هناك :
الكثير من المخالفات التي يقترفها كثير من الناس ،
و التي لا تقوم على قاعدة التجاوز المتعمد
_ من وجهة نظر الجاني _ ،
كون :
كفة المغفرة والرحمة هي الراجحة على كفة العذاب والنكال !
وعلى هذا تسير سفينة المرء على لجج الأماني ، والتمني على الله ،
وشراعها يكون التسويف والإرجاء !
وشعارها :
" حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا " !
فما :
يموج به المجتمع اليوم ما هو إلا توغل في عمق الغفلة ،
والولوج في مستنقع آسن ، لم يجد صاحبه من ينتشله منه ،
وإن كان بذلك لا يُعذر لكونه مكلف ، ويتحمل جريرة فعله ،
فكم :
نَرَ من مشاهد أصحابها ، وإن كانوا غارقين في الخطأ ، إلا أننا نرى فيهم الخير
_ لا أعمم _ وما يحتاجون غير احتضانهم بكلمة لتُغير نمط حياتهم ،
من غير أن نخدش كرامتهم _ كما يصفونها _ ونُقلل قيمتهم ،
فمن هنا :
كانت الدعوة بالكلمة الطيبة التي تمر على سمعه وقلبه ، وهي تلامس بشاشة إيمانه ،
لها الأثر العظيم في تحويل حياته، وابدالها بالتقوى ، والعمل الصالح ،
نأسف كثيراً :
عندما نَرَ من حمل على عاتقه همّ الدعوة ، حتى غدا بذاك سيفا مُسلّطا على رقاب المهمومين ،
الذين تتقاذفهم اهواءهم ، والدنيا ، والشيطان ، ولا يزيدهم إلا غما بغم !
فيكون الجواب _ ردا على رُعونة النصيحة _
من ذلك الغافل/ة ، هو الإنغماس في المعاصي بإصرار ،
بعدما كان يأتيها والندم يطوق قلبه بعد وقوعه فيه ،
وما :
كان أمر الله ، وتبين ماهية ، وكيف تكون النصيحة إلا دعوة " خبير "
عن حال من يعلم خبايا النفس ،
وما تحبه ، وما تنفر منه ،
فمن هنا :
علينا مخاطبة المخطي خطاب الترغيب والشفقة ،
لكون ذلك المخطي يعلم يقيناً بأنه على خطأ .
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ * وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ *
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " .
مُهاجر