أكد خالد البوسعيدي رئيس اتحاد كرة القدم العُماني، أنه لن يقيل المدرب الفرنسي بول لوغوين إيماناً منه بالعمل الكبير الذي قام به منذ توليه المسؤولية. وقال البوسعيدي: من الإجحاف والظلم أن نتنصل من المسؤولية ونجعل من المدرب كبش فداء، ثقتي كبيرة بقدرات وإمكانات المدرب الفرنسي، ولا أرى مبرراً لاستبداله حالياً.
وتعهد البوسعيدي بتقييم مشاركة المنتخب العماني بعد نهاية البطولة، حتى يكون قرار الإبقاء على لوغوين صدر عن طريق القناعة الجماعية، وذكرأن الاتحاد العماني لكرة القدم تعود على تقييم المباريات والبطولات وتحديد أسباب الفشل أو النجاح. نحن نعمل ضمن منظومة علمية ونتبع خارطة طريق واضحة.
وشدد رئيس اتحاد الكرة العماني، على أن الحديث عن إقالة مدرب المنتخب الوطني سابق لأوانه، خصوصاً وأن البطولة لم تنته بعد ولايزال أمام المنتخب العماني مباراة ثالثة أمام المنتخب الكويتي السبت المقبل بنيوكاسل، كما تمسك رئيس اتحاد الكرة العماني بالتعقل في تجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها منتخب بلاده في كأس آسيا وعدم اتخاذ قرارات متسرعة تحت ضغط الجماهير.
عمل دؤوب
وحول مطالبة البعض بسرعة اتخاذ قرار تغيير المدرب عقب الخسارة في أول مباراة في البطولة، دعا البوسعيدي، الى ضرورة الإنصراف الى العمل الدؤوب بدل السقوط في فخ تغيير المدربين. وطالب المسؤولين عن الكرة العربية عامة والخليجية خاصة بالاقتداء بالتجربة الأسترالية التي حققت نجاحات قياسية خلال 12 عاما فقط من بدء لعب كرة القدم.
وأوضح البوسعيدي: كرتنا في منطقة غرب آسيا تتقدم ولكن بخطى السلحفاة بينما تخطو الكرة في شرق آسيا وأستراليا خطوات عملاقة نحو القمة والعالمي، وأضاف: لو تأملنا في النموذج الأسترالي مثلا لوجدنا أن هذا البلد وضع أولاً بنية تحتية رياضية عصرية ثم بدأ في تكوين اللاعبين بالأكاديميات.
وساهمت الثقافة الرياضية للشعب الأسترالي وعقليتهم الاحترافية في النجاح سريعا. ففي أستراليا الرياضي منضبط كلياً في حياته داخل الملعب وخارجه على جميع المستويات: الغذاء ومواعيد النوم وفي أدق التفاصيل.
وتابع البوسعيدي قائلاً: لقد استفادت أستراليا كثيرا من تنظيم أولمبياد 2000 حيث مثل نقطة تحول في مسيرة كرة القدم. لقد اقتنع الأستراليون بضرورة اللحاق بركب المنتخبات العالمية في عالم الساحرة المستديرة وأن الوقت حان لإدراج كرة القدم ضمن الرياضات التي ينافسون على ألقابها. فدشنوا دوريا لكرة القدم وفتحوا أبواب الاحتراف الأوروبي أمام اللاعبين وها هم اليوم مرشحون للفوز بلقب بطولة آسيا.
المظالم التحكيمية
وعن المظلمة التحكيمية التي تعرض لها المنتخب العماني في المباراة الأولى أمام منتخب كوريا الجنوبية عندما حرمه الحكم من ركلة جزاء واضحة، قال البوسعيدي بصفته نائبا لرئيس لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: أخطاء قضاة الملاعب واردة في كل مباراة وبطولة ..
