https://up.h2adi.com/do.php?imgf=171586452030431.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 51

الموضوع: ذكريات وخواطر الحج ..

  1. #1
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    ذكريات وخواطر الحج ..

    يحمل حجاج بيت الله الكثير من الذكريات والخواطر حول الحج، كيف لا ومناسك الحج والبقاع المقدسة في الحرمين الشريفين تفجر في النفس الكثير من الخواطر والذكريات والعبر والأسرار.. وفي هذه المقالات استعراض لبعض خواطر وذكريات الحجاج في الحج، وأيضا حال سلفنا مع الحج، وكيف عاشوا معانيه بكل جوارحهم .
    هذه دعوة لكم منا اعزائي اعضاء السبله العمانيه لسرد بعض ذكرياتكم في الحج او ذكريات بعضا من اهاليكم او اصحابكم او قصص حدثت تعرفونها ايام الحج .
    فأهلا وسهلا بكم ..
    سلام للقلوب الصادقة

    •   Alt 

       

  2. #2
    احدى الذكريات على لسان احد الشيوخ بصراحة مااذكر اسمه يقول في احد السنين صار حريق
    بالمخيمات الحجاج وكان عنده 2 طفلين وامه واحتار من يساعد بينهم اطفاله صغار وامي امراة مسنة
    يقول الشيخ اختار اطفاله وهو يبكي بكاء شديد...ذكرى اخرى لسالفة مشابه عمي كثير الذهاب
    للإداء ماسك الحج ولما صار حريق اختفى حوالي 3 ايام ومانعرف علومه وكانت بالنسبة لي حالة
    رعب لكن الحمدلله ربي سلمه من كل مكروه




    قال تعالى :
    { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99) } صدق الله العظيم



  3. #3
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت الحرام جاء جبريل عليه السلام، وفي رواية قال: أي رب قد فعلت فأرنا مناسكنا، أي: أبرزها لنا وعلِّمْناها، وقيل: أرنا مناسكنا: مذابحنا، فجاءه جبريل، فقال: طف به سبعًا هو وإسماعيل يستلمان الأركان كلها في كل طواف، وكان آدم يستلم الأركان كلها قبل إبراهيم عليه السلام، فلما أكملا سبعًا صليا خلف المقام ركعتين.

    قال: فقام معه جبريل فأراه المناسك كلها؛ الصفا والمروة ومنى ومزدلفة وعرفة، فلما دخل منى وهبط من العقبة تمثل له إبليس، وفي رواية: بعث الله عز وجل جبريل فحج به حتى إذا جاء يوم النحر عرض له إبليس عند جمرة العقبة، فقال له جبريل عليه السلام: ارمه فرماه إبراهيم عليه السلام بسبع حصيات فغاب عنه، ثم برز له عند الجمرة السفلى، فقال له جبريل: ارمه فرماه بسبع حصيات فغاب عنه، ثم برز له عند الجمرة الوسطى، فقال له جبريل عليه السلام: كبر وارمه فرماه بسبع حصيات مثل حصى الخذف فغاب عنه إبليس، وفي رواية: فرماه من الغد واليوم الثالث كذلك، ثم مضى إبراهيم في حجه وجبريل يوقفه على المواقف ويعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرفات، فلما انتهى إليها قال له جبريل: أعرفت مناسكك؟ قال إبراهيم: نعم؛ فسميت عرفات بذلك.

    فلما فرغ من الحج أُمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج وفي رواية: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: يا رب قد فرغت، فأوحى الله إليه أن أذن في الناس بالحج، فهذه الرواية تقتضي أن الأذان قبل الحج، والرواية المتقدمة تخالف ذلك.

