https://mrkzgulfup.com/do.php?img=86367

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 37

الموضوع: ☆♧~°قصص ومواقف من حياة رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم°~♧☆

  1. #1
    كاتبة ومتذوقة قصص وروايات الصورة الرمزية قائد الغزلان
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    أحب وطني!!
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    23,156
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    ☆♧~°قصص ومواقف من حياة رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم°~♧☆






    يا رب صل على الذي لولاه ما
    كان الوجود بأسره موجودا
    طه الذي خصصته بمحاسن
    سلب الكليم بها وهيم هودا
    في يوم مولده السماء تزينت
    والكون أصبح بالحبيب سعيدا


    والارض زال الشؤم عنها والبلا
    أضحت به من بعد بؤس عيدا
    وازال عنا الإصر والاغلال وال
    اسواء فارقت الديار بعيدا
    والخير عم بلادنا بمحمد
    والسعد هل على الديار جديدا
    هو دينه ماحي الضلال ومن به
    صار الاله موحدا معبودا

    اخووني وأخواتي الأعزاء. كل عام وأنتم بألف خير وكافة أمة محمد صلى الله علية وسلم
    بمناسبة السنه الهجرية الجديدة

    متمنين للجميع عاماً مملوء بصحة والعافية والنجاح الدائم

    فلهذا قررت إدارة سبلة القصص والروايات بفتح فعالية

    بعنوان قصص ومواقف من حياة رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم

    متمنين منكم التفاعل المطلوب


    ونسأل الله العلي العظيم ان يجعلكم من طال عمره وحسن عمله إنه قريب مجيب


    اللهم امين

    مع تحيات إدارة سبلة القصص والروايات






    التعديل الأخير تم بواسطة قائد الغزلان ; 25-10-2014 الساعة 12:16 PM

    •   Alt 

       

  2. #2
    كاتبة ومتذوقة قصص وروايات الصورة الرمزية قائد الغزلان
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    أحب وطني!!
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    23,156
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)



    ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

    في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول من عام الفيل سنة 571 خمس مائة وإحدى وسبعين للميلاد ، حدث في الارض أمرعظيم أمرجلل ، رُجِمَت فيه الشياطين وَحُرِسَت فيه السماء ، قيل أنه سقطت أربع عشرة شُرفة من إيواني كِسرا ، وانطفأت نار الماجوس ، يقول " حَسَّانْ إبن ثَابْت " كنت صبيا في المدينة وتسمى قديما يثرب ، يقول كنت ألعب مع الصبيان لكنني أعقل، يقول في هذا اليوم ندى يهودي على أطُمٍ من الاطام ،
    يامعشر يهود يامعشر يهود يقول ، فاجتمع اليهود حوله قالوا ما الخبر ، قال ظهر اليوم نجم أحمد ظهر اليوم نجم أحمد ، نعم سيحصل الآن أمر غريب أعظم ولادة في تاريخ البشرية إنه ميلاد من ، إنه يوم ميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، هنا أذِنَ الله أن تُرْحَمَ البشرية به ، أعظم ميلاد ميلاده ، وأسهل ولادة كانت ولادته ، لما وُلِدَ محمد صلى الله عليه وسلم ، في ذلك اليوم ، تقول أمه آمنة ، لقد أضاء نور إلى السماء رأيت في ذلك النور قصور الشام ، كأن دولته وأمته ستمتد إلى الشام رأتها أمه في ذلك اليوم ،أي لحظة تلك التي تمر فيها البشرية ، أي سعادة أرسلها الله للكون بولادة أحمد عليه الصلاة والسلام ،
    أي نور سطع في كون ذلك الزمان بولادة محمد صلى الله عليه وسلم ، الله اكبر الله أكبر يوم وُلِد محمد ، ذلك اليوم هو اليوم السعيد ، سمع بالخبر بعد ولادته من ، وهو يولد برعاية الرب عز وجل وبعناية الله جل وعلا ، ويصنعه الله على عينه ، وُلِدَ محفوظا وُلِدَ معصوما وُلِد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، سمع بالخبر جده عبد المطلب ، فأسرع وهو يسمع صوت الطفل الذي وُلِد للتوا ، النور الذي خرج للبشرية ، ، الذي مات أبوه قبل أن يولد ، فإذا بالطفل يُعطى لجده عبد المطلب فيأخذه ويشمه شمة ، ويقبله ثم يُسرع به إلى البيت يطوف به ، يطوف بمن ،
    يطوف بالطاهر المطهر ، يطوف بالمصطفى عليه صلوات الله وسلامه ، الذي تصلي عليه الملائكة في السماء ، الذي يصلي عليه الرب عز وجل ، فإذا بعبد المطلب يحمل هذا الطفل يطوف به حول البيت ويُدخله داخل البيت فرحا مسرورا سعيدا مستبشرا بهذا الطفل الذي ولد ، ثم رجع به مرة أخرى يدفعه إلى أمه آمنة التي فرحت فرحا عظيما بميلاد ذلك الطفل الرضيع ، إذا به يدفعه إلى أمه آمنة ، وهو يقول لها سميته محمدا سميته محمدا ، فيالسعادة البشرية في ذلك اليوم.
    بدأ البحث عمن يُرضِع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان في تلك الفترة نِسوة من " بني سعد بني بكر" جئن إلى مكة يبحثن عمن يَرْضَعْنَهُ ، وكان في الجمع إمراة إسمها " حليمة السَّعدية " وكانت قد ركبت أثاناً لَهَا حِمار ، وكانت السنة ، سنة قحط وجدب ، سنة لَم تمر عليهم مثلها ، حتى أن حليمة وزوجها " الحارث إبن عبد العُزى " كان معها ولهما طفل صغير للتو مولود ، تقول حليمة لم يكن في ثدي ما يشبع طفلي ، كيف تبحث عمن ترضعه ، تقول حتى أن طفلي كان يبكي الليل كله فلم نكن ننام الليل من شدة بُكائه من الجوع هذا طفلها ، فكيف تبحث عمن ترضعه ،
    تقول حتى وصلنا إلى مكة تقول فما مِنَّا من إمراة إلا وعُرِضَ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترضعه فرفضن جميعا ، لِمَ ، لمَّا عَلِمْن أنه يتيم ، وماذا نصنع بطفل يتيم ، ليس له أب وماذا يصنع جده وماذا تنفع أمه تقول ، تركناه جميعنا وبحثنا عمن نرضع ، فكل واحدة من صاحباتي وجدت من ترضعه وذهبت به ، وبقيت أنا لم أجد أحدا ، فقد كانت هزيلة ضعيفة حليمة تقول ، فقلت لزوجي والله إني أكره أن أرجع إلى صاحباتي بغير طفل أرضعه ، والله لأرجعن إلى اليتيم فأخذه فقال زوجي الحارث ، إفعلي فلعل الله أن يجعل فيه بركة ، تقول فأخذت محمدا وإني لَكَارهة ، لكني لم أجد غيره تقول ، فأخذته صلى الله عليه وآله وسلم فرجعت إلى رحلي إلتحقت بالقافلة بالصُحبة ، لأرجع الى بلدي تقول ،
