يقبل شهر رمضان على أهالي مدينة حلب هذا العام وسط معاناة زاد من قسوتها نقص كبير في المحروقات إثر قطع تنظيم داعش لطرق الإمداد بالوقود من شرق سوريا، إرتفاع أسعار المواد الغذائية فضلا عن قصف النظام اليومي للمدينة ترك الأهالي دون الشعور ببركة الشهر الفضيل وروحانيته، تفاصيل أوفى عن الوضع في مدينة حلب في التقرير التالي.
أي بؤس وأي شدة يمكن أن تصفها الكلمات، فلا كلمات تقال في حال ابو محمود وعائلته، الرجل الذي حرمته أهوال الحرب أبسط متطلباته في الحياة.
ويتحدث ابو محمود " كل الناس لديها غاز أو ببور للطبخ عليه، كل الناس تأكل البقدونس، البندورة، الخيار، كل هذه الأشياء أنا محروم منها".
لأجل اسكات الجوع يكتنز ابو محمود بعض حبات البطاطا لتكون اشهى اطباق افطاره في رمضان، والتي اضحت رفاهيةً بالنسبة له، عوضاً عن وجبة البرغل المعتادة، التي لم تعد تغني أو تثمن من جوع.
ويضيف ابو محمود في حديث لأخبار الآن "والله اذا كنت سأموت هنا في منزلي لا أمد يدي للحرام أو أطلب مساعدة أحد، لكنني أطلب من الله تعالى أن يهونها ويفرج عني وعن جميع الناس".
ابو محمود ليس إلا احدى قصص المعاناة في مدينة الألم حلب، فهي اليوم تشهد أقسى موجات الحصار والخنق الاقتصادي، بعد أن منعت داعش عنها وصول المحروقات القادمة من مناطق الشرق حيث آبار النفط.
وفي حديث مع أبو محمد أحد بائعي الوقود في حلب " في شهر رمضان هناك نقص حاد في مادة المازوت والبانزين أدى لتوقف الأليات عن العمل،
وتوقف المولدات والأفران والمستشفيات وتضاعفت اسعار المازوت".
اسعار المواد الاولية من الأطعمة والخضروات واللحوم لا تتوقف عن الارتفاع في رمضان، فغلاء المحروقات وفقدانها ضاعف من قيمتها بشكل كبير، الأمر الذي أحدث حالة شلل في حركة السوق، ناهيك عن الكارثة التي ستنجم في حال توقف المشافي والدفاع المدني عن العمل بسبب شح الوقود مع استمرار القصف.
وفي حديث لأبو خالد أحد بائعي المواد التموينية في حلب " أثر ارتفاع أسعار المازوت بشكل كبير على اسعار المواد التموينية فتضاعفت بشكل كبير، فأسعار نقل البضائع إلى حلب ارتفع بشكل كبير وهو ما انعكس على اسعار المواد"
ليست أزمة الطاقة إلا فصلاً جديداً من المعاناة يضاف إلى الجحيم الذي يعيشه أهل حلب، فالقصف والموت والحصار هم أبرز سمات هذه المدينة المنكوبة.
رد مع اقتباس