    فلما أمر أن يؤذن بالحج، قال: يا رب وما يبلغ صوتي؟ فقال الله تعالى: أذن وعلي البلاغ، وفي رواية: قال: وكيف أقول؟ قال: قل: يا أيها الناس أجيبوا ربكم ثلاث مرات، فَعَلا إبراهيم عليه السلام على المقام فارتفع به حتى صار أرفع الجبال وأطولها، وفي رواية: صعد أبا قبيس وأذن بالحج، وفي رواية: علا على شبر وجمعت له الأرض يومئذ سهلها وجبلها وبرها وبحرها وإنسها وجنها حتى أسمعهم جميعا وتطأطأت الجبال، وفي رواية: خفضت الجبال رؤوسها ورفعت له القرى فأدخل إصبعيه في صماخي أذنيه وأقبل بوجهه يمنًا وشامًا وشرقًا وغربًا، وبدأ بشق اليمن فقال: أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم، وفي رواية: إن الله قد أمركم بحج هذا البيت ليثيبكم به الجنة ويجيركم من عذاب النار فحجوا؛ فأجابوه من تحت التخوم السبعة ومن بين المشرق والمغرب إلى منقطع التراب من أقطار الأرض كلها لبيك اللهم لبيك، وفي رواية: أي كل رطب ويابس، وسمعه من بين المشرق والمغرب، وأجابه من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فليس أحد يحج إلى يوم القيامة إلا من أجاب نداء إبراهيم عليه السلام.

    وإنما حجهم على قدر إجابتهم يومئذ، فمن أجابه مرة حج مرة، ومن أجابه مرتين حج مرتين، ومن أجابه أكثر فأكثر على حسب إجابته، ويروى أنه كان بين ذلك وبين أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ثلاثة آلاف سنة، وكان أول من أجاب دعوة إبراهيم بالتلبية أهل اليمن، وذهب جماعة إلى أن المأمور في قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وفي رواية استقبل إبراهيم اليمن ودعا إلى الله وإلى حج بيته فأجيب أن لبيك لبيك، ثم استقبل المشرق فدعا إلى الله وإلى حج بيته فأجيب أن لبيك لبيك، ثم إلى المغرب بمثل ذلك، ثم إلى الشام بمثل ذلك، ثم حج إبراهيم بإسماعيل وبمن معه من المسلمين من جرهم، وهم سكان الحرم يومئذ مع إسماعيل، وهم أصهاره، وصلى بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء بمنى، ثم بات بهم حتى أصبح وصلى بهم الغداة، ثم غدا بهم إلى نمرة فقال بهم هنالك حتى إذا مالت الشمس جمع بين الظهر والعصر بعرفة في مسجد إبراهيم، ثم راح بهم إلى الموقف من عرفة، وهو الموقف الذي يقف عليه الإمام اليوم فوقف بهم، فلما غربت الشمس دفع به وبمن معه حتى أتى المزدلفة فجمع بين الصلاتين المغرب والعشاء الآخرة، ثم بات حتى إذا طلع الفجر صلى بهم الغداة، ثم وقف به على قزح من المزدلفة وبمن معه، وهو الموقف الذي يقف به الإمام اليوم حتى إذا أسفر غير مشرق دفع به وبمن معه يريه ويعلمه كيف يرمي الجمار حتى فرغ من الحج كله، ثم انصرف إبراهيم عليه السلام راجعا إلى الشام فتوفي بها.
    سلام للقلوب الصادقة

  4. #4
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مائة بيسة مشاهدة المشاركة
    احدى الذكريات على لسان احد الشيوخ بصراحة مااذكر اسمه يقول في احد السنين صار حريق
    بالمخيمات الحجاج وكان عنده 2 طفلين وامه واحتار من يساعد بينهم اطفاله صغار وامي امراة مسنة
    يقول الشيخ اختار اطفاله وهو يبكي بكاء شديد...ذكرى اخرى لسالفة مشابه عمي كثير الذهاب
    للإداء ماسك الحج ولما صار حريق اختفى حوالي 3 ايام ومانعرف علومه وكانت بالنسبة لي حالة
    رعب لكن الحمدلله ربي سلمه من كل مكروه
    شكرا وبارك الله فيك اختي العزيزة مائة بيسة .. ذكريات الحج كثيرة بعضها ذكريات جميلة وبعضها مؤلمة ولكنها تظل ذكريات .
    سلام للقلوب الصادقة