    فما إن وضعته في حجري إلا وأقبل ثدي فشرب حتى روي ، تقول فألقمته لمن ، لأخيه الطفل الجائع تقول ، فشرب حتى روي أخوه تقول ، فناما ولم يكن إبني قد نام منذ أيام ، تقول فلما أصبحنا قال زوجي إن النسمة التي أخذتيها فيها بركة ، فقالت حليمة إني لارجوا الله ذلك ، تقول حتى الشاة التي كانت معنا ليس فيها قطرة من لبن تقول ، قد إمتلأ ضرعها ، ضرع شاتها تقول ، حتى الاثان الحمار الذي أركبه تقول ، أسرع حتى قال النسوة لحليمة أربِعي علينا يا حليمة ، أين الحمار الذي جئت به ، وين الحمار الذي جئت به إلى مكة قالت إنه هو فقالت النسوة ، والله إن لهذا الحمار شئنا ، القضية ليست في الحمار ولا الشاة ولا اللبن ، إنه أفضل من خلق الله جل وعلا ،
    إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ما حلَّ مكانا إلا وبُورِكَ فيه ، تقول فسرنا أياما حتى وصلنا إلى بلادنا بلاد سعد بني بكر، تقول فلما وصلنا بلادنا وكانت سنة جدباء شهباء قد القحط أكل الاخضر كله ولم يُبقي لنا لبنا ولا ضرعا ولا طعاما ، تقول فما إن وصل محمد صلى الله عليه وسلم حتى إمتلئت شياهنا لبنا ، فصارت شِباعا وكنا نفرح بها كل يوم وترجع قد إمتلئت فنحلب ونشرب ، وأرضع أبنائي ولا ينقصنا شيء ، أما جيراني تقول فكانت شياههم جياع حتى أنهم ينظرون إلي فيقول بعضهم لبعض ، سرحوا غنمكم مع غنم بنت " أبي ذئيب" ي
    قصدون حليمة ، تقول حليمة فإنهم ليسرحون الغنم مع غنمي فترجع غنمي شباعا وأغناهم جياعا ، هذا اللبن ليس لحليمة هذا اللبن ليس لهذه الشياه هذا اللبن ليس لهذا المكان ، إنما هو ببركة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تقول ، مرت علينا سنتان من الخير والبركة لم نرى مثلها، وبعد أن تم فِصاله سنتان تقول إضطررت أن أرجعه إلى أمه ، وإني لكارهة تقول ، فلما أرجعته إلى أمه آمنة وأوصلته إليها قالت ، قلت لامه إبقيه عندنا فإني أخاف عليه مرض مكة وأمراض مكة ، فلم ترضى أمه فألححت عليها حتى قبلت تقول ، فأرجعته أريد بركته ، وأحبته حليمة تقول ، فلما رجع عندنا وكان يلعب مع أخيه فجأة جاء رجلان يلبسان ثيابا بيضا ،
    فخاف أخ محمد في الرضاعة فأسرع إلى أمه حليمة يناديها تقول فرجعنا ، فإذا بمحمد قد أمسكه رجلان يلبسان ثيابا بيضا ليس برجلين ، إنهما ملكان تقول ، فأمسكاه واطجعه على الارض وشقا صدره وأخرجا قلبه وغسلاه بماء في قسط ثم أرجعاه مكانه ، وإذا بصدره مرة أخرى يلتئم ، تقول حليمة فلما وصلنا إليه نظرنا إليه قد إنتقع لونه ، تغير وجهه تقول ، فضممته وأرجعته الى الخِباء وإني عليه لخائفة.
    لما رأت حليمة أم النبي بالرضاعة ماحصل لهذا الغلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم من شق صدره خافت وخاف زوجها فقال ، لها زوجها أب النبي بالرضاعة قال ، قد علمت ما أصابه وربما يظهر عليه أمر يضره فأرجعيه وألحقيه بأهله ، فأسرعت حليمة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمه آمنة فدخلت عليها فقالت آمنة ، ما الذي جاء بك قالت ، قد بلغ الله بإبني وَأدَّيْتُ الذي علي وَخِفتُ عليه الاحداث ، فجئتك به كما تُحبين قالت أمه ، قد كنت حريصة عليه ياحليمة قالت نعم ، قالت هناك أمر آخر فأخبرني ، فلم تزل بها حتى أخبرتها حليمة بحادثة شق الصدر فقالت أمه ماخافت ، قالت أم النبي لحليمة أخشيت عليه الشيطان ،
    خِفت عليه من الشيطان قالت نعم ، والله خِفت عليه ، فقالت آمنة بكل ثقة قالت ، ما للشيطان عليه من سبيل ما للشيطان عليه من سبيل ، إنه سيكون لابني هذا شأن عظيم ، ثم قالت لها هل تردين أن أخبرك بخبره قالت أخبرني ، قالت رأيت حين حملت به خرج نور أضاء لي قصور بُصرى بالشام ، ولم أسمع بحمل أسهل من حملي به ، سيكون لهذا الغلام شأن عظيم ، عاش نبينا في حظن أمه وَكَنفِها ورعايتها حتى بلغ ست سنين.
    عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كنف وحضن أمه آمنة حتى إذا بلغ ست سنين ، أرادت أمه أن تُفرحه فذهبت به إلى أخواله " بني عدي بني النجار " في المدينة ، ىسافرت به من مكة إلى المدينة وعمره ست سنين ، ما أجمل هذا الغلام وما أحلاه ، حياته سعادة يذهب إلى أخواله فيرونه ما أجمل هذا النور الذي يخرج من هذا الوجه الصغير ، بعد أن فرح الغلام بأخواله رآهم ورأوه وفرحوا به ، أرادت أمه أن ترجع به مرة أخرى إلى مكة ، خرجوا من المدينة وفي الطريق في منطقة إسمها " الأبواء " تعبت أمه ومرضت وفي تلك اللحظات قبض الله عز وجل روحها ، والغلام صغير
