«آسيا موحدة» شعار جميل أتمنى أن يصمد أمام التكتلات
الحديث عن أن الكرة العمانية غير مؤهلة كلام غير منطقي


أكد سالم الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم أن منتخب بلاده سينافس بقوة في بطولة كأس آسيا المقبلة في الإمارات، وسيثبت جدارته من خلال تحقيق مركز متقدم يؤكد النهضة الكبيرة التي تمر بها الكرة العمانية في العقدين الأخيرين.
وقال الوهيبي في حوار لجريدة «الشرق الأوسط» السعودية بأن منتخب بلاده يضم مزيجا من لاعبي الخبرة والشباب على مستوى فني عالٍ وهم قادرون على تحقيق منجز للعمانيين طال انتظاره خصوصا أن البطولة ستقام في دولة الإمارات المجاورة مما يجعل الجمهور العماني قادرا على الوصول إلى ملاعب المباريات بشكل مكثف وتشجيع اللاعبين بكل قوة للدفع بطموحاتهم للأمام. وتوقع الوهيبي أن تنحصر البطولة القارية المقبلة بين منتخبات السعودية وكوريا الجنوبية واليابان مشيرا إلى أن البطولة لن تخرج عن كبار آسيا ولن تحدث فيها أي مفاجآت خارج إطار التوقعات من خلال بروز منتخب جديد. وتطرق الوهيبي إلى الانتخابات المقبلة للاتحاد الآسيوي مؤكدا أن التنافس سيكون قويا وأن التحالفات والتكتلات ستلعب الدور الأكبر في تحديد الفائزين بالمناصب القارية مبينا أنه سيترشح لمنصب عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد القاري متمنيا أن تتحقق في الجمعية العمومية المقبلة النتائج الإيجابية التي تخدم الكرة الآسيوية وتمنحها دفعة كبيرة للأمام.

في البداية كيف ترى استعدادات المنتخب العماني لنهائيات كأس آسيا المقبلة؟

الاستعدادات كانت قوية ونطمح لتحقيق مركز متقدم من خلال العبور للدور الثاني والمواصلة حتى تحقيق أفضل منجز يمكن الحصول عليه في هذه البطولة القارية خصوصا أنها ستقام في دولة الإمارات العربية المجاورة التي تربطنا معها أخوة عريقة وهذا ما يمثل دعما قويا للمنتخب العماني لتحقيق أفضل منجز له في تاريخ مشاركاته القارية.

كيف تجد برنامج إعدادكم للمشاركة في هذه البطولة؟

لقد خضنا مباريات ودية قوية ومعسكرات على مستوى عال وتنتظرنا كذلك مباريات ودية قوية قبل البطولة بأيام وخصوصا أمام المنتخب الأسترالي ثم نواجه الهند وقرغيزستان وكل هذه المباريات ستقام على أرض الإمارات من أجل الوصول إلى أعلى درجة من الجاهزية قبل دخول المعترك القاري، وأعتقد أن الجهاز الفني للمنتخب العماني قادر على خلق التوليفة المناسبة التي يمكنها أن تقدم أفضل المستويات والنتائج في البطولة القارية، فخوض مباريات قوية يعطيك انطباعا مهم، كما أن التنويع في خوض المباريات مع المنتخبات التي لديها أجهزة فنية من مدارس مختلة لها أثر إيجابي كبير خصوصا أن قارة آسيا لديها مدارس تدريبية مختلفة وأساليب اللعب للمنتخبات ليست واحدة ولذا من الطبيعي أن نعمل على كل التجارب المتاحة قبل الوصول إلى التشكيلة الأنسب التي يمكن أن نخوض بها البطولة في ظل وجود منتخبات قوية في مجموعتنا.