  5. #5
    ممكن اشارك بذكرى صارت لي بس موب بالحج بل بالعمرة ...كانت ثاني رحلة لي وبسبب قلة
    اكلي ودرجة الحرارة المرتفعة وانا اثناء الطواف اغمى علي وسط الزحام وكنت بالقرب من الكعبة
    والحريم يسكبون لي ماي واللي يشيلني وانا مااطالع شي عدل..بس سبحان الله ماي زمزم له مفعول
    عجيب تشربه تحس بالشبع..وبعد تأديتي لكل المناسك وعودتي للسكن الكل بالسكن يسأل من البنت اللي أغمى عليها ( ذكرى ماانساها)




    قال تعالى :
    { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99) } صدق الله العظيم



  6. #6
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اول مرة اؤدي فيها فريضة الحج كان عام 2000 ميلاديه ..كانت مرحلة رمي الجمرات من اصعب واخطر المراحل حيث كانت عبارة عن اعمده وليس جدارا مثل الآن .. رأيت الحجاج الافارقه يصنعون سلسلة بشرية يتماسكون كالسلسله ويدافعون الحجاج ولا يأبهون ان داسوا على حاج او قتلوه فالاهم لديهم ان لا يضيع احدهم منهم وان يؤدوا رمي الجمرات ويسقط بعض الحجاج امامهم الى الارض ليلقى البعض منهم مصرعه .
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 16-09-2015 الساعة 03:36 PM
    سلام للقلوب الصادقة

  7. #7
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    سبحان الله .. الحج من استطاع اليه سبيلا لمعرفة ان الحج يحتاج لطاقات بدنيه وماليه ومجهود ولكن الحمدلله تيسرت الآن امور الحج كثيرا .
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 17-09-2015 الساعة 12:29 PM
    سلام للقلوب الصادقة

  8. #8
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    نشر عام 1955 - علي الطنطاوي

    ألا ترون العروق الشعرية كيف تحمل الدم من أطراف الجسم ثم تصبه في الأوردة الكبار، حتى يدور دورته في القلب مجتمعاً، وفي الرئة منتشراً، فيصفو بعد العكر، وينقى من الوضر، ويعود في الشرايين دماً أحمر جديداً، بعد أن كان في الأوردة دماً أسود فاسداً؟ كذلك الحج.

    يأتي المسلمون من آفاق الأرض الأربعة، أفراداً ثم ينتظمون جماعات، ثم يدورون حول الكعبة قلب الأرض المسلمة، ثم ينتشرون في عرفات رئة الجسم الإسلامي فتصفي نفوسهم من أكدار الشهوات، وتنقى أوضار الذنوب، ويعودون إلى بلادهم أطهاراً، قد استبدلوا بتلك النفوس نفوساً جديدة كأنها ما عرفت الإثم، ولا قاربت المعاصي.

    لذلك كان الحج أكبر أُمْنِية يتمناها لنفسه المسلم، ويتمناها له إخوانه وأصدقاؤه، فهم إذا دعوا له دعوة صالحة دعوا له بالحج.

    وإذا كان أقصى ما يتمناه من يُقدِّر العالِم، أو يُكْبِر الكاتب، أو يهوى الحبيب، أن يزور البيت الذي ولد فيه، والعشَّ الذي خرج منه، والمواطن التي شهدت طفولته وصباه، وكهولته وموته، ويطأ الأرض التي وطئ. وينشق الهواء الذي نشق، فكيف لا يتمنى المسلم أن يزور موطن الروح، ومهوى القلب؛ الأرض التي انبلج منها فجر الإسلام، وأشرقت منها شمسه، وعاش في ربوعها أعظم العظماء، وسيد الأنبياء، حبيب قلب كلِّ مسلم، ومن هو أعزُّ عليه وأحبُّ إليه مِن أُمِّه وأبيه وولده وأهله، ويدخل من باب السلام، ويبصر البيت الحرام، ويطوف بالكعبة والحطيم، ويرى زمزم والمقام.