    لكنه يعقل لم يرى أباه أبوه مات قبل ولادته ، أما أمه فقد فُجِع بها وهو غلام لم يتجاوز السادسة من العمر ، أمه تموت أمام عينيه أمه تدفن " بالأبواء " يا الله من له في هذه الدنيا أبوه فارق الدنيا قبل أن يولد ، وأمه تفارق الدنيا وعمره ست سنين ، أي مصيبة ألمت بهذا الغلام الصغير أي كارثة حلت به ، فقد والديه وهو في هذا العمر ، يالله يالله كيف كان يشعر بأبيه وأمه وهو في هذا السن ، الرب عز وجل يرعاه والرب عز وجل يحفظه ، لكن الألم شديد والمصيبة كبرى ، دُفِنَت أمه فيالله أي حزن خيم على ذلك القلب الصغير ، ثم اُخِد بالنبي صلى الله عليه وسلم واُرجِع إلى مكة فاقدا لوالديه.
    بعد وفاة أمه عليه الصلاة والسلام تكفل به جده وعمره ست سنين ، جده عبد المطلب إبن هاشم سيد مكة يتكفل بمحمد صلى الله عليه وسلم ذو الست سنوات ، ويجعله مع أبنائه البقية أعمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت لعبد المطلب عادة كل يوم إذا بدأ الظل في الكعبة ، كان ابناءه أعمام النبي كانوا يُفرشون له سجادة في ظل الكعبة ، لكن لايتجرأ أحد أن يجلس عليها حتى يأتي عبد المطلب ، فإذا جلس جلس أبنائه حوله إحتراما له ، إلا ما كان من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو صبي صغير كان يأتي قبل أعمامه ويجلس على السجادة قبل أن يجلس جده عليها عبد المطلب ، فكان أعمامه يحاولون منعه وإبعاده عن السجادة ،
    لكن عبد المطلب ما كان يرضى وكان يقول لابنائه دعوه دعوه فإن لهذا الغلام شأن عظيم فإن لهذا الغلام شأن عظيم ، فكان يُقَرِّبُ محمدا وهو غلام صغير ست سنوات، يقربه إليه فيمسح رأسه ويمسح ظهره ، هكذا كان يحبه عبد المطلب ، لكن لم يظل النبي عنده إلا سنتين فلما بلغ الثمان سنين توفى الله عز وجل عبد المطلب ، أيضا فجِع النبي بجده ، لم يرى أباه وفجِع بأمه والان بجده عبد المطلب ، فتكفل به عمه أبو طالب ، عبد المطلب كان قد تولى كفالة ورعاية زمزم ، فلما توفي عبد المطلب تولى رعاية والإشراف على زمزم إبنه العباس ، وظل آل العباس إلى يومنا هذا ، هم الذين يُشرفون على زمزم وشؤونها ، ظل نبينا عليه الصلاة والسلام في رعاية عمه أبي طالب إلى أن شب وَكَبِرَ.
    ظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رعاية وعناية عمه أبي طالب ، وكان أبو طالب يحبه من بين أبنائه ورعاه رعاية كبيرة ، حتى أنه كان يعلمه ويدربه منذ الصغر على التجارة ، ولما قرر أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب إلى تجارة إلى الشام ، أخذ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكان عمره إثنا عشر عاما ، سارت القافلة إلى الشام ، ووصلت إلى منطقة تسمى " بُصْرَى " في الشام ، فلما وصلت تلك القافلة كان هناك ِديرٌ لِرَاهِب ، وما كان يخرج من ديره كان يتفرغ للعبادة ، لكنه لما رأى تلك القافلة خرج ، وذهب إلى تلك القافلة يترقبها وينظر إليها حتى وصل إلى محمد صلى الله عليه وسلم ،
    كان غلاما إثنا عشر سنة ، فنظر بين كتفيه فوجد علامة ، فتأكد الراهب فسأل ، من الوصي على هذا الغلام فدُلَّ على أبي طالب ، قال من أنت قال أنا أبوه ، فقال الراهب لا ما كان لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ، قال إنه إبن أخي ، قال الان صدقت الان صدقت ، قال وما تقول ، قال ما من حجر ولا شجر مررتم عليها في طريقكم إلا خرُّواْ سُجَّداً ، وما كانوا يسجدون إلا لِمرور نبي ، ثم قال وقد رأيت علماته ، هذا سيكون سيدا للعالمين هذا سيكون رحمة للعالمين { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } وأكرمهم ذلك الراهب وضيفهم ، ما كان يفعلها لاي قافلة تمر ،
    ثم بعد أن أكرمهم سأل ابي طالب أين ستذهبون به بهذا الغلام ، قال إلى تلك المناطق نبيع ونشتري تجارة ، فقال له الراهب لا تفعل لا تفعل فإني لا آمان عليه ، إن عَلِمَ أحد بأمره سيكيدون له شرا، قال وماذا أصنع ، قال إني ناصح لكم أن ترجعوا بهذا الغلام إلا مكة ولا تذهبوا به إلى تلك الاماكن ، وأخذ أبو طالب بنصيحة هذا الراهب وإسمه " بُحَيْرَى " وأرجع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم برفقة بعض الرجال أمَّنَهُم ثم رجعوا به إلى مكة آمنا سالما حتى لايُصاب بأذى ، هكذا بدأت علامة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، تظهر للناس وبدأت الامور تتكشف شيئا فشيئا فهو يكبر لكن لا كغيره من أقرانه.
    لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشرين من العمر حصل في قريش معركة ، وسبب هذه المعركة أن قريش وكِنانة وهي في طرف ، رجل منهم قتل بعض الرجال من قبيلة تسمى " قيس عيلان " فحصل بينهم معركة في عُكاظ ، وثارت المعركة ، وحصد كل من الفريقين قتلى من الاخر ، وكان النبي في العشرين من عمره وقد شارك في هذه المعركة ، وكان يُجهز النبل لأعمامه ، وثارت هذه المعركة حتى كثر القتلى من الطرفين والمصيبة أن المعركة حصلت في الاشهر الحُرم ، ولهذا سميت هذه المعركة معركة " الفِجار " فقد فَجَرَ الناس فيها وقاتلوا في الاشهر الحُرم التي كانوا يحرمون فيها القتال ، حتى إذا قرب النهار على الانتهاء إتفق الطرفان على أن يُوقِفوا القتال ، ويحسب القتلى من الطرفين ، فإذا كان قتلى أحد الفريقين أكثر أعطاهم الفريق الاخر دِيَة ليسدّدوا ثمن قتلاهم ،
    بعد هذه المعركة حصلت أمر أيضا في مكة جاء رجل من " زبيد " ببضاعة إلى الحرم يبيعها فاشتراها منه رجل إسمه " العاص إبن وائل السهمي " فلما إشترى البضاعة لم يُعطيه الثمن ، حاول به فلم يُعطيه فذهب إلى الناس ، يريد من ينصره ومن يُعينه على أخذ ثمن هذه البضاعة ، فلم يُعطيه أحد أي قوة يستنصر بها على من ظلمه وهو العاص إبن وائل ، فذهب الرجل المظلوم الزبيدي إلى جبل " أبي قبيث " فعلاه وصرخ بأعلى صوته وقال شعرا يستنصر الناس فسمعه من الزبير إبن عبد المطلب ،
    قال مالك ، فأخبره بالخبر ، فصرخ الزبير قال أيها الناس ما بالكم رجل يأتي إلى الحرم وتأخذون أمواله ويُظلم ولا ينصره أحد منكم ، فتداعا الاشراف ، أشراف القبائل بعد معركة الفِجار وبعد ما حصل من ظلم هذا الرجل تداعا الاشراف من قريش أشراف القبائل من " بني هاشم بني عبد المطلب " وزهرة " وَتَيْن " وغيرهم من الاشراف ، تداعوا إلى حِلْفٍ سُمي حِلْفُ "الفضول " عُقد في بيت " عبد الله إبن جدعان " وهذا رجل شريف سيد من السادات ، وكان بين الحاضرين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، يحضر لأنه الصادق الامين ، يحضر لأن الناس تحب كلامه ومنطقه ، يحضر لأنه أهل لأن يحضر مثل هذا الحلف ، وأي حلف تعاقدوا عليه ،
    تعاقدوا على أنه لا يأتي إلى الحرم مظلوم سواء كان من أهل مكة أو من غير أهلها إلا وانتصرت له مكة قريش وقبائلها ، تنتصر للمظلوم ممن كان سواء كان من أهل قريش أو من غير أهل قريش ، وهكذا يقول النبي عن هذا الحلف الذي كان من أعظم الاحلاف في ذلك الزمان ، بل لم يكن أحد من العرب يفكر في حلف مثل هذا ، يقول لقد دعيت إلى حلف في دار عبد الله إبن جدعان ، ما أحب أن يكون له به حبر النعم ، لو أعطيت بدل حضور هذا الحلف أموال كثيرة جدا ما رضيت وما قبلت ،ثم قال عليه الصلاة والسلام لو دعيت إليه في الاسلام لقبلت ،
    أي أقبل حضور أي حلف ممن كان إذا كان لِنصرة المظلوم ، هكذا كان عليه الصلاة والسلام يهتم بالمظلوم ولا يُبالي بمن يدعو لِنصرة المظلوم سواء كان مسلما أو غير مسلم ، المهم أن ينصر المظلوم ،فانتشر بين القبائل وانتشر بين العرب أن هذا الحرم حرم وأن أهل مكة سيقومون مع المظلوم وينصرونه مهما كان ، سواء كان منهم أو كان من غيرهم ، وهكذا إرتفعت مكانة قريش وقبائلها ، وارتفعت مكانة سادتها وأشرافها بين القبائل ، أي أنها تنصر المظلوم ، عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش يتيما في بدايته فأواه الرب عز وجل، كان لا يملك شيئا من المال وكان يرعى الغنم وما من نبي إلا رعا الغنم ، كان يرعى الغنم ويُعطى قراريص يأكل منها عليه الصلاة والسلام ، لما كبر شيئا ما ، بدأ يعمل بالتجارة وحصل على بعض الاموال يعمل فيها ، فأغناه الرب عز وجل ، حفظه الرب في صِغره { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً } فقيرا { وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } حفظه الرب عز وجل في صغره كان يتيما فأواه الرب وحفظه ، وكان عائلا فقيرا فأغناه ربنا جل وعلا.


