المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مَيثْ
عن تلكم الحيرة في اختيار الموضوع الذي تودون طرحه :
من تأمل فيما يخطه بنانكم ، ويتجول في دهاليز محتواه ، وجد ذلك التكرار الذي من خلاله القصد به منكم التأكيد على قناعتكم ،
بأن ما تطرحونه يحتاج لوقفة انصات ، وإنصاف ، ليكون منه الالتقييم ، والتقويم ، بعد ان انفك من عقال التجربة المريرة ،
من قبل أن تُبرم الفكرة ، لتكون واقعا مُعاش على أرض الوجود ، والشهود ،
عن أولئك الفريقين :
فلو نظرنا لكلاهما ، لوجدنا النفع في قربهما منا ، لأن بقربهما تكون اليقظة
من أن تغلب كفة على الآخرى ،
بمجرد انجذابٍ لهوى النفس ، أو حديثٍ لنفس ،
أو يكون من همس شيطانٍ في روع نفس !
أما عن ذلك المُهمّش :
فإني أجده في ذات صاحب الشأن ، حين يكون لو عقلٍ راجح ،
وقلبٍ مُفعم ، وبالإيمان راسخ ،
فمن تأمل في الحياة :
لوجد أننا ، وكأننا نسير في صحراءٍ قاحلة ، ليس بها معالم لنهتدي من خلالها على الطريق ،
فلا يعلونا غير سماءٍ عالية ، ولا يدنونا غير رملةٍ ، أقدامنا فيها جاثية !
ولا يكون لنا مع كل ذلك :
غير أن تكون لنا أداة بها نهتدي للنهاية ، ومن وسائلٍ بها نصل لبرِ الأمان ،
فتكون عيوننا بوصولنا لأهدافنا هانئة .
فلذلك :
كان لزاماً على السالك في درب الحياة ، أن تكون له خارطة طريق ، وأن يكون له زاد مسير ،
وأن لا يسقط من حساباته تلكم العقبات ، وتلك العثرات التي قد تُصادفه في الطريق .
والمرءُ :
هو البصير بحاله ، وهو من يُقدر حاجاته ، وكما عليه ترويض نفسه ، ومعرفة رغباتها ،
وتلك العوارض التي تُشتت أهدافه !
" فمن عزم على اقتحام الصعاب وتأهب لتحمل نتائج قراراته ،
فما ضره بعد ذلك ما يُلاقيه من مصاعب ، بعد أن حدد قِبلته ويمم نحوها ،
قيقيناً ... سيحتضن بعد ذلك هدفه ، ونال من ذلك رعته ،
وزال بذلك بعدها ما آلمه ... وأغمه " .