    هنالك الفرحة الكبرى، التي لا تعدلها أفراح الدنيا، وهنالك اللقاء لا لقاء الحبيب بعد طول الهجران، وهنالك الموكب النوراني الذي يمرُّ مِن حول الكعبة، موكب الطائفين، من كلِّ جنس ولون، من بِيض وسُمر، وسُود وشُقْر، وشيوخ وفتيان، ورجال ونسوان، من كلِّ قطر من أقطار الأرض، ينادون بكلِّ لسان، يدعون ربًّا واحدًا يسألونه، وهو الكريم لا يرد سائلًا، ولا يضجره سؤال.

    إنكم لتعجبون إن رأيتم موكبًا يمشي ساعات لا يقف ولا ينقطع، أو أبصرتم جيشاً يلبث أيامًا، وهو يمر لا يتريث ولا ينفد، فاعجبوا، واعجبوا أشد العجب من موكب بدأ يمشي من خمسة آلاف سنة، من يوم بنى إبراهيم هذه البنية، ولا يزال يمشي إلى اليوم يطوف بهذه الغرفة القائمة في وادٍ غير ذي زرع من بطن مكة، المبنية بالحجارة السود، الخالية من الصقل والتهذيب والزخارف والنقوش، ومن نعم الله على الإسلام أنها بقيت كما هي، فلم تمتدَّ إليها اليد بمثل الفنِّ الذي أراقته العبقرية الإسلامية على الأُموي وقبة الصخرة والحمراء وتاج محل؛ لأن كلَّ بارع من الفن قد يوجد ما هو أبرع منه، أما الفطرة الساذجة التي شُيِّدت بها الكعبة فستظل أبداً نسيج وحدها، في العظمة والخلود.

    هذا الموكب الذي بدأ يمشي من خمسة آلاف سنة، ولا يزال يمشي إلى اليوم، وسيقف كلُّ جيش في الدنيا مهما بلغ من القوة والعديد، وكلُّ موكب بشري مهما حوى من الفخامة والعظم، ويظلُّ هذا الموكب يمشي، يمشي ما بقي الزمان ماشياً على طريق الأبد، يمشي في وقدة الشمس المتلظية في آب، ويمشي في قرة الشتاء في كانون، ويمشي في رأد الضحى، ويمشي في هدأة السحر، يمشي في الليل وفي النهار، يمشي في هناءة السلم، وفي غمرة الحرب، يمشي رغم النكبات والمصاعب والأهوال.

    لم توقف سيره جيوش الصليبيين لما رمتنا بها أوربة، فجاءت كالسيل المنهمر، ولكنه سيل من نار مدمرة، وهلاك مبيد، ولا القرامطة لما ثاروا ثورة البركان يرمي بالحمم، وعاثوا في الأرض فسادًا وتدميرًا، وأدخلوا الموت إلى الحرم الآمن، ولطخوا بدم الطائفين أرض المطاف، ولا المغول لما هبوا كما تهب الريح الصرصر العاتية، تدمر كلَّ شيء، لا وليس في الوجود قوة بشرية تستطيع أن تقف موكب الخلود الذي يطوف أبداً حول الكعبة البيت الحرام.

    إنه ليس الخبر كالعيان، وأنا مهما أوتيت من البيان لا أستطيع أن أصف لكم ما يحسُّ به الحاج عندما يقف على باب الحرم، ويرى الكعبة لأول مرة، فقولوا: آمين! أسأل الله أن يكتب لمن يريد منكم ألا يموت حتى تكتحل عينه برؤية هذا المشهد، مشهد الكعبة، الكعبة التي تتوجهون إليها من الشام ومصر والمغرب والمشرق، وكلِّ بلد على ظهر الأرض تتخيلونها بقلوبكم من وراء الجبال والصحارى والآكام البعاد، وكلما اقتربتم منها مرحلة شعرتم بازدياد الشوق، وغلبة الجهد.