  3. #3
    كاتبة ومتذوقة قصص وروايات الصورة الرمزية قائد الغزلان
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    أحب وطني!!
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    23,156
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)



    قد نشأ - صلى الله عليه وسلم – يتيماً ، حيث توفّي والده عند أخواله في المدينة قبل مولده ، فتولى أمره جدّه عبد المطلب ، الذي اعتنى به أفضل عناية ، وشمله بعطفه واهتمامه ، واختار له أكفأ المرضعات ، فبعد أن أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب ، دفع به إلى حليمة السعدية ، فقضى النبي – صلى الله عليه وسلم – الأيّام الأولى من حياته في بادية بني سعد ، ليلقى من مرضعته حليمة كل عناية ، مع حرصها على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين ، لما رأت من البركة التي حلّت عليها بوجوده – صلى الله عليه وسلم - ، حيث امتلأ صدرها بالحليب بعد جفافه ، حتى هدأ صغارها وكفّوا عن البكاء جوعاً ، وكانت ماشيتها في السابق لا تكاد تجد ما يكفيها من الطعام ، فإذا بالحال ينقلب عند مقدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى زاد وزنها وامتلأت ضروعها باللبن ، ومن أجل ذلك تحايلت حليمة لإقناع والدة النبي – صلى الله عليه وسلم – بضرورة رجوعه إلى البادية بحجّة الخوف عليه من وباء مكّة .
    وهكذا أمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – سنواته الأولى في صحراء بني سعد ، فنشأ قوي البنية ، سليم الجسم ، فصيح اللسان ، معتمداً على نفسه ، حتى كانت السنة الرابعة من مولده ، حين كان - صلى الله عليه وسلم – يلعب مع الغلمان وقت الرعي ، فجاءه جبريل عليه السلام مع ملك آخر ، ، فأمسكا به وشقّا صدره ، ثم استخرجا قلبه ، وأخرجا منه قطعة سوداء فقال جبريل : " هذا حظ الشيطان منك " ، ثم غسلا قلبه وبطنه في وعاء من ذهب بماء زمزم ، ثم أعاده إلى مكانه ، والغلمان يشاهدون ذلك كلّه ، فانطلقوا مسرعين إلى مرضعته وهم يقولون : " إن محمداً قد قُتل، وأقبل النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يرتعد من الخوف ، فخشيت حليمة أن يكون قد أصابه مكروهٌ ، فأرجعته إلى أمّه ، وقالت لها : " أدّيت أمانتي وذمّتي " ، ثم أخبرتها بالقصّة ، فلم تجزع والدته لذلك ، وقالت لها : " إني رأيت خرج مني نورٌ أضاءت منه قصور الشام " .
    وبهذه الحادثة الكريمة ، نال -صلى الله عليه وسلم- شرف التطهير من حظ الشيطان ووساوسه، ومن مزالق الشرك وضلالات الجاهليّة ، مع ما فيها من دلالةٍ على الإعداد الإلهيّ للنبوّة والوحي منذ الصغر .
    ومكث النبي – صلى الله عليه وسلم - في مكّة يتربّى في أحضان والدته ، ولما بلغ عمره ست سنين توفيت أمه في قريةٍ يُقال لها " الأبواء " بين مكّة والمدينة ، فعوّضه جدّه عبدالمطلب حنان والديه ، وقرّبه إليه وقدّمه على سائر أبنائه ، وفي يومٍ من الأيام أرسل عبدالمطلب النبي – صلى الله عليه وسلم – للبحث عن ناقة ضائعة ، فتأخّر في العودة حتى حزن عليه جدّه حزناً شديداً ، فجعل يطوف بالبيت وهو يقول :
    رب رد إلي راكبي محمدا رده رب إلي واصطنع عندي يدا
    ولما عاد النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له : " يا بني ، لقد جزعت عليك جزعاً لم أجزعه على شيء قط ، والله لا أبعثك في حاجةٍ أبداً ، ولا تفارقني بعد هذا أبداً " .
    واستمرّت هذه الرعاية طيلة سنتين حتى توفّي عبدالمطلب وللنبي – صلى الله عليه وسلم – ثمان سنين ، فكفله عمّه أبو طالب وقام بحقه خير قيام ، وقدمه على أولاده ، واختصّه بمزيد احترام وتقدير ، ولم يزل ينصره ويبسط عليه حمايته ، ويُصادق ويُخاصم من أجله طوال أربعين سنة ، حتى توفّي قبيل الهجرة بثلاث سنين .
    ومن هنا نرى كيف توالت الأحزان في طفولة النبي - صلى الله عليه وسلم – وتركت أثرها في قلبه ، وهو جزءٌ من التقدير والحكمة الإلهيّة في إعداد هذا النبي الكريم ؛ حتى لا يتأثّر بأخلاق الجاهلية القائمة على معاني الكبر والاستعلاء ، فكانت تلك الأحزان سبباً في رقّة قلبه واكتسابه لمكارم الأخلاق ، حتى صدق فيه وصف خديجة رضي الله عنه : " يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم ، ويُقري الضيف ، ويُعين على نوائب الحق " .