مجموعة صعبة

هل تعقد أن المنتخب العماني قادر على تجاوز الدور الأول في ظل وجود منتخبات متمرسة مثل اليابان أكثر المنتخبات حصدا للقب وكذلك منتخب أوزبكستان وقد يكون حتى المنتخب التركمانستاني مفاجأة ويبحث عن مجد جديد؟

بكل تأكيد المجموعة صعبة بوجود اليابان القوي والمنافس دائما على اللقب وكذلك منتخب أوزبكستان الذي يتقدم بعيدا في هذه البطولات في الكثير من النسخ في العقدين الأخيرين وحتى منتخب تركمانستان لن يكون منتخبا سهلا حيث إنه غامض ولا نعلم ما قد يخبئ في هذه البطولة ولذا علينا الحذر في كل المباريات واللعب بشكل قوي من أجل تحقيق النتائج التي تؤهلنا أولا لعبور هذه المجموعة ثم الوصول للأدوار الإقصائية وحينها ستكون المهمة أكثر صعوبة ولكن لا أعتقد أن المنتخب العماني الحالي سيكون سهل المنال لأي منتخب ولذا أنا متفائل كثيرا بتسجيل أفضل مشاركة في تاريخ البطولة الآسيوية من خلال هذه النسخة.

جيل جديد

هناك حديث في الشارع الرياضي العماني عن أن الجيل الذهبي للكرة العمانية رحل ولذا من الصعب أن يتم تحقيق أفضل الإنجازات في هذه النسخة الجديدة للبطولة القارية، كيف ترى ذلك؟

صحيح أن الكرة العمانية مر بها جيل على مستوى كبير وحقق العديد من المنجزات وكان قريبا من تحقيق أفضلها وهو العبور للمونديال وغيرها من البطولات الكبرى لكن الحديث عن أن الكرة العمانية غير مؤهلة كلام غير منطقي أبدا. المنتخب العماني الحالي يضم اثنين من لاعبي الخبرة يتمثلان في الحارس العملاق علي الحبسي الذي يعد من خيرة حراس آسيا وهو يمثل فخرا كبيرا للعمانيين بمستواه وتجربته الاحترافية في إنجلترا وحاليا في نادي الهلال السعودي أحد أقوى الأندية في القارة الآسيوية، كما أن لدينا اللاعب أحمد مبارك المعروف بـ«كانو» وهو أحد اللاعبين المميزين جدا وسبق أن احترف في الدوري السعودي في ناديي الفتح والاتفاق وغيرهما كما له تجارب احترافية مع عدة أندية خليجية وهو نموذج للاعب العماني القادر على المحافظة على نفسه وقدراته ووجود الحبسي وكانو سيكون دعامة قوية لهذا المنتخب الأحمر لتحقيق الطموحات.

ألا تعتقد أن مجرد وجود لاعبي خبرة أمر غير كافٍ لتحقيق الطموحات؟

نعم في الحقيقة لا يمكن الاعتماد كليا على لاعبين فقط لتحقيق منجز كبير في بطولة قارية كبرى، ولكن الذي أحب أن أوضحه أن الجيل الحالي للكرة العمانية يضم غالبية اللاعبين الذين حققوا البطولة الخليجية الأخيرة قبل عام تقريبا، كما يضم عددا من لاعبي المنتخب الأولمبي الذين تم تصعيدهم ولذا يمكن القول بأن هذا المنتخب مزيج من لاعبي الخبرة والشباب الذين سيكون لهم كلمة قوية في البطولة القارية، ولا أعتقد أن هناك ما يمنع أن يكون المنتخب العماني الأفضل في مجموعته لأن كرة القدم لا تعترف بالأسماء والتاريخ بل بالحاضر وما سيقدم داخل أرض الملعب.

منجزات

تمر الكرة العمانية بنهضة كبيرة إلا أن منجزاتها لا تتخطى الفوز بالبطولة الخليجية في نسختين، ما المستقبل الذي ينتظر الكرة العمانية وأعني من حيث المنجزات؟

نبذل كل ما في وسعنا من جهد وعمل وتقدم الحكومة العمانية كل الدعم المطلوب من أجل تحقيق النهضة للسلطنة في كل المجالات ومن بينها المجال الرياضي، ونحن نواصل المسيرة التي بدأ فيها من سبقنا في قيادة الكرة العمانية، وبكل تأكيد نطمح لأن نحقق منجزات أكبر وأنا متفائل جدا بمستقبل أفضل للكرة العمانية وأن لا تقتصر المنجزات على البطولات الخليجية على مستوى المنتخب الأول خصوصا أن هناك منجزات كبيرة للمنتخبات في الفئات السنية منذ قرابة العقدين.

