مُنذُ زمنٍ لم آتي إلى هذهِ الأماكنِ ..
ظننتها هُجِرت تمامًا ..
كَانَ قلمِيَ يحترِقُ شوقًا إلى أماكِنَ كهذهِ تحتويه ..
لطالمَا تصوَّرَ أنّ هذا باتَ جزءً من الماضي .. و لن يعُود ..
كم كانَ مُخطئًا يا تُرى ..
كُنتُ أتَّكِئُ على جدارِ البوحِ ، الذي ظننتهُ سيتهاوى على رأسِ حرفي !!
كمشردٍ بائسٍ لا مَأوى لهُ سِوى جِدارهُ المتهالِكِ هذا ..
ثُمَّ رغبةٌ جنونيةٌ بالانتماء ، جَعلتني أبحثُ كَالطِّفلِ الذي تاهَ عن أهله ..
عَن مأوىً يُلملمني ، يُنقذني يُدثِّرني !
وَ هَرِبتُ من تَشرُّدِ البوحِ هائمةً ، إِلى حيثُ الحروف سترقصُ مُجددًا على خاصرةِ قلمي ..
لم أجِد مأوايَ القديمِ ذاكَ الذي تركتهُ منذ زمنٍ طويل ..
لكنني ..
وجدتُ هذا المأوى ، و أظنُّهُ يُلائمني ..