  4. #4
    شاعرة بالسبلة العٌمانية الصورة الرمزية فاطمة حميد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    3,204
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    فعاليه رائعة والقصص في حياة الرسول الكريم كثيرة
    ومواقف جميلة لنا فيها العبر والحكم

    مستمتعون بالمتابعة والمشاركة بإذن الله

    ربي يسعدك .....
    برالوالدين قصة تكتبها أنت..............

    ويرويها لك أبنائك , فأحسن الكتابة

  5. #5
    مثالي السبلة الصورة الرمزية عذووووبه
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    ظفار♡
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    12,586
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    جزاك الله خير
    رُغّمَ الّدَاءٍ وَالَعَدَاءٍ كُنْ كَالَنْسَرَّ فًيَ قُممَ الّسَمِّاءً
    لَا شَئٌ يُدَعَوَ لَلَأَسُفَّ وَ لَا شَئٍ يُدَعَوَ للَّبكِاءً
    إِنَّطَلِقَ تَكُلِّمْ لَا تَخَفً مْا دَمِتَ تِحَلَّمَ بِالّبِقَاءً
    غَيُرُّ حَيُاتِكُ
    وَاعٍتَرَفَّ أَنَّ الْإِرَادَةَ كُبِرَيّاءً

  6. #6
    vip السبلة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    115,731
    Mentioned
    216 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    1
    يسلمووووو عزيزتي عالموضوع الجميل ،،
    جزاك الله خيراً
    ...


    لـ نفسي

    خالفي الورد وأزهري في كل الفصول


    إن كُنْتَ تَحْمِلُ في قلبِكَ عتباً تِّجاهي صارِحني بِه 🌸

    ...

  7. #7
    موضوع جميل بشارك معكم
    يعطيكم الف عافية

  8. #8
    أما ترضى ان اكون لك أبا؟؟





    خرج الرسول يوما لاداء صلاة العيد فرأى اطفالا يلعبون ويمرحون ولكنه رأى بينهم طفلا يبكي وعليه ثوب ممزق فاقترب منه وقال (( مالكَ تبكي ولاتلعب مع الصبيان))؟؟
    فاجابه الصبي : ابها الرحل دعني وشأني ، لقد قتل ابي في حدى الحروب الاسلامية وتزوجت امي فأكلوا مالي واخرجوني من بيتي فليس عندي مأكل ولامشرب ولاملبس ولابيت آوي إليه !! فعندما رايت الصبيان يلعبون بسرور تجدد حزني فبكيت على مصيبتي .
    فأخذ الرسول بيد الصبي وقال له : (( اما ترضى ان اكون لك ابا وفاطمة اختا وعلي عما والحسن والحسين اخوين ؟؟؟))
    فعرف الصبي ( اليتيم ) الرسول وقال : كيف لا ارضى بذلك يارسول لله !!
    فاخذه الرسول (ص) الى بيته وكساه ثوبا جديدا واطعمه وبعث في قلبه السرور . فركض الصبي الى الزقاق ليلعب مع الصبيان . فقال له الصبية : لقد كنت تبكي فما الذي جعلك ان تكون فرحا ومسرورا ؟؟؟
    فقال اليتيم : كنت جائعا فشبعت وكنت عاريا فكُسيت وكنت يتيما فأصبح رسول لله ابي وفاطمة الزهراء اختي وعلي عمي والحسن والحسين اخوتي .
    فقال له الصبيان : ليت آبائنا قُتلوا في الحرب لنحصل على هذا الرشف الذي حصلت عليه انت . وعاش هذا الطغل في كنف حماية رسول الله (ص) حتى توفي الرسول (ص) .
    فلما وصل اليه خبر وفاة الرسول ، خرج من البيت يضج ويبكي ويهيل التراب على رأسه وهو يقول : الآن صرت يتيما............ الآن صرت غريبا . فقام بعض الصاحبة بتبنيه.

