كثرت في هذه الأيام المجاملات بين الناس حتى اختلطت المجاملة بالمحبة لدرجة كبيرة ،وأصبح من الصعب التفريق بينهما
أصبحت تلك الصورة المشوشة تتكرر بشكل كبير في شرائح مختلفة من الناس وتتنقل بين محيط العمل وخارج العمل حتى انها استقرت داخل الأسرة الواحدة وأثرت على ترابط العلاقة بين أفرادها
فمنهم من يقابلك بـ الحضن وتشع ابتسامته وترى أسنانه قبل أن يصلك بأمتار ليظهر لك محبتك في نفسه
مع أن الأمر داخله لا يصل على الإطلاق لهذه الدرجة بل اخف بكثير ، لكنه يتكيف ويستطيع تكييف ابتسامته
وحديثه معك كيفما يشاء وحسب حاجته منك وحسب الوقت الذي يختار.
البعض قد يُعرف أنه صاحب وجهين كما هو مشاع وآخرون يرون أن هذا الوصف لا ينطبق أبداً وغيرهم يرون أن سلوكه مبرر ولا يصل لحدة وصفنا لأنه لا يتعدى كونه مجاملة اجتماعية تساهم في خلق جو من الفرح لدى الجميع حال لقائهم ببعضهم البعض
أضف إلى ذلك أنه لا توجد لدى الناس ثقافة المجاملة الحقيقية ومستواها وأبعادها حتى لا تكون مبتذلة ومزعجة للآخرين لذا أصبحت واضحة وناصعة لمن يدركها ويقدر حدود التعامل مع الغير ويقيس مستوى هذا التعامل بشكله الصحيح.
ولعل هذا الخلط في التصرفات الاجتماعية والتعاملات الحياتية أدى لخلق فجوة تحتاج لردم وزيادة ثقافة.
عندما ترد المجاملة فلا نطرحها كمشكلة لكن هذه الكلمة مطاطة جداً ولا حدود لها فبعضهم أصبح مدرسة في فنها لكنه لم يتقن مهارة التعامل ولم يجعل الأمر عبارة عن لمسة خفيفة تساعد على جذب الآخرين دون أن تكون لك دوافع أخرى تعكس الصورة الجميلة التي يمكن أن تساهم بها لكنها قد تجعل الأمر ينقلب رأساً على عقب.
فـ الاخير سؤال بسيط
هل انت شخصية مجاملة؟ ام انك مضطر لاستخدامها ؟ وما هي حدودك في المجامله؟
وبرأيك هل المجاملة فعلا ثقافة نحتاج تعلمها؟
بإنتظار تفاعلكم ،كل الود