دعا اثنان من كرادلة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية إلى وضع حد لما أطلقا عليه "آفة توجه المثلية الجنسية" داخلها، مطالبين أساقفة الكنيسة بالتوقف عن التواطؤ حيال الانتهاكات الجنسية.
وقال الكاردينال ريموند بيرك والكاردينال والتر براندمولر، في رسالة مفتوحة، إن الكنيسة قد ألقت بالمسؤولية بشكل خاطئ على استغلال النفوذ من قبل بعض رجال الدين بوصفه السبب الرئيسي وراء هذه الفضائح.
لكنهما شددا على أن السبب الحقيقي يكمن في القساوسة الذين "ابتعدوا عن حقيقة الإنجيل".
كما وجها الكاردينالان انتقادات علنية للبابا فرانسيس.
وقد انتشرت أخبار عن انتهاكات جنسية يمارسها رجال دين في الكنيسة الكاثوليكية حول العالم في حق قُصَر، ما جعل الكنيسة في مواجهة اتهامات بالتستر على انتهاكات يرتكبها القساوسة.
وجاءت رسالة الكاردينالين عشية قمة استثنائية للأساقفة في روما دعا لها البابا فرانسيس لمناقشة الفضائح التي تواجه الكنيسة.
ماذا يقول الكاردينالان عن الانتهاكات الجنسية؟
رفض الكاردينال بيرك، من الولايات المتحدة، والكاردينال براندمولر، من ألمانيا، إرجاع سبب الانتهاكات إلى مجموعة من رجال الدين الذين يسيئون استغلال نفوذهم ويتسترون على بعضهم البعض واطلق عليهم اسم "كلريكالزم" أو "الكهنوتيون".
وينتمي الكاردينالان إلى الجناح التقليدي من الكنيسة، الذي يرى أن المثلية الجنسية وراء الانتهاكات التي يرتكبها رجال الدين، وهما أيضا معروفان بانتقادهما للبابا فرانسيس.

وأشارت الرسالة إلى أن "طاعون أجندة المثلية الجنسية انتشر في الكنيسة، وروجت له شبكات منظمة تتمتع بحماية من مناخ التواطؤ ومؤامرة الصمت".
وأضافت: "غالبا ما يُلقى اللوم على "الكلريكالزم" (رجال الدين المتمترسين بنفوذهم الكهنوتي). أما نحن فنرى أن الخطأ الأول والرئيسي الذي يقع فيه رجال الدين لا يكمن في إساءة استغلال النفوذ، لكن في هؤلاء القساوسة الذين ابتعدوا عن حقيقة الإنجيل".
ويحتل الكرادلة مرتبة أقل من البابا، وفقا للهرمية المتبعة في الكنيسة الكاثوليكية، ويوجد بالكنيسة في الوقت الراهن 223 من رجال الدين الذين يحملون هذه الرتبة.
وثمة علاقة بين الكاردينال بيرك وستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتوقع أن يكون في روما أثناء انعقاد هذه القمة لقادة
ويرأس الكاردينال الأمريكي الهيئة الاستشارية "معهد ديجنيتاتيس هيوماناي" التابع لليمين الأمريكي والذي ينظم برنامجا تدريبيا في القيادة بمساعدة بانون.
أما الكاردينال براندمولر الألماني فقد أثار جدلا الشهر الماضي عندما أرجع الانتهاكات الجنسية في الكنيسة إلى المثلية الجنسية.



يواجه
البابا فرانسيس اتهامات من الكرادلة بالفشل في حسم مسألة إمكانية منح المسيحيين الكاثوليكيين الذين حصلوا على الطلاق أو تزوجوا مرة ثانية الحق في طقس التناول المقدس الذي تحرمهم القواعد الكنسية الحالية من الحصول عليه.
وأثار أربعة من كرادلة الكنيسة الكاثوليكية هذه القضية في 2016 بينهم بيرك وبراندمولر، ما فتح الباب أمام جدل واسع النطاق، ودفع عددا من رجال الدين إلى التشكيك في قيادة البابا فرانسيس.
ويرى محللون أن هذه القضية ليس لها علاقة بقمة الخميس المقبل وأن محاولات النيل من قيادة البابا فرانسيس في الوقت الراهن ترجح أن رجال الدين غير القانعين برئاسة البابا للكنيسة الكاثوليكية أضحوا أكثر ثقة من ذي قبل.
ويقول الكاثوليكيون المحافظون إنهم يحاولون التمسك بتعاليم الكنيسة وأخلاقياتها، متهمين البابا بتضليلهم.
ماذا تتناول القمة؟

يحضر القمة رؤساء مؤتمرات الأساقفة المحلية من 130 دولة الذين سيناقشون الأزمة التي تواجه الكنيسة الحديثة.
وقال مارتن بشير، محرر الشؤون الدينية في بي بي سي، إن هذه القمة تُعد بداية للتعامل مع المرض الذي ينتشر في جسد الكنيسة الكاثوليكية منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين، والذي يلحق أضرارا بالغة بسلطتها الأخلاقية.
وأضاف أن البابا فرانسيس لابد له أيضا من مواجهة الفرضيات والتوجهات والممارسات التي أسهمت في انتشار ثقافة الانتهاكات الجنسية في الكنيسة إلى حدٍ حولها إلى تحد كبير.
ودعا البابا إلى اتخاذ "إجراء صارم" تجاه هذه الانتهاكات بعد انتخابة في 2013، لكن منتقديه يرون أنه لم يبذل الجهد الكافي لمساءلة الأساقفة الذين يُزعم أنهم يتسترون على تلك الجرائم.