    عينُ جودي بدمعة تسكاب ******* للنبي المطهر الاوابِ

  9. #9
    ن الصلاة على النبي تنفعنا

    عندما نصلي على النبي (ص) فور إستماع أسمه ، نقوم بذلك العمل لحاجتنا الى الصلاة عليه (ص) ، ولا حاجة منه إاليها .
    {{ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }} ، وتريد منا هذه الاية الكريمة ان نشارك الملائكة في الصلاة على محمد (ص) لتكون لنا وسيلة للتقرب الى الله عزوجل .فكلما اكثرنا في الصلاة على النبي (ص) كفر الله عنا المزيد من سيئاتنا وازددنا تقربا الى الله عزوجل فكأننا صلينا على انفسنا اي أن ثوابها سيضاعف لنا عشرة اضعاف .فقد ورد عن الرسول الله (ص) :: (( من صلى علي ّ مرة واحدة اصلي عليه عشرة من امثالها )).إذن علينا ان ندوام في الصلاة على محمد آل محمد (ص) قدر استطاعتنا .بلغ العُلى بكماله ......... كشف الدُجى بجماله حُسنت جميع خصاله ........ صلوا عليه وآله


    لو كنت ادري لما صليت على جثمانه


    مات احد المسلمين فصلى النبي على جثمانه.
    ثم سأل النبي : هل له اطفال وهل ابقى لهم شيئا من المال بعد وفاته ؟؟
    فأجابوا : نعم عنده عدة اطفال ولكنه لم يترك لهم شيئا من المال لانه انفق جميع ثروته في سبيل لله قبل وفاته .
    فقال النبي : لو قلتم لي قبل الصلاة لما صليت على جثمانه لانه ترك اطفاله جياعا بين الناس .
    يقول الفقهاء : حتى اذا اردت ان توصي بإنفاق اموالك في سبيل لله ، عليك ان توصي بالثلث لان وصيتك غير نافذة بأكثر من الثلث .

    وصلوا على محمد وآل بيته الطاهرين

  10. #10

    روى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما، خرجوا من مكة ومَرّوا على خيمة امرأة عجوز تُسمَّى (أم مَعْبد)، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتُطعِم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئاً. نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد نَفِدَ زادهم وجاعوا.
    سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- أم معبد: (ما هذه الشاة يا أم معبد؟)
    فأجابت أم معبد: شاة خلَّفها الجهد والضعف عن الغنم.
    قال الرسول -صلى الله عليه و سلم-: (هل بها من لبن؟)
    ردت أم معبد: بأبي أنت وأمي ، إن رأيتَ بها حلباً فاحلبها!.
    فدعا النبي -عليه الصلاة و السلام- الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمَّى الله -جلَّ ثناؤه-، ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رِجليها، ودَرَّت. فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، و سقى أصحابه حتى رَوُوا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلبَ في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها ... وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق أعنُزاً يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن!!.
    قال لزوجته: من أين لكِ هذا اللبن يا أم معبد و الشاة عازب (أي الغنم) ولا حلوب في البيت؟!!.
    أجابته: لا والله، إنه مَرَّ بنا رجل مُبارَك من حالِه كذا وكذا.
    فقال لها أبو مـعبد: صِفيه لي يا أم مـعبد !!.
    أم معبد تَصِفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلَجَ الوجهِ (أي مُشرِقَ الوجه)،لم تَعِبه نُحلَة (أي نُحول الجسم) ولم تُزرِ به صُقلَة (أنه ليس بِناحِلٍ ولا سمين)، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دَعَج (أي سواد)، وفي أشفاره وَطَف (طويل شعر العين)، وفي صوته صحَل (بحَّة و حُسن)، و في عنقه سَطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، أزَجُّ أقرَن (حاجباه طويلان و مقوَّسان و مُتَّصِلان)، إن صَمَتَ فعليه الوقار، و إن تَكلم سما و علاهُ البهاء، أجمل الناس و أبهاهم من بعيد، وأجلاهم و أحسنهم من قريب، حلوُ المنطق، فصل لا تذْر ولا هذَر (كلامه بَيِّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحَدَّرن، رَبعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا تقتَحِمُه عين من قِصر، غُصن بين غصين، فهو أنضَرُ الثلاثة منظراً، وأحسنهم قَدراً، له رُفَقاء يَحُفون به، إن قال أنصَتوا لقوله، وإن أمَرَ تبادروا لأمره، محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مُفَنَّد (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخُرافة).
    قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذُكِرَ لنا من أمره ما ذُكِر بمكة، و لقد همَمتُ أن أصحبه، ولأفعَلَنَّ إن وَجدتُ إلى ذلك سبيلا.
    و أصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس، و لا يدرون من صاحبه و هو يقول :
    رفيقين حلا خيمتي أم معبــد
    جزى الله رب الناس خيرَ جزائه
    فقد فاز من أمسى رفيق محمد
    هما نزلاها بالهدى و اهتدت به

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م