مدخل ::
ناظرينَ لِلزهور ، آمنينَ بِالأمل ، متأملينَ بحضورِ تلكَ الأيام الجميلة
و لكننا على آونةٍ أخرى نصابُ بِجنونِ الذِكرى ، تجذبُها الأيامُ لنا و تضعها بينَ
طياتها ، فَلا مفرَ لنا مِنها ، و لا مفرَ مِن رياحِ آساها ..
عيني على ذاتِ السعادةِ تاهت ، روحي بينَ نافذةِ الأيامِ مُعلقة ..
ذبولٌ بي حينَ تحتضرُ الذكريات ، جنونٌ يحلُ و لا ألقى للِواقعِ دواءٌ
ينومُ ذاكرتي الماكثة على دروبهم التي قد رحلوا مِنها !
صخبٌ يتعالى و لي قسمٌ مِن أحزانِ الليالي و مِني دمعٌ كادَ أن يجف
فَقد أهدرتُ بِها جداً ، و نفدت كُلُ طاقاتي .. إلا طاقةُ الانتظار
تُحالفُ أوجاعي و تزيدُ دمي جُزيئاتً أمل ممزوجةٌ معَ ألمٍ حالكٍ كَالظلام !
أهوَ الحنينُ حُماهُ ينهكُ روحي ، أمِ الذِكرى بِذاتِها تستلذُ أن تُفتتني شلئاً شلئاً ..
و كم قلتُ آهٌ أودُ عودتهم و كم شهقت أنفاسي و ذابت شمعتي
كم دفئتُ اشتياقي بِأملي و كم نثرَ الشتاءُ مِن بردهِ لِيعبُرَ صبري ..
و حتى شوارعُ لِقائنا ،
تحتويها أنفاسُ الأحاديث التي دارت بيننا ..
و أصواتُ عزفِ الأوجَ الوادِع مِن كُلِ النواحي صداهُ يقترب !
يُصور أطيافهُم هُناك و حينَ تلمحُ الساعاتَ بسمتي .. تتوارى و تتلاشى /
و كعادتي أرتحلُ بِحُزني المسجونُ في عيناي و جنونُ الذِكرى تُلاحقني
أينَ ما حللت و ذهبتُ أبقى مكلومةَ النفس ، فَأرددُ لِنفسي : صبراً جميلاً !
فَلا شيء سَيعود و لا الساعاتُ سَتلين ..
ليلةَ الأمسِ لم تذُق عينايَ مذاقَ النوم و لم تزُرها إغفاءة ، فَبقيتُ
على نافذةَ غُرفتي مُترقبةَ ابتلاج الصُبح و إشراقةُ وجهُ الشمس كيفَ تكون
عَلني ألقى ما يُفككُ مسألةَ مجهولة في داخلي ، و استخلصُ عِطرَ الأمل مِنها !
فَلا زالتِ الحياةُ أمامَ الأنظارِ لم تنتهي ، ظلمٌ إن قتلنا النفسَ بِفعلةِ الحُزنِ الدفين ..
قد أشرقَ الصباح و نامَ الظلام متقلداً رداءَ الحدادِ الذي حواني بهِ ذاتَ يوم
طرقَ بابي الأمل و نسجتُ مِن بسمتهِ عُذري لِنفسي على ما قدمتهُ لها مِن أذى الأسى ..
لم أنهي الذكريات / لم أتركها بينَ مدافنِ النسيان ..
و لكنني ودعتُ الألم و اخترتُ الأمل رفيقٌ لي يعينُ أشلائي لِتعودَ إلى مكانها
فأنا لم أجني مِن الألم إلا زيادةٌ في تقدم محطات التعبِ و الفشل !
لا زالت تُعانقُ روحي الذكريات و لا زالَ كُلُ ما حولي يعيدُ ذاكرةَ الماضي ..
و فجواتُ اليأس تغوصُ ما بينها نبضاتي !
الآنَ يا أملي احتويني .. املئ حياتي .. تمسك بيدي / حتى لا أضيعُ بينَ أنيابِ
الزمان ..
فَحقاً قد كبرت و لكنني لا زلتُ بِقلبِ طفلةٍ تذكرُ ماضيها بينَ الزهور !
حيثُ موطن الخيال البنفسجي / موطن السعادة / موطن اللاحزن
مخرج ::
هدوء يا ضجيجَ الذكريات ، اعزفي قيثارةَ الأمل
كُفي جنونكِ و اطفئي دمعاتي بِلمسةٍ ناعِمة ..
اشعلي شمعةً بريقُها هادئ ..
أحرفي تتقاطرُ مِن اصابعي / شاربةً هيَ مِن احاسيسي
تهديكِ اشتياقها الناعِم ، فَلا تُجازيني بِآلامِكِ القاتِلة !!
.
.
زهرة الأحلام
3/2/2015