الاحتراف

متى سنرى سلطنة عمان تطبق نظام الاحتراف للاعبين في كرة القدم كما هو الحال في السعودية والإمارات وغيرهما من الدول المجاورة، وهل تعتقد أن تلك الخطوة كفيلة بأن تحقق الكثير من المنجزات في المستقبل؟

بكل تأكيد هناك ظروف غير مناسبة للعديد من الأندية لتطبيق هذه الخطوة خصوصا من الجانب المادي حيث ترزح العديد منها تحت وطأة الديون، والأندية هي الأساس دائما في اتخاذ خطوة كهذه والاتحاد الكروي يساعد وهناك خطط من أجل أن يكون للقطاع الخاص أيضا دور في هذا المجال، نحتاج لأمور كثيرة من أجل تطبيق الاحتراف الحقيقي وهناك دول تطبق احترافا ولكنه لم يصل إلى المرحلة المطلوبة ونحن سنسعى لتحقيق ذلك في المستقبل القريب، هناك شبه احتراف في سلطنة عمان حيث يوجد لاعبون متفرغون لكرة القدم لكن من المهم أن يكون هناك احتراف حقيقي إذا ما أردنا التطور فعلا.

أبطال آسيا

متى سنرى فرقا عمانية في دوري أبطال آسيا تصل إلى دور المجموعات خصوصا أن هناك دولا إمكانياتها ضعيفة نجحت في إيصال ممثلين لها في الملحق على الأقل؟

سيكون ذلك بعد عام من الآن، بالفعل تأخرنا في الحصول على الرخصة لمدة «3» سنوات ولكن هذا سيتم قريبا وسنشاهد فرقا عمانية في دوري أبطال آسيا مع توفير كل متطلبات الحصول على الرخصة المطلوبة.

إذا كان هناك عجز في الإمكانيات المالية لتطبيق الاحتراف الداخلي في السلطنة ما الحلول التي تراها مناسبة؟

الحلول الأنسب هي أن يتم ابتعاث لاعبين عمانيين إلى أوروبا من صغار السن الموهوبين من أجل أن يعودوا بالفائدة الفنية والخبرة للكرة العمانية، والجميع يرى الفائدة الكبيرة التي جنتها الكرة العمانية من احتراف الحارس علي الحبسي في أوروبا وتحديدا في الدوري الإنجليزي ومن هنا يجب أن نعمل خططا في هذا الاتجاه، وأرى أن الاتحاد السعودي يسير في الخطوة الصحيحة من خلال السعي لابتعاث عدد من اللاعبين الموهوبين إلى أوروبا وتحديدا الذين حققوا بطولة آسيا للشباب التي أقيمت أخيرا في إندونيسيا وهذا ما سيخلق جيلا قويا للكرة السعودية التي عادة ما يكون لها كلمة قوية في العديد من الأحداث الكبرى نتيجة الخطط والدعم الحكومي الكبير ووقفة القطاع الخاص وتطبيق الاحتراف الذي ساعد في تطورها وخلق منتخبات وفرق قوية وقادرة على المنافسة وحصد الكثير من المنجزات وإن مرت بفترة صعبة نهضت منها في الفترة الأخيرة بكل قوة من خلال الوصول للمونديال للمنتخب الأول وكذلك تحقيق منتخب الشباب بطولة آسيا عدا وصول العديد من الفرق إلى النهائيات في دوري أبطال آسيا وأعني في السنوات العشر الأخيرة.

