سيطر المسلحون الحوثيون على جبل أسبيل الاستراتيجي الواقع بين محافظتي البيضاء وذمار، وسط اليمن امس بعد معارك شرسة مع القبائل ومسلحي القاعدة، خلفت عشرات القتلى، وتمكن الحوثيون من الدخول إلى منطقة المناسح في رداع معقل عناصر القاعدة بمساعدة قوات الجيش حيث تدور معارك عنيفة، في حين رفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجود تشكيلات مسلحة تحت مبرر مكافحة الإرهاب، ودعا الحوثيين إلى سحب مسلحيهم من جميع المحافظات التي احتلوها بما في ذلك صنعاء فورا، متهماً اياهم بتفجير حروب طائفية.
ودعا هادي جماعه انصار الله إلى الانسحاب الفوري من جميع المدن التي احتلوها واحترام اتفاق السلم والشراكة، واتهم الجماعة في اجتماع مشترك لمجلس الدفاع الأعلى والهيئة الاستشارية وبحضور رئيس الوزراء المكلف خالد بحاج «بتعمد إضعاف الدولة والاعتداء على مؤسساتها الشرعية واقتحام الوزارات والشركات النفطية والتمدد المسلح في المحافظات والمديريات، واتخذوا من محاربة القاعدة ذريعة للاعتداء على الغير وتفجير حروب طائفية».
وقال إن «ما تقوم به جماعة أنصار الله من انتشار مسلح في المحافظات والاعتداء على الغير أمر غير معقول وغير مقبول».
وردا على اشتراطات الحوثيين لسحب ميليشياتهم من المدن قال هادي ان «القوات المسلحة والأمن ستواصل جهودها في التصدي للأعمال الإرهابية ومحاربة الجماعات التي تقوم بأعمال إرهابية في أي منطقة من مناطق الجمهورية اليمنية». وأضاف ان القوات المسلحة والأمن هي المعنية بمحاربة الإرهاب والتصدي له ومتابعته في اي مكان وزمان لتطهير البلاد من شروره التي طالت معيشة المواطن وأمنه واستقراره.
المبعوث الدولي
من جهة اخرى بحث هادي امس مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر المستجدات على الساحة اليمنية والتطورات التي تشهدها البلاد خاصة على صعيد تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية والمشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة.
وثمن هادي دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لبلاده في كافة المجالات لتمكينه من تجاوز التحديات الراهنة واستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية. من جانبه أشار المبعوث الأممي إلى أهمية التنفيذ الكامل والدقيق لبنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية وسرعة تشكيل الحكومة الجديدة، داعياً كافة الأطراف والقوى إلى تحمل مسئولياتها في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ اليمن وأن يسهموا جميعاً في بناء اليمن الجديد. وأكد بنعمر اثر وصوله صنعاء اول من امس أن التسريع في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية في اليمن يعد السبيل الأمثل للمضي قدما في التغيير السلمي الذي يصون أمن البلاد واستقرارها.
معارك وقصف
في الأثناء سيطر المسلحون الحوثيون على جبل أسبيل الاستراتيجي الواقع بين محافظتي البيضاء وذمار، وسط اليمن امس بعد معارك شرسة مع القبائل ومسلحي القاعدة، خلفت عشرات القتلى. وقالت مصادر قبلية إن المسلحين الحوثيين وتحت غطاء من صواريخ كاتيوشا أطلقها الجيش اليمني والحرس الجمهوري تمكنوا من الدخول إلى منطقة المناسح بمديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء معاقل ال الذهب الذين يتزعمون عناصر تنظيم القاعدة في المنطقة.
واوضحت المصادر ان عناصر القاعدة انسحبوا إلى منطقة بكلا النائية على الحدود مع محافظة أبين. ووفقا لهذه المصادر فإن الحوثيين استغلوا أيضا انشقاقا في عائلة آل الذهب وادى ذلك إلى مواجهات بين جناحي العائلة أثناء اقتحام الحوثيين لها.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر قبلي يمني قوله إن منطقتي المناسح والجراحي في رداع تتعرضان لقصف مدفعي عنيف من قبل الحوثيين، حيث احترق عدد من منازل مسلحي القبائل دون ذكر سقوط ضحايا. وأشار إلى مواجهات عنيفة شهدتها ضواحي مدينة رداع دون معرفة حصيلة ضحاياها.
غارات
في السياق شنت القوات اليمنية وطائرات اميركية من دون طيار امس ضربات استهدفت مواقع تسيطر عليها «القاعدة» والقبائل المتحالفة معها في البيضاء ما اسفر عن مقتل حوالي عشرين من المقاتلين السنة الذي يواجهون المتمردين الحوثيين، حسبما افادت مصادر قبلية.
في الاثناء ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الرئيس اليمني ان الرئيس عبدربه منصور هادي الحوثيين إلى سحب مسلحيهم من جميع المحافظات، بما في ذلك العاصمة صنعاء فورا، والالتزام بتنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
رفض للمليشيات
أكدت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت رفضها لكافة المظاهر المسلحة بالمحافظة والعنف بكافة أشكاله وصوره، ولأي ميلشيات مسلحة تحت أي مبرر باعتبار مسؤولية الأمن والاستقرار من اختصاص رجال الأمن، مشيرة إلى أن المطالبة بالحقوق المشروعة يأتي بالتعبير السلمي والحوار وفقا لما كفلته القوانين المنظمة لذلك. وطلبت من السكان عدم الانجرار وراء الدعوات المشبوهة والشائعات الزائفة الهادفة إلى جر المحافظة إلى العنف.
اعتراض
قال أحد مستشاري الرئيس اليمني عبد ربه منصورهادي لـ«البيان» ان ممثل الحوثيين في هيئة مستشاري الرئاسة صالح الصماد انسحب من الاجتماع اعتراضاً على مطالبة هادي بإخراج المليشيات من كافة المدن وتأكيده على أنه لن يسمح لاندلاع حرب مذهبية. وحسب المستشار الرئاسي فإن تكتل اللقاء المشترك جدد رفضه لطريقة توزيع الحقائب الوزارية ونسب وتمثيل مختلف القوى. واوضح الصماد ان رئيس الوزراء المكلف خالد بحاح اكد عدم الرغبة في المشاركة في الحكومة ووبالإمكان أن يشكلها حزب الرئيس السابق والحوثيين
رد مع اقتباس
