية ذي ناعم، والمناطق الجبلية الأخرى التابع لمحافظة البيضاء وسط اليمن. كما نجحت المقاومة الشعبية في صد هجوم واسع لميليشيات الحوثي والمخلوع على مدينة تعز، حيث تجددت الاشتباكات في بمنطقة صالة والصعبات ومحيط القصر الجمهوري ومنطقة الدحي (غرب).
في الاثناء صعَّدت ميليشيات الحوثي قصفها العشوائي والعنيف على الأحياء السكنية في محافظة تعز مخلفة عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. وقتل عدد من المدنيين، من بينهم طفل، في قصف عشوائي شنه مسلحو الحوثي وصالح على حي المسبح غربي المحافظة، التي تشهد معارك كر وفر بين القوات الشرعية والمتمردين امس، فيما تركزت الاشتباكات في منطقة الدحي وصالة وثعبات جنوب شرقي المدينة، وفي محيط القصر الجمهوري، وكذلك في منطقة البعرارة غربي المدينة.
وذكر موقع «العربية نت» ان القصف الأعنف تركز على منشآت تجارية، حيث تجري استعدادات المواطنين لاستقبال عيد الأضحى، مضيفا أن الضحايا معظمهم من النساء والأطفال. وأظهرت صور حجم الأضرار التي لحقت بمنشآت تجارية وسكنية بعد استهداف الميليشيات للمدنيين في حي المسبح وسط تعز والذي راح ضحيته عدد من النساء والأطفال كانوا في مركز لتسوق ملابس العيد.
ويأتي ذلك، في وقت وصلت تعزيزات إلى الحوثيين قوامها 2000 مسلح، ما استدعى استنفارا كبيرا وسط القوات الشرعية خشية تسلل الحوثيين إلى داخل المدينة.
وقتل أكثر من 50 مسلحا وجرح 32 آخرون من ميليشيات صالح والحوثي في مواجهات وغارات شنتها طائرات التحالف في تعز خلال الساعات الماضية.
بطاريات صواريخ
وفي عدن التي ينتظر ان يصلها بعد أيام الرئيس عبد ربه منصور هادي في زيارة قصيرة للمرة الأولى منذ أجبر على مغادرتها نشرت قوات التحالف بطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية في مطار عدن الدولي لتأمين المطار من هجمات صاروخية محتملة من قوات الرئيس السابق التي أطلقت عددا من صواريخ اسكود وتوشكا على الأراضي السعودية وقوات التحالف في محافظة مأرب.
نكبة
اطلق اليمنيون حملة شعبية، منددة بالانقلاب وأطلقوا على ذلك اليوم يوم النكبة وسخروا من ادعاء الحوثيين بأنهم قاموا بثورة للانتصار للفقراء، ودللوا على ذلك بأن اسعار المشتقات النفطية اليوم اصبحت اربعة أضعاف، كما أشاروا إلى أن المغامرة الحوثية شردت أكثر من مليون يمني كما جعلت 20 مليوناً من السكان يبحثون عن المساعدات الغذائية.