    تحسون كأنكم تدنون من الحبيب ودونه الحجب والأستار، فلا تزال ترفع لكم حجابًا بعد حجاب وسترًا بعد ستر، حتى تروا طلعة الحبيب، وأين طلعته من طلعة الكعبة، قبلة الإسلام، ومهوى القلوب.

    ها هي ذي الكعبة يا ناس، وهذا الحطيم وزمزم والمقام، لقد صحت الرؤى وتحققت الأحلام، وهؤلاء المسلمون صفوفًا حولها، وراءها صفوف، صفوف تمتدُّ إلى خارج الحرم إلى وراء الحجاز، إلى الدنيا كلِّها، فهذه مركز الدائرة وهذه سرة الأرض، وهنا يلتقي المكان كله، فالمشرق هنا والمغرب، والنائي من الأرض والداني، وهنا الشام ومصر والعراق والمغرب وفارس والمشرق والهند هنا، وجاوة والأرض المسلمة كلها، وقد جاء أبناؤها من كلِّ مكان، كما تصبُّ الجداول في النهر الأعظم تدور معه حتى تستقر معه في حضن البحر الرحيب، يطوفون بالكعبة ثم يمضون إلى حضن عرفات. فلا ترى إلا بحرًا يموج بالسفائن البيض، بالخيام التي تبسم طهرًا لعين الشمس.

    قلت لكم إنه ليس الوصف كالعيان، ولا يستطيع قلم ولا لسان أن يصف لكم هاتيك العواطف السماوية، التي تملأ قلب المسلم إنه يطوف بالكعبة، فيخرج من حاضره، وينسى دنياه، ويرى أمامه هذا الموكب الطويل يمتدُّ خلال الزمان، فيبصر الخلفاء تمشي معه، والصالحين والعباد والأئمة، ويرى أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا، ويبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يمشي على أثره، يدور من حيث دار، ويضع شفتيه موضع شفتي محمد الحبيب على الحجر الأسود.

    صدقوني إن كلَّ لذات الدنيا، بطعامها وشرابها ولباسها ومتع شهواتها ومناعم أموالها، لا تبلغ ذرة من اللذة الروحية التي يشعر بها الحاج وهو يلثم الحجر الأسود، الذي لثمه محمد، ومن قبله أبو الأنبياء إبراهيم، صلى الله عليهم جميعًا. فقولوا آمين، أسأل الله أن لا يحرمكم هذه النعمة.


    وعرفات، إنها لن ترى عين البشر مشهدًا آخر مثله، هيهات ما في الدنيا ثان لهذا المشهد العظيم، ولقد يجتمع في المعارض والألعاب الأولمبية واحتفالات التتويج في بلاد الغرب حشود من الناس وحشود، ولكن شتان ما بين الفريقين، أولئك جاؤوا للمتعة والفرجة والتجارة، وحملوا معهم دنياهم، وقصدوا بلدًا زاخرًا بأسباب اللذة والتسلية، وهؤلاء خلَّوْا دنياهم وراء ظهورهم، ونزعوها عن أجسادهم ومن قلوبهم ...
    مشهد لو كان يجوز أن يشهده غير مسلم لاقترحت أن تجعله هيئة الأمم المتحدة عيدها الأكبر، إذ هنا أُعلنت حقوق الإنسان، لا كما أُعلنت في الثورة الفرنسية، ولا كميثاق الأطلنطي الذي كُتب على الماء، أُعلنت قبل ذلك بأكثر من ألف سنة، وطبقت حقيقة، يوم قام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فأعلن الحرية والمساواة وحرمة الدماء والمساكن ووصى بالنساء، وقرَّر لهن من ذلك اليوم الاستقلال الشخصي والمالي، مع أنَّ أكثر قوانين الأرض المدنية لا تقرُّ للمتزوجة في أموالها هذا الحق، وكان هذا المشهد في كلِّ سنة دليلًا قائمًا يملأ عيون البشر وأسماعهم على أن ما قرَّره محمد قد طُبِّق أكمل التطبيق.
    مشهد يهدم الفروق كلَّها، فروق الطبقات وفروق الألوان، وفروق الأجناس، الناس كلهم إخوة، لا ميزة لأحد على أحد إلا بالعمل الصالح، وإذا كان اللباس الرسمي في الحفلات والمواقف الرسمية ما تعرفون، فاللباس الرسمي هنا قطعتان من قماش فقط، لا خياطة ولا أناقة ولا زخرف، ولا يفترق في هذا المقام أكبر ملك عن أصغر شحاد.
    إنه مشهد عجيب، إنه أُعجوبة الأعاجيب.