لنعد مجددا إلى حظوظ المنتخب العماني في نهائيات كأس آسيا، ماهي العوامل الإيجابية التي تزرع لديكم التفاؤل بتحقيق أفضل منجز قاري؟

الانسجام الكبير بين اللاعبين والجهازين الإداري والفني والعزيمة والإصرار ولكن أعتقد أن وجود البطولة في الإمارات سيكون له الأثر الأكبر من خلال الدعم الجماهيري القوي الذي سنحظى وكأننا نلعب في السلطنة، بيننا وبين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة العديد من المنافذ البرية وأول مباراة لنا في الشارقة ضد أوزبكستان وهذه المباراة ستكون الانطلاقة ونتوقع فيها حضور كثيف جدا وبعدها نخوض مباراتين في العاصمة أبوظبي وأيضا متفائل بأن نحظى بدعم جماهيري كبير وأعتقد أن جمهور عمان سيكون حضوره طاغيا جدا مع الحضور الجماهيري للمنتخب الإماراتي المستضيف وكذلك الجمهور السعودي الذي عادة ما يكون حضوره قويا ومؤثرا.

حظوظ

ما هي المنتخبات التي تتوقع أن تنافس بقوة على البطولة القارية المقبلة؟

البطولة لن تخرج عن الكبار وإذا ما حصرنا التوقعات في ثلاثة منتخبات فهي بين المنتخب السعودي والمنتخبين الكوري الجنوبي والياباني، صحيح أن هناك منتخبات قوية على مستوى القارة ومن بينها حامل اللقب منتخب أستراليا ومنتخب إيران الذي قدم مستويات كبيرة في نهائيات كأس العالم الأخيرة وحتى المنتخب الإماراتي المستضيف لن يكون من السهولة تنازله عن حصد اللقب ولكن بالمقاييس التي أراها منطقية البطولة بين المنتخبات الثلاثة التي ذكرتها، وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن لا تخرج عن منتخبات من غرب آسيا كما حصل في نسخة 2007 حينما التقى المنتخبان السعودي والعراقي في النهائي وفاز أسود الرافدين.

انتخابات

لنتطرق إلى الانتخابات المقبلة للاتحاد الآسيوي وشعار «آسيا موحدة»، هل تعتقد أن الشعار سيصمد أمام التحركات الكبيرة للتغيير؟

الانتخابات عادة ما تحمل تكتلات وجمع أصوات وهناك أصوات توقعنا أن تتقدم للترشح ولم تترشح وأخرى ترشحت بشكل مفاجئ حيث كانت الساعات الأخيرة قد شهدت دخول العديد من المنافسين للرئيس الحالي لسلمان بن إبراهيم مثل اللواء محمد خلفا الرميثي وسعود المهندي ومن هنا أتوقع أن تشهد الفترة المقبلة الكثير من التحركات من المرشحين من أجل كسب الأصوات من خلال بناء التحالفات وغيرها في هذا الجانب.

شعار جميل

وماذا عن شعار «آسيا الموحدة» الذي أطلقه الرئيس الحالي الشيخ سلمان بن إبراهيم؟

شعار جميل أتمنى أن يصمد وأن يكون التنافس إيجابيا ويخدم الكرة الآسيوية التي نتطلع لكي تكون دائما في تطور، هناك تطور حصل ونترقب ونطمح للأفضل دائما لا يمكن أن نقف عند حد معين ونردد أننا نريد أن نتطور.

هل تعتقد أن غياب الشيخ أحمد الفهد عن المشهد القاري المقبل بسبب العقوبة الدولية، سيكون له أثر في حدوث تحالفات وتكتلات جديدة؟

بكل تأكيد ستكون هناك تكتلات وتحالفات جديدة ومن يقنع يمكنه أن يكسب، وموضوع إيقاف الشيخ أحمد الفهد لا أعتقد أنه يتعلق بقضية رياضية.

طموحات

ما هي طموحاتك وما الذي ستسعى إليه خصوصا أن هناك من تقدم لمنصب النائب مثل رئيس الاتحاد السعودي قصي الفواز وكذلك هاشم حيدر رئيس الاتحاد اللبناني وغيرهما تقدموا أيضا لمناصب أخرى.

شخصيا سأنافس على الحصول على الثقة في مقعد في عضوية المجلس التنفيذي، هذا ما أخطط له حاليا فيما يخص الانتخابات المقبلة في السادس من أبريل المقبل 2019 وأتمنى أن تثمر الانتخابات عن اختيار الأفضل لمستقبل الكرة الآسيوية.



* منقول