وقد رأينا أخطاء فادحة في مونديال البرازيل، من سوء حظنا كنا ضحية التحكيم في المباراة الأولى، لكني لا أظن أبداً أن الحكم تحامل علينا وتعمد حرماننا من ركلة الجزاء، فالأمر يتعلق بسوء تقدير لا أكثر ويجب علينا ألا نبرر خروجنا بمثل هذه الأسباب غير المنطقية. الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة وعلينا القبول بها.
وذكر البوسعيدي أن لجنة التحكيم في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تقوم بعمل كبير لتطوير مستوى الحكام وتتولى تحليل جميع المباريات وتقدم تقريرا مفصلا للحكام عن الأخطاء التي ارتكبوها. وأشاد بمستوى قضاة الملاعب في قارة آسيا مستدلاً بشهادة فيفا.
ترشح « فيفا»
وعاد خالد البوسعيدي ليفتح موضوع ترشح الأمير علي بن الحسين، إلى رئاسة «فيفا» فأوضح أنه استغرب الرفض العربي للفكرة الشجاعة وقال: آلمني أن يعترض رؤساء الاتحادات العربية على قرار الأمير علي بن الحسين منذ الوهلة الأولى دون أن يمنحوه فرصة تقديم مشروعه ثم يتخذوا قرارهم بالتصويت له أو تزكية بلاتر، وأعتبر أنه من باب الصداقة على الأقل أن نستمع الى الرجل ونفسح له المجال ليقدم أفكاره.
ونفى البوسعيدي أن يكون ترشح علي بن الحسين لرئاسة «فيفا» مفاجأة وذكر أن الفكرة رائجة في الكواليس منذ أشهر وجميع رؤساء الاتحاد على علم بذلك، موضحاً أن دفاعه عن الأمير علي بن الحسين لا يعني أن الاتحاد العماني قرر التصويت له.
تراجع الكرة العربية أمر طبيعي
عن تراجع الكرة الخليجية في المنافسات الكبرى قال خالد البوسعيدي: هو أمر طبيعي والأسباب تبدو عديدة لكن دعني أصارحك وأقول لك إن العوامل الخارجة عن نطاق الرياضة هي الأكثر تأثيراً، الثقافة الرياضية ضعيفة في مجتمعاتنا الرياضية..
مضيفاً، نحن شعوب غير جدية ولا تحب العمل بإخلاص في بلادنا، ففي أوروبا يبذل العامل كل جهده خلال دوامه على امتداد 8 ساعات لكن العربي لا يعمل فعلياً ربما سوى ساعة واحدة خلال الـ8 ساعات. ولن أتحدث عن التزام بخصوص النظام الغذائي وغيره من التفاصيل الدقيقة ولكنها مهمة في حياة اللاعب.
وأضاف البوسعيدي: إن الحكومات العربية تصرف الملايين على الشباب وتشييد الملاعب والمنشآت الرياضية لكن العقلية الهاوية لاتزال تشد كرتنا إلى الوراء.
عبر رئيس اتحاد كرة القدم العُماني عن رفضه لفكرة تنظيم بطولة كأس آسيا بنظام المنتخبات «الدوارة» حيث تتنقل من مدينة الى أخرى كل مباراة. وطالب بضرورة العدول عن هذه الفكرة التي تأكد فشلها في نهائيات كأس العالم بالبرازيل حيث تصيب اللاعبين بالإرهاق وتسببت في ضعف المستوى الفني للمباريات.
واقترح البوسعيدي أن يتم تنظيم كأس آسيا في المستقبل بمدن مختلفة لكن كل مجموعة تلعب كل مبارياتها بمدينة واحدة، لأن التنقل بين مدينة وأخرى مسألة مقلقة ومرهقة للمنتخبات، على اعتبار أن الوقت بين المباريات قصير للغاية، وسيضيع وقتاً مهماً على حساب التحضيرات، ومن الممكن أن يؤثر ذلك حتى في نتيجة المباراة، متوقعاً أن يتم الاستغناء عن هذه الفكرة في المستقبل، كونها ليست في مصلحة المنتخبات.
رد مع اقتباس