    عشرات وعشرات من آلاف الخيام، تحتها أقوام من كلِّ بقعة في الأرض، لا يجمعهم لون ولا لسان ولا بلد، ولكنهم لا يقفون ساعة حتى يحسَّ كلٌّ أنه أخ للآخر، أعز عليه من أخيه لأمه وأبيه، إخوان وحَّدتهم العقيدة، ووحَّدتهم القبلة، وربما عادى الأخ أخاه حقيقة، إن لم يكن دينه من دينه، ومذهبه من مذهبه؛ لأن أُخوَّة الدين والمذهب أقوى من أُخوَّة النسب.

    إنهم يضجُّون بكلِّ لغة، يهتفون جميعًا: لبيك اللهم لبيك، لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك، دعوتنا فجئنا من أقاصي الدنيا، لم تمنعنا الجبال ولا القفار ولا البحار، ولم يمسكنا حب الأهل والولد، دعوتنا إلى القرآن لا قراءة وترنيمًا وتغييبًا، بل عملًا وتطبيقًا، فقلنا: لبيك اللهم لبيك، دعوتنا إلى العزة والوحدة والصدق في القول والعمل، فقلنا: لبيك اللهم لبيك. دعوتنا إلى الجهاد؛ جهاد النفس وجهاد الكافرين، فقلنا: لبيك اللهم لبيك.
    لبيك اللهم لبيك، لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك.
    إن الحج هو الدورة التدريبية الكبرى، التي تقوي الأجسام والأرواح، التي تربي الأجساد والقلوب، التي تعدُّ للحقِّ جيشًا جنده متمرسون بالشدائد، حمَّالون للمصاعب، سامون بأرواحهم إلى حيث لا تستطيع أن تبلغ مداه روح.

    إن الحجَّ عيش في تاريخ المجد، في سيرة الرسول، في سماء الإيمان، إنه النهر الذي يغسل أوضار الناس، إنه الرئة التي تصفي الدم، وترده أحمر نظيفًا مملوءًا بالصحة والحياة.
    إنه المؤتمر الإسلامي الأكبر.
    أسأل الله أن يكتبه لمن لم ينعم به منكم، وأن يجعل لي ولمن حج معادًا إليه.
    سلام للقلوب الصادقة

  9. #9
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 16-09-2015 الساعة 04:08 PM
    سلام للقلوب الصادقة

  10. #10
    إدارة السبلـة العُمانية
    رئيسة طاقم الإداريين والمراقبين والخبراء
    الصورة الرمزية نـــــــقــــــــاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    عمان العز
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    78,901
    Mentioned
    120 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت مشاهدة المشاركة
    اول مرة اؤدي فيها فريضة الحج كان عام 2000 ميلاديه ..كانت مرحلة رمي الجمرات من اصعب واخطر المراحل حيث كانت عبارة عن اعمده وليس جدارا مثل الآن .. رأيت الحجاج الافارقه يصنعون سلسلة بشرية يتماسكون كالسلسله ويدافعون الحجاج ولا يأبهون ان داسوا على حاج او قتلوه فالاهم لديهم ان لا يضيع احدهم منهم وان يؤدوا رمي الجمرات ويسقط بعض الحجاج امامهم الى الارض ليلقى البعض منهم مصرعه .
    صحيح الأفارقة يتماسكوا ولا يفكروا ف غيرهم والسنة إلي حجيت فيها استبلينا بمجموعة منهم وواحد ضربني في الوجه بيده
    اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا

صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م