السلام عليكم
لماذا ننظر الى المدمن تحديدا أو المنحرف بشكل عام نظرة على انه مذنب ؟
اليس من المحتمل ان يكون هو ضحية ؟
الكثير من الظروف تؤدي الى انحراف وانجراف الشباب الى هوة الإدمان بأشكاله المختلفة
بدليل أننا نعلم ونعي بأننا مخلوقين على فطرة سليمة ، وأن الإجرام مثلا لا يولد مع الشخص
بل يتولد عنده نتيجة بيئته وتربيته وظروف حياته .
بدليل ايضا أن الدراسات اثبتت بأن الإنحراف أو الإجرام يستحيل أن يتكون مع الطفل منذ ولادته
بل يبدأ بالتكوين بعد السنين الأولى ، وأن نسبة ضئيلة جدا تولد بنازع إجرامي وهي تعتبر حالة
مرضية غير طبيعية ، حتى أنها تظهر في طبيعة خلقة الشخص وتكوين ملامحه ....
مثل جحوظ العينين
استطالة الرأس
تقدم الجبهة للأمام بشكل ملحوظ
وغيرها من الصفات التي لا ألّم بها ايضا
فلو حاولنا أن نقلب الصورة وأخذنا طفل مولود في بيئة صحية اجتماعيا ونفسيا وزرعناه في
بيئة موبوئة بالآفات والأمراض والفقر والإنحطاط فسنرى أنه سيتأثر ببيئته التي تربى بها
ونرى الآخر الذي ننقله من بيئته الدونية الى بيئة أصفى وأنقى وتتمتع بقدر من النظافة النفسية
والراحة الإجتماعية سنجد أنه سيظهر عندنا انسان سوي مثقف واع .
إذن الظروف هي التي تخلق الشخصية السليمة أو المريضة أو المنحرفة .
من هنا علينا أن نعي دورنا في توجيه الدعم والمساعدة لهذه النوعية المنبوذة من الناس بيننا
وأن نتعامل معهم على أنهم مرضى وليسوا مجرمين ..
فقد نساهم في الحد من أزماتهم النفسية حين نشعرهم بالقبول والود لا أن نشعرهم دائما بأنهم
منبوذين بيننا فقد يكون منهم اليتيم ، وقد يكون منهم الفقير المعدم .
فلنحاول ان نمد لهم يد المساعدة ، وأن لا نتنصل من مسؤوليتنا تجاههم حتى لا يساهموا في
نشر هذا الوباء في مجتمعاتنا بشكل أكبر