نحـنُ عُـشَّـاقٌ وهذا حـالُـنـا
كُـلـمـا قـالـت : سَـآتي . لا تَـجِـيء
لـيتَ وَعداً مَرةً مِنها صَدَقْ
فيها مِن " عُـرقُـوبِ " طَـبْـعٌ مُوْرَثٌ (1)
مَوْعِـدٌ وَهْـمٌ وعُـذْرٌ مُخْـتَـلَـقْ
مُؤْرِقٌ لـيلي وبي ما لا بِـهـا
لـيتها ذاقتْ عذاباتَ الأَرَقْ
مِلءُ عينيها سُباتٌ هـانِئٌ
وأنـا بالليلِ شَمْعٌ يحـترِقْ
دائماً شِعري إليها مُوْصَلٌ
إِنَّـهُ قلبي ورُوُحِي . لا وَرَقْ !!
كيفَ لا تَـلـمـسُ أوجاعِي بِـهِ ؟!
وَيْحَـهـا . ذا القلبُ فيها لا يَرِقْ !!
مُدْنَف . صَبٌّ . فهلْ يَعني لـهـا ؟!
إِنْ أَكُـنْ قد صِرتُ ظِـلاًّ مِن رَمَـقْ
تصعدُ الأنـَّـاتُ مِن صَدري وكَـمْ
آهَـةٍ نَـدَّتْ وكَـمْ نَـبْضٍ شَـهَـقْ
حَـسْـبيَ الصـبرُ على ما سامَني
مِن صـُنـُوُفِ الهَـجْـرِ ما لا قد أَطُـقْ
لا تَـلُـمْ مِثـلي ، فـلـو ذُقْـتَ الهَـوَىَ
كُـنتَ قد اقررتَ أَنِّي عِندي حَـقْ
سَـمُّ هذا العِـشْـقُ لـو نـدري بِـهِ
قَسَماً باللهِ ما قـلـبٌ عَشَقْ !!ْ
أوْ عـلـِمـنا الحُـبَّ بحـرٌ مُغـرِقٌ
ما دَنَتْ رُوُحٌ لِـتـلـقىَ ذا الغـَرَقْ !!
نحـنُ عُـشَّـاقٌ وهذا حـالُـنـا
قِصَّـةٌ تمضي وأُخرىَ في الأُفُـقْ
هي ذي الجَـنَّـةُ ؛ خَـمْـرٌ ونِـسـاَ (2)
لَـمْ يَـعُـشْ دُنـيـاهُ مَنْ لا لـمْ يَذُقْ
شِـعر / سعيد مصبح الغافري
_____________________
@ النص على بحر الرمل
فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلا
(1) " عرقوب " رجل من العماليق . وعد رجلا فقيرا بأن يعطيه من ثمار نخله ، وظل يماطله ويمنيه الأماني ، حتى لم ينل هذا المسكين منه أي شيء . ولذلك ضرب بعرقوب المثل فيمن لا يفي ولا يلتزم بوعوده ويكذب ويماطل ويختلق الأعذار ، ولذلك نقول عن هذا الشخص : ( مواعيده مواعيد عرقوب ) .
(2) نِـسـاَ : مرخم نساء كمثل قولك فاطم مرخم فاطمة . أو بثين مرخم بثينة ..... وهكذا . وقد كتبت ( نِـسـاَ ) هنا بهذه الصورة للضرورة الشعرية .