النص الاول :
إلى السماء تجلت نظرتي
إلَى السَّماءِ تجلت نَظْرَتِي وَرَنَـتْ *** وهلَّلَـتْ دَمْعَتِـي شَوَقـاً وَإيْمَانَـا
يُسَبِّحُ اللهَ قَلْبِـي خَاشِعـاً جذلاً *** وَيَمْلأُ الكَـونَ تَكْبِيـراً وسُبْحَانَـا
جُزِيتَ بالخَيْرِ منْ بَشَّرتَ مُحتَسِبًـا*** بالشَّهرِ إذْ هلَّـتِ الأفـراحُ ألْوانَـا
عَامٌ تَوَلَّى فَعَـادَ الشَّهْـرُ يَطْلُبُنَـا *** كَأنَّنَا لَـمْ نَكَـنْ يَومـاً ولاَ كَانَـا
حَفَّتْ بِنَا نَفْحَةُ الإيمَـانِ فارتفعَـتْ *** حرَارَةُ الشَّوْقِ فِي الوِجْدَانِ رِضْوَانَا
يَابَاغَيَ الخَيْرِ هَذَا شَهْـرُ مَكْرُمَـةٍ *** أقْبِلْ بِصِـدْقٍ جَـزَاكَ اللهُ إحْسَانَـا
أقْبِـلْ بجُـودٍ وَلاَ تَبْخَـلْ بِنَافِلـةٍ *** واجْعَلْ جَبِينَكَ بِِالسَّجْـدَات ِ عِنْوَانَـا
أعْطِ الفَرَائضَ قدْراً لا تضُـرَّ بِهَـا *** واصْدَعْ بِخَيْرٍ ورتِّـلْ فِيـهِ قُرْآنَـا
واحْفَظْ لِسَاناً إذَا مَا قُلتَ عَنْ لَغَـطٍ *** لاَ تجْرَحِ الصَّوْمَ بالألْفَـاظِ نِسْيَانَـا
وصَدِّقِ المَالَ وابذُلْ بَعْضَ أعْطِيَـةٍ *** لنْ ينْقُصَ المَالَ لَوْ أنْفقتَ إحْسَانَـا
تُمَيْرَةٌ فِـي سَبِيـلِ اللَّـهِ تُنْفِقُهَـا *** أرْوَتْ فُؤادًا مِنَ الرَّمْضَـاءِ ظَمآنَـا
وَلَيلَةُ القَـدْرِ مَـا أدْرَاكَ مَـا نِعَـمٍ *** فِي لَيْلَـةٍ قَدْرُهـا ألْـفٌ بِدُنْيَانَـا
أُوْصِيـكَ خَيْـراً بأيَـامٍ نُسَافِرُهَـا *** فِي رِحْلةِ الصّومِ يَحْيَا القَلبُ نَشْوانَا
فَأَوَّلُ الشَّهْرِ قَـدْ أفْضَـى بِمَغْفِـرَةٍ *** بِئسَ الخَلاَئقِ إنْ لَمْ تَلْـقَ غُفْرَانَـا
وَنِصْفهُ رَحْمَـةٌ للْخَلْـقِ يَنْشُرُهَـا *** رَبُّ رَحِيْمٌ عَلَى مَنْ صَامَ حُسْبَانَـا
وَآخِرُ الشَّهْرِ عِتْقٌ مِـنْ لَهَائِبِهَـا *** سَوْدَاءُ مَا وَفَّرَتْ إنْسًـا وَشَيْطَانَـا
نَعُوذُ باللهِ مِـنْ أعْتَـابِ مَدْخَلِهَـا *** سُكْنَى لِمَنْ حَاقَ بالإسْلاَمِ عُدْوَانَـا
وَنَسْـألُ اللهَ فِـي أَسْبَـابِ جَنَّتِـهِ *** عَفْواً كَرِيمًا وَأَنْ يَرْضَـى بِلُقْيَانَـا
النص الثاني :
شهر تلألأ بالخيرات
أقبلت تزهو ونـور الوجه وضـاء ** فما ارتأت في رباكـم قط ظلماء
أهلا بشهر حليف الجود مذ بزغت ** شمس وصافح زهر الروضة الماء
شهـر تلألأ بالخيـرات فانهزمت ** أمـام ساحتـه الشمـاء ضـراء
فيه استقالت فلول الشـر من خدع ** وكبلت فسرت في الناس سـراء
تلك المساجـد بالتسبيـح آهلـة ** كأنها بالهـدى فجـر وأضـواء
والصالحـون ومن يقفو مآثرهـم ** بدت علـى وجههم بشرى ولألآء
والكل في طـرب يشدو بمقدمـه ** كأنه من جمال الـروح حسنـاء
يا أمتي استقبلوا شهـرا بروح تقى ** وتوبـة الصدق فالتأخيـر إغواء
توبوا إلى ربكـم فالذنب داهيـة ** ذلت بـه أمـم واحتلهـا الـداء
ألم نجد من عداة الديـن كل أذى ** والقدس مغتصب فاشتـد بلـواء
والحـرب تطحـن أكبادا وتعجنها ** ونحـن لم نرهـا فالعين عمياء
ألـم يحلق بنـا جـدب فزلزلنـا ** وكم أحـاط بنـا ضـر ولأواء
وكم أتت عبر والقـوم في هـزل ** إعصار قونو كفى كم مـات أبناء
أما تسونـام فيـه كـل فاجعـة ** وكم وكم عـظة والأذن صمـاء
ربـاه عفـوا وتوفيقـا ومغفـرة ** وجد بنصـر فإن النصـر عليـاء
وصل رب على المختار من مضـر ** ما غردت فوق غصن البان ورقـاء
والآل والصحب والأتبـاع قاطبـة ** ما لاح بـرق تلا رعد وأصـداء
النص الثالث :
ريان
ريَّانُ.. يا شهرَ التُّقى ريَّانُ *** أبوابُهُ فُتِحَت لنا.. وجِنانُ
بنَهارهِ صامَ التُّقاة لربِّهم *** وبلَيْلهِ قامَتْ له الأبدانُ
شهرُ الصَّلاةِ على الحبيبِ المصطفى *** كَم يحلو في ذِكْرِ الحبيبِ لِسانُ
نَهرَ التِّلاوةِ كم روَيْتَ عِطاشَنا *** عَذبًا وزمزمَ.. إنَّهُ القرآنُ
وتَضوَّعَتْ للذاكرينَ نفوسُهم *** بالذِّكر.. يَصفو للمُحبِّ كِيَانُ
رمَضانُ يا شهرَ التَّواصل والإخا *** كم يَحلو فيكَ الوَصلُ؛ يا رمضانُ
وتعطَّرَتْ بالحُبِّ منك قلوبُنا *** واستبشرَتْ بِهِلالِك الأكوانُ
شهرُ البطولةِ كم سَقى تاريخَنا *** غيمُ الصَّحابةِ.. هاطلٌ هتَّانُ
شهرُ الجهادِ.. فكَم عَلَتْ راياتُهُ *** للمُسلِمينَ.. وكَمْ عَلاهُ سِنانُ
"بدرٌ" وما بدرٌ سِوى نصرٍ أتى *** فاهتزَّ مِن تاج العِدا أركانُ
"فتحٌ بمكَّة" قادَهُ خيرُ الوَرى *** الله أكبر.. قد هوَتْ أوثانُ
الذِّكرَياتُ تَفوحُ مِن أرجائهِ *** كالمِسْكِ قد فاحَتْ به الأوطانُ
عشرٌ أواخِرُ.. كم يَتوقُ عِناقها *** يعلو بحبِّ جَلالِها الإيمانُفيها
لَيالي القَدْر.. ألفٌ وَزنُها *** فيها سَلامُ مَن اهتَدى وأمَانُ
يا ربِّ بلِّغني الصِّيامَ، وأمَّتي *** فرَحٌ.. يَزفُّ سُرورَه الرَّحمَنُ
لِتَعودَ مِن بَعدِ الجراح.. عزيزةً *** وتُغنَّى في أمجادِها